منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By سلطان الفريجان1
#27170
الليبرالية


الليبرالية مصطلح أجنبي معرب مأخوذ ومشتق من الحرية وهي تعني التحررية وهي مذهب فكري يهتم بحرية الفرد ، هي مذهب فكري وسياسي ينادي بالحرية المطلقة في الميدان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتركيز على مبدأ الاستقلالية ، جوهر الليبرالية يركز على أهمية الفرد وتحقيقه لرغبات ذاته في المجالات المختلفة .
يقول جون ديوي : " الليبرالية ليست اليوم أكثر من مجرد حالة فكرية يطلق عليها بغموض اسم التطلع إلى الأمام .
ويقول سترومبرج : " والحق أن كلمة الليبرالية مصطلح عريض وغامض شأنه في ذلك شأن مصطلح الرومانسية ويأتي الغموض من تبدل المعنى بصورة ملحوظة بمرور السنين .
تطلق الليبرالية على أمور متعددة منها
مذهب سياسي ، مذهب اقتصادي
ويقوم هذا المذهب على أساس علماني يعظم الإنسان ، وقد أطلق مصطلح الليبرالية على
مذهب سياسي : الذي يمنع تدخل الدولة واستقلالية السلطة التشريعية وتركز على الحرية الفردية
مذهب سياسي واقتصادي : يرى أن على الدولة التدخل الإيجابي لدعم الحرية
حركة فكرية ضمن البروتستانتية المعاصرة : وهذه تعتمد على حرية التفكير وانتهاج المنهج العقلي في مقابل النصوص الدينية .
مصطلحات مقاربة : الليبرتارية الكلاسيكية وهي عدم تدخل الدولة واقتصارها على حفظ الأمن والدفاع وإعطاء الفرد حريته
تسود الليبرالية المعاصرة ثلاثة اتجاهات :
( مذهب الحريون – الليبرالية النقابية – الليبرالية الإصلاحية )
غموض مصطلح الليبرالية :
لأن الليبرتارية الكلاسيكية ترى عدم تدخل الدولة فيما عدا حفظ الأمن
الليبراليون الأوائل كانوا ضد الديمقراطية
لا تاريخ محدد لظهور الليبرالية
أسباب غموض مصطلح الليبرالية :
غموض مبدأ الحرية ، عدم الاتساق ، التردد في المصطلح ، تلقائية الفعل الإنساني
ارتباط مصطلح الليبرالية بالرأسمالية .
أكد جون لوك على ضرورة الملكية الخاصة وأنها تدخل بصورة أساسية في حقوق الأفراد ، مصطلح الليبرالية يتقلب حسب الزمان والمكان ، فالليبرالية في مجال السياسة يمثلها النظام الديمقراطي .
الأسس الفكرية لليبرالية ؛ تنقسم إلى قسمين :
أسس ذاتية تميز الليبرالية عن غيرها من المذاهب الفكرية
أسس مشتركة بين الليبرالية وغيرها من المذاهب الفكرية
أنواع الليبرالية :
أ- الليبرالية الكلاسيكية ( المحافظون )
ب- الليبرالية الاجتماعية .
أسس الليبرالية :
الأساس الأول : الحرية
وتنقسم إلى نوعين : الحرية الإرادية ، الحرية المدنية
الحرية المدنية : أي أن الفرد حر في أفعاله ، ومستقل في تصرفاته ، وهذه الحرية هي التي اعتنى بها الفكر الليبرالي .
ومما يدعو للاستغراب أن بعض الليبراليين الذين يدعون للحرية المدنية نجدهم جبريين غلاة في الحرية الإرادية ، والحرية ليست فطرة ، ولكنها تظهر من خلال العمل وأحداث الواقع
ويؤكد ديوي ذلك بتحديد ثلاثة عناصر تلخص المعنى الحقيقي للحرية وهي :
الحرية تتضمن كفاءة العمل – الحرية تحتوي القدرة على توزيع الخطط – تعني الحرية أن تصبح الرغبة والاختيار عاملين مؤثرين في الأحداث
نقاط الالتقاء والافتراق بين المفهوم السلبي والإيجابي للحرية :
الانطلاق من الحرية الفردية كمفهوم مشترك وقاسم التقاء بين السلب والإيجاب
تركيز المفهوم السلبي على عدم التدخل الخارجي
انطلاق المفهوم السلبي من المنهج المادي التجريبي
تركيز المفهوم السلبي على جهل الإنسان .
وقد لخص كانت الجوانب الإيجابية والسلبية لمفهوم الحرية في ثلاثة أصول هي :
أ- الحرية الدستورية : ومقتضاها إثبات وتقرير حق المواطن في أن لا يخضع لأحكام أي قانون لم يوافق على تشريعه بذاته ومن غير إكراه أو عنت.
ب- المساواة المدنية : ومقتضاها إثبات وتقرير حق المواطن ألا يعترف بأفضلية من أي نوع ودرجة للآخرين في علاقاتهم به كمواطن باستثناء من لهم الحق أخلاقيا في فرض التزامات مخصوصة بعينها على الآخرين مساوية لحقه هو كمواطن في فرض التزامات مماثلة على ذلك الآخر .
ج- الاستقلال السياسي :
ومقتضاها أن من حقوق المواطنة المقررة والثابتة ألا يعتمد المواطن في وجوده ، واستمرار وجودة إلى الإرادة التعسفية للآخرين ، بل يعتمد فيها على قدرته الذاتية كفرد في المجموع المؤتلف. وتبعاً لهذا فالمواطن يكتب شخصية مدنية لا يجوز أن يمثلها إلا هو بشخصه.
الحرية والمساواة :
تأخذ المساواة عند هايك مفهوما سلبيا يعتمد على تلقائية الفعل الإنساني ، الذي يكون بدوره قواعد السلوك العادل ، وسمة هذه القواعد هي العموم والمساواة ، ولا تتضمن تنظيما للفعل الإنساني بل هي قواعد مجرد لا تتعلق بأغراض أو أهداف محددة .وهذه القواعد هي مجال عمل الحرية التلقائي غير المخطط الموصل إلى المملكة الخاصة .
أما تكفير المذاهب الإلحادية المعاصرة فهو أمر ضروري لتعلم الأمة الإسلامية خطورة هذه المذاهب وتحذر منها، ومن ذلك : ما قرره مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي من تكفير "العلمانية"، وهي المنبع الذي خرجت منه سائر المذاهب المعاصرة بما فيها " الليبرالية " وينص القرار على ما يلي:
أولاً: إن العلمانية (وهي الفصل بين الدين والحياة) نشأت بصفتها رد فعل للتصرفات التعسفية التي ارتكبتها الكنيسة.
ثانياً : انتشرت العلمانية في الديار الإسلامية بقوة الاستعمار وأعوانه، وتأثير الاستشراق .
ثالثاً: انبثقت عن العلمانية معظم الأفكار الهدامة التي غزت بلادنا تحت مسميات مختلفة ، كالعنصرية ، والشيوعية والصهيونية والماسونية وغيرها .
رابعاً: عن العلمانية نظام وضعي يقوم على أساس من الإلحاد يناقض الإسلام في جملته وتفصيله .
خامساً: إن الإسلام هو دين ودولة ومنهج حياة متكامل ، وهو الصالح لكل زمان ومكان .
التوصيات :
يوصي المجمع بما يلي:
1- على ولاة أمر المسلمين صد أساليب العلمانية عن المسلمين وعن بلاده ، وأخذ التدابير اللازمة لوقايتهم منها.
2- على العلماء نشر جهودهم الدعوية بكشف العلمانية ، والتحذير منها.
3- وضع خطة تربوية إسلامية شاملة في المدارس والجامعات ، ومراكز البحوث وشبكات المعلومات من اجل صياغة واحدة .

أسس الليبرالية : الحرية ، الفردية ، العقلانية ، العلمانية ، النسبية
الليبرالية حقيقة مركبة تركيبا تاما من الحرية الفردية العقلانية .
يقول جون ديوي : كانت فكرة الحرية مرتبطة في تقاليد مذهب الأحرار بفكرة الفردية .
الحرية مرتبطة بالقضاء والقدر ، ويعتقد بأن إرادة الفرد مجبورة بعلة خارجية مؤثرة فيها ن ويؤكد فولتير الجبرية المتقدمة : إننا عجلات في آلة كبرى وعقولنا تفكر كما لو كانت حرة .
والجبرية والحتمية التي يقررها الليبراليون نوعان : الجبرية الصعبة ، والجبرية الهينة ، وقد اشتمل كلام الفلاسفة الليبراليين على النوعين السابقين للجبرية
الأساس الثاني : الفردية
الفردية هي السمة الأساسية لعصر النهضة التي جاءت كرد فعل للقرون الوسطى ويتحرر الفرد من الانضباط.
وللفردية مفهومان : حب الذات والأنانية ، واستقلال الإنسان من خلال العمل المتواصل والاعتماد على النفس .
وتنقسم الفردية إلى قسمين : الفردية التقليدية ، والفردية الحديثة
الأساس الثالث : العقلانية :
تعني استقلال العقل البشري بإدراك المصالح والمنافع دون الحاجة إلى قوى خارجية ،وقد تم استقلاله نتيجة تحريره من الاعتماد على السلطة اللاهوتية الطاغية.وهذا التصور العلماني لدور العقل جعله في مقابل الدين ، ويعتبر الفكر الديكارتي البداية الأولى للتحرر الفكري من الدين والبحث عن مصادر أخرى للمعرفة غير المصدر الديني .
ويعتبر "العقلانية" من مكونات الليبرالية بالمفهوم المتقدم ،ونلاحظ أن الاعتماد على العقل وتحييد الدين جاء بصورة متدرجة ولكنه استحكم في عصر التنوير ، وزاد ترسيخه كمصدر وحيد للمعرفة في القرن التاسع عشر الذي هو قمة الهرم الليبرالي.
والاعتماد على العقل وتحييد الدين جاء بصورة متدرجة
وتبدو العقلانية في الفكر الليبرالي من خلال ما يلي :
1- الحقوق الأساسية للفرد تستند إلى القانون الطبيعي
2- الدولة محايدة فيما يتعلق بالاعتقاد الديني؛ لأن الحرية تقتضي عدم القطع واليقين ؛ لأنه لا يمكن الوصول للحقيقة إلا بواسطة العقل من خلال التجربة
3- القانون الذي يضبط الحرية من الانفلات قانون وضعي يعتمد على العقل المجرد في التشريع ، فالمصدر الوثيق في القانون ، وفي المجال الخاص للفرد هو العقلانية
وقد تكونت علاقة الليبرالية بالعقلانية عبر ثلاث مراحل :
1- مرحلة التحديث : واتسمت بسيطرة الفكر النفعي على جوانب من خلال الزيادة المطردة في الإنتاج ، ودعم الحرية الفردية المادية وعملية التزويد في الإنتاج المادي ، ولذلك ظهرت الدولة القومية في داخل أوروبا .
2- مرحلة الحداثة: وهي استمرار للمرحلة السابقة ، مع تعميق آثار النفعية ، وفي هذه المرحلة واجهت الدولة القومية تحديات من حركة السوق غير المنضبط والخالي من القيم .
3- مرحلة ما بعد الحداثة : حيث الاستهلاك هو الهدف النهائي من وجود ومحركة اللذة الخاصة، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية حول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرر إلى قضايا البيئة والإيدز .
** المشروع الأمريكي لقضية الإسلام الليبرالي:
اهتمت الولايات المتحدة بتفسير الإسلام تفسيراً ليبرالياً منذ وقت مبكر؛ لأن ذلك يحقق كثيراً من المصالح الحيوية لهيمنتها ، فهي تعلم أن إفضاء الإسلام تماماً من البلاد الإسلامية أمر مستحل لقوة تأثيره وتعلق المسلمين به فوجدت في التبديل والتحريف له انجح السبل للقضاء على فاعليته وتأثيره .
ومن جهة أخرى فغن تفسير الإسلام وتأويله ليبرالياًً يقوي علاقة هذه البلاد وشعوبها بالحضارة الغربية وقيمها مما يضمن عملية استمرار الخضوع لها .
ومن جهة ثالثة فقد أرادوا الاستفادة من " الإسلام" لمواجهة الشيوعية .

وقد تضمنت بحوث المؤتمر ما يدل على ضرورة مزح الحضارة الغربية الليبرالية بالإسلام امتزاجاً كاملا ، يتطور معه الفكر الإسلامي ليندمج مع الحضارة الغربية وقيمها .
ويرى المؤتمر ضرورة الحرية الفكرية لتتم عملية التفاعل بين الحضارة الغربية والفكر الإسلامي .
ثانياً : مجالات الليبرالية :
تتعدد مجالات الليبرالية حسب النشاط الفردي للإنسان ، فالليبرالية مفهوم يتسم بالشمول والتعددية ويخضع إلى ما يضاف إليه من نشاط بشري للفرد فهي في جوهرها تركز على إرادة الإنسان وحريته في تحقيق هذه الإرادة .
هناك مجالان رئيسيان لليبرالية هما : المجال السياسي والمجال الاقتصادي .
ففي المجال السياسي ، عرفت موسوعة لالاند الفلسفية الليبرالية السياسية بأنها مذهب سياسي يرى أن من المستحسن أن تزاد إلى أبعد حد ممكن استقلالية السلطة التشريعية والسلطة القضائية بالنسبة إلى السلطة الإجرائية التنفيذية ، وأن يعطى للمواطنين أكبر قدر من الضمانات في مواجهة تعسف الحكم .
ويرى علي الدين هلال أن قيم الليبرالية السياسية تتجسد في الديمقراطية الليبرالية كنظام أساس يقوم على :
1- السلطة ملك للشعب والشعب هو صاحب السيادة .
2- وجود التعددية السياسية التي تتمثل في تعدد الأحزاب السياسية .
3- القرار السياسي هو ثمرة التفاعل بين كل القوى السياسية .
4- احترام مبدأ الغالبية
5- المساواة السياسية تعني إعطاء صوت واحد لكل مواطن .
6- معيار شرعية الحكم هو التعبير عن حقوق الأفراد وحرياتهم ورضاهم .
7- مفهوم الدولة القانونية له عناصر أهمها : وجود الدستور وخضوع الحكام للقانون وتقسيم السلطة والاستقلال .
تختلف الديمقراطية الليبرالية عن غيرها من الديمقراطيات بتركيزها على وجه الخصوص على مسألة الحريات الفردية وحماية الأفراد من القمع الحكومي والمساواة القانونية بين الأفراد
تسود الليبرالية المعاصرة ثلاثة اتجاهات حول دور الدولة :
1- مذهب الحريون : ويشتركون مع الليبراليين التقليديين في حصر دور الدولة بالحد الأدنى من الأعمال المنحصرة في الحماية وتطبيق القانون لإيمانهم بأن الفرد قادر على معرفة واختيار مصالحه ومنافعه دون الحاجة إلى التدخل من قبل أي جهة كانت
2- الليبرالية النقابية : يشترك أصحاب هذا الاتجاه مع الحريون في إعلاء أهمية الحرية على حساب المساواة والاختلاف عنهم يكمن في إعطاء دور كبير للحكومة والنقابات العمالية في التخطيط للعملية الاقتصادية من ناحية مراقبة النمو الاقتصادي وتشجيع الاستثمار ومراقبة التضخم والعمل على استقرار الاقتصاد
3- الليبرالية الإصلاحية : يؤمن أصحاب هذا الاتجاه بأهمية دور منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في عملية صنع القرار السياسي ، بل على الدولة تشجيع إنشاء تلك المنظمات لتمثيل مصالح الأقليات العرقية والمهاجرين والمستهلكين والشباب وذوي الدخل المحدود ، وعلى الدولة أن تعمل على الاهتمام بالمناطق الفقيرة وإعادة توزيع الثروة داخل المجتمع .
الليبرالية الاقتصادية هي مذهب اقتصادي يرى أن الدولة لا ينبغي لها أن تتولى وظائف صناعية ، ولا وظائف تجارية وأنها لا يحق لها التدخل في العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الأفراد والطبقات والأمم .
القيم والمبادئ الجوهرية لليبرالية :
تركز الليبرالية على الرغم من تعدد أطروحاتها والاختلافات بين منظريها في الأمور الفرعية ، على مجموعة من القيم والمبادئ الأساسية التي تمثل محورا شاملا وكليا للفكر الليبرالي ، هي كما يلي :
1- مركزية الفرد : عملت الليبرالية على تطوير مفهوم الفرد عما كان عليه إبان الحقبة الإقطاعية في أوربا ، فقد كانت البنية الاجتماعية السائدة آنذاك تتمثل في الأسرة والقرية والمجتمع المحلي أو الطبقة الاجتماعية ، وكانت هوية الفرد تتحدد بدرجة كبيرة بحسب صفات تلك المجموعات وتتمثل فكرة أولوية الفرد على الجماعة ، ورفض فكرة وجود المجتمع ، فالليبرالية تعلي ويضخم ( الأنا ) الفردية ، فالفرد هو مقياس الحياة الاجتماعية وهو المصدر الأول في الفكر الليبرالي ، وفي هذا السياق ترى بعض الاتجاهات الليبرالية أو ما يسمى بالمذهب الذري ، أن الأفراد أشبه بذرات متناثرة داخل المجتمع وبناء على هذا الأساس فقد تم تعريف المجتمع بأنه : يتكون من مجموعة من الأفراد يعمل كل فرد في هذه المجموعة على تحقيق مصالحه الخاصة وحاجاته المادية والمعنوية ، فالفرد هو مقياس الحالة الاجتماعية وهو المصدر الأول في الفكر الليبرالي .
2- الحرية : تعد الحرية القيمة العليا المشتركة في الفكر الليبرالي ، الذي يزعم أنه لا يمكن للفرد أن يمارس حقه في الاختيار ويحقق مصالحه ومنفعته ويتمكن من تنمية قدراته ما لم يتم تحقيق الحرية .
وهناك اتجاهان متنازعان حول تحديد مفهوم الحرية : الاتجاه الإيجابي ، والاتجاه السلبي .
فالاتجاه السلبي يمثله الليبراليون الكلاسيكيون الذين يرون أن الحرية هي قدرة الشخص على التصرف بالشكل الذي يختاره أي غياب الإكراه أيا كان شكله مما يعني استقلالية تامة للفرد .
أما الاتجاه الإيجابي ، فهو الاتجاه الذي يرى الحرية من منظور القدرة على التمتع بالشيء أو تحقيق هدف يهم الإنسان
وهناك ثلاثة مستويات للحرية هي :
الحرية الفردية : وتتضمن جميع الحقوق التي تضمن حماية الفرد من الدولة
الحرية المدنية : وتدل على القنوات التي تتيح للأفراد ممارسة أنشطتهم وتضمن حقوقهم في إبداء الرأي دون تدخل من أي جهة
الحرية الاجتماعية : ويعني بها حرية التقدم والحراك للأفراد داخل مجتمعاتهم
3- العقل : ترتبط الحرية في الفكر الليبرالي بالعقل إذ يعتبر المذهب الليبرالي العقل جزءا من مشروع التنوير ، الذي يتمحور فكره الرئيس في تحرير البشرية من قيود الخرافة والجهل وإطلاق العنان لعصر العقل .
وقد أثرت عقلانية عصر التنوير في الليبرالية في عدة مجالات على النحو التالي :
أ‌- أن الإنسان بقدر عقلانيته يكون قادرا على تحديد مصلحته والسعي وراء منافعه الشخصية .
ب‌- سلطة العقل تمنح الإنسان القدرة على تحمل المسؤولية
ت‌- العقل بمثابة المحرر من قبضة الماضي
ث‌- العقل وسيلة للتقدم الإنساني .
ج‌- العقل يعطي أساسا جيدا لتقويم المطالب والدعاوى
4- المساواة : ترمز المساواة عند الليبرالية إلى إعطاء كل فرد ما يستحقه فيما يتعلق بالثواب والعقاب ، كما تؤكد الليبرالية على المساواة وتكافؤ الفرص .
والمساواة من وجهة نظر الليبرالية تقوم على الالتزام الشكلي ، حيث لا يمكن إحداث مساواة كاملة بين الأفراد بسبب اختلاف مهارات وإمكانات ومواهب كل فرد .
والمساواة السياسية لدى الليبرالية تقوم على منح فرص متكافئة للجميع للتعبير عن أفكارهم ، وعلى الرغم من المساواة التي تتحدث عنها الليبرالية إلا إن النتائج التطبيقية تنتج فروقا على مستوى الدخل وعلى مستوى القدرة على تنمية الذات وممارسة الحكم
5- التسامح : التسامح لدى الليبرالية رؤية مثالية ومبدأ اجتماعي وموقف يقتضي من الفرد والمجتمع والدولة تقبل طريقة الآخر في التفكير أو التصرف بشكل مختلف .
والتسامح قيمة أخلاقية تحمل الأنا على احترام حريات الآخرين أيا كانت نوعيتها سواء أفكرية كانت أم سياسية أم اقتصادية وغيرها من الحريات وقبول الآخر والتسامح معه يرتبط بالاستعداد لترك الناس يفكرون ويتكلمون بأسلوب قد لا يتفق مع المرء .
ويرتبط مفهوم التسامح بمفهوم التعددية ، فتعدد القيم والآراء والمصالح من القيم والفضائل الإنسانية وأمر طبيعي وضروري ، وفقاً للرؤية الليبرالية.
وأساس فكرة التسامح هي السماح للأفراد أن يأخذوا حريتهم للتعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يرونها ، لذا فالليبرالية لا تؤمن بالرقابة أو أي وسيلة لمنع حرية التعبير في المجتمع ، حتى لو كان ذلك تحدياً لثوابت المجتمع أيا كانت .
6- الإنسانية : الليبرالية تقوم في جوهرها على حرية الإنسان ومراعاة مصالحه وتنمية كفاءاته وتمنحه الثقة بطبيعته وقابليته لتحقيق أقصى ما يستطيع من خلال توفير مناخ حر للإبداع يساعد على الإنتاج .،فكونت له مجموعة من الحقوق والضمانات اللازمة المؤسسة على أن يكون حراً .
وقد عملت الليبرالية خلال تطورها على عولمة تلك الحقوق وإخراجها من إطار الخصوصية الجماعية سواء أقومية كانت أم حضارية أم دينية بزعمها أن الخصوصية :
1- لا تعبر عن واقع فعلي ملموس فأي جماعة مهما اتسم أفرادها بانتماءات وثقافات مشتركة تحدد خصوصياتهم الجماعية .
2- أن الخصوصية مفهوم تاريخي لا يعبر عن جوهر ثابت .
3- أن كل المجتمعات البشرية تعرف ظاهرة التعدد والتجاور الثقافي داخل كل مجتمع ، فالليبرالية بجميع مجالاتها إنسانية الطابع والهدف ، ولا يجب بإحياء أو محافظة على تلك الخصوصيات .













أسس الليبرالية
وهي الأسس والقواعد المتشابكة والمتداخلة التي يقوم عليها الفكر الليبرالي ويبين نظريتها بحيث إذا انتفى إحداها اختل مفهوم الليبرالية بأكمله ، كما إننا لا يمكننا أيضاً فهم الليبرالية بدونها ، ولذلك نجملها في الأسس الآتية :
1- العلمانية : وهي الأساس الذي يرتكز عليه الفكر الليبرالي وهي مفهوم شائك معقد ومن تعريفاتها : حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا وحدها
والعلمانية نوعان : الأول يتم فيه الفصل التام بين الدين والنظام المدني استنادا على فكرة أنه كلما تطور المجتمع قلت الحاجة للدين ، أما الثاني فيرى أن هناك علاقة بين الدين والسياسة .
ويميز عبد الوهاب المسيري بين نوعين من العلمانية :
العلمانية الجزئية : وهي عبارة عن رؤية جزئية للواقع لا تتعامل مع الأبعاد الكلية المعرفية لمفهوم العلمانية .
العلمانية الشاملة : وهي رؤية شاملة للواقع لا تؤمن بأي معايير سواء أمطلقات كانت أم كليات ، بل تؤمن بالنسبية المطلقة ، وتعمل على تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيات في كل مجالات الحياة.
ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي للكون وأن المعرفة هي المصدر الوحيد للمعرفة وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي ويطاق عليها أيضا " العلمانية الطبيعية المادية "
( نسبة للطبيعة والمادة ) .
وهناك نوعان من العلمانية : النوع الأول يتم فيه الفصل الكامل بين الدين والنظام المدني استنادا على فكرة أنه كلما تطور المجتمع قلت حاجته للدين .
أما النوع الثاني من العلمانية فيرى : أن هناك علاقة بين الدين والسياسة ، فالدين هو الذي يقدم الإطار الأخلاقي للنظم السياسية ، بمعنى آخر هذا التيار يفصل الدين عن سلطة الكنيسة وتفسيراتها .
وترتبط العلمانية بالليبرالية ، ففي كليهما يكون مفهوم حرية الفرد مؤكدا على وجوب تحرر الفرد من أي سلطة أيا كانت .
ولقد أعلنت الليبرالية من قيمة التسامح وقبول التنوع الديني والثقافي بين أفراد المجتمع والنظر إلى الفرد كونه فردا دون الأخذ بالاعتبار عرقه أو جنسه أو دينه .
تشترط العلمانية فصل التشريعات السماوية عن القوانين والاستعانة بقوانين من صنع البشر وفقا لمنفعتهم ومصالحهم .
2- العقلانية :تعد الأساس الثاني لليبرالية ، والعقلانية حسب الرؤية الليبرالية لا يمكن تحققها إلا بالاستغناء عن كل مصدر للوصول إلى الحقيقة ما عدا العقل الإنساني ، فلا يمكن فهم العالم ومشكلاته وتعقيداته وتطور الحياة الإنسانية إلا بإخضاع كل شيء لحكم العقل لإثباته أو نفيه
ويرتبط مفهوم العقلانية بالنسبية التي تقول : لا توجد حقائق إنسانية مطلقة فكل شيء نسبي بحسب من ينظر إليه مما سيطلق العنان لملكة العقل في البحث العلمي وتقصي شتى الميادين العلمية والإنسانية
3- النفعية : تجعل الليبرالية من المنفعة الفردية مقياسا للسلوك ، وهي نظرة مستمدة من أراء المدرسة النفعية ، التي تهتم وتراعي مصالح الأفراد والفئات والمجموعات ، فالخير الأسمى يتحقق بتوفير السعادة لعدد كبير من الأفراد ، وبنت الليبرالية رؤيتها على أن الفرد دائما يسعى إلى تحقيق مصالحه الذاتية ويعمل بشكل دائم على تعظيم اللذة وتحقيق السعادة وتجنب الألم .
4- النسبية : تبني الليبرالية فلسفتها على مبدأ النسبية ، فالأخلاق والقيم والنظم والظواهر الاجتماعية والعلم كلها نسبية ، وعليه فالليبرالية تنكر أي ثبات في القيم الدينية والأخلاقية لذا فهي تؤسس للشك والنقد في رؤيتها للحياة وهذه الرؤية مؤسسة على مبدأ الحرية الفردية .
5- التعددية : تنظر التعددية إلى المجتمع على أنه متكون من روابط سياسية وغير سياسية متعددة بين أفراده ، ذات مصالح مشروعة مختلفة ، حيث تعتبر التعددية نظام علاقات حقوقية ، يوفر لهؤلاء الأفراد الفرصة والحق في التواصل من دون أن تكون للفروق الدينية أو المذهبية أو العرقية أي قيمة أو أهمية أو دور أو قدرة على مصادرة الحرية .
وتعمل التعددية على وضع قيود على السلطة السياسية بحيث يتم المحافظة على الحريات الأساسية للأفراد كحرية الضمير وحرية الفكر وحرية الرأي وحرية الفرد في اختيار الطريق التي يراها مناسبة لحياته .
وترتبط التعددية بالنسبية التي لا ترى أن أحدا يمتلك الحقيقة .
مفهوم التعددية ينسحب على كل مفاصل الحياة المجتمعية
( السياسية – الاجتماعية – الاقتصادية – الثقافية ) فلم يقتصر على ضرورة الفصل بين السلطات وفتح صناديق الانتخابات أمام القوى والفئات الاجتماعية .
لذلك يمكن القول بأن التعددية بمفهومها الليبرالي المثالي : عبارة عن إطار للتفاعل والتعايش بدون صراع وبدون انصهار بين أطياف المجتمع المختلفة من الناحية العرقية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية
التطور التاريخي لليبرالية العربية
مظاهرها المعاصرة الراهنة
جاءت بدايات الفكر الليبرالي في العالم العربي والإسلامي مع محاولات الاصطلاح المتلاحقة التي تبنتها الدولة العثمانية لموجهة التحديات الداخلية ومخاطر التجزئة والتفكك التي فرضتها العصبيات المحلية والانتفاضات الشعبية والحركات الانفصالية والتحديات الخارجية والإخفاقات العسكرية أمام القوى الأوربية .
فقد شهدت الدولة العثمانية منذ ظهور بوادر ضعفها في نهاية القرن الثامن عشر حركات تمرد وعصيان من قبل الولاة العثمانيين في مصر وبلاد الشام وفي الجزيرة العربية .
عجزت الدولة العثمانية عن مواجهة الحملة الفرنسية بمفردها إلا إن الحكام المحليين بالتعاون مع الإنجليز استطاعوا هزيمة فرنسا .
ومنذ سقوط الدولة العثمانية تبنت جل الدول العربية أنظمة علمانية تقوم على فصل الدين عن السياسة وحصر الدين الإسلامي في زوايا ضيقة ، تمثلت في جانبي الأحوال الشخصية والعبادات ، فاقتبست القوانين الفرنسية والأنجلوساكسونية ، كما تبنت نظما اقتصادية غربية كالاشتراكية أو الرأسمالية .
مراحل تطور الليبرالية العربية :
يمكن تقسيم التطور الليبرالي في العالم العربي إلى ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : امتدت من النصف الثاني للقرن التاسع عشر وحتى قيام الثورة المصرية ، وفيها سيطر اتجاهان فكريان على الفكر الليبرالي هما :
الأول : الذي كان برنامجه يركز على ضرورة إصلاح الفكر الإسلامي والثقافة العربية وذلك بالدعوة إلى تأصيل القيم الجديدة لإحلالها بدلا من القيم القديمة ، وتحرير العقل من قيود التقاليد ، وفهم الدين على أساس منطق العقل استنادا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والعمل على تطوير وتحديث المؤسسات الاجتماعية والتعليمية وبناء قوة اقتصادية وعسكرية حديثتين .
وهكذا يرى هذا الاتجاه ضرورة الاستفادة من الحضارة الحديثة وفقا لمتطلبات وحاجات الحياة بشرط تأسيسها وفق الأصول الإسلامية عن طريق التوفيق بين الدين والعلم والراعي والرعية والسلطة والمواطن
الثاني : وهو الذي يركز على الديمقراطية البرلمانية وإقامة المنظمات والنقابات والأحزاب والاهتمام بالتعليم والمعرفة وتحرير العقل من أسر التقاليد وجعله الحكم على كل أمور الحياة العامة .
وقد اتخذ أصحاب هذا الاتجاه نموذجا مثاليا للتنمية والتحديث حيث تم طرح العلمانية والعقلانية والتحرر الاجتماعي كبديل للإيمان المطلق وتأسيس الوحدة على الفكرة القومية على أساس الانتماء اللغوي أو الإقليمي وإحياء اللغة العربية وآدابها وتحديث الحياة وفق التقاليد الليبرالية الأوروبية .
المرحلة الثانية : وتمتد من النصف الثاني من القرن العشرين وحتى بداية الألفية الثالثة ، وقد ركزت على التحرر من الاستعمار وبناء الواقع الوطني على أساس قومي مؤكدا لمفهوم الوحدة القومية ومن ثم تأكيد حضور الشخصية العربية حضورا تاريخيا .
كما ارتبط مفهوم النهضة في فكره وتفكيره بالمشروع القومي .
المرحلة الثالثة ( الليبرالية الجديدة ): وهي المرحلة الراهنة التي يمكن اعتبارها أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م بداية لها ، حيث ساعدت التحولات الدولية على غلبة المنظور الليبرالي ببعديه السياسي والاقتصادي على مستوى عالمي ، مما جعل الخطاب الليبرالي في هذه الفترة أكثر جرأة .
وقد وظف التيار الليبرالي في المنظمة وسائل الاتصال الحديثة كالانترنت في عملية الاستقطاب الفكري ونشر المبادئ والأفكار والدفاع عن قضاياه حيث أنشئت عدد من المواقع الالكترونية مثل :
أ- منبر الحوار والإبداع :
وهو منبر يغلب عليه الكتاب الليبراليون السعوديون ويهدف إلى تنمية ثقافة التسامح والحوار وقيم المجتمع المدني وجمعياته
ب- صحيفة الفكر الحر الليبرالية :
هي صحيفة سعودية الكترونية تشتمل على منتدى للفكر الليبرالي الحر حيث يتم تداول مشكلات الواقع السعودي والخليجي وتقديم الحلول لها استنادا واعتمادا على الفكر الليبرالي ومبادئه .
ح‌- منتدياتنا " الشبكة الليبرالية السعودية " :
تقدم نفسها كشبكة وطنية حرة مستقلة ، تؤمن بالليبرالية على أنها خيار لا يتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف .
مسلمات الخطاب الليبرالي في دول الخليج العربية
ينطلق الخطاب الليبرالي الخليجي من عدة مسلمات من أبرزها :
1- حتمية اللحظة الليبرالية :
يزعم الخطاب الليبرالي الخليجي أن اللحظة الليبرالية مسألة حتمية
التأكيد على البعد الثقافي للتخلف :
لا تتحدد النهضة لدى الخطاب الليبرالي الخليجي بالظروف الموضوعية السياسية أو الاقتصادية أو القانونية فحسب حيث يرى الخطاب أن كل العوامل النابعة من خارج الذات لا قيمة لها إن لم تتوفر إرادة النهوض والموقف الذهني الفردي أو الجماعي من قضية التغيير .
2- العلمانية :
تشكل العلمانية المدخل الجوهري للفكر الليبرالي كما يطرحها الخطاب الليبرالي في الخليج ، ويمكن القول أنها تشكل المرجعية المؤسسة لبقية القيم .
3- النسبية :
لا يؤمن الخطاب الليبرالي الخليجي بأي قيمة مطلقة ، فالقيم والمثل والغايات يختلف معناها باختلاف المكان والزمان والمواقع الاجتماعية حيث تتعدد المعاني بتعدد الأفراد والجماعات .



4- معيارية النموذج الغربي :
من الصفات الملازمة لأي فكر ليبرالي في دول العالم الثالث ومن ضمنها دول الخليج العربي اتخاذ الفكرة والتجربة الغربيين نموذجا ومثالا تاريخيا يتم من خلاله إسقاط التجربة الغربية .

قضايا الخطاب الليبرالي الخليجي
يركز الخطاب الليبرالي الخليجي في أطروحاته لمعالجة قضايا التخلف على مجموعة من القضايا التي يتمحور حولها الخطاب وهي كالآتي :
أولا : قضية الديمقراطية والإصلاح السياسي :
تشكل الديمقراطية قيمة ورؤية شاملة للحياة باعتبارها مقدمة أولية لأي نهوض فهي نظام حكم تحول إلى نظام حياة ثم إلى حياة متكاملة من خلال مبدأ مهم يتمثل في أن الإنسان سيد نفسه .
ثانيا : قضية الثقافة والدين والتراث :
يؤكد الخطاب الليبرالي الخليجي أن سبب تخلفنا الحاضر وعدم مشاركتنا العالم المعاصر في العمل الحضاري يعزى إلى آلية العقل المنتج للثقافة .
ثالثا : قضية المرأة :
يقدم الخطاب الليبرالي الخليجي وصفا سلبيا لوضع المرأة كما يراه في الواقع وفي الفكر والتشريع حيث يعتقد أن المجتمع العربي ظلم المرأة ، وأن هناك نظرة تمييزية متحاملة على المرأة وضدها في ثقافتنا الدينية والأدبية والفكرية .
رابعا : القضية التعليمية :
يشكل التعليم أحد المرتكزات الجوهرية وقوة من قوى التغيير الفاعلة لدى الخطاب الليبرالي الخليجي ، وهذا ناتج عن قناعة التيار الليبرالي في دول الخليج العربية بالمسألة الثقافية كمخل جوهري للتغيير .



رؤية نقدية
الخطاب الليبرالي يعاني من إشكالات رئيسية في بنيته وفي علاقاته بالواقع ، وهذه المشكلات تتلخص فيما يلي :
أولا : الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة
ويلاحظ على الخطاب الليبرالي الخليجي عند نقده للرؤى المخالفة ما يلي :
النزوع نحو تجهيل هذه القوى وإلقاء التهم عليها
الإيحاء بشكل مباشر بأن مشكلات الأمة تنبع من التفسيرات التي تقدم عن الدين
استغلال الأخطاء وتضخيمها ، وتعميم صفة الإرهاب والتعصب
الاتهام بعدم القدرة على استيعاب المعرفة والمناهج العلمية
ثانيا : الليبرالية نسق مكتمل ومغلق :
يحاول الخطاب الليبرالي الخليجي تقديم القيم والظواهر الليبرالية بصورة تصبغها بالإطلاق .
لذلك يحاول الخطاب الليبرالي الخليجي أن يؤسس لأفكار من خلال نقد الواقع وقيمه بكل الوسائل التي تتناقض مع المبادئ والظواهر الليبرالية الأصلية .
ثالثا : التمويه :
بداية لا يصرح الخطاب الليبرالي بالعلمانية كمطلب رئيس بوضوح تام فهو يقبل بالنص الشرعي ولا ينفيه بل يؤكد تركي الحمد أن النص يشكل شرعية الفعل بمعنى أن الفعل لا بد أن يكون مبررا بنص إن وجد .
الإستراتيجية الليبرالية لتحقيق العلمانية في الواقع الخليجي تمر بعدة مراحل :
المرحلة الأولى : القول بنسبية الحقيقة حتى في النصوص القطعية
المرحلة الثانية : رفض التفسيرات التي قدمها التراث الإسلامي
المرحلة الثالثة : رفض التراث الفكري كليا وإحداث قطعية معه
المرحلة الرابعة : تقديم قراءات جديدة متوافقة وقادرة على دعم وتأكيد الطرح الليبرالي والقيم والمبادئ والأسس
المرحلة الخامسة : تمرير الحداثة الغربي بإرجاع أصولها إلى النص
رابعا: سيطرة البعد المادي : يتمحور الخطاب الليبرالي الخليجي حول فكرة النهضة والتقدم في مشروعه الحضاري ، إلا أن ذلك التقدم ينحصر في الأبعاد المادية بشكل أساسي باعتباره غاية نهائية للإنسان في هذه الأرض .
وعندما يحصر الخطاب الليبرالي غاياته وأهدافه بالبعد المادي ، فإن ذلك يجعله يعيد تفسير القيم الإسلامية وفق هذا المنظور الذي على ضوئه جعل تعمير الأرض ( المادي ) الوظيفة الجوهرية للإنسان .
كما تأثر الخطاب الليبرالي بالمادية عندما حكم على الواقع الخليجي برمته أنه متخلف .
كما يحكم الخطاب الليبرالي عند مراجعته للتراث على الحضارة الإسلامية بصورة مادية بحتة .
يجب أن يؤسس المجتمع الإسلامي السليم على ثلاث دعائم هي :
1- الدعامة الروحية المتمثلة في قراءة القرآن والعمل بتعاليمه
2- الدعامة الاقتصادية المتمثلة في العمال والفلاحين والتجار والصناع
3- الدعامة العسكرية المتمثلة في الجيش والجنود والقادة .
خامسا : تهميش الحقائق الواقعية والتعميم :
ينحاز الخطاب الليبرالي الخليجي كليا لقيم الليبرالية ، بحيث يتعامل معها ويبشر بها كنسق مكتمل ومغلق ، فالنظرية الليبرالية جاهزة وناجزة ومطبقة في الغرب .
الخطاب الليبرالي الخليجي خطاب ذو عقلية أيديولوجية ونظرة تعميمية وتجزيئية في الوقت ذاته ، فهو يعتبر الواقع كله متخلفا دون فهم وتحليل ، ثم يختار من الواقع التاريخي للغرب والحجج العقلية والأمثلة العينية التي تخدم مقولته .
وفي السياق نفسه يتغافل الخطاب الليبرالي الخليجي حقائق وقوانين واقعية ، يعرضها القرآن ويربط فيها بين ظاهرتين كل منهما يساهم في تبديل حال المجتمع من حال إلى حال على النحو التالي :
التلازم بين الطاعة والنصر ، والعصيان والهزيمة
التلازم بين الهلاك والظلم
سادسا: تحييد الزمان وتجاهل دلالة المكان.
سابعا : الرؤية الشمولية وتجزيء القضايا.



تمنياتي بالتوفيق للجميع
وأتمنى أني أعطيه وجهة نظر على الليبرالية بصورة ممتازة :monkey: