.. حرب اسرائيل القادمة ..
مرسل: الثلاثاء مايو 25, 2010 6:20 pm
بقلم : واصف عريقات
ما يدعو للاعتقاد بأن اسرائيل تعد للحرب أكثر من أي وقت مضى، ما ورد من توصيات لجنة القاضي فينوغراد التي تضمنت تحريضا على رد الاعتبار لهيبة الردع والتأديب عند الجيش الاسرائيلي، ويوجه الحكومة الحالية والحكومات القادمة الى ضرورة المبادرة بالقيام بعمليات عسكرية (ضربات وقائية لمنع تعاظم قوات الخصم )، كما ورد في التقرير : " إن اسرائيل لن تستطيع الصمود في هذه المنطقة ولن تستطيع العيش بسلام أو على الأقل في حالة عدم حرب، إلا إذا اعتقد الشعب في اسرائيل نفسها وفي محيطها بأن لاسرائيل قيادة سياسية وعسكرية وأنها تمتلك قدرات عسكرية ومجتمعها يتمتع بمتانة تفسح لها المجال لردع أولئك الجيران الذين يسعون إلى المس بها ولمنعهم من تحقيق هدفهم، وإن اقتضت الضرورة استخدام القوة العسكرية " كما أن التقرير لم يوبخ الحكومة الحالية فحسب لكنه انتقد الحكومات السابقة لتقصيرها في ذات السياق، بالاضافة الى أن العسكريين الاسرائيليين يشعرون بالمهانة من نتائج لجنة التحقيق واعتبروها زلزالا من خلال توجيه الاتهام لهم بشكل مباشر وتحميلهم كما هي القيادة السياسية مسئولية الهزيمة أمام قوات حزب الله في عدوان صيف 2006، والحرب اصبحت لهؤلاء جميعا المخرج من المأزق الذي وضعوا فيه، وهي فرصة لاسترداد المعنويات وتأكيد الذات، فأين ستكون هذه الحرب...؟؟؟ وأين يكون الخيار..؟؟
النصر المطلوب لاسرائيل لا يتحقق إلا باستخدام القوات البرية، بحجم كبير وبأمد قصير وحسم سريع، وحقيقة الامر أن اسرائيل أصبحت تخشى بشكل جدي المواجهة وزج القوات البرية (مع قوات شبه نظامية كما وصفتها ) خاصة بعد هزيمتهم في لبنان ، وهي ذات الخشية مع الفلسطينيين حيث صمدوا وتجرعوا المرارة في كل الحروب السابقة، هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تعاظم القدرات القتالية الفلسطينية واللبنانية ورفع مستوى الجاهزية والأداء الميداني، وهو ما تحدثت عنه التقارير الاستخبارية الاسرائيلية مؤخرا، وهذا ما تحدث عنه الجنرال احتياط عودي شاني الذي كلفه الجيش الاسرائيلي باعداد تقرير حول طريقة عمل قيادة الاركان خلال الحرب على لبنان صيف 2006 حيث قال " ان الحرب ستشهد استخداما مكثفا للاسلحة البالستية على كامل الاراضي الاسرائيلية".
ربما يدعوهم ذلك للتفكير بحرب على سوريا كجيش نظامي في مواقع ثابتة ومثقل بمعدات وأسلحة تصبح بلا قيمة إذا ما فقدت غطاؤها الجوي والذي تراهن اسرائيل عليه من خلال تفوقها الجوي، لكن سوريا أعلنت عن توجهها للقتال باسلوب حرب العصابات أيضا(الوحدات الخاصة) وبهذا تتغلب سوريا على التفوق الاسرائيلي ، ويطول أمد المعركة، كما أن هناك امكانيات وقدرات سورية ( صاروخية ) حديثة حاولت اسرائيل استطلاعها، مما يضع اسرائيل أمام خشية اضافية، ويبعد احتمال انجاز النصر المطلوب بسهولة.
يبقى خيار الضربة لايران، فهي من وجهة نظر اسرائيل (محور الشر ومنبع الارهاب)، وهي التي تقول لايمكن التعايش مع ايران نووية، وزاد في الطين بلة الاعلان عن تدشين المركز الفضائي الايراني الذي سيستخدم في اطلاق الاقمار الصناعية، وهو تقدم في مجال تكنولوجيا الصواريخ الايرانية، ومن شأنه التأثير على فعالية أقمار التجسس الامريكية والاسرائيلية على المواقع الايرانية، كما أن الضربة لايران ( مع ما يعتريها من مخاطر وفي مقدمتها الفشل ) إلا أنها تجنب اسرائيل استخدام القوات البرية وتكون حربها حرب معدات وامكانيات، وطبعا بدعم كبير من الامريكان خاصة في مجال التجسس والاستخبارات وشل قدرات الرادارات والتشويش على الاتصالات، وفي هذا الخيار تخوف اسرائيلي من حجم الرد الايراني ( الذي يمتلك قدرات لا يستهان فيها ) وفي العمق الاسرائيلي، وكذلك على مناطق تواجد الجيش الامريكي في كل من العراق وافغانستان.....وربما فتح جبهات في انحاء أخرى من العالم.
هل تنتظر اسرائيل حصول ايران على السلاح النووي...؟؟؟
وهل سيتحقق النصر المنشود بالعمل العسكري..... ؟؟؟.
هناك محددات منها :
•لم يعد الجيش الاسرائيلي يتمتع بنفس الجاهزية القتالية حتى مع تصريحات قياداته بأنه صحح الاخطاء وعوض النواقص وتجاوز هفوات الماضي.
•معنويات الجندي الاسرائيلي تدنت الى مستويات كبيرة من الصعب استردادها في فترة زمنية قصيرة، كما أن جندي اليوم جندي رفاهية تضاعفت عشرات المرات عن ذي قبل.
•لم يعد الجيش الاسرائيلي جيش الانتصارات ولم يعد العرب أهل الهزائم.
•الوقت يشكل عاملا ضاغطا على اسرائيل وهو ليس في مصلحتهم.
•تفسخ الجبهة الداخلية الاسرائيلية وفقدان الثقة بين الشعب وقياداته وزعزعة تقته بالجيش وقدراته.
•التفوق في المعدات والامكانيات القتالية لن تحرز الانتصارات والامثلة على ذلك كثيرة وفي مقدمتها امريكا في العراق وافغانستان وقبلها في فيتنام، واسرائيل في لبنان وفلسطين.
•عدم القدرة على تطبيق المفاهيم القتالية السابقة مثل " القتال على أرض الغير، والحرب الخاطفة، والاستباقية، والذراع الطويلة (الردع عن بعد )، والحدود الامنة، والتفوق بالسلاح والمعدات، والدبابة المكندشة المحصنة، والانتصارات السريعة"، وذلك بسبب تغيير قواعد اللعبة واصرارالشعوب على الصمود.
•حروب الماضي فيها دروس وعبر لاسرائيل اهمها: وماذا بعد الحرب..؟؟؟ فاسرائيل احتلت جنوب لبنان وحاصرت بيروت واقتحمتها وأوقعت المجازر في المخيمات الفلسطينية ثم انسحبت الى الجنوب ثم طردت من الجنوب، وفيما بعد هزمت في عدوانها على الجنوب ، وفي فلسطين اجتاحت محافظات الضفة الغربية وفشلت في السيطرة المطلقة عليها لكنها ضاعفت العقاب عليها، واحتلت قطاع غزة ولم تصمد فيه وانسحبت منه وأطبقت الحصار عليه، ومع ذلك لم تهن عزيمة الفلسطينيين ولم تنكسر ارادتهم.
فأي حرب قادمة ستكون مغامرة وسوف لن تجلب لاسرائيل إلا المزيد من الفشل ومراكمة للحقد والكراهية.
ما يدعو للاعتقاد بأن اسرائيل تعد للحرب أكثر من أي وقت مضى، ما ورد من توصيات لجنة القاضي فينوغراد التي تضمنت تحريضا على رد الاعتبار لهيبة الردع والتأديب عند الجيش الاسرائيلي، ويوجه الحكومة الحالية والحكومات القادمة الى ضرورة المبادرة بالقيام بعمليات عسكرية (ضربات وقائية لمنع تعاظم قوات الخصم )، كما ورد في التقرير : " إن اسرائيل لن تستطيع الصمود في هذه المنطقة ولن تستطيع العيش بسلام أو على الأقل في حالة عدم حرب، إلا إذا اعتقد الشعب في اسرائيل نفسها وفي محيطها بأن لاسرائيل قيادة سياسية وعسكرية وأنها تمتلك قدرات عسكرية ومجتمعها يتمتع بمتانة تفسح لها المجال لردع أولئك الجيران الذين يسعون إلى المس بها ولمنعهم من تحقيق هدفهم، وإن اقتضت الضرورة استخدام القوة العسكرية " كما أن التقرير لم يوبخ الحكومة الحالية فحسب لكنه انتقد الحكومات السابقة لتقصيرها في ذات السياق، بالاضافة الى أن العسكريين الاسرائيليين يشعرون بالمهانة من نتائج لجنة التحقيق واعتبروها زلزالا من خلال توجيه الاتهام لهم بشكل مباشر وتحميلهم كما هي القيادة السياسية مسئولية الهزيمة أمام قوات حزب الله في عدوان صيف 2006، والحرب اصبحت لهؤلاء جميعا المخرج من المأزق الذي وضعوا فيه، وهي فرصة لاسترداد المعنويات وتأكيد الذات، فأين ستكون هذه الحرب...؟؟؟ وأين يكون الخيار..؟؟
النصر المطلوب لاسرائيل لا يتحقق إلا باستخدام القوات البرية، بحجم كبير وبأمد قصير وحسم سريع، وحقيقة الامر أن اسرائيل أصبحت تخشى بشكل جدي المواجهة وزج القوات البرية (مع قوات شبه نظامية كما وصفتها ) خاصة بعد هزيمتهم في لبنان ، وهي ذات الخشية مع الفلسطينيين حيث صمدوا وتجرعوا المرارة في كل الحروب السابقة، هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تعاظم القدرات القتالية الفلسطينية واللبنانية ورفع مستوى الجاهزية والأداء الميداني، وهو ما تحدثت عنه التقارير الاستخبارية الاسرائيلية مؤخرا، وهذا ما تحدث عنه الجنرال احتياط عودي شاني الذي كلفه الجيش الاسرائيلي باعداد تقرير حول طريقة عمل قيادة الاركان خلال الحرب على لبنان صيف 2006 حيث قال " ان الحرب ستشهد استخداما مكثفا للاسلحة البالستية على كامل الاراضي الاسرائيلية".
ربما يدعوهم ذلك للتفكير بحرب على سوريا كجيش نظامي في مواقع ثابتة ومثقل بمعدات وأسلحة تصبح بلا قيمة إذا ما فقدت غطاؤها الجوي والذي تراهن اسرائيل عليه من خلال تفوقها الجوي، لكن سوريا أعلنت عن توجهها للقتال باسلوب حرب العصابات أيضا(الوحدات الخاصة) وبهذا تتغلب سوريا على التفوق الاسرائيلي ، ويطول أمد المعركة، كما أن هناك امكانيات وقدرات سورية ( صاروخية ) حديثة حاولت اسرائيل استطلاعها، مما يضع اسرائيل أمام خشية اضافية، ويبعد احتمال انجاز النصر المطلوب بسهولة.
يبقى خيار الضربة لايران، فهي من وجهة نظر اسرائيل (محور الشر ومنبع الارهاب)، وهي التي تقول لايمكن التعايش مع ايران نووية، وزاد في الطين بلة الاعلان عن تدشين المركز الفضائي الايراني الذي سيستخدم في اطلاق الاقمار الصناعية، وهو تقدم في مجال تكنولوجيا الصواريخ الايرانية، ومن شأنه التأثير على فعالية أقمار التجسس الامريكية والاسرائيلية على المواقع الايرانية، كما أن الضربة لايران ( مع ما يعتريها من مخاطر وفي مقدمتها الفشل ) إلا أنها تجنب اسرائيل استخدام القوات البرية وتكون حربها حرب معدات وامكانيات، وطبعا بدعم كبير من الامريكان خاصة في مجال التجسس والاستخبارات وشل قدرات الرادارات والتشويش على الاتصالات، وفي هذا الخيار تخوف اسرائيلي من حجم الرد الايراني ( الذي يمتلك قدرات لا يستهان فيها ) وفي العمق الاسرائيلي، وكذلك على مناطق تواجد الجيش الامريكي في كل من العراق وافغانستان.....وربما فتح جبهات في انحاء أخرى من العالم.
هل تنتظر اسرائيل حصول ايران على السلاح النووي...؟؟؟
وهل سيتحقق النصر المنشود بالعمل العسكري..... ؟؟؟.
هناك محددات منها :
•لم يعد الجيش الاسرائيلي يتمتع بنفس الجاهزية القتالية حتى مع تصريحات قياداته بأنه صحح الاخطاء وعوض النواقص وتجاوز هفوات الماضي.
•معنويات الجندي الاسرائيلي تدنت الى مستويات كبيرة من الصعب استردادها في فترة زمنية قصيرة، كما أن جندي اليوم جندي رفاهية تضاعفت عشرات المرات عن ذي قبل.
•لم يعد الجيش الاسرائيلي جيش الانتصارات ولم يعد العرب أهل الهزائم.
•الوقت يشكل عاملا ضاغطا على اسرائيل وهو ليس في مصلحتهم.
•تفسخ الجبهة الداخلية الاسرائيلية وفقدان الثقة بين الشعب وقياداته وزعزعة تقته بالجيش وقدراته.
•التفوق في المعدات والامكانيات القتالية لن تحرز الانتصارات والامثلة على ذلك كثيرة وفي مقدمتها امريكا في العراق وافغانستان وقبلها في فيتنام، واسرائيل في لبنان وفلسطين.
•عدم القدرة على تطبيق المفاهيم القتالية السابقة مثل " القتال على أرض الغير، والحرب الخاطفة، والاستباقية، والذراع الطويلة (الردع عن بعد )، والحدود الامنة، والتفوق بالسلاح والمعدات، والدبابة المكندشة المحصنة، والانتصارات السريعة"، وذلك بسبب تغيير قواعد اللعبة واصرارالشعوب على الصمود.
•حروب الماضي فيها دروس وعبر لاسرائيل اهمها: وماذا بعد الحرب..؟؟؟ فاسرائيل احتلت جنوب لبنان وحاصرت بيروت واقتحمتها وأوقعت المجازر في المخيمات الفلسطينية ثم انسحبت الى الجنوب ثم طردت من الجنوب، وفيما بعد هزمت في عدوانها على الجنوب ، وفي فلسطين اجتاحت محافظات الضفة الغربية وفشلت في السيطرة المطلقة عليها لكنها ضاعفت العقاب عليها، واحتلت قطاع غزة ولم تصمد فيه وانسحبت منه وأطبقت الحصار عليه، ومع ذلك لم تهن عزيمة الفلسطينيين ولم تنكسر ارادتهم.
فأي حرب قادمة ستكون مغامرة وسوف لن تجلب لاسرائيل إلا المزيد من الفشل ومراكمة للحقد والكراهية.