لمذا إنهزمت ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية
مرسل: الخميس مايو 27, 2010 2:59 pm
بحلول 1941 إرتكب أدولف هتلر أول خطأ (أول خطأ لأنه بعد هذا التاريخ صار
يرتكب أخطاء أخرى أكثر فداحة مما كسر الجيش الألماني) عسكري إستراتيجي سيأدي
بألمانيا لهزيمة نكراء، و سيسبب لاحقا نكسة حقيقية تحطم الجيش الألماني، هذا الخطأ
الإستراتيجي هو غزو روسيا.
الجبهة الروسية الصخرة التي ستتحطم عليها الجيوش الألمانية:
منذ 1940 بدأ هتلر يخطط لإحتلال روسيا، لكن دخول ألمانيا في حرب جوية مع
بريطانيا ،و حلول فصل الخريف منعه من مهاجمتها عام 1940 فأجل مخططه إلى غاية ربيع
1941.
كان هتلر يعلم جيدا أن الخريف و الشتاء الروسي هو أكبر تحد ستواجهه القوات
الألمانية فدرجة الحرارة في هذه المنطقة تنخفض عادة إلى 43 درجة تحت الصفر، لذلك
كان من المستحيل عليه مهاجمتها إلا في فصل الصيف على ان ينتهي من غزوها قبل حلول
فصل الشتاء. طبعا حتى هذا التاريخ كانت الحرب الخاطفة قد حققت الهداف المرجوة
منهان و بالرغم من وقوف كل القيادة العسكرية الألمانية ضد غزو روسيا إلا أن هتلر
أصر على رأيه و فتح في 21 جوان 1941 الجبهة الروسية التي سيتحطم فيها الجيش
الألماني الذي لا يقهر.
قبل الحديث عن هذه الجبهة و مجرى المعارك فيها، علينا أن نتكلم قليلا عن
روسيا كدولة و كقوة عسكرية و إقتصادية من 1939 إلى 1941، كانت روسيا في هذه
المرحلة دولة شيوعية تحت حكم الدكتاتور جوزيف ستالين، هذا الدكتاتور قام عام 1938
بتصفية القيادة العليا للجيش الروسي حين اعدم 90 بالمائة من أكفأ الضباط الروس،
مما خلق ضعف رهيبا في هرم الجيش الروسي، كما إن ستالين خوفا من الدخول في حرب هو
غير مستعد لها مع ألمانيا وافق على عقد معاهدة عدم إعتداء مع هتلر مدتها 10 سنوات،
و بموجب هذه الإتفاقية نجت روسيا من الغزو الألماني و كسبت بعض الوقت لإعادة تنظيم
جيشها الذي كسره ستالين نفسه عام 1938. بحلول عام 1940 هاجمت روسيا فنلندا قصد
إنتزاع منها بعض المناطق التي كانت قبل 1917 تابعة لروسيا لكن و بالرغم من ضعف
الجيش الفنلندي المتكون من 48.000 جندي خسر الجيش الروسي خلال حرب فينلندا 120.000
قتيل، و كسبت روسيا هذه الحرب بصعوبة
كبيرة جدا مما أعطى إنطباعا لألمانيا أن الجيش الروسي ضعيف جدا.
لكن و رغم كل هذا كانت روسيا تشكل خطرا كبيرا على الجيش الألماني لثلاث
أسباب هي:
1 صعوبة الشتاء الروسي و هبوط درجة الحرارة إلى 43 درجة تحت الصفر.
2 مساحة روسيا الشاسعة مما سيتطلب حشد 80 بالمائة من الجيش الألماني
للحفاظ على تماسك هذه الجبهة.
3 عدم وجود أي طرقات تذكر مما سيحد من سرعة تنقل الجيش الألماني.
هذه الأسباب جعلت من روسيا صخرة تحطمت عليها الجيوش الألمانية لكن كيف حدث
ذلك ؟
أولا: كل هذه المعطيات أخذتها القيادة العليا للجيش الألماني بالحسبان، و
وضعت مخطط غزو روسيا المعروف بخطة برباروسا لينتهي خلال 6 أشهر كأقصى تقدير، لأن
الشتاء الروسي سيشكل عائقا طبيعيا حقيقيا على تقدم الجيش النازي.
ثانيا: كانت القيادة العليا للجيش الألماني بدون أي إستثناء بما فيها
القائد العام للسلاح الجوي الألماني المرشال هيرمان غورنغ أحد اكبر و ابرز القادة
العسكريين و السياسيين في ألمانيا ضد فكرة غزو روسيا للأسباب المذكورة أعلاه، كما
كانت القيادة العسكرية الألمانية ضد هذه الفكرة لأنها إن تمت ستجعل ألمانيا تقاتل
على جبهتين بريتين (شمال إفريقيا و روسيا) مما سيحد من قدرة التعبئة و حشد القوات
الألمانية، لكن حين فرض أدولف هتلر رأيه و قرر نهائيا غزو روسيا، فضلت قيادة الجيش
الألماني أن تكون الحرب خاطفة جدا و سريعة مهما كلفها ذلك من خسائر بشرية.
ثالثا: أراد الألمان إحتلال حقول النفط الروسية بسرعة كبيرة و قبل أن
يدمها الروس، للعلم فقط كانت ألمانيا منذ 1940 محاصرة بحريا، و لم يكن بإمكانها
إستيراد البترول إلا من أبع دول هي رومانيا و المجر و بلغاريا التي كانت دول حليفة
لألمانيا و من روسيا، و دخول ألمانيا في حرب ضد روسيا سيسبب توقف الروس عن تموين
الألمان بالبترول مما سيخفظ الواردات الألمانية من هذه المادة الحيوية بحوالي 65
بالمائة من حاجياتها.
الإستعدادات العسكرية الألمانية لغزو روسيا:
إن شساعه مساحة روسيا تطلب حشد أكبر جيش في التاريخ لغزوها فقد حصصت
القيادة العسكرية الألمانية 173 فرقة يطاف إليها 45 فرقة شاركت بها رومانيا و
بلغاريا و الماجر و إيطاليا بمجموع 3.500.000 جندي، للإشارة فقط كان الجيش
الألماني عام 1941 يتكون من 200 فرقة أي أن ألمانيا أرسلت 73 بالمائة من قواتها
البرية للحرب في روسيا مما أضعف كثيرا باقي الجبهات التي كان يقاتل فيها الجيش
الألماني، ما شارك في هذه الحرب 47.000 مدفع ميدان و 3.650 دبابة أي ما يمثل 76
بالمائة من القوات المدرعة و وحدات مديفعية الميدان.
زيادة على ذلك خصص سلاح الجو الألماني ما مجموعه 2.770 طائرة مختلفة
الأنواع أي حوالي 65 بالمائة من السلاح الجوي الألماني، مما خفف الضغط على الأجواء
البريطانية، و أضعف الدفاع الجوي في ألمانيا.
خطة برباروسا:
هذه الخطة وضعها القائد العام للقوات البرية الألمانية المرشال والتر
فون بروشيتس بمساعدة رئيس أركان القوات البرية الجنرال هالدر، و قد تم افتفاق
بين مختلف قيادات أركان الجيش الألماني أن تتم عملية الغزو حسب المخطط الأتي؛تقسم القوات المشاركة في عملية الغزو إلى ثلاث مجموعات هي:
المجموعة الأولى تضم الجش 18 و 16
بقيادة المررشال فون ليب و تدعمها المجموعة المدرعة 4 يحميها جوا الأسطول
الجوي الأول بقيادة الجنرال ألفرد كيلر، تتمركز هذه القوات شمال شرق بولندا
و تهجم شرقا حتى تصل مدينة لينينغراد.
المجموعة الثانية و هي القوةالرئيسية المكلفة بإختراق قلب روسيا وصولا إلى موسكو تضم الجيش 2 و 4 بقيادة
المرشال فريدور فون بوخ و تدعمها
المجموعة المدرعة 2 و3 و يحميها جوا الأسطول الجوي الثاني بقيادة الجنرال ألبرت
كيسلغينغ.
المجموعة الثالثة تضم الجيش 6 و 11 و17 بقيادة المرشال جارد فون غونتستات، و تدعمها المجموعة المدرعة 1 و
يحميها جوا الأسطول الجوي 4 بقيادة أليكسندر لوهر و كانت مهمة هذه المجموعة إستراتيجية
بحث كانت مكلفة بالوصول لحقول النفط الروسية الموجودة في أوكرانيا و القوقاز قبل
أن يدمرها الروس.
حسب نفس الخطة و بحلول شتاء 1941 يجب على الجيش الألماني أن يبلغ مدينة
لنينغراد شمالا، و يحتل موسكو في الوسط، و يبلغ مدينة سيباستبول جنوبا، و يتم
تثبيت الجبهة حتى الربيع التالي حيث يمكن للجيش الألماني مواصلة زحفه نحو الجنوب
الشرقي بإتجاه مدينة ستالينغراد و من تم إلى حقول البترول الكبرى في باكو قرب بحر
القوقاز.
الهجوم الألماني على روسيا و بداية الجبهة الإستراتيجية التي ستقهر
ألمانيا:
فجر يوم الأحد 22 جوان (حزيران، يونيه) 1941 بدأ الهجوم الألماني على
روسيا، و نظرا لعنصر المفاجئة و التفوق الألماني الساحق حويا و بريا حقق الجيش
اللماني إنتصارات ساحقة على الجيش الأحمر الروسي، و كانت المفائجة كبيرة لدرجة أنه
في اليوم الول من بداية القتال خسر السلاح الجوي الروسي 1489 على الأرض و قبل أن
تتمكن من الإقلاع بينما أسقطت الطائرات الألمانية 389 طائرة روسية تمكنت من
الإقلاع أي ما مجموعة 1898 طائرة في يوم واحد، مما كشف الأجواء الروسية و تسبب في
تحطيم سلاح المدرعات الروسي و معظم فرق المشاة. بينما لم يخسر الطيرا الألماني سوى
63 طائرة في اليوم الأول من بداية القتال و بلغت الخسائر الألمانية جوا 150 طائرة
خلال الأسبوع الأول من بداية الحرب.
في الأسبوع الأول من بداية الهجوم تعمقت القوات الألمانية ب400 كلم داخل
الراضي الروسية و في 28 جوان وصل الإختراق الألماني لروسيا 600 كلم شرق بولندا،
إستمرت المدن الروسية في السقوط الواحدة تلوى الأخرى و بحلول منتصف شهر سبتمبر
(أيلول) عام 1941 كان الألمان على بعد 400 كلم غرب عاصمة روسيا موسكو.
بداية الخلافات بين هتلر و قيادة الجيش الألماني:
كان هتلر يقول دائما أن حرب روسيا هي حربه، و هو فقط من سيسيرها عكس ما
كانت عليه الأمور فقبل إجتياج روسيا كانت القيادة العليا للجيش اللماني هي التي
تخطط و هي التي تنفذن و لم يكن هتلر بصفته القائد الأعلى للجيش يتدخل في تسيير
مجرى المعارك إلا نادرا، لكن حين هجم على روسيا إعتبر هذه الحرب حربه كما سبق و أن
قلت فأصبح يتدخل في كل كبيرة و صغيرة مما أعاق قدرة المناورة عند قيادة الجيش، و
بحلول منتصف شهر سبتمبر (أيلول) عام 1941 نشب أول خلاف بين هتلر و قيادة الجيش
تسبب في إنهزام ألمانيا أمام الجيش الأحمر الروسي.
بحلول سبتمبر (أيلول) 1941 إجتمع مجلس الحرب للجيش الألماني لتقييم الوضع
في الجبهة الروسية، و نظرا لما حققه الجيش الألماني إقترحت القيادة تركيز هجومها
نحو موسكو خصوصا، أن الجيش الأحمر الروسي متبعثر و منهار و عاجز عن تجميع قواته، و
سقوط عاصمة روسيا في يد الجيوش الألمانية سيسبب إنهيارا كاملا لمعنويات الشعب
الروسي، لكن هتلر رأى غير ذلك فحسب رأيه يجب يجب توجيه القوات الألمانية لإحتلال
منطقة دونباس الصناعية.
إنتهى الخلاف بإعتماد خطة هتلر مما سمح للجيش الأحمر الروسي بتجميع قواته
في العاصمة الروسية موسكو.
حلول الشتاء و بداية الهزيمة:
بحلول شتاء 1941 كان الجيش الألماني قد حقق معظم الأهداف التي سطرها في
مخطط برباروسا، لكن و بالرغم من الإنتصار الشبه كامل الذي حققه، لم يستطع الجيش
الألماني تحقيق الدهف الرئيسي من هذه الحرب، فالجيش الأحمر إستغل الركود الذي خيم
على جبهة القتال و أعاد تجميع قواته، كما إستطاع الجيش الحمر من جهة اخرى صد الهجوم
الألماني على موسكو و ألحق أول هزيمة عسكرية بالجيش الألماني الذي لا يقهر.
بالنسبة للجيش الألماني كان الوضع مأساوي لأن هتلر ضن أنه سيقضي على
الجيوش الروسية قبل حلول فصل الشتاء، فلم يوفر لجيشه ملابس شتاء تلائم الشتاء
الروسي البارد مما تسبب في وفاة عدد كبير من الجنود بردا، بالإضافة لذلك كانت
الجبهة الروسية أكبر جبهة حرب في تاريخ العالم بحيث كانت تمتد على مسافة 6 ألاف
كلم إنطلاقا من مدينة لينينغراد شمالا وصولا إلى مشارف القوقاز جنوبا، كما نجح
الروس في إحراق كل أبار البترول في أوكرانيا و جيورجيا قبل أن يحتلها الجيش
الألماني مما سبب نقصا فادحا في الوقود وصل إلى 60 بالمائة. و بدخول الولايات
المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء صار من المستحيل على الجيش الألماني
تحقيق نصرا نهائي على ثلاث دول تفوقه جيوشها عددا و عدة.
الأزمة الثانية بين القيادة الألمانية و أدولف هتلر:
بعد هزيمة الجيش الألماني في معركة موسكو قام أدولف هتلر بعزل القائد
العام و رئيس أركان القوات البرية الألمانيةن متهما إياهما بالتقصير و الضعف و عدم
تطبيق قراراته، و أعلن نفسه قائدا عاما للقوات البرية مما حرم الجيش الألماني من
قائدين عسكريين ذي كفائة عالية جدا.
بمجرد إستلامه للقيادة العامة للقوات البرية قرر هتلر توجيه كل قواته نحو
الجبهة الروسية مما زاد من ضعف باقي الجبهات التي يقاتل فيها الألمان، و قد تسبب
هذا القرار لاحقا في إنهيار جيش إفريقيا و سقوط 300.000 جندي ألماني في الأسر.
بحول منتصف عام 1942 و مباشرة بعد حلول فصل الصيف قرر إرتكب هتلر خطأ
عسكري فضيع بحيث أصدر أوامرا لقيادة قواته في جنوب روسيا للتوجه نحو مدينة
ستالينغراد و من تم الزحف على حقول النفط في باكو قرب بحر قزوين، و بضل براعة
الجنرالات اللمان إستطاع الجيش الألماني تحقيق إنتصرارات جديدة حيث بلغ الجيش 6
الألماني بقيادة الجنرال فون باولوس مشارف هذه المدينة، لكن الروس إستماتوا في
الدفاع عن المدينة التي تحمل إسم زعيمهم ستالينن و دارت معركة طاحنة بحيث كان على
الألمان إحتلالها دارا بدار و طريق بطريق، و حين تأكدت القيادة العسكرية الروسية
الجديدة بقيادة المرشال جوكوف أن الجيش الألماني قد صار بعيدا جدا عن خطوط إمداده
قامت بهجوم معاكس في الشمال و الجنوب مما تسبب في حصار الجيش الألماني السادس داخل
المدينة التي لم يكن قد إنتهى من إحتلالها بعد.
في أخل محاولة منه لإنقاذ جيشه طلب الجنرال فون باولوس من هتلر السماح له
بالإنسحاب جنوبا لكن هتلر منعه من ذلك و إنتهى الأمر بإستسلام المرشال فون باولوس
في 2 فبراير (شباط) 1943 و سقط 120.000 جندي ألماني في الأسر بينما قتل 180.000
جندي أخر خلال هذه المعركة.
بعد 1942 صار هتلر يحرم على قادة جيوشه المناورة بالقوات، و منعهم أيضا من
الإنسحاب و كان كلامه دائما القتال حتى أخر جندي، علينا ان نعلم هنا أن الإنسحاب
ففي بعض الأحيان لا يعني أبدا الإنهزام، لأن الإنسحاب نحو نقاط جديدة تمكن الجيش
من إعادة تنظيم نفسه و المبادرة بالهجوم شيء ضروري للحفاط على القدرات الدفاعية و
الهجومية لأي جيش، بينما البقاء في نفس المكان و تمكين العدو من المحاصرة ستأدي
للإنهيار. يكفي أن نسجل هنا أنه بين معركة ستالينغراد و معركة أفريقيا الشمالية
خسر هتلر حوالي نصف مليون جندي وقعوا في الأسر لأن هتلر منعهم من الإنسحاب.
نقص الوقود من بين اكبرأسباب هزيمة الجيش الألماني:
سبق و ان قلنا أن المانيا ما بين 1939 إلى 1941 كانت تستورد 65 بالمائة من
البترول من روسيا، لكن حين إنتهك الألمان معاهدة عدم الإعتداء التي عقدوها مع
روسيا توقفت هذه الأخيرة عن إمداد ألمانيا بالبترول مما تسبب في نقص فادح في هذه
المادة الإستراتيجية، و بدخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء
زاد الحصار البحري على ألمانيا، و صار من المستحيل عليها إستيراد بالترول عبر
البحر، و لم يبقى لها سوى حقول البترول الموجودة في رومانيا المجر و بلغاريا، لكن
زحف الجيش الأحمر نحو الغرب و تحريره لكامل الأراضي الروسية بين 1943 و 1944 دفع
بهذه الدول (رومانيا و بلغاريا) للإنقلاب على هتلر و عقدت معاهدات إستسلام بدون
شروط للجيش الروسي، مما زاد في فضاعة نقصان الوقود و لم يبقى لألمانيا سوى حقول
النفط في الماجر التي لم يكن بمقدورها إنتاج اكثر من 10 بالمائة من الحاجيات
الألمانية من البترول؛ حين هجم الجيش الألماني على الحلفاء في معركة الأردين
الثانية (16 دسمبر 1944 – 16 جانفي 1945) لم يوقف الزحف الألماني سوى إنتهاء
مخزونها من الوقود، و خسرت ألمانيا أخر معركة كان يمكن من خلالها توقيف زحف
الحلفاء نحو الأراضي الألمانية.
هذه تقريبا هي أهم الأسباب التي أدت لهزيمه الجيش الألماني النازي
يرتكب أخطاء أخرى أكثر فداحة مما كسر الجيش الألماني) عسكري إستراتيجي سيأدي
بألمانيا لهزيمة نكراء، و سيسبب لاحقا نكسة حقيقية تحطم الجيش الألماني، هذا الخطأ
الإستراتيجي هو غزو روسيا.
الجبهة الروسية الصخرة التي ستتحطم عليها الجيوش الألمانية:
منذ 1940 بدأ هتلر يخطط لإحتلال روسيا، لكن دخول ألمانيا في حرب جوية مع
بريطانيا ،و حلول فصل الخريف منعه من مهاجمتها عام 1940 فأجل مخططه إلى غاية ربيع
1941.
كان هتلر يعلم جيدا أن الخريف و الشتاء الروسي هو أكبر تحد ستواجهه القوات
الألمانية فدرجة الحرارة في هذه المنطقة تنخفض عادة إلى 43 درجة تحت الصفر، لذلك
كان من المستحيل عليه مهاجمتها إلا في فصل الصيف على ان ينتهي من غزوها قبل حلول
فصل الشتاء. طبعا حتى هذا التاريخ كانت الحرب الخاطفة قد حققت الهداف المرجوة
منهان و بالرغم من وقوف كل القيادة العسكرية الألمانية ضد غزو روسيا إلا أن هتلر
أصر على رأيه و فتح في 21 جوان 1941 الجبهة الروسية التي سيتحطم فيها الجيش
الألماني الذي لا يقهر.
قبل الحديث عن هذه الجبهة و مجرى المعارك فيها، علينا أن نتكلم قليلا عن
روسيا كدولة و كقوة عسكرية و إقتصادية من 1939 إلى 1941، كانت روسيا في هذه
المرحلة دولة شيوعية تحت حكم الدكتاتور جوزيف ستالين، هذا الدكتاتور قام عام 1938
بتصفية القيادة العليا للجيش الروسي حين اعدم 90 بالمائة من أكفأ الضباط الروس،
مما خلق ضعف رهيبا في هرم الجيش الروسي، كما إن ستالين خوفا من الدخول في حرب هو
غير مستعد لها مع ألمانيا وافق على عقد معاهدة عدم إعتداء مع هتلر مدتها 10 سنوات،
و بموجب هذه الإتفاقية نجت روسيا من الغزو الألماني و كسبت بعض الوقت لإعادة تنظيم
جيشها الذي كسره ستالين نفسه عام 1938. بحلول عام 1940 هاجمت روسيا فنلندا قصد
إنتزاع منها بعض المناطق التي كانت قبل 1917 تابعة لروسيا لكن و بالرغم من ضعف
الجيش الفنلندي المتكون من 48.000 جندي خسر الجيش الروسي خلال حرب فينلندا 120.000
قتيل، و كسبت روسيا هذه الحرب بصعوبة
كبيرة جدا مما أعطى إنطباعا لألمانيا أن الجيش الروسي ضعيف جدا.
لكن و رغم كل هذا كانت روسيا تشكل خطرا كبيرا على الجيش الألماني لثلاث
أسباب هي:
1 صعوبة الشتاء الروسي و هبوط درجة الحرارة إلى 43 درجة تحت الصفر.
2 مساحة روسيا الشاسعة مما سيتطلب حشد 80 بالمائة من الجيش الألماني
للحفاظ على تماسك هذه الجبهة.
3 عدم وجود أي طرقات تذكر مما سيحد من سرعة تنقل الجيش الألماني.
هذه الأسباب جعلت من روسيا صخرة تحطمت عليها الجيوش الألمانية لكن كيف حدث
ذلك ؟
أولا: كل هذه المعطيات أخذتها القيادة العليا للجيش الألماني بالحسبان، و
وضعت مخطط غزو روسيا المعروف بخطة برباروسا لينتهي خلال 6 أشهر كأقصى تقدير، لأن
الشتاء الروسي سيشكل عائقا طبيعيا حقيقيا على تقدم الجيش النازي.
ثانيا: كانت القيادة العليا للجيش الألماني بدون أي إستثناء بما فيها
القائد العام للسلاح الجوي الألماني المرشال هيرمان غورنغ أحد اكبر و ابرز القادة
العسكريين و السياسيين في ألمانيا ضد فكرة غزو روسيا للأسباب المذكورة أعلاه، كما
كانت القيادة العسكرية الألمانية ضد هذه الفكرة لأنها إن تمت ستجعل ألمانيا تقاتل
على جبهتين بريتين (شمال إفريقيا و روسيا) مما سيحد من قدرة التعبئة و حشد القوات
الألمانية، لكن حين فرض أدولف هتلر رأيه و قرر نهائيا غزو روسيا، فضلت قيادة الجيش
الألماني أن تكون الحرب خاطفة جدا و سريعة مهما كلفها ذلك من خسائر بشرية.
ثالثا: أراد الألمان إحتلال حقول النفط الروسية بسرعة كبيرة و قبل أن
يدمها الروس، للعلم فقط كانت ألمانيا منذ 1940 محاصرة بحريا، و لم يكن بإمكانها
إستيراد البترول إلا من أبع دول هي رومانيا و المجر و بلغاريا التي كانت دول حليفة
لألمانيا و من روسيا، و دخول ألمانيا في حرب ضد روسيا سيسبب توقف الروس عن تموين
الألمان بالبترول مما سيخفظ الواردات الألمانية من هذه المادة الحيوية بحوالي 65
بالمائة من حاجياتها.
الإستعدادات العسكرية الألمانية لغزو روسيا:
إن شساعه مساحة روسيا تطلب حشد أكبر جيش في التاريخ لغزوها فقد حصصت
القيادة العسكرية الألمانية 173 فرقة يطاف إليها 45 فرقة شاركت بها رومانيا و
بلغاريا و الماجر و إيطاليا بمجموع 3.500.000 جندي، للإشارة فقط كان الجيش
الألماني عام 1941 يتكون من 200 فرقة أي أن ألمانيا أرسلت 73 بالمائة من قواتها
البرية للحرب في روسيا مما أضعف كثيرا باقي الجبهات التي كان يقاتل فيها الجيش
الألماني، ما شارك في هذه الحرب 47.000 مدفع ميدان و 3.650 دبابة أي ما يمثل 76
بالمائة من القوات المدرعة و وحدات مديفعية الميدان.
زيادة على ذلك خصص سلاح الجو الألماني ما مجموعه 2.770 طائرة مختلفة
الأنواع أي حوالي 65 بالمائة من السلاح الجوي الألماني، مما خفف الضغط على الأجواء
البريطانية، و أضعف الدفاع الجوي في ألمانيا.
خطة برباروسا:
هذه الخطة وضعها القائد العام للقوات البرية الألمانية المرشال والتر
فون بروشيتس بمساعدة رئيس أركان القوات البرية الجنرال هالدر، و قد تم افتفاق
بين مختلف قيادات أركان الجيش الألماني أن تتم عملية الغزو حسب المخطط الأتي؛تقسم القوات المشاركة في عملية الغزو إلى ثلاث مجموعات هي:
المجموعة الأولى تضم الجش 18 و 16
بقيادة المررشال فون ليب و تدعمها المجموعة المدرعة 4 يحميها جوا الأسطول
الجوي الأول بقيادة الجنرال ألفرد كيلر، تتمركز هذه القوات شمال شرق بولندا
و تهجم شرقا حتى تصل مدينة لينينغراد.
المجموعة الثانية و هي القوةالرئيسية المكلفة بإختراق قلب روسيا وصولا إلى موسكو تضم الجيش 2 و 4 بقيادة
المرشال فريدور فون بوخ و تدعمها
المجموعة المدرعة 2 و3 و يحميها جوا الأسطول الجوي الثاني بقيادة الجنرال ألبرت
كيسلغينغ.
المجموعة الثالثة تضم الجيش 6 و 11 و17 بقيادة المرشال جارد فون غونتستات، و تدعمها المجموعة المدرعة 1 و
يحميها جوا الأسطول الجوي 4 بقيادة أليكسندر لوهر و كانت مهمة هذه المجموعة إستراتيجية
بحث كانت مكلفة بالوصول لحقول النفط الروسية الموجودة في أوكرانيا و القوقاز قبل
أن يدمرها الروس.
حسب نفس الخطة و بحلول شتاء 1941 يجب على الجيش الألماني أن يبلغ مدينة
لنينغراد شمالا، و يحتل موسكو في الوسط، و يبلغ مدينة سيباستبول جنوبا، و يتم
تثبيت الجبهة حتى الربيع التالي حيث يمكن للجيش الألماني مواصلة زحفه نحو الجنوب
الشرقي بإتجاه مدينة ستالينغراد و من تم إلى حقول البترول الكبرى في باكو قرب بحر
القوقاز.
الهجوم الألماني على روسيا و بداية الجبهة الإستراتيجية التي ستقهر
ألمانيا:
فجر يوم الأحد 22 جوان (حزيران، يونيه) 1941 بدأ الهجوم الألماني على
روسيا، و نظرا لعنصر المفاجئة و التفوق الألماني الساحق حويا و بريا حقق الجيش
اللماني إنتصارات ساحقة على الجيش الأحمر الروسي، و كانت المفائجة كبيرة لدرجة أنه
في اليوم الول من بداية القتال خسر السلاح الجوي الروسي 1489 على الأرض و قبل أن
تتمكن من الإقلاع بينما أسقطت الطائرات الألمانية 389 طائرة روسية تمكنت من
الإقلاع أي ما مجموعة 1898 طائرة في يوم واحد، مما كشف الأجواء الروسية و تسبب في
تحطيم سلاح المدرعات الروسي و معظم فرق المشاة. بينما لم يخسر الطيرا الألماني سوى
63 طائرة في اليوم الأول من بداية القتال و بلغت الخسائر الألمانية جوا 150 طائرة
خلال الأسبوع الأول من بداية الحرب.
في الأسبوع الأول من بداية الهجوم تعمقت القوات الألمانية ب400 كلم داخل
الراضي الروسية و في 28 جوان وصل الإختراق الألماني لروسيا 600 كلم شرق بولندا،
إستمرت المدن الروسية في السقوط الواحدة تلوى الأخرى و بحلول منتصف شهر سبتمبر
(أيلول) عام 1941 كان الألمان على بعد 400 كلم غرب عاصمة روسيا موسكو.
بداية الخلافات بين هتلر و قيادة الجيش الألماني:
كان هتلر يقول دائما أن حرب روسيا هي حربه، و هو فقط من سيسيرها عكس ما
كانت عليه الأمور فقبل إجتياج روسيا كانت القيادة العليا للجيش اللماني هي التي
تخطط و هي التي تنفذن و لم يكن هتلر بصفته القائد الأعلى للجيش يتدخل في تسيير
مجرى المعارك إلا نادرا، لكن حين هجم على روسيا إعتبر هذه الحرب حربه كما سبق و أن
قلت فأصبح يتدخل في كل كبيرة و صغيرة مما أعاق قدرة المناورة عند قيادة الجيش، و
بحلول منتصف شهر سبتمبر (أيلول) عام 1941 نشب أول خلاف بين هتلر و قيادة الجيش
تسبب في إنهزام ألمانيا أمام الجيش الأحمر الروسي.
بحلول سبتمبر (أيلول) 1941 إجتمع مجلس الحرب للجيش الألماني لتقييم الوضع
في الجبهة الروسية، و نظرا لما حققه الجيش الألماني إقترحت القيادة تركيز هجومها
نحو موسكو خصوصا، أن الجيش الأحمر الروسي متبعثر و منهار و عاجز عن تجميع قواته، و
سقوط عاصمة روسيا في يد الجيوش الألمانية سيسبب إنهيارا كاملا لمعنويات الشعب
الروسي، لكن هتلر رأى غير ذلك فحسب رأيه يجب يجب توجيه القوات الألمانية لإحتلال
منطقة دونباس الصناعية.
إنتهى الخلاف بإعتماد خطة هتلر مما سمح للجيش الأحمر الروسي بتجميع قواته
في العاصمة الروسية موسكو.
حلول الشتاء و بداية الهزيمة:
بحلول شتاء 1941 كان الجيش الألماني قد حقق معظم الأهداف التي سطرها في
مخطط برباروسا، لكن و بالرغم من الإنتصار الشبه كامل الذي حققه، لم يستطع الجيش
الألماني تحقيق الدهف الرئيسي من هذه الحرب، فالجيش الأحمر إستغل الركود الذي خيم
على جبهة القتال و أعاد تجميع قواته، كما إستطاع الجيش الحمر من جهة اخرى صد الهجوم
الألماني على موسكو و ألحق أول هزيمة عسكرية بالجيش الألماني الذي لا يقهر.
بالنسبة للجيش الألماني كان الوضع مأساوي لأن هتلر ضن أنه سيقضي على
الجيوش الروسية قبل حلول فصل الشتاء، فلم يوفر لجيشه ملابس شتاء تلائم الشتاء
الروسي البارد مما تسبب في وفاة عدد كبير من الجنود بردا، بالإضافة لذلك كانت
الجبهة الروسية أكبر جبهة حرب في تاريخ العالم بحيث كانت تمتد على مسافة 6 ألاف
كلم إنطلاقا من مدينة لينينغراد شمالا وصولا إلى مشارف القوقاز جنوبا، كما نجح
الروس في إحراق كل أبار البترول في أوكرانيا و جيورجيا قبل أن يحتلها الجيش
الألماني مما سبب نقصا فادحا في الوقود وصل إلى 60 بالمائة. و بدخول الولايات
المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء صار من المستحيل على الجيش الألماني
تحقيق نصرا نهائي على ثلاث دول تفوقه جيوشها عددا و عدة.
الأزمة الثانية بين القيادة الألمانية و أدولف هتلر:
بعد هزيمة الجيش الألماني في معركة موسكو قام أدولف هتلر بعزل القائد
العام و رئيس أركان القوات البرية الألمانيةن متهما إياهما بالتقصير و الضعف و عدم
تطبيق قراراته، و أعلن نفسه قائدا عاما للقوات البرية مما حرم الجيش الألماني من
قائدين عسكريين ذي كفائة عالية جدا.
بمجرد إستلامه للقيادة العامة للقوات البرية قرر هتلر توجيه كل قواته نحو
الجبهة الروسية مما زاد من ضعف باقي الجبهات التي يقاتل فيها الألمان، و قد تسبب
هذا القرار لاحقا في إنهيار جيش إفريقيا و سقوط 300.000 جندي ألماني في الأسر.
بحول منتصف عام 1942 و مباشرة بعد حلول فصل الصيف قرر إرتكب هتلر خطأ
عسكري فضيع بحيث أصدر أوامرا لقيادة قواته في جنوب روسيا للتوجه نحو مدينة
ستالينغراد و من تم الزحف على حقول النفط في باكو قرب بحر قزوين، و بضل براعة
الجنرالات اللمان إستطاع الجيش الألماني تحقيق إنتصرارات جديدة حيث بلغ الجيش 6
الألماني بقيادة الجنرال فون باولوس مشارف هذه المدينة، لكن الروس إستماتوا في
الدفاع عن المدينة التي تحمل إسم زعيمهم ستالينن و دارت معركة طاحنة بحيث كان على
الألمان إحتلالها دارا بدار و طريق بطريق، و حين تأكدت القيادة العسكرية الروسية
الجديدة بقيادة المرشال جوكوف أن الجيش الألماني قد صار بعيدا جدا عن خطوط إمداده
قامت بهجوم معاكس في الشمال و الجنوب مما تسبب في حصار الجيش الألماني السادس داخل
المدينة التي لم يكن قد إنتهى من إحتلالها بعد.
في أخل محاولة منه لإنقاذ جيشه طلب الجنرال فون باولوس من هتلر السماح له
بالإنسحاب جنوبا لكن هتلر منعه من ذلك و إنتهى الأمر بإستسلام المرشال فون باولوس
في 2 فبراير (شباط) 1943 و سقط 120.000 جندي ألماني في الأسر بينما قتل 180.000
جندي أخر خلال هذه المعركة.
بعد 1942 صار هتلر يحرم على قادة جيوشه المناورة بالقوات، و منعهم أيضا من
الإنسحاب و كان كلامه دائما القتال حتى أخر جندي، علينا ان نعلم هنا أن الإنسحاب
ففي بعض الأحيان لا يعني أبدا الإنهزام، لأن الإنسحاب نحو نقاط جديدة تمكن الجيش
من إعادة تنظيم نفسه و المبادرة بالهجوم شيء ضروري للحفاط على القدرات الدفاعية و
الهجومية لأي جيش، بينما البقاء في نفس المكان و تمكين العدو من المحاصرة ستأدي
للإنهيار. يكفي أن نسجل هنا أنه بين معركة ستالينغراد و معركة أفريقيا الشمالية
خسر هتلر حوالي نصف مليون جندي وقعوا في الأسر لأن هتلر منعهم من الإنسحاب.
نقص الوقود من بين اكبرأسباب هزيمة الجيش الألماني:
سبق و ان قلنا أن المانيا ما بين 1939 إلى 1941 كانت تستورد 65 بالمائة من
البترول من روسيا، لكن حين إنتهك الألمان معاهدة عدم الإعتداء التي عقدوها مع
روسيا توقفت هذه الأخيرة عن إمداد ألمانيا بالبترول مما تسبب في نقص فادح في هذه
المادة الإستراتيجية، و بدخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء
زاد الحصار البحري على ألمانيا، و صار من المستحيل عليها إستيراد بالترول عبر
البحر، و لم يبقى لها سوى حقول البترول الموجودة في رومانيا المجر و بلغاريا، لكن
زحف الجيش الأحمر نحو الغرب و تحريره لكامل الأراضي الروسية بين 1943 و 1944 دفع
بهذه الدول (رومانيا و بلغاريا) للإنقلاب على هتلر و عقدت معاهدات إستسلام بدون
شروط للجيش الروسي، مما زاد في فضاعة نقصان الوقود و لم يبقى لألمانيا سوى حقول
النفط في الماجر التي لم يكن بمقدورها إنتاج اكثر من 10 بالمائة من الحاجيات
الألمانية من البترول؛ حين هجم الجيش الألماني على الحلفاء في معركة الأردين
الثانية (16 دسمبر 1944 – 16 جانفي 1945) لم يوقف الزحف الألماني سوى إنتهاء
مخزونها من الوقود، و خسرت ألمانيا أخر معركة كان يمكن من خلالها توقيف زحف
الحلفاء نحو الأراضي الألمانية.
هذه تقريبا هي أهم الأسباب التي أدت لهزيمه الجيش الألماني النازي