منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

By مزنه الضرمان
#27189
تحتل السلطانة الحسناء شجرة الدر مقاما رفيعا في امبراطورية النساء في الشرق . تزوجت من السلطان الملك الصالح ونعمت معه برخاء عميم ، وسعادة وارفة الظلال ، تشاطره مجده ، وقوته ورفعة شأنه .

كانت مصر ، تلك البقعة الغنية من الشرق ، ترتع في أمن وسلام وطمأنينة لما بدأت الحروب الصليبية .
ووصل الملك القديس لويس التاسع الفرنسي بجيشه ووصل الملك القديس لويس التاسع الفرنسي بجيشه إلى المنصورة حيث دارت رحى معركة طاحنة .

وفي وسط هذه المعمعة الهائلة ، توفي السلطان الملك الصالح أيوب على حين غرة ، فاسودت الدنيا في عينيها ، ووقعت فريسة لألم نفسي شديد . وعملت جهدها للاحتفاظ بالنبأ الفاجع ، وحبسه عن شعبها المناضل .

وكان لشجرة الدر في سوريا خصم عنيد يدعى طوران شاه ، ابن زوجها السلطان الملك الصالح . وكانت تعرف أنه من ألد خصومها ، وأكثرهم شعبية وقوة ونفوذا ، فلم يكد طوران يسمع بنبأ وفاة والده حتى خف إلى مصر يطالب بوراثة العرش ، ولم يكتف بهذا ، بل راح يلصق بشجرة الدر زوج أبيه ، التهم الشنيعة . ولم يستغرق تدبيرها المؤامرة لاغتيال طوران وقتا طويلا . وأعلنت نفسها سلطانة على مصر ، وسميت "المعتصمة الصالحية أم خليل ، عصمة الدنيا والدين وملكة المسلمين" . وهي المرأة الوحيدة التي جلست على عرش الخلفاء في مصر . وإذ كان من المعتذر بل من المستحيل عليها أن تمارس السلطة ، لأنها امرأة فقد تزوجت من الشاب الجميل أيبك ، أحد الأمراء المماليك . ولكنها تخلصت منه لما فكر في زواج جديد .

وعرف الأمراء المماليك بمقتل أيبك فجمعوا جموعهم واقتحموا القصر الملكي وفتكوا بالسلطانة الشابة في السنة 1257 ، ونهبوا محتويات القصر ، تاركين وحسب فرسها وحزامها المزركش .