موسى بن النصر
أرض الأندلس تعيش في شعور كل مسلم، صغير كان أم كبيرا، فنحن نشاق إليها كحني الولد لأمه، نتحرق شوقاً للقياها، ونبكي دماء على فقدانها.
ففيها ازدهر العلم و بلغت الحضارة الإسلامية قمتها، وانتشر من الأدب و الفنون ما يسر السامعين ويفرح الناظرين...
و لمن فتحها، بالطبع، امتناءٌ خاص، و لمن جلب خرابها، فله الإهانة.
وهو برأي، أ، أفضل ما نبدأ به في تاريخ الأندلس هو الرجل وراء فتحها، موسى بن النصير. فهيا بنا ندرس نشأته.
ولد موسى بن النصير في الشام عام 19 للهجرة في خلافة عمربن الخطاب، رضي الله عنه، وعاش مع أولاد الخلفاء،شارك بعد أن تعلم فنون القتال واستخدام السلاح في فتح "قبرص"، و كان أحد قواد الأسطول الإسلامي، و لجأ إلى والي مصر بعد قتال الأمويين بين أنفسهم حول الخلافة، فأصبح قريباً من والي مصر عبدالعزيز بن المروان. كان عاملاً كريماً شجاعاً ورعاً تقياً لله تعالى، و كان من رجال العلم حزماً ورأيا و كان أيضاً شجاع و مقدام.
أعطاه عبدالعزيز بن المروان ولاية أفريقية (و كانت تطلق على الشمال الأفريقي: نونس وليبية والجزائر والمغرب، ما عدا مصر) عندما تولى أفريقية وقتها كان الإسلام غير مثبت في نفوس البربر و غيرهم، فكان يسود الإضرابات والإنقلابات تثور من بين فترة إلى أخرى، إلى أن قضى عليها موسى بن النصير، فانتشر الإستقرار و دخلوا الناس في دين الله يقيناً و أصبح منهم أحد أعظم القواد، ألا و هو طارق بن زياد البربري، رحمه الله.
فما أن نشر موسى بن النصير السلام في أفريقية بدأ يخطط لفتح الأندلس، و ارسل طارق بن زياد بسرية ففتح جنوب الأندلس، و منها انتشر الإسلام فيما يسمى الآن باسبانيا و البرتغال.
و بدأ عهد الأندلسيين.