- الاثنين مايو 24, 2010 6:31 pm
#27033
خرَج الهدهاد بن شرحبيل أحد ملوك حميَر في جماعةٍ من خدمه و خاصته إلى الصيد ..
فرأى غزالةً يطرُدها الذِئب حتى ألجأها إلى مضيقٍ ليس لها منهُ خلاص و لا مفَر
فَهَب حينها ابن شرحبيل لحمايتها فَطَرد عنها الذِئب و خلَّصها مِنه فهربَت الغزالة ..
ظَل الهدهاد يتبَع أثَرها لينظُر أين معادها و بينما هو كذلِك حتى ظهرَت له مدينةٌ عظِيمه
فيها من النِّعَم و الزَّرع و الأنهار ما لم يرَه من قَبل ..
فوقف الهدهاد دون تلك المدينة متعجباً مما ظهر له ،
إذ أقبل عليه رجل من أهل تلك المدينة التي ظهرت له
يسلم عليه ، ورحب به وحياه و قال له :
أيها الملك إني أراك متعجباً مما ظهر لك في يومك هذا
فقال الهدهاد إني لكما ذكرت فما هذه المدينة ..؟ ومن ساكنها ..؟
قال له : هذه مأرب .. سميت باسم بلد قومك
وهي مدينة عرم .. حي من الجن وهم سكانها
وأنا " اليلب بن صعب " ملكهم وصاحب أمرهم ..
وأنت الهدهاد بن شرحبيل ملك قومك وسيدهم وصاحب أمرهم ..
فبينما هو معه في هذا الكلام إذ مرت بهما امرأة لم يرَ أحداً أحسن منها وجهاً
ولا أكمل منها خلقاً .. ولا أظهر منها صباحةً .. ولا أطيب منها رائحة ..
فافتتن بها الهدهاد وعلم ملك الجن أنه قد هويها وشغف بها فقال له :
يا بن شرحبيل إن كنت قد هويتها فهي ابنتي وأنا أزوجك بها ..
فجزاه الهدهاد بن شرحبيل خيراً على كلامه وقال له من لي بذلك..؟
فقال اليلب : أنا لك بما عرضت عليك من تزويجي إياها منك
وجمعي بينكما على أسر الأحوال وأيمنها فهل عرفتها ..؟
فقال الهدهاد ماعرفتها قبل يومي هذا ..!
فقال اليلب : هي الغزالة التي خلصتها من الذئب يابن شرحبيل ..!
ولأكافئنَّك على جميع فعالك أبداً بأحسن من محبواتها
فإذا أردت ذلك فأقدم إلينا بخاصتك من قومك وأهل بيتك
وملوك قومك ليشهدوا ملاكك ويحضروا وليمتها وميعادك الشهر الداخل ..
فانصرف الهدهاد بن شرحبيل على الميعاد وغابت المدينة عنه
فإذا هو بأصحابه حوله يدورون فقالوا له :
أين كنت ..؟
فنحن في طلبك مذ فارقتنا ولم نترك شيئاً من هذه الخلوات إلا وقد قلبناه عليك وطلبناك فيه
فقال لهم لم ابعد ولم أغب .. واقبل يسير وهو يردد الأبيات الوارده أعلاه بعجبٍ شديد ..!
خرَج الهدهاد بعدها في الميعاد إلى أصهاره الجن مع خاصة قومه وخدمة حتى وافاهم
فوجد قصراً بناه له الجن في فلاة من الأرض تحفه النخل والأعناب وألوان الزروع وأنواع الفواكه
تجري فيه الأنهار الجارية فتعجب القوم من ذلك تعجباً شديداً ورأوا ملكاً عظيماً
فنزلوا في القصر معه على فرش لم يروا مثلها وقربت لهم موائد عليها من طيبات المأكول
وألوانها التي لم يأكلوا قط أطيب منها طعماً ولا أزكى رائحة وسقوا من الشراب مالم يشربوا قط
أهضم منه ولا ألذ .. فمكثوا معه ثلاث أيام بلياليها في ذلك ..
ورفعت إلى الهدهاد امرأته " الحرور " بنت اليلب بن صعب العرمي ملك الجن ..
وأذن الهدهاد لبني عمه وخاصة عشيرته بالانصراف إلى مواضعهم وصار ذلك القصر دار مملكته ..
ويقال انه مكث زماناً طويلا مع زوجته الحرور و ولدت له منها فتاةً أسماها [ بلقيس ] ..
...
عجائب الدهر لا تفنى أوابدها
والمرء ما عاش لايخلو من العجب
ما كنت أحسب أن الأرض يعمرها
غير الأعاجم في الآفاق والعرب
وكنت أخبر بالجن الحفاة فلا
أرد أخبارها إلا إلى الكذب
حتى رأيت أقاصيراً مشيدة
للجن محفوفة الأبواب والحجب
يحفها الزرع والماء المعين بها
مع المواقير من نخل ومن عنب
مابينها الخيل من طرف ومن تلد
والخور فيها من الأنعام والكسب
وكل بيضاء تحكي الشمس ضاحية
هيفاء لفاء من موصوفة العرب
مضى جماد ويأتي بعده رجب
وسوف أسري على الميعاد في رجب
حتى أوافي خير الجن من عرم
ذاك ابن صعب هو المعروف باليلب
ابغي لديه الذي أرجوه من سبب
من التواصل وأصهار والنسب
خرَج الهدهاد بن شرحبيل أحد ملوك حميَر في جماعةٍ من خدمه و خاصته إلى الصيد ..
فرأى غزالةً يطرُدها الذِئب حتى ألجأها إلى مضيقٍ ليس لها منهُ خلاص و لا مفَر
فَهَب حينها ابن شرحبيل لحمايتها فَطَرد عنها الذِئب و خلَّصها مِنه فهربَت الغزالة ..
ظَل الهدهاد يتبَع أثَرها لينظُر أين معادها و بينما هو كذلِك حتى ظهرَت له مدينةٌ عظِيمه
فيها من النِّعَم و الزَّرع و الأنهار ما لم يرَه من قَبل ..
فوقف الهدهاد دون تلك المدينة متعجباً مما ظهر له ،
إذ أقبل عليه رجل من أهل تلك المدينة التي ظهرت له
يسلم عليه ، ورحب به وحياه و قال له :
أيها الملك إني أراك متعجباً مما ظهر لك في يومك هذا
فقال الهدهاد إني لكما ذكرت فما هذه المدينة ..؟ ومن ساكنها ..؟
قال له : هذه مأرب .. سميت باسم بلد قومك
وهي مدينة عرم .. حي من الجن وهم سكانها
وأنا " اليلب بن صعب " ملكهم وصاحب أمرهم ..
وأنت الهدهاد بن شرحبيل ملك قومك وسيدهم وصاحب أمرهم ..
فبينما هو معه في هذا الكلام إذ مرت بهما امرأة لم يرَ أحداً أحسن منها وجهاً
ولا أكمل منها خلقاً .. ولا أظهر منها صباحةً .. ولا أطيب منها رائحة ..
فافتتن بها الهدهاد وعلم ملك الجن أنه قد هويها وشغف بها فقال له :
يا بن شرحبيل إن كنت قد هويتها فهي ابنتي وأنا أزوجك بها ..
فجزاه الهدهاد بن شرحبيل خيراً على كلامه وقال له من لي بذلك..؟
فقال اليلب : أنا لك بما عرضت عليك من تزويجي إياها منك
وجمعي بينكما على أسر الأحوال وأيمنها فهل عرفتها ..؟
فقال الهدهاد ماعرفتها قبل يومي هذا ..!
فقال اليلب : هي الغزالة التي خلصتها من الذئب يابن شرحبيل ..!
ولأكافئنَّك على جميع فعالك أبداً بأحسن من محبواتها
فإذا أردت ذلك فأقدم إلينا بخاصتك من قومك وأهل بيتك
وملوك قومك ليشهدوا ملاكك ويحضروا وليمتها وميعادك الشهر الداخل ..
فانصرف الهدهاد بن شرحبيل على الميعاد وغابت المدينة عنه
فإذا هو بأصحابه حوله يدورون فقالوا له :
أين كنت ..؟
فنحن في طلبك مذ فارقتنا ولم نترك شيئاً من هذه الخلوات إلا وقد قلبناه عليك وطلبناك فيه
فقال لهم لم ابعد ولم أغب .. واقبل يسير وهو يردد الأبيات الوارده أعلاه بعجبٍ شديد ..!
خرَج الهدهاد بعدها في الميعاد إلى أصهاره الجن مع خاصة قومه وخدمة حتى وافاهم
فوجد قصراً بناه له الجن في فلاة من الأرض تحفه النخل والأعناب وألوان الزروع وأنواع الفواكه
تجري فيه الأنهار الجارية فتعجب القوم من ذلك تعجباً شديداً ورأوا ملكاً عظيماً
فنزلوا في القصر معه على فرش لم يروا مثلها وقربت لهم موائد عليها من طيبات المأكول
وألوانها التي لم يأكلوا قط أطيب منها طعماً ولا أزكى رائحة وسقوا من الشراب مالم يشربوا قط
أهضم منه ولا ألذ .. فمكثوا معه ثلاث أيام بلياليها في ذلك ..
ورفعت إلى الهدهاد امرأته " الحرور " بنت اليلب بن صعب العرمي ملك الجن ..
وأذن الهدهاد لبني عمه وخاصة عشيرته بالانصراف إلى مواضعهم وصار ذلك القصر دار مملكته ..
ويقال انه مكث زماناً طويلا مع زوجته الحرور و ولدت له منها فتاةً أسماها [ بلقيس ] ..