أسس العلاقات الدولية
مرسل: الأحد مايو 23, 2010 8:50 pm
2010/01/04
هايل عبد المولى طشطوش - جاءت رسالة الإسلام عامة شاملة لم تدع صغيرة ولا كبيرة في كافة مناحي الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية إلا احتوتها وقدمت لها تصورا ووضعت لها رؤية واضحة وجلية، وقد كانت العلاقات الدولية من الموضوعات الهامة التي تعاملت معها رسالة الإسلام منذ اليوم الأول لها حيث لا غنى لدولة أو مجتمع عن إيجاد روابط وصلات مع ما يحيط به من دول ومجتمعات، فعلى الصعيد الوضعي يمكن تعريف العلاقات الدولية بأنها تلك الصلات والروابط التي تبنيها وتقيمها دولة ما مع غيرها من الدول وقد اتسع المفهوم على مر العصور ليشمل كافة أنواع العلاقات سواء كانت سياسية أو اقتصادية او اجتماعية أو ثقافية أو علمية ... الخ .
و العلاقات الدولية في الإسلام هي عبارة عن مجموع العلاقات والصلات الخارجية التي تقيمها الدولة الإسلامية مع غيرها من الدول والجماعات بغية تحقيق أهداف معينة شريطة ان تكون هذه الأهداف منسجمة مع الضوابط الشرعية الإسلامية .
والمتتبع لحركة التاريخ الإسلامي يجد أن الدولة الإسلامية منذ نشؤها استطاعت بناء شبكة من العلاقات الدولية مع غيرها من الدول والمجتمعات المجاورة وقد نجحت في ذلك لأنها استخدمت أساليب دبلوماسية متميزة وعصرية تختلف عن أساليب الدول السابقة حيث عقدت المعاهدات، واستقبلت السفراء، وأعانت اللاجئين والضعفاء، وراسلت الملوك، وبعثت الوفود، وتحالفت مع القبائل، وفاوضت الدول وأقامت الصلات والعلاقات الخارجية.. كل ذلك بتصور إسلامي مستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومما يعطي أهمية وقيمة كبرى للعلاقات الدولية في الإسلام هو طبيعة الرسالة التي جاء بها الإسلام حيث ان الإسلام رسالة خاتمة جاءت للبشرية جمعاء، مما منحها صفة العالمية وفرض عليها التعايش مع كل الجماعات البشرية غير المحاربة، وفق ضوابط معلومة وقواعد محددة،....وأما أهداف العلاقات الدولية والسياسة الخارجية في الإسلام فقد جاءت منسجمة مع المنهج الإسلامي ويمكن تفصيل الأهداف العامة للعلاقات الدولية في الإسلام على النحو التالي:
1 ـ تحقيق الأمن الوطني والقومي: وكل ما يتطلبه هذا الهدف من تفاصيل كسيادة الدولة على أراضيها، وحفظ حدودها الجغرافية في حالة من الاستقرار، إضافة إلى عدم تدخلها بشؤون غيرها من الدول.
2 ـ رعاية المصالح المتبادلة: من الصعب على دولة أن تعيش بمعزل عن غيرها من الدول فمن الصعب القول في عالم العلاقات الدولية ان هناك دولة مكتفية ذاتيا لذلك تلجأ الدول إلى أن تكمل نقصها عبر علاقاتها الخارجية، وتبادل المنافع مع الدول الأخرى.
3 ـ الأمن المشترك: فالأمن مطلب رئيسي لا يمكن الاستغناء عنه في حياة الدول والأفراد وهو أحد الضروريات التي يحتاجها كل نظام سياسي يسعى إلى الاستقرار والاستمرار، وإذا كان الأمن الداخلي مسألة خاصة بكل دولة فهناك أمن خارجي مشترك بين دول العالم، تحكمه اتفاقيات تضمن عدم اعتداء دولة على أخرى، وقد تتحالف دول معينة وتتفق على التصدي لأي عدوان يهدد دولة في الحلف.
4 ـ الأمن والسلام الدوليين: تسعى الدول الى إقامة تفاهمات واتفاقيات مشتركة هدفها ضمان توفير الأمن المشترك والسلام العالمي للجميع بعيدا عن الخلافات التي تهدد أمن العالم؛ لذلك اقتضت المصلحة أن يقوم نظام عالمي لرعاية السلام العالمي، ومنع حدوث خلافات بين الدول، وهذا من الأهداف الهامة والبارزة للعلاقات الدولية والسياسيات الخارجية للدولة الإسلامية كما هو حال بقية دول العالم .
أما خصائص العلاقات الدولية في الإسلام : لقد امتازت العلاقات الدولية في الإسلام عن غيرها بأنها مستندة إلى عقيدة سمحة تستمد منها معايير التنفيذ والأداء لذلك فقد ابتعدت عن المنطق الذي يقول بان العلاقات الدولية هي علاقات مبنية على استخدام القوة والصراع والحروب بغية تحقيق الأهداف والمصالح الذاتية لذا كانت وما زالت العلاقات الدولية القائمة على شريعة الإسلام ترفض هذا المنطق وتلتزم أسس الحوار واحترام الآخر وحسن الجوار والتفاهم ... باعتبارها من القيم النبيلة التي تحكم سياساتها الخارجية وتوجهها، لذا امتازت العلاقات الدولية في الإسلام بالعديد من الخصائص التي ميزتها عن غيرها والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
1 ـ العلاقات الدولية في الإسلام تمتاز بثبات ورسوخ المصادر وعدم خضوعها للمتغيرات والأحداث الدولية المتغيرة ، كما تتميز بالمرونة في الاستجابة لمتغيرات الزمان والمكان والحال.
2ـ تصطبغ العلاقات الدولية في الإسلام بصبغه دينية قائمة على التسامح والحوار والعدل والسلام والحرية ومساعدة وحماية المظلوم والوفاء بالعهود. حيث يظهر اثر هذه القيم بشكل واضح في واقع العلاقات الدولية الإسلامية.
3 ـ العلاقات الدولية في الإسلام تمتاز بالمرونة والقدرة على التكيف مع المستجدات والتغيرات.
4ـ العلاقات الدولية في الإسلام تمتاز بالشمولية والاتساع فهي تشمل في تفاعلاتها الدول والأفراد والمؤسسات .
5ـ وسائل العلاقات الدولية في الإسلام نبيلة سامية كما هي غاياتها وهي بعيدة عن الأنانية والفردية والمصالح الذاتية لذا فهي تعمل في إطار المصلحة العامة الشاملة لكافة دول العالم مستخدمة وسائل وطرائق نبيلة وسامية وراقية ومتحضرة .
6. العلاقات الدولية في الإسلام تستطيع ان تقرر استخدام القوة في اللحظة المناسبة وخاصة في ظل أجواء العدوان والطغيان التي قد تتعرض لها الدولة السلامية وذلك كحق مشروع قرره القران الكريم الذي سبق المواثيق الدولية التي أعطت الحق لمن يتعرض للعدوان ان يصده بقوة .
هايل عبد المولى طشطوش - جاءت رسالة الإسلام عامة شاملة لم تدع صغيرة ولا كبيرة في كافة مناحي الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية إلا احتوتها وقدمت لها تصورا ووضعت لها رؤية واضحة وجلية، وقد كانت العلاقات الدولية من الموضوعات الهامة التي تعاملت معها رسالة الإسلام منذ اليوم الأول لها حيث لا غنى لدولة أو مجتمع عن إيجاد روابط وصلات مع ما يحيط به من دول ومجتمعات، فعلى الصعيد الوضعي يمكن تعريف العلاقات الدولية بأنها تلك الصلات والروابط التي تبنيها وتقيمها دولة ما مع غيرها من الدول وقد اتسع المفهوم على مر العصور ليشمل كافة أنواع العلاقات سواء كانت سياسية أو اقتصادية او اجتماعية أو ثقافية أو علمية ... الخ .
و العلاقات الدولية في الإسلام هي عبارة عن مجموع العلاقات والصلات الخارجية التي تقيمها الدولة الإسلامية مع غيرها من الدول والجماعات بغية تحقيق أهداف معينة شريطة ان تكون هذه الأهداف منسجمة مع الضوابط الشرعية الإسلامية .
والمتتبع لحركة التاريخ الإسلامي يجد أن الدولة الإسلامية منذ نشؤها استطاعت بناء شبكة من العلاقات الدولية مع غيرها من الدول والمجتمعات المجاورة وقد نجحت في ذلك لأنها استخدمت أساليب دبلوماسية متميزة وعصرية تختلف عن أساليب الدول السابقة حيث عقدت المعاهدات، واستقبلت السفراء، وأعانت اللاجئين والضعفاء، وراسلت الملوك، وبعثت الوفود، وتحالفت مع القبائل، وفاوضت الدول وأقامت الصلات والعلاقات الخارجية.. كل ذلك بتصور إسلامي مستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومما يعطي أهمية وقيمة كبرى للعلاقات الدولية في الإسلام هو طبيعة الرسالة التي جاء بها الإسلام حيث ان الإسلام رسالة خاتمة جاءت للبشرية جمعاء، مما منحها صفة العالمية وفرض عليها التعايش مع كل الجماعات البشرية غير المحاربة، وفق ضوابط معلومة وقواعد محددة،....وأما أهداف العلاقات الدولية والسياسة الخارجية في الإسلام فقد جاءت منسجمة مع المنهج الإسلامي ويمكن تفصيل الأهداف العامة للعلاقات الدولية في الإسلام على النحو التالي:
1 ـ تحقيق الأمن الوطني والقومي: وكل ما يتطلبه هذا الهدف من تفاصيل كسيادة الدولة على أراضيها، وحفظ حدودها الجغرافية في حالة من الاستقرار، إضافة إلى عدم تدخلها بشؤون غيرها من الدول.
2 ـ رعاية المصالح المتبادلة: من الصعب على دولة أن تعيش بمعزل عن غيرها من الدول فمن الصعب القول في عالم العلاقات الدولية ان هناك دولة مكتفية ذاتيا لذلك تلجأ الدول إلى أن تكمل نقصها عبر علاقاتها الخارجية، وتبادل المنافع مع الدول الأخرى.
3 ـ الأمن المشترك: فالأمن مطلب رئيسي لا يمكن الاستغناء عنه في حياة الدول والأفراد وهو أحد الضروريات التي يحتاجها كل نظام سياسي يسعى إلى الاستقرار والاستمرار، وإذا كان الأمن الداخلي مسألة خاصة بكل دولة فهناك أمن خارجي مشترك بين دول العالم، تحكمه اتفاقيات تضمن عدم اعتداء دولة على أخرى، وقد تتحالف دول معينة وتتفق على التصدي لأي عدوان يهدد دولة في الحلف.
4 ـ الأمن والسلام الدوليين: تسعى الدول الى إقامة تفاهمات واتفاقيات مشتركة هدفها ضمان توفير الأمن المشترك والسلام العالمي للجميع بعيدا عن الخلافات التي تهدد أمن العالم؛ لذلك اقتضت المصلحة أن يقوم نظام عالمي لرعاية السلام العالمي، ومنع حدوث خلافات بين الدول، وهذا من الأهداف الهامة والبارزة للعلاقات الدولية والسياسيات الخارجية للدولة الإسلامية كما هو حال بقية دول العالم .
أما خصائص العلاقات الدولية في الإسلام : لقد امتازت العلاقات الدولية في الإسلام عن غيرها بأنها مستندة إلى عقيدة سمحة تستمد منها معايير التنفيذ والأداء لذلك فقد ابتعدت عن المنطق الذي يقول بان العلاقات الدولية هي علاقات مبنية على استخدام القوة والصراع والحروب بغية تحقيق الأهداف والمصالح الذاتية لذا كانت وما زالت العلاقات الدولية القائمة على شريعة الإسلام ترفض هذا المنطق وتلتزم أسس الحوار واحترام الآخر وحسن الجوار والتفاهم ... باعتبارها من القيم النبيلة التي تحكم سياساتها الخارجية وتوجهها، لذا امتازت العلاقات الدولية في الإسلام بالعديد من الخصائص التي ميزتها عن غيرها والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
1 ـ العلاقات الدولية في الإسلام تمتاز بثبات ورسوخ المصادر وعدم خضوعها للمتغيرات والأحداث الدولية المتغيرة ، كما تتميز بالمرونة في الاستجابة لمتغيرات الزمان والمكان والحال.
2ـ تصطبغ العلاقات الدولية في الإسلام بصبغه دينية قائمة على التسامح والحوار والعدل والسلام والحرية ومساعدة وحماية المظلوم والوفاء بالعهود. حيث يظهر اثر هذه القيم بشكل واضح في واقع العلاقات الدولية الإسلامية.
3 ـ العلاقات الدولية في الإسلام تمتاز بالمرونة والقدرة على التكيف مع المستجدات والتغيرات.
4ـ العلاقات الدولية في الإسلام تمتاز بالشمولية والاتساع فهي تشمل في تفاعلاتها الدول والأفراد والمؤسسات .
5ـ وسائل العلاقات الدولية في الإسلام نبيلة سامية كما هي غاياتها وهي بعيدة عن الأنانية والفردية والمصالح الذاتية لذا فهي تعمل في إطار المصلحة العامة الشاملة لكافة دول العالم مستخدمة وسائل وطرائق نبيلة وسامية وراقية ومتحضرة .
6. العلاقات الدولية في الإسلام تستطيع ان تقرر استخدام القوة في اللحظة المناسبة وخاصة في ظل أجواء العدوان والطغيان التي قد تتعرض لها الدولة السلامية وذلك كحق مشروع قرره القران الكريم الذي سبق المواثيق الدولية التي أعطت الحق لمن يتعرض للعدوان ان يصده بقوة .