By مهند الكثيري ٦ - الأربعاء مايو 26, 2010 12:43 am
- الأربعاء مايو 26, 2010 12:43 am
#27182
لقد مكنت المقاومة الفرنسية الباسلة في «فردان» الإنجليز من إعداد هجومهم على «السوم» في أمان نسبي ، ليفاجأ الألمان بالإنجليز كقوة عسكرية «تحس الآن في الميدان» ، فكان ذلك صدمة عنيفة للألمان ، وضربة للأركان إلى هندنبرج في آخر أغسطس ١٩١٦ ، وباءت بالفشل محاولات الألمان حسم الموقف .
فالأمر لم يقتصر فقط على بسالة الفرنسيين في الدفاع عن أنفسهم في «فردان» بل كانت دهشة فولكنهاين أن رأي جيشاً إنجليزياً مزوداً بموفور الذخيرة والمدافع ، قادراً على الوقوف علي قدم المساواة أمام الألمان الذين سادهم الذعر .
ومنطقة السوم تقع شمال فرنسا ، وعاصمتها أميان ، يجري فيها نهر السوم الذي يبلغ طوله ٢٤٣كم ، ويمر بسانت كونيتين ، وأميان ، ويصب في القنال الإنجليزي .
وكانت منطقة السوم هذه تشمل عدداً من الخنادق ، وعدداً من القرى التي يحتلها الألمان ، كما هو مبين بالخريطه .
حجم القوات المحاربة قبل بدء المعركة:
١- القوات الألمانية :
كان الجيش الثاني الألماني يتشكل من ٩ فرق مشاة و ٦٧٢ مدفعاً ، و٢٠٠ هاون ، و١١٤طائرة ، ويتخذ أوضاعه الدفاعية علي جبهة طولها ٤٠ كيلو مترآً تمتد من مدينة جومبكور في الشمال حتي مدينة سوايكور في الجنوب ، وتحتل الهضاب المرتفعة المشرفة على مجرى نهر السوم الذي يخترق الجبهة عند مدينة فرير .
٢- قوات الحلفاء :
كانت قوات الحلفاء تتشكل من ٣٢ فرقة مشاة ، و ٦ فرق فرسان ، و ٢١٨٩ مدفعاً و ١١٦٠ هاون ، و٣٠٠ طائرة ، وتخضع لقيادة الجنرال «فوش» ، وكانت تكيلاتها كالآتي :
١- الجيش الرابع البريطاني : يتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال «راولينسون» وتحيل المنطقة الممتدة من شمال السوم ، وخط الجبهة الممتد جنوب «جوميكور» ، ويدخل في تشكيلة الفيلق ٨ والفيلق ١٠ ... وغيرها .
٢- الجيش الخامس البريطاني : ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني ، خلف الجيش الرابع بقيادة الجنرال «هوبرت جوف» .
٣- الجيش السادس الفرنسي : يتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول في المنطقة الواقعة شمال السوم ، وخط الجبهة الممتد جنوبها.
٤- الجيش العاشر الفرنسي : ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش السادس بقيادة الجنرال «ميشلر» .
الأيام الأولى لمعركة السوم :
في اليوم الأول من يوليو ١٩١٦ ، ومع عتمة الفجر ، بدأ ٤٥٠ مدفعاً إنجليزياً ضخماً تهدر وتزمجر ، خالقة زوبعة من النار تنصب على خنادق الألمان ، وتخلق دانات هذه المدافع حفراً على خط المواجهة مع الألمان .
استغل الألمان هذه الحفر ، وخرجوا إليها بأسلحتهم من الخنادق في إنتضار وصول الجنود الإنجليز.
وتقدمت الجنود البريطانية ببطء وثبات وكأنهم لايتوقعون وجود شيء حي في مواقع الألمان ، وبعد دقائق قليلة وعندما أصبح الخط البريطاني الأمامي على مسافة ١٠٠ ياردة ، بدزت نيران المدافع الرشاشة من علي خط حفرات الدانات في حشد البريطانيين المتقدمين ، تسايرهم من الخلف وابل من الدانات والطلقات الألمانية .
وسرعان ماتفرقت التشكيلات البريطانية الخلفية ، وأخذ يتعثر التقدم تحت وابل الدانات والطلقات ، فألقى الرجال أسلحتهم وسقطوا بلاحركة إلى الأبد ، بعد أن سقطوا في الحفر التي سببتها المدافع الألمانية .
واستمر إطلاق النار ، وقذف القنابل اليدوية على القوات المتقاتلة بعضها البعض ، ومن مسافات قاتلة ، ومن ثم اندفعت المشاة البريطانية للأمام ، وسط ضجة المعركة وصرخات الأوامر والتشجيعات الصاخبة مختلطة بتأوهات الجرحى وصرخات الموتى .
ومع أن خسائر الإنجليز كانت فادحة جداً ، إذ إنهم فقدوا على سبيل المثال ( ١١٥٠٠ قتيل ) في سبيل تحرير قرية واحدة ، إلا أنهم استطاعوا آخر الأمر تثبيت أقدامهم في بعض مناطق خط الدفاع الألماني .
ورد الألمان على هجوم الإنجليز في اليوم الأول ، حيث ارتفعت نسبة القتلي الإنجليز إلى ٦٠ ألفاً في ١٢ ساعة ، ولكنهم نجحوا في رد الألمان مسافة ١٠٠ ميل مربع ، إلى جانب تحمل الجيش الألماني فيها خسائر فادحة ، قضت على الجيش الألماني القديم الذي كان يعد أكمل قوة حربية شهدها العالم ، وأصبح يعتمد على المجندين من الأحداث .
وبإنقضاء اليوم الأول من شهر يوليو وحتى العاشر منه ، ظل الفرنسيون والإنجليز يهاجمون خطوط الدفاع الألمانية كل يوم ، وظلوا يحتلون جزءًا جزءًا من تلك الخنادق ، على الرغم من الخسائر البالغة التي يعانون منها ، وزاد الأمر شراسة أن فوولكنهاين أصدر أوامره لقواته بأن يدافعوا عن مواقعهم حتى النهاية ، فكانت ضحايا احتلال قرية واحدة تفوق عدد أهل تلك القرية أضعاف مضاعفة .
الأهمية الاستراتيجة لمعركة السوم :
يمكن تقدير أهمية هذه المعركة من الخسائر التي لحقت بالطرفين المتحاربين ، فقد بلغت الخسائر ٦٥٠ ألف رجل بين قتيل ومجروح ومفقود ، وخسر الإنجليز أكثر من ٤٢٠ ألفمعظمهم قتلى ، والفرنسيون كان نصيبهم من القتلى ٢٠٠ ألف قتيل ، فيكون إجمالي خسائر الحلفاء ٦٢٠ ألف جندي ، وإجمالي خسائر الطرفين ١،٢٧٠.٠٠٠ جندي .
كما أفرزت هذه المعركة إنجلترا كدولة محاربة من الطراز الأول ، فلم تعد في حاجة إلى استخدام فرنسا كسيف تضرب به في القارة ، حيث صار لها سلاحها القوي الرهيب وزناً وصرامة .
واستراتيحياً يمكن القول أن هذه المعركة حققت تثبيت القوات الألمانية على الجبهة الغربية ، ومنها من إرسال تعزيزات كبيرة إلى الجبهة الشرقية ، كذلك تقاربت الخسائرالمادية والبشرية بين الطرفين ، إلا زن تفوق الحلفاء العددي ، جعلهم أقدر من الألمان على تعويض الخسائر .
أيضاً لم يحقق الحلفاء في الهجوم انتصاراً حاسماً على الرغم من الجهود المبذولة ، وجسامة الخسائر ، ولذ وجه اللوم إلى الجنرال «جوفر» وعزل وعين الجنرال «نيڤل» قائداً عاماً للقوات المشتركة في آواخر عام ١٩١٦.
ظهور سلاح الدبابة لأول مرة في الحرب :
كان لابد من حل لمشكلة القضاء على الخنادق والأسلاك الشائكة التي لم تكن تجدي معاها الأسلحة الصغيرة ، فكانت فكرة سلاح الدبابة كما تخيلها العقيد « أرنست سوينتون» الضابط بسلاح المهندسين البريطاني ، ومن ثم ظهرت الدبابة (I) لأول مرة في ميدان المعارك عام ١٩١٦ .
في ذلك الوقت لم يكن العالم قد تمكن من الوصول بعد إلى الإمكانيات الهائلة لسلاح الدبابة ، التي كان من رأي الزعيم تشرشل أنه : «يجب عدم إستخدامم الدبابة إلا إذا كانت في حشد» ، فهناك إذن أخطاء البدايات الأولى للإستخدام ، وهناك أيضاً برامج التطوير التي كانت مازلت في بدايتها.
لذا استخدمت الدبابات في معركة السوم ١٩١٦ في مجموعات صغيرة وليس حشود ، فكان استخداماً سيئاً لم يحقق الإنجازات المأمولة منها ، بعكس ماحدث فيما بعد استخدمت بطريقة صحيحة في معركة «كامبري» ١٩١٧ ، إلى جانب ماتعرضت له الدبابة من برامج التحديث التي طرأت على مواردها الميكانيكية والتسلحية آنذاك .
الدروس المستفادة من معركة السوم :
استفاد الألمان من هذه المعركة من أسلوب الدفاع المرن ، الذي طبقوه فيما بعد ، كما اعتادت قواتهم مواجهة الدبابات وقنصها ، في حين استخلص الحلفاء دروساً مهمة في مجال استخدام الدبابات وطبقوها بعد ذلك بنجاح في معركة كامبري في عام ١٩١٧ .
وكان أهم ما استفاده الطرفان المتحاربان الآتي :
١- بالنسبة إلى الحلفاء :
صعوبة رختراق الدفاعات المحصنة بالمدفعية والمشاة ، وضرورة تدعيم القوات المهاجمة بالدبابات التي تمتلك متطلبات اختراق الدفاعات ( قوة الصدمة - قوة النيران - خفة الحركة والقدرة علي المناورة ) .
٢- بالنسبة إلى الألمان :
أهمية إنشاء مواقع دفاعية عميقة ، على خطوط متتالية ، وتدعيم القوات المدافعة عن هذه الخطوط ، وإعدادها جيداً للعمل ضد دروع الدبابات .
معركة السوم
«١٩١٦»
لقد مكنت المقاومة الفرنسية الباسلة في «فردان» الإنجليز من إعداد هجومهم على «السوم» في أمان نسبي ، ليفاجأ الألمان بالإنجليز كقوة عسكرية «تحس الآن في الميدان» ، فكان ذلك صدمة عنيفة للألمان ، وضربة للأركان إلى هندنبرج في آخر أغسطس ١٩١٦ ، وباءت بالفشل محاولات الألمان حسم الموقف .
فالأمر لم يقتصر فقط على بسالة الفرنسيين في الدفاع عن أنفسهم في «فردان» بل كانت دهشة فولكنهاين أن رأي جيشاً إنجليزياً مزوداً بموفور الذخيرة والمدافع ، قادراً على الوقوف علي قدم المساواة أمام الألمان الذين سادهم الذعر .
ومنطقة السوم تقع شمال فرنسا ، وعاصمتها أميان ، يجري فيها نهر السوم الذي يبلغ طوله ٢٤٣كم ، ويمر بسانت كونيتين ، وأميان ، ويصب في القنال الإنجليزي .
وكانت منطقة السوم هذه تشمل عدداً من الخنادق ، وعدداً من القرى التي يحتلها الألمان ، كما هو مبين بالخريطه .
حجم القوات المحاربة قبل بدء المعركة:
١- القوات الألمانية :
كان الجيش الثاني الألماني يتشكل من ٩ فرق مشاة و ٦٧٢ مدفعاً ، و٢٠٠ هاون ، و١١٤طائرة ، ويتخذ أوضاعه الدفاعية علي جبهة طولها ٤٠ كيلو مترآً تمتد من مدينة جومبكور في الشمال حتي مدينة سوايكور في الجنوب ، وتحتل الهضاب المرتفعة المشرفة على مجرى نهر السوم الذي يخترق الجبهة عند مدينة فرير .
٢- قوات الحلفاء :
كانت قوات الحلفاء تتشكل من ٣٢ فرقة مشاة ، و ٦ فرق فرسان ، و ٢١٨٩ مدفعاً و ١١٦٠ هاون ، و٣٠٠ طائرة ، وتخضع لقيادة الجنرال «فوش» ، وكانت تكيلاتها كالآتي :
١- الجيش الرابع البريطاني : يتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال «راولينسون» وتحيل المنطقة الممتدة من شمال السوم ، وخط الجبهة الممتد جنوب «جوميكور» ، ويدخل في تشكيلة الفيلق ٨ والفيلق ١٠ ... وغيرها .
٢- الجيش الخامس البريطاني : ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني ، خلف الجيش الرابع بقيادة الجنرال «هوبرت جوف» .
٣- الجيش السادس الفرنسي : يتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول في المنطقة الواقعة شمال السوم ، وخط الجبهة الممتد جنوبها.
٤- الجيش العاشر الفرنسي : ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش السادس بقيادة الجنرال «ميشلر» .
الأيام الأولى لمعركة السوم :
في اليوم الأول من يوليو ١٩١٦ ، ومع عتمة الفجر ، بدأ ٤٥٠ مدفعاً إنجليزياً ضخماً تهدر وتزمجر ، خالقة زوبعة من النار تنصب على خنادق الألمان ، وتخلق دانات هذه المدافع حفراً على خط المواجهة مع الألمان .
استغل الألمان هذه الحفر ، وخرجوا إليها بأسلحتهم من الخنادق في إنتضار وصول الجنود الإنجليز.
وتقدمت الجنود البريطانية ببطء وثبات وكأنهم لايتوقعون وجود شيء حي في مواقع الألمان ، وبعد دقائق قليلة وعندما أصبح الخط البريطاني الأمامي على مسافة ١٠٠ ياردة ، بدزت نيران المدافع الرشاشة من علي خط حفرات الدانات في حشد البريطانيين المتقدمين ، تسايرهم من الخلف وابل من الدانات والطلقات الألمانية .
وسرعان ماتفرقت التشكيلات البريطانية الخلفية ، وأخذ يتعثر التقدم تحت وابل الدانات والطلقات ، فألقى الرجال أسلحتهم وسقطوا بلاحركة إلى الأبد ، بعد أن سقطوا في الحفر التي سببتها المدافع الألمانية .
واستمر إطلاق النار ، وقذف القنابل اليدوية على القوات المتقاتلة بعضها البعض ، ومن مسافات قاتلة ، ومن ثم اندفعت المشاة البريطانية للأمام ، وسط ضجة المعركة وصرخات الأوامر والتشجيعات الصاخبة مختلطة بتأوهات الجرحى وصرخات الموتى .
ومع أن خسائر الإنجليز كانت فادحة جداً ، إذ إنهم فقدوا على سبيل المثال ( ١١٥٠٠ قتيل ) في سبيل تحرير قرية واحدة ، إلا أنهم استطاعوا آخر الأمر تثبيت أقدامهم في بعض مناطق خط الدفاع الألماني .
ورد الألمان على هجوم الإنجليز في اليوم الأول ، حيث ارتفعت نسبة القتلي الإنجليز إلى ٦٠ ألفاً في ١٢ ساعة ، ولكنهم نجحوا في رد الألمان مسافة ١٠٠ ميل مربع ، إلى جانب تحمل الجيش الألماني فيها خسائر فادحة ، قضت على الجيش الألماني القديم الذي كان يعد أكمل قوة حربية شهدها العالم ، وأصبح يعتمد على المجندين من الأحداث .
وبإنقضاء اليوم الأول من شهر يوليو وحتى العاشر منه ، ظل الفرنسيون والإنجليز يهاجمون خطوط الدفاع الألمانية كل يوم ، وظلوا يحتلون جزءًا جزءًا من تلك الخنادق ، على الرغم من الخسائر البالغة التي يعانون منها ، وزاد الأمر شراسة أن فوولكنهاين أصدر أوامره لقواته بأن يدافعوا عن مواقعهم حتى النهاية ، فكانت ضحايا احتلال قرية واحدة تفوق عدد أهل تلك القرية أضعاف مضاعفة .
الأهمية الاستراتيجة لمعركة السوم :
يمكن تقدير أهمية هذه المعركة من الخسائر التي لحقت بالطرفين المتحاربين ، فقد بلغت الخسائر ٦٥٠ ألف رجل بين قتيل ومجروح ومفقود ، وخسر الإنجليز أكثر من ٤٢٠ ألفمعظمهم قتلى ، والفرنسيون كان نصيبهم من القتلى ٢٠٠ ألف قتيل ، فيكون إجمالي خسائر الحلفاء ٦٢٠ ألف جندي ، وإجمالي خسائر الطرفين ١،٢٧٠.٠٠٠ جندي .
كما أفرزت هذه المعركة إنجلترا كدولة محاربة من الطراز الأول ، فلم تعد في حاجة إلى استخدام فرنسا كسيف تضرب به في القارة ، حيث صار لها سلاحها القوي الرهيب وزناً وصرامة .
واستراتيحياً يمكن القول أن هذه المعركة حققت تثبيت القوات الألمانية على الجبهة الغربية ، ومنها من إرسال تعزيزات كبيرة إلى الجبهة الشرقية ، كذلك تقاربت الخسائرالمادية والبشرية بين الطرفين ، إلا زن تفوق الحلفاء العددي ، جعلهم أقدر من الألمان على تعويض الخسائر .
أيضاً لم يحقق الحلفاء في الهجوم انتصاراً حاسماً على الرغم من الجهود المبذولة ، وجسامة الخسائر ، ولذ وجه اللوم إلى الجنرال «جوفر» وعزل وعين الجنرال «نيڤل» قائداً عاماً للقوات المشتركة في آواخر عام ١٩١٦.
ظهور سلاح الدبابة لأول مرة في الحرب :
كان لابد من حل لمشكلة القضاء على الخنادق والأسلاك الشائكة التي لم تكن تجدي معاها الأسلحة الصغيرة ، فكانت فكرة سلاح الدبابة كما تخيلها العقيد « أرنست سوينتون» الضابط بسلاح المهندسين البريطاني ، ومن ثم ظهرت الدبابة (I) لأول مرة في ميدان المعارك عام ١٩١٦ .
في ذلك الوقت لم يكن العالم قد تمكن من الوصول بعد إلى الإمكانيات الهائلة لسلاح الدبابة ، التي كان من رأي الزعيم تشرشل أنه : «يجب عدم إستخدامم الدبابة إلا إذا كانت في حشد» ، فهناك إذن أخطاء البدايات الأولى للإستخدام ، وهناك أيضاً برامج التطوير التي كانت مازلت في بدايتها.
لذا استخدمت الدبابات في معركة السوم ١٩١٦ في مجموعات صغيرة وليس حشود ، فكان استخداماً سيئاً لم يحقق الإنجازات المأمولة منها ، بعكس ماحدث فيما بعد استخدمت بطريقة صحيحة في معركة «كامبري» ١٩١٧ ، إلى جانب ماتعرضت له الدبابة من برامج التحديث التي طرأت على مواردها الميكانيكية والتسلحية آنذاك .
الدروس المستفادة من معركة السوم :
استفاد الألمان من هذه المعركة من أسلوب الدفاع المرن ، الذي طبقوه فيما بعد ، كما اعتادت قواتهم مواجهة الدبابات وقنصها ، في حين استخلص الحلفاء دروساً مهمة في مجال استخدام الدبابات وطبقوها بعد ذلك بنجاح في معركة كامبري في عام ١٩١٧ .
وكان أهم ما استفاده الطرفان المتحاربان الآتي :
١- بالنسبة إلى الحلفاء :
صعوبة رختراق الدفاعات المحصنة بالمدفعية والمشاة ، وضرورة تدعيم القوات المهاجمة بالدبابات التي تمتلك متطلبات اختراق الدفاعات ( قوة الصدمة - قوة النيران - خفة الحركة والقدرة علي المناورة ) .
٢- بالنسبة إلى الألمان :
أهمية إنشاء مواقع دفاعية عميقة ، على خطوط متتالية ، وتدعيم القوات المدافعة عن هذه الخطوط ، وإعدادها جيداً للعمل ضد دروع الدبابات .