منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بإبداعات الأعضاء

المشرف: حمد القباني

#27033

...


عجائب الدهر لا تفنى أوابدها
والمرء ما عاش لايخلو من العجب
ما كنت أحسب أن الأرض يعمرها
غير الأعاجم في الآفاق والعرب
وكنت أخبر بالجن الحفاة فلا
أرد أخبارها إلا إلى الكذب
حتى رأيت أقاصيراً مشيدة
للجن محفوفة الأبواب والحجب
يحفها الزرع والماء المعين بها
مع المواقير من نخل ومن عنب
مابينها الخيل من طرف ومن تلد
والخور فيها من الأنعام والكسب
وكل بيضاء تحكي الشمس ضاحية
هيفاء لفاء من موصوفة العرب
مضى جماد ويأتي بعده رجب
وسوف أسري على الميعاد في رجب
حتى أوافي خير الجن من عرم
ذاك ابن صعب هو المعروف باليلب
ابغي لديه الذي أرجوه من سبب
من التواصل وأصهار والنسب

هنا البدايه ..

خرَج الهدهاد بن شرحبيل أحد ملوك حميَر في جماعةٍ من خدمه و خاصته إلى الصيد ..
فرأى غزالةً يطرُدها الذِئب حتى ألجأها إلى مضيقٍ ليس لها منهُ خلاص و لا مفَر
فَهَب حينها ابن شرحبيل لحمايتها فَطَرد عنها الذِئب و خلَّصها مِنه فهربَت الغزالة ..
ظَل الهدهاد يتبَع أثَرها لينظُر أين معادها و بينما هو كذلِك حتى ظهرَت له مدينةٌ عظِيمه
فيها من النِّعَم و الزَّرع و الأنهار ما لم يرَه من قَبل ..
فوقف الهدهاد دون تلك المدينة متعجباً مما ظهر له ،
إذ أقبل عليه رجل من أهل تلك المدينة التي ظهرت له
يسلم عليه ، ورحب به وحياه و قال له :
أيها الملك إني أراك متعجباً مما ظهر لك في يومك هذا
فقال الهدهاد إني لكما ذكرت فما هذه المدينة ..؟ ومن ساكنها ..؟
قال له : هذه مأرب .. سميت باسم بلد قومك
وهي مدينة عرم .. حي من الجن وهم سكانها
وأنا " اليلب بن صعب " ملكهم وصاحب أمرهم ..
وأنت الهدهاد بن شرحبيل ملك قومك وسيدهم وصاحب أمرهم ..
فبينما هو معه في هذا الكلام إذ مرت بهما امرأة لم يرَ أحداً أحسن منها وجهاً
ولا أكمل منها خلقاً .. ولا أظهر منها صباحةً .. ولا أطيب منها رائحة ..
فافتتن بها الهدهاد وعلم ملك الجن أنه قد هويها وشغف بها فقال له :
يا بن شرحبيل إن كنت قد هويتها فهي ابنتي وأنا أزوجك بها ..
فجزاه الهدهاد بن شرحبيل خيراً على كلامه وقال له من لي بذلك..؟
فقال اليلب : أنا لك بما عرضت عليك من تزويجي إياها منك
وجمعي بينكما على أسر الأحوال وأيمنها فهل عرفتها ..؟
فقال الهدهاد ماعرفتها قبل يومي هذا ..!
فقال اليلب : هي الغزالة التي خلصتها من الذئب يابن شرحبيل ..!
ولأكافئنَّك على جميع فعالك أبداً بأحسن من محبواتها
فإذا أردت ذلك فأقدم إلينا بخاصتك من قومك وأهل بيتك
وملوك قومك ليشهدوا ملاكك ويحضروا وليمتها وميعادك الشهر الداخل ..
فانصرف الهدهاد بن شرحبيل على الميعاد وغابت المدينة عنه
فإذا هو بأصحابه حوله يدورون فقالوا له :
أين كنت ..؟
فنحن في طلبك مذ فارقتنا ولم نترك شيئاً من هذه الخلوات إلا وقد قلبناه عليك وطلبناك فيه
فقال لهم لم ابعد ولم أغب .. واقبل يسير وهو يردد الأبيات الوارده أعلاه بعجبٍ شديد ..!

خرَج الهدهاد بعدها في الميعاد إلى أصهاره الجن مع خاصة قومه وخدمة حتى وافاهم
فوجد قصراً بناه له الجن في فلاة من الأرض تحفه النخل والأعناب وألوان الزروع وأنواع الفواكه
تجري فيه الأنهار الجارية فتعجب القوم من ذلك تعجباً شديداً ورأوا ملكاً عظيماً
فنزلوا في القصر معه على فرش لم يروا مثلها وقربت لهم موائد عليها من طيبات المأكول
وألوانها التي لم يأكلوا قط أطيب منها طعماً ولا أزكى رائحة وسقوا من الشراب مالم يشربوا قط
أهضم منه ولا ألذ .. فمكثوا معه ثلاث أيام بلياليها في ذلك ..
ورفعت إلى الهدهاد امرأته " الحرور " بنت اليلب بن صعب العرمي ملك الجن ..
وأذن الهدهاد لبني عمه وخاصة عشيرته بالانصراف إلى مواضعهم وصار ذلك القصر دار مملكته ..
ويقال انه مكث زماناً طويلا مع زوجته الحرور و ولدت له منها فتاةً أسماها [ بلقيس ] ..
#27034
هي بلقيس
إبنة الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن يشدد بن الفظاظ بن عمرو بن عبدالشمس
ملك مملكة سبأ .. للأسف لا يُوجَد لـِ بلقيس تأريخٌ محدد لولادتها و لا لوفاتها
و يعُود ذلِك لإهمال السبئيون في تدوين و تأريخ أحداث دولتهم حتى سنة 600 قبل الميلاد
و إن كان قَد ذُكِر بعض التواريخ إلا أنها كانت و لا زالَت موضِع خلافٍ بين الباحثين
و ذلك يجعلنا لا نأخُذ بأحدها لإنعدام الحجَّة الدامغه و المصدَر ..
ورِثَت الحُكم بعد وفاة أبيها الهدهاد بولايةٍ منه لما رآه من رجاحَة عقلها و شِدَّة ذكائها
و قِيل لأنها وحيدته - و إن كان الغالبيه يرون أنه كان لها شقيقاً أكبَر و أن السبب الأول هُو الأرجح - ..
بدأت حُقبَة الملكَة الشَّابَّة بلقيس لكن أشراف المملكه من الرجال و عليَة قومها
استنكروا توليها العرش وقابلوا هذا الأمر بالازدراء و الاستياء فكيف تتولى زمام الأمور
في مملكة مترامية الأطراف مثل مملكتهم امرأة ..!
و كان لهذا التشتت بين قوم بلقيس أصداء خارج حدود مملكتها فقد أثار الطمع
في قلوب الطامحين الاستيلاء على مملكة سبأ وكان على رأس الطَّامعين المتربِّصين
ملكٌ يُدعَى " عمرو بن أبرهة " الملقب حينهَا بذي الأذعار ..

حشَد إبن أبرهَة جيوشَه و قوَّته و عتَاده و تقدَّم نحو المملكَة الأعظَم للإستيلاء
على المَجد السبأي و على ملكتَه أيضَاً و هُو ما شعَرت بِه الملكة الذكيَّة بلقيس
و خشِيَت منه فَـ تخفَّت في ثياب رجُلٍ و هربَت بعيداً عن المملكَة لتتركها على طبَقٍ
من ذهَب لذي الأذعار الذِي عاث فيها فساداً و خرابا ..
و بعد مُدَّةٍ عادت بلقيس لمملكتها و طلبَت من ذي الأذعار الزواج بها و هُو ما قام
به فِعلاً متجاهلاً قوَّتها و دهائها الذِي جعله يدفَع الثمن حياتِه و مملكته ..
و في رواياتٍ أخرى يُقال أنها دخلت عليه ذات يوم في قصره و ظلت تسقيه الخمر
وهو ظانٌ أنها تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه استلت سكيناً و ذبحته بها
وخلصت بذلك أهل سبأ من شر ذي الأذعار وفساده ..
وازدهرت مملكة سبأ أيمّا ازدهار واستقرت البلاد أيمّا استقرار وتمتع أهل اليمن
بالرخاء و الحضارة والعمران والمدنية كما حاربت بلقيس الأعداء ووطدت أركان ملكها
بالعدل و ساست قومها بالحكمة ..
ومما أذاع صيتها و حببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب
الذي كان قد نال منه الزمن وأهرم بنيانه وأضعف أوصاله ..
..
#27035
..


[ الملكَة العظِيمَه و الملِك الأعظَم فِي التأرِيخ ]

فِي هذه الحقبَة كان على الأرض ملكٌ آخَر فِي بيت المقدِس .. هُو أعظَم ملُوك الإنس على مرّ التأريخ ..
ملِكٌ وهبَه الله بساطٌ مركب من أخشاب يسَع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور
والخيام والأمتعة والخيول والجمال والأثقال والرجال من الأنس والجان وغير ذلك من الحيوانات
والطيور فإذا أراد سفراً أو مستنزهاً أو قتال ملك أو أعداء من أي بلاد الله شاء ..
يأمُر الريح فتدخُل تحته فترفعه .. فإذا استقل بين السماء والأرض أمر الرخاء فسارت به ..
فإن أراد أسرع من ذلك أمر العاصفة فحملته أسرع ما يكون فوضعته في أي مكان شاء ..
ملكٌ يُدعى [ سُليمان ] .. إنه نبِي الله سليمان عليه السَّلام ..
ملكٌ سخَّر الله له " الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ " ..
و " مِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ " .. و " مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ " ..
قيل كانت له عشرة آلاف فرس.. وقيل عشرين ألف فرس فيها عشرون
فرساً من ذوات الأجنحة .. ملكٌ آتاه الله " مِنْ كُلِّ شَيْءٍ "
..
ذات يومٍ لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه الملك سليمان - عليه السلام - ليبحث عن موردٍ
للماء أن أهل سبأ على الرغم مما آتاهم الله من النعم إلا أنهم " يسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ " ..
" أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ *
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * "
فما كان من سليمان المعروف بكمال عقله وسعة حكمته إلا أن يتحرّى صدق كلام الهدهد
فقال: " سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين" ..
لأنه كان قَد توعَّده بالعذاب الشديد لغيابِه ..
" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ *
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ " ..
فأرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتابٍ يتضمن دعوته لهم إلى
طاعة الله ورسوله والإنابة والإذعان وأن يأتوه مسلمين خاضعين لحكمه وسلطانه ..
ونصه " إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ * وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ " ..
كانت بلقيس حينها جالسة على سرير مملكتها المزخرف بأنواع من الجواهر واللآلئ والذهب
مما يسلب الألباب ويذهب بالمنطق والأسباب
ولما عُرف عن بلقيس من رجاحة وركازة العقل فإنها جمعت وزراءها وعلية قومها و شاورتهم
في أمر هذا الكتاب .. " قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ " ..
ثُم أستشارتهُم" يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ " ..
في ذلك الوقت كانت مملكة سبأ تشهد من القوة ما يجعل الممالك الأخرى تخشاها و تحسب
لها ألف حساب فكان رأي وزرائها " نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ" في إشارةٍ منهم إلى اللجوء
للحرب والقوة .. إلا أن بلقيس صاحبة العلم والحكمة والبصيرة النافذة ارتأت رأياً مخالفاً لرأيهم
فهي تعلم بخبرتها وتجاربها في الحياة أن " الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً
وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ " .. وبصرت بما لم يبصروا ورأت أن ترسل إلى سليمان بهديةٍ مع علية قومها
عله يلين أو يغير رأيه منتظرةٌ بما يرجع المرسلون .. ولكن سليمان - عليه السلام - رد عليهم برد
قوي ومتوعداً إياهم بالوعيد الشديد قائلاً:
" قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ " ..
فأرسل لهُم مرةً أُخرى بالرَّد الأقوى
" ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ " ..
عندها أيقنت بلقيس بقوة سليمان وعظمة سلطانه و أنه لا مفرَّ و لا قُدرة لهُم على هذا الملك ..
فجمعت حرسها وجنودها واتجهت إلى الشام حيث الملك الأعظَم على الأرض ..
في هذه الأثناء كان قَد طلَب سُليمان من قومِه " أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ " ..؟
أراد بذلك أن يختبِر هذه الملكه " أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ " ..
فأجابه أحد العفاريت " أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ " .. ثُم أجابه " الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ "
و قِيل أنه آصف بن برخيا وهو ابن خالة سليمان .. وقيل : هو رجل من مؤمني الجان
يقال أنه يعرِف الاسم الأعظم .. أجابه بـ " أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ "
و هُو ما قام بِه فعلاً و جاء بعرش بلقيس قبل وصولها لبيت المقدِس ..
تأمل سليمان عرش الملكة طويلا ثم أمر بتغييره أمر بإجراء بعض التعديلات عليه
ليمتحنها حين تأتي ويرى هل تهتدي إلى عرشها أم تكون من الذين لا يهتدون ..
كما أمر سليمان ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس واختار مكانا رائعا على البحر وأمر ببناء القصر
بحيث يقع معظمه على مياه البحر وأمر أن تصنع أرضية القصر من زجاج شديد الصلابة وعظيم
الشفافية في نفس الوقت لكي يسير السائر في أرض القصر ويتأمل تحته الأسماك الملونة
وهي تسبح ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك ..
تم بناء القصر ومن فرط نقاء الزجاج الذي صنعت منه أرض حجراته لم يكن يبدو
أن هناك زجاجا تلاشت أرضية القصر في البحر وصارت ستارا زجاجيا خفيا فوقه ..
و عند وصول الملكة بلقيس إصطحبها سليمان عليه السلام إلى العرش فنظرت إليه
فرأته كعرشها وليس كعرشها تماما .. إذا كان عرشها فكيف سبقها في المجيء..؟
وإذا لم يكن عرشها فكيف أمكن تقليده بهذه الدقة ..؟ قال سليمان وهو يراها تتأمل العرش :
" أَهَكَذَا عَرْشُكِ "..؟ قالت بلقيس بعد حيرة قصيرة : " كَأَنَّهُ هُوَ " ..!
فقال سليمان: " وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ "..
أدركت بلقيس أن هذا هو عرشها لقد سبقها إلى المجيء وأنكرت فيه أجزاء
وهي لم تزل تقطع الطريق لسليمان .. أي قدرة يملكها هذا الملك ..؟
انبهرت بلقيس بما شاهدته من إيمان سليمان وصلاته لله مثلما انبهرت بما رأته
من تقدمه في الصناعات والفنون والعلوم ..
رأت عقيدة قومها تتهاوى هنا أمام سليمان وأدركت أن الشمس التي يعبدها قومها
ليست غير مخلوق خلقه الله تعالى وسخره لعباده
هُنا قيل لبلقيس ادخلي القصر .. فلما نظرت لم تر الزجاج ورأت المياه وحسبت أنها
ستخوض البحر و " كَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا " حتى لا يبتل رداؤها فنبهها سليمان - دون أن ينظر -
ألا تخاف على ثيابها من البلل ليست هناك مياه " إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ " ..
إنه زجاج ناعم لا يظهر من فرط نعومته..
اختارت بلقيس هذه اللحظة لإعلان إسلامها و قالت :
" رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " .. وتبعها قومها ..
أدركت أنها تواجه أعظم ملوك الأرض وأحد أنبياء الله الكرام ..

قِيل أن سليمان تزوجها و أقرها على مملكة اليمن وردها إليه وكان يزورها في كل شهر مرة
فيقيم عندها ثلاثة أيام ثم يعود على البساط .. وأمر الجان فبنوا له ثلاثة قصور باليمن ..
غمدان وسالحين وبيتون و قِيل أيضَاً أن سليمان لم يتزوجها بل زوجها بملك همدان
وأقرها على ملك اليمن وسخر زوبعة ملك جن اليمن فبنى لها القصور الثلاثة التي ذُكِرَت
لكِن القَول الأول أشهر وأظهر ..

..



مما اعجبني صورة

..منقول..