صفحة 1 من 1

الملف النووي الإيراني بين الضغط الدولي والتعنت الإيراني

مرسل: الثلاثاء مايو 25, 2010 12:20 pm
بواسطة لولوه القنيعير 101

الملف النووي الإيراني بين الضغط الدولي والتعنت الإيراني



لا جديد في الموقف الايراني المتعنت من ضغوط المجتمع الدولي حيث يستند هذا التعنت الى مادة دستورية تمت اضافتها الى الدستور الايراني تحرم التراجع او تقديم اية تنازلات في ما يخص الملف النووي وما عزز التعنت الايراني اكثر هو فشل المجموعة الدولية التي تسعى لفرض عقوبات جديدة رابعة على ايران بسبب هذا التعنت في الاتفاق على نوعية العقوبات وتوقيتها، في حين اعلنت لندن امس الاول قلقها الشديد من اعلان نجاد تركيب اجهزة طرد مركزي متطورة اضافية في منشاة نتانز النووية الايرانية التي سبق ان كشفتها المعارضة الايرانية بعد ان كان النظام الايراني يتكتم عليها وذكرت لندن النظام الايراني انه يخرق خمس قرارات دولية بهذا الفعل بينما رات فيه واشنطن نوايا سيئة، الصحافة العالمية والعربية جددت اهتمامها بمستجدات الجدل العالمي حول ضغوط المجتمع الدولي وتعنت النظام الايراني الذي رفض حزمة من الحوافز التي قدمت له في وقت سابق للتخلي عن تخصيب اليورانيوم داخل ايران والخضوع للتفتيش الدقيق من قبل وكالة الطاقة الدولية التي تسربت معلومات صحفية ومخابراتية عن مديرها السابق محمد البرادعي تقول انه كان يتستر على النشاط النووي الايراني وانه كان يكتفي بالتحليق بالطائرة فوق المنشات النووية الايرانية دون السماح لمفتشي الوكالة بجرد محتوياتها وكشف نشاطها والحصول على الاجابات الصحيحة عنه من قبل النظام الايراني مع معرفته بان النظام الايراني يتكتم على الكثير من نشاطاته والمواقع النووية التي يجري فيها ومشاريعه لبناء محطات جديدة.

ففي صحيفة الديلي تلجراف الصادرة يوم 8 نيسان الجاري نطالع تغطية عن القمة النووية التي يعتزم الرئيس الامريكي عقدها في واشنطن تحت عنوان (نتنياهو يلغي زيارة الى القمة النووية).

وتقول الصحيفة ان قمة اوباما تعرضت لنكسة عقب الغاء رئيس الوزراء الصهيوني زيارة مقررة الى واشنطن، بعد ان علم ان مصر وتركيا تعتزمان طرح موضوع الترسانة النووية الصهيونية في هذا المؤتمر المزمع عقده هذا الاسبوع.

ومن المقرر ان يحضر هذا المؤتمر، غير المسبوق، العشرات من زعماء العالم، حيث يسعى اوباما من خلاله الى اقناع الجميع بالعمل على ان لا تقع اي اسلحة نووية في ايدي الارهابيين، حسب الصحيفة.

وتنوه الصحيفة الى ان القمة النووية لن تركز على بلدان بعينها، الا ان برنامجي ايران وكوريا الشمالية النووي، غير المدعوتين للقمة، واحتمالات فرض عقوبات جديدة على طهران، ستكونان ضمن اعمالها. كما ان تصريح كلنتون حول اتفاق الجمهوريين والديمقراطيين على حماية وتامين الموجود من المواد الانشطارية النووية يؤشر ان هذه المسالة ستكون من جملة المواضيع التي ستطرح على بساط النقاشات الدولية.

صحيفة الاندبندنت البريطانية تحدثت عن إعلان إيران المضي في برنامجها النووي ببناء أجهزة طرد مركزي أشد سرعة لتخصيب اليورانيوم وقالت ان هذا الاعلان زاد من صعوبة الموقف بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يسعى لحشد التأييد الدولي لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي. وتشير الصحيفة إلى المؤتمر الذي سيعقده أوباما هذا الاسبوع في واشنطن حول نزع السلاح النووي بهدف تعزيز التعاون الدولي لحماية المواد النووية ومكافحة الإرهاب النووي، غير أنها ترى أن الجهود لكبح طموحات إيران ستتجلى بشكل كبير في المؤتمر. وتقول الاندبندنت إن مهمة أوباما قد تعقدت بإصرار تركيا على أنها ستضغط لنزع سلاح الكيان الصهيوني النووي كجزء من الشرق الأوسط الخالي من الأسلحة النووية حتى بعد قرار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إدارة ظهره للاجتماع.

وتضيف الصحيفة أن موقف تركيا الذي أكدته الجمعة وزارة الخارجية في عاصمتها أنقرة هو دليل آخر على أن الترسانة غير المعلنة للدولة اليهودية ـ والتي يقدر المحللون بأنها قد تصل إلى مائتي رأس نووي ـ من غير المرجح أن تختفي عن ساحة النقاش، فيما تحاول الدول الغربية إجبار إيران على وقف برنامج تخصيب اليورانيوم، الذي يشكل الجزء الرئيسي في ما يشتبه به على نطاق واسع من محاولة للحصول على أسلحة نووية. وتشير الاندبندنت إلى إعلان نتنياهو بعدم حضور مؤتمر واشنطن، وإرسال نائبه ووزير الاستخبارات والطاقة النووية دان ميريدور بدلا عنه، وسط تقارير بأن تركيا ومصر تعزمان على استخدام المؤتمر الذي ستحضره 47 دولة لتركيز الأضواء على الكيان الصهيوني. ويرى بعض المراقبين ان الاتجاه التركي المصري سيخدم ايران ومشروعها ويوفر لها فرصة الافلات من ضغط دولي جديد عبر توجيه الانظار الى الكيان الصهيوني وترسانته النووية بموازاة التوجه نحو السعي الايراني لامتلاك السلاح النووي.

صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية تقول إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين قد حققوا إنجازا دبلوماسيا ـ حسب قول الصحيفة ـ بعد انضمام الصين إلى المباحثات التي عقدت في الأمم المتحدة بنيويورك لبحث فرض حزمة رابعة من العقوبات ضد إيران. إلا أن بكين وموسكو ـ كما يقول هارفي موريس مراسل الصحيفة في نيويورك ـ قد أكدتا على أنهما لم توصدا الباب تماما في وجه التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة مع إيران حول طموحاتها النووية.

وتقول الصحيفة إن فيتالي تشوركين مندوب روسيا في الأمم المتحدة قد أعرب عن نفاذ صبر موسكو بسبب عدم قيام إيران بتسوية مؤكدا "أن كل الاقتراحات البناءة بأشكالها المختلفة قد عرضت على إيران، فإذا ما أرادت التفاوض فعليها أن تبدا في التفاوض".

أما الصين، فترى الصحيفة أن اشتراكها في المحادثات التي جرت الخميس يشكل تليينا لموقفها بعدما كانت تصر في السابق على أن من المبكر فرض عقوبات إضافية على إيران. وتقول الفاينانشيال تايمز إن الدول الست التي تتعامل مع المسألة النووية لإيران تتبع "مسارا مزدوجا" حيث حافز المفاوضات وضغوط العقوبات الإضافية. وتشير الصحيفة إلى أن لي باودونج السفير الصيني في الأمم المتحدة قد أكد عقب المباحثات على أهمية المسار الأول قائلا "إن المسار المزدوج يركز على الدبلوماسية".

وتضيف أنه حتى في حال موافقة الصين على ممارسة ضغوط اقتصادية إضافية على إيران فإن التفاوض حول صيغة قرار بفرض العقوبات الجديدة يستغرق أسابيع قبل أن يعرض على مجلس الأمن الدولي.

صحيفة العرب القطرية القت نظرة على اقوال نجاد المصرة على التمسك بالمشروع النووي وقالت الصحيفة تحت عنوان (نجاد: التهديدات ستعزز تصميمنا في الملف النووي)" ان "الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اكد أمس أن التهديدات الدولية لن تؤدي إلا إلى "تعزيز تصميم إيران" على مواصلة سياستها النووية، مكررا أن طهران لا تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية.

وقال الرئيس الإيراني في كلمة ألقاها لمناسبة اليوم الوطني للطاقة النووية إن الغربيين الساعين إلى فرض عقوبات على طهران "عليهم أن يدركوا أنهم مخطئون في السعي إلى تغيير إرادة إيران، فهذا النوع من الأعمال لن ينجح إلا في تعزيز التصميم الإيراني". وتابع نجاد أن السياسة النووية الإيرانية "منطلقة في طريق لا عودة فيها" مكررا أن "إيران دولة نووية، سواء أقر أعداؤها بذلك أم لا". من جهة أخرى، أكد نجاد أن بلاده "تعارض القنبلة النووية"، منتقدا القوى النووية التي تملك هذا السلاح وبدأت تروج لوجوب عدم انتشاره. وحذر الدول التي تهدد إيران قائلا: "سنقطع أي يد تسعى إلى ضرب إيران، في أي مكان في العالم".

وفي الاحتفال نفسه أعلن رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية أمس أن بلاده طورت جيلا ثالثا من أجهزة الطرد المركزي تستطيع إنتاج اليورانيوم المخصب بمعدل 6 أضعاف أكثر من ذلك الذي تنتجه الأجهزة الموجودة حاليا في موقع نطنز. وقال رئيس الوكالة علي أكبر صالحي: "إن أجهزة الطرد المركزي تم اختبارها بنجاح"، مضيفا أن "أجهزة الطرد المركزي هذه لا تسمح لنا بمضاعفة قدرتنا على فصل (اليورانيوم) فحسب، وإنما أيضا على إنتاج مزيد (من اليورانيوم المخصب) في وقت أقل".

وأوضح صالحي أن إيران تعمل على إنشاء موقع لتحويل هذا اليورانيوم إلى وقود نووي لمفاعل طهران للأبحاث الطبية. ومن المعلوم ان منشاة نتانز تنتج اليورانيوم مخصبا الى درجة 5% واذا كان ما يقوله صالحي حقيقيا بان اجهزة الطرد المركزي المتطورة الجديدة ضاعفت الدرجة ست مرات فذلك يعني رفع التخصيب الى 30% وهو ما يفوق الدرجة اللازمة لصنع قنبلة نووية، لكن تقارير مخابراتية تسربت من دول تعنى بالملف النووي الإيراني اكدت ان تصريحات نجاد هي تكرار لتصريحات قديمة فارغة مخصصة للاستهلاك الداخلي حيث تشهد حكومته رفضا ومعارضة شعبية قوية وللحصول على حزمة من الحوافز والتنازلات الدولية تجاه سعيها النووي الذي يستهدف الحصول على السلاح النووي، اما القول ان ايران باتت من ضمن دول النادي النووي فهو غير صحيح الا اذا كانت ايران قد امتلكت رؤوسا نووية وصواريخ قادرة على ايصالها الى الاهداف المطلوبة وهو ما لم يثبت بعد.