منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#26821
تتميز قمة الأمم المتحدة في الذكرى الستين لقيام المنظمة الدولية بحضور أكبر عدد من الزعماء ورؤساء الوزراء في دول العالم مقارنة بالقمتين السابقتين، قمة الذكرى الخمسين سنة 1995، وقمة الألفية سنة 2000، التي صادفت الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس الأمم المتحدة.

ففي سنة 1995 كان عدد زعماء الدول ورؤساء الوزراء (137) وفي قمة الألفية سنة 2000 ارتفع العدد إلى (147).

أما في هذه القمة التي تبدأ أعمالها اليوم، في الذكرى الستين لقيام الأمم المتحدة فإن عدد الزعماء ورؤساء الوزراء يتجاوز (170) وحول هذا التميز لقمة 2005 عن سابقاتها بهذا التواجد الكبير لقادة العالم، قال الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإعلام سمير صنبر، في حديث ل«الرياض»: «إن تواجد هذا العدد الكبير من زعماء العالم في القمة نابع من اهتمامهم بمنظمة الأمم المتحدة وانقاذها من المشاكل التي تحف بها، فهم كالأطباء يرون حالة حرجة يتطلب مثل هذا التواجد الكبير لمعالجتها.

والأمم المتحدة أصبحت اليوم أقرب ما تكون إلى حالة حرجة لمريض مما يتطلب حرص الزعماء على الحضور لأن في ذلك عملية انقاذ للمنظمة وزعماء الدول مشكورون على مبادرتهم بالحضور تاركين وراءهم مسؤوليات حكوماتهم وشعوبهم ليأتوا إلى نيويورك بعد أن أدركوا أن الأمم المتحدة حقاً في حاجة إلى انقاذ وإلا فإنها ستفقد دورها ومصداقيتها، وهو الدور والمصداقية اللذان أجمع عليهما المؤسسون لها ومن بينهم المملكة العربية السعودية في سنة 1945 بأن تكون الأمم المتحدة منظمة تنقذ العالم من ويلات الحروب والأمراض والفقر.

وحول أهمية هذه القمة في إعادة إحياء مكانة الأمم المتحدة كالمنظمة الأم لشعوب العالم، قال السيد سمير صنبر: «كما هو بالنسبة للأفراد فإن الحال تنطبق على المؤسسات في أنها عندما تصل إلى هذا العمر، ونحن نتحدث عن 60 عاما من عمر الأمم المتحدة، فلا بد من مراجعة وإعادة نظر وربما إحياء الروح أو إعادة الروح إن أمكن إلى الأمم المتحدة والتفكير بإعطائها الزخم اللازم لكي تبقى متفاعلة في عملها مع القرار السياسي بين الدول.

ويجب أن نعترف أن الأمم المتحدة قد مرت بمشاكل في العام الماضي والمرحلة الأخيرة، نحن نعترف بها لكي نواجهها ونحاول إعادة الصدقية إلى منظمتنا وإلى دورها وفعاليتها لتظل هي مرجع الشرعية الدولية لكافة الدول وحتى تظل، أيضاً، تعمل من أجل التعاون بين الدول والتفاهم بين الشعوب لذلك، فإن هذه القمة بالغة الأهمية لكي ينظر زعماء الدول إلى دور المنظمة وكيفية إبقائها على المسرح الدولي كمرجع أساسي وشامل لكل ما فيه أمن وسلام العالم».

وحول قدرة الأمم المتحدة على مواجهة حملات تستهدف إضعافها، قال السيد سمير صنبر: «هذه الحملات بالفعل أضعفت الأمم المتحدة وقللت من دورها وفعاليتها، وأعتقد أن تصدي الأمم المتحدة لهذه الحملات يجب أن يقوم على عدة مستويات. أولاً: البدء بالنفس فإن كانت هناك مشاكل داخلية تشكل ثغرات ضعف فيجب سدها بمواجهة هذه المشاكل وحلها بالتعامل معها بشكل حاسم وواضح لتجنب انتقادات من هم في الخارج.

ثانياً: يجب أن يكون هناك تعاون فعّال بين الدول الأعضاء والأمانة العامة بحيث لا يجب أن يكون هناك تصادم بين الطرفين بل يجب أن يكون بينهما تحالف وتوازن وعمل مشترك وهو ما يعتمد على حكمة الأمانة العامة وتفاعل الدول الأعضاء.

وتطرق الحديث مع الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإعلام، سمير صنبر، إلى دور المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة كدولة مؤسسة لهذه المنظمة الدولية، حيث قال: «إن المملكة العربية السعودية، كونها دولة مؤسسة للأمم المتحدة، ظلت ذات دور كبير في عمل الأمم المتحدة كما أنها لا تتراجع عن تقديم الدعم للمنظمة كلما تطلبت الحاجة إلى ذلك.

وأثبتت المملكة دورها الأممي في الالتزام بالشرعية الدولية أحياناً بشكل علني وفي أحيان كثيرة بشكل لا يعلن عنه وهو دور يتسم دوماً بالإيجابية والفعالية سواء في الجانب السياسي أو في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعنى بها الأمم المتحدة.

وفي المملكة واحد من أكبر برامج الأمم المتحدة للتنمية.

والمملكة العربية السعودية عضو مؤثر في اللجنة الاقتصادية - الاجتماعية لغرب آسيا. وهناك مسؤولون سعوديون أصبحوا يتقلدون مناصب عليا في الأمم المتحدة كالدكتورة ثريا عبيد المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وحضور هذا الوفد الكبير الرفيع المستوى من المملكة العربية السعودية إلى قمة الأمم المتحدة برئاسة ولي العهد، الأمير سلطان، يدل على اهتمام المملكة بالأمم المتحدة وذلك لما للأمير سلطان من تجربة دولية ومن مكانة رفيعة في المملكة نفسها وفي العالمين العربي والإسلامي وهذا ما يمنح وفد المملكة تميزاً في هذه القمة».