انتقدت الخارجية الروسية يوم الأربعاء، قيام الولايات المتحدة بنشر صواريخ "باتريوت" في بولندا، ووصفت الخطوة، بأنها "لا تساهم في تعزيز الأمن، بشأن احتمالات تطور الأوضاع المستقبلية في المنطقة".
وقال متحدث باسم الخارجية الروسية لوكالة انترفاكس "إن مثل هذه الإجراءات لا تؤدي إلى تعزيز الأمن أو الاستقرار الإقليمي بل على العكس من شأنها خفض مستوى الثقة".
وأضاف أنه "يتعذر فهم سبب اختيار هذا القطاع المحاذي للحدود مع روسيا لنشر هذه الصواريخ" ، مشيرا إلى أن بلاده طلبت إبعاد الموقع المؤقت لنصب تلك الصواريخ عن الحدود الروسية، وأنها تقدمت لكل من واشنطن ووارسو بمبرراتها لهذا الطلب، "لكن للأسف، لم يستجب الأمريكيون والبولنديون للحجج التي تقدمنا بها".
ووقعت كل من واشنطن ووارسو اتفاقاً يقضي بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية مؤقتة في الأراضي البولندية، على أن تصبح دائمة بعد عام 2012، ويتم نصب أنظمة "باتريوت" الأمريكية للدفاع الجوي أولاً، ولاحقاً صواريخ SM-3، لتدمير الصواريخ البالستية لما تصفهم الولايات المتحدة بـ"أعداء محتملين."
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، قررت نصب صواريخ "باتريوت" في بولندا.
ورغم أن إدارة الرئيس الحالي، باراك أوباما، رفضت خطة الإدارة السابقة لنشر بعض عناصر الدفاع الصاروخي، الذي أزعج موسكو، في أراضي بولندا وجمهورية التشيك، إلا أنها لم تتخل عن خطة إقامة القاعدة العسكرية في بولندا، ووضع صواريخ "باتريوت" فيها.
ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله: "لماذا يفعلون ما يوحي بأن بولندا تحصن نفسها ضد روسيا؟"، كما نقلت عن مراسل الراديو البولندي في موسكو، قوله "الأمريكيين فعلوا هذا لإرضاء السياسيين البولنديين، الذين يريدون أن يرى العالم أن بلادهم خرجت عن سيطرة موسكو، وأصبحت تحت حماية الولايات المتحدة."
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت يوم الأحد الماضي بطارية صواريخ من نوع باتريوت إلى مدينة موراغ شمال شرق بولندا لنشرها هناك لمدة 30 يوما.
يذكر أن بولندا كانت قد صادقت في شهر فبراير الماضي على اتفاق حول الإطار المستقبلي الذي ينظم تمركز القوات الأمريكية في الأراضي البولندية الأمر الذي مهد الطريق لنشر هذه الصواريخ في بولندا.