كشفت صحيفة بريطانية النقاب عن إخفاء دراسة تحوي ملاحظات بالغة الحساسية لمسؤول عسكري بريطاني كبير حول غزو العراق، قد أخفيت بأوامر من كبار مسؤولي الدفاع في بريطانيا.
وكان الممسؤول البريطاني قد طُلب منه إجراء دراسة للظروف المحيطة بغزو العراق.
وأوضحت صحيفة الغارديان أن الدراسة فوض بها الجنرال (كريس براون) في ضوء الأدلة المتزايدة على فشل الإعداد الجيد للغزو وعواقبه.
وكان الجنرال براون هو آخر مندوب عسكري بريطاني في بغداد عام 2009، وعين بعد ذلك رئيساً لفريق دراسة العراق.
وتأتي الدراسة في وقت كان قادة سابقون قد عبروا بالفعل عن غضبهم وإحباطهم من تلك الإخفاقات، في شهادة قوية للجنة التحقيق برئاسة (جون تشيلكوت).
وما زال الأمر متروكاً حتى الآن للجنة تشيلكوت لتقول أي الوثائق سلمتها لها الحكومة البريطانية، إذ من المتوقع أن يستأنف التحقيق جلساته العامة في نهاية يوليو أو بداية يونيو القادم.
ومن أسباب قلق رؤساء الدفاع أنه بمجرد تقديم براون الدراسة لتشيلكوت لمساعدته في تحقيقه فلن يكون لديهم سيطرة على محتوياتها.
وقالت الصحيفة أن الأهداف الرئيسة من التحقيق هي "استخلاص الدروس والعبر مما اعتبرته الحكومة البريطانية عملية غير مقنعة افتقرت إلى القانونية، وأنها كانت كارثة مقارنة بأزمة السويس عام 1956".
ووفقًا لهذه الخلفية وافقت وزارة الدفاع البريطانية على إجراء دراستها، لكن انتقادات الجنرال براون كانت شديدة لدرجة أنها كبتت عقب تدخل قائد أركان الدفاع السير (جوك ستيرب ومسؤولين) آخرين اعتبروا الانتقادات في غاية الحرج حتى على مستوى الاطلاع الداخلي في وزارة الدفاع.
ومما يذكر في شهادة أحد المسؤولين أمام لجنة التحقيق أن الجنرال (فريدريك فيغرسن) وهو المندوب السابق قبل براون وقت الغزو عام 2003؛ قال: إن التجربة في العراق كانت هائلة، وإنهم لم يستفيدوا منها بل يضعون هواة في مناصب بالغة الأهمية والناس تقتل نتيجة بعض هذه القرارات.