آلة الإعدام الإيرانية
مرسل: الجمعة مايو 28, 2010 7:28 pm
آلة الإعدام الإيرانية..
نفذ النظام الايراني صباح يوم التاسع من أيار في طهران حكم الاعدام بحق 5 اشخاص، بينهم امرأة، بتهمة الانتماء الى مجموعات معارضة كردية. وبين الذين اعدموا فرزاد كمانكر، وهو مدرس ناشط في مجال حقوق الانسان سبق وقد نظم المعارضون لإعدامه حملة طالبوا فيها السلطات بتبرأته، معتبرين أن الاتهامات التي وجهت اليه ملفقة و انتزعت منه تحت التعذيب.
وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان القضاء نفذ حكم الاعدام بحق فرزاد كمانكر وعلي حيدريان وفرهاد وكيلي وشيرين هولي بتهمة الانتماء الى حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) المعارضة المسلحة. ومنظمة بيجاك هي الفرع الايراني لحزب العمال الكردستاني.
لن أخوض في تفاصيل تلك الأحكام الجائرة،فهي أحكام تصدر من محاكم ومحاكمات صورية القصد منها بث الرعب في قلوب ابناء الشعب،علماً أن تلك الأحكام لا تخلو من النزعة الطائفية والعنصرية في نفس الوقت.
القضية هنا هي إلقاء الضوء على ذلك الأسلوب الوحشي والهمجي في تنفيذ الإعدامات والتي تعطي صورةً واضحة عن الحالة النفسية والأخلاقية لمن يقفون وراءها أي ملالي وحكام طهران الذين يحملون في دواخلهم كل العقد النفسية.
"الغرب الكافر" إخترع وطورالرافعات لخدمة الإنسان وتقدم ورفاه الشعوب. ولكن النظام الطائفي في طهران يستعمل الرافعات كمنصات للإعدام وفي أبشع صورها أمام الأطفال والحوامل والشباب في سن المراهقة ضاربةً بعرض الحائط كل القيم الإنسانية السماوية منها والوضعية.
حليب الرضاعة عند النساء سوف ينضح بسموم الحقد والإنتقام أمام تلك المشاهد المريعة من الإعدامات. الأطفال والشباب يصابون بالعقد النفسية والفرد العادي يفقد الكثير من المثل والقيم الإنسانية التي تحافظ على التوازن في أي مجتمع كان.
جيوش من الأجيال المريضة والمصابة بالعقد والحقد وحب العنف والإنتقام تنشأ اليوم في ايران. لا ننسى أن المجال الحيوي لتلك الجيوش ليست ايران فقط، إنما ذلك يشمل كل دول المنطقة.كل هذا يحدث وحكام المنطقة يزدادون وزناً وشخيراً.
لماذا القول أن القضية تحمل العنوان الشيعي؟.الجواب هو السكوت والصمت الشيعي المريب. ماذا يعني الصمت؟
الصمت يعني:
ــ أن مرشد الثورة وكبيرالأئمة بين الشيعة موافقون.
ــ أن كل الحوزات الشيعية وعلماؤها من قم الى النجف وكربلاء وجبل عامل.....الخ تبصم بالعشرة لما يجري من إعدامات بهذا الشكل.
ــ أن كل التنظيمات السياسية ذات الطابع الشيعي أو قاعدة شيعية وعلى رأسها الإئتلافان الشيعيان في العراق وزعماؤها من الحكيم والمالكي والجعفري...الخ وصولاً الى "حزب الله" ونصرالله موافقون أيضاً.
هل هناك عالم دين ولا يعرف أن(الساكت عن الحق هو شيط....أخرس).
فوق كل هذا وذاك لا تتحرك في كل هؤلاء"المُتقينْ رواد الجوامع" شعرة من نخوة وعزة نفس وهم يرون أن الحكم بالإعدام لم يعد له وجود في قاموس "الغرب الكافر"وحتى في اسرائيل.....
وكما كان الإعدام بالخازوق رمزاً وميدالية إسلامية تركية،فإن الإعدام على الرافعات وأمام الملأ صار إختراعاً ورمزاً شيعياً دون منازع....ولا يمكن التخلص من هذه الوصمة إلا...
إلأا إذا تحرك الشيعة من علمائهم وسياسييهم وأحزابهم وحوزاتهم...الخ أينما كانوا وتحملوا المسؤولية لوضع حد لهذ الخرق الفاضح لكل القيم الإنسانية لمحو هذا العارالذي هو الآن سمة بارزة من سمات الشيعية السياسية. ماهو الفرق بينكم وبين مجرمي القاعدة إذن؟.الحكومات السنية والأزهر تحاربان كل جرائم القاعدة التي ترتكب بإسم الدين والمذهب السني.
إني اعلم علم اليقين أن كل من يقرأ عنوان المقال سيتهمني بالطائفية. ولكن أؤكد لهم أني لا أفرق بين الديانات فما بالكم بالمذاهب. بل أحترم عقيدة الذين ليست لهم أية ديانة. الإنسان والقيم الإنسانية السامية هما أهم من كل شيء آخر.
الغاية هنا ليس الإساءة الى المذهب الشيعي بتاتاً. الدنيا كلها لا تتشكل من الإسلام والمسيحية واليهود ومذاهبها فقط. إذ أن هناك المليارات من البشرفي الصين والعالم لهم دياناتهم ومذاهبهم. الذي يحترم عقيدته عليه أولاً إحترام عقائد الآخرين واحترام من لا ديانة له. إحترام الديانات والمذاهب واجب على كل إنسان طالما بقي ذلك بين العبد والخالق. هل يمكن لأي إنسان أن ينسى جرائم النازيين المسيحيين؟ ولكن المسيحية تبرأت منهم وأدانتهم كما يعرف الجميع.
ولكننا الآن أمام كارثة إنسانية شنيعة ترتكب وتبارك من الشيعة. أليس من يتربع على سدة الحكم هو"مرشد الشيعة"؟. الحوزات وعلماؤها لا يفوتهم أية صغيرة للإدلاء بفتاواهم وصولاً الى العلاقات في مخدع الزوجية، ولكن لا نجد فيهم إلا صمت القبور أمام ما يجري من هتك وإستهتارلحرمة الروح البشرية التي منحها الله لبني آدم.
الشعب الألماني المسيحي تحمل ولايزال وبكل شجاعة ما إقترفه النازيون منهم من مجازر وحشية بحق البشرية، ومع ذلك لم يتخلصوا حتى الآن من عقدة الذنب التي لا زالت تلاحقهم جيلاً بعد جيل.
ألا يجدر بالشيعة أيضاً التحلي بالشجاعة وتحمل المسؤولية التاريخية قبل أن تستفحل أكثرـ لما يقترفه الحكام في الدولة الشيعية الايرانية؟.
المشاهد الهمجية للإعدام بالرافعات في الشوارع هي إحدى الأسباب التي تدفع بالمجتمع الدولي الى أن المسؤولين عنها لن يتورعوا عن إستعمال السلاح النووي في لحظة حصولهم عليها،إذ أن الإنسان والمثل الإنسانية لا تساوي شيئاً عندهم.
في الختام أترككم مع الرسالة التي كتبها أستاذ المدرسة الشهيد فرزاد كمانجر وستلاحظون الفرق بين الإنسان الحقيقي والجلادين أعداء البشرية المصابين بالخوف والهلع من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم......
نص الرسالة التي تركها "فرزاد كمانجر" قبل إعدامه من قبل سلطات نظام الملالي:
اتهموني بالكفر والالحاد ومحاربة ربهم. بهذه التهم الباطلة ووفقا لعدالتهم أحلوا اعدامي. أنا الان في انتظار جلّاديّ. وانطلاقا من محبتي واخلاصي للانسانية، فإنني أتمنى من جميع محببيّ بان يتيحوا للمرضى والمعوزين من الاستفادة من أعضاء جسدي التي اتبرع بها لانقاذ حياة الاخرين بعيد إعدامي. كما أنني أتمنى ان ينقل قلبي بكل ما فيه من طيبة وحب الى احد الاطفال. موطن الطفل لا يهم. فقط اتمنى أن يمنح قلبي المتمرد العاصي الى طفل يكشف أمنيات طفولته للقمر والنجوم بعصيان وتمرد أكثر. دعوه يخفق في جسد طفل آخر ليكون شاهدا كبيرا على الامانة والصدق. امنيتي هي أن يمنح قلبي لطفل يرقد على فراشة وهو جائع، طفل فاقد للصبر، مثل تلميذي حامد ذي الستة عشر عاما والذي اعدم نفسه وكان يقول"حتى أصغر أمنياتي لا تتحقق"، أريد لقلبي أن يخفق في جسد طفل لكي تبقى هذه الهدية طيبة لا تموت بداخله. لغة الطفل لا تهم. امنحوا قلبي لطفل دون أن تسألوا عن لغته. فأنا أريده أن يخفق في جسد طفل. ما يهمني في الطفل هو أن يكون ابن عائلة كادحة ترفض الظلم وتعصي الظلام. امنحوا قلبي لطفل لكي يصبح وبسرعة معلماً في احدى القرى، معلما لاطفال يستقبلونه كل صباح بابتساماتهم البريئة، يناقشون معه أفراحهم وأحلامهم، لكي لا يتوقف قلبي عن الخفقان".
نفذ النظام الايراني صباح يوم التاسع من أيار في طهران حكم الاعدام بحق 5 اشخاص، بينهم امرأة، بتهمة الانتماء الى مجموعات معارضة كردية. وبين الذين اعدموا فرزاد كمانكر، وهو مدرس ناشط في مجال حقوق الانسان سبق وقد نظم المعارضون لإعدامه حملة طالبوا فيها السلطات بتبرأته، معتبرين أن الاتهامات التي وجهت اليه ملفقة و انتزعت منه تحت التعذيب.
وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان القضاء نفذ حكم الاعدام بحق فرزاد كمانكر وعلي حيدريان وفرهاد وكيلي وشيرين هولي بتهمة الانتماء الى حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) المعارضة المسلحة. ومنظمة بيجاك هي الفرع الايراني لحزب العمال الكردستاني.
لن أخوض في تفاصيل تلك الأحكام الجائرة،فهي أحكام تصدر من محاكم ومحاكمات صورية القصد منها بث الرعب في قلوب ابناء الشعب،علماً أن تلك الأحكام لا تخلو من النزعة الطائفية والعنصرية في نفس الوقت.
القضية هنا هي إلقاء الضوء على ذلك الأسلوب الوحشي والهمجي في تنفيذ الإعدامات والتي تعطي صورةً واضحة عن الحالة النفسية والأخلاقية لمن يقفون وراءها أي ملالي وحكام طهران الذين يحملون في دواخلهم كل العقد النفسية.
"الغرب الكافر" إخترع وطورالرافعات لخدمة الإنسان وتقدم ورفاه الشعوب. ولكن النظام الطائفي في طهران يستعمل الرافعات كمنصات للإعدام وفي أبشع صورها أمام الأطفال والحوامل والشباب في سن المراهقة ضاربةً بعرض الحائط كل القيم الإنسانية السماوية منها والوضعية.
حليب الرضاعة عند النساء سوف ينضح بسموم الحقد والإنتقام أمام تلك المشاهد المريعة من الإعدامات. الأطفال والشباب يصابون بالعقد النفسية والفرد العادي يفقد الكثير من المثل والقيم الإنسانية التي تحافظ على التوازن في أي مجتمع كان.
جيوش من الأجيال المريضة والمصابة بالعقد والحقد وحب العنف والإنتقام تنشأ اليوم في ايران. لا ننسى أن المجال الحيوي لتلك الجيوش ليست ايران فقط، إنما ذلك يشمل كل دول المنطقة.كل هذا يحدث وحكام المنطقة يزدادون وزناً وشخيراً.
لماذا القول أن القضية تحمل العنوان الشيعي؟.الجواب هو السكوت والصمت الشيعي المريب. ماذا يعني الصمت؟
الصمت يعني:
ــ أن مرشد الثورة وكبيرالأئمة بين الشيعة موافقون.
ــ أن كل الحوزات الشيعية وعلماؤها من قم الى النجف وكربلاء وجبل عامل.....الخ تبصم بالعشرة لما يجري من إعدامات بهذا الشكل.
ــ أن كل التنظيمات السياسية ذات الطابع الشيعي أو قاعدة شيعية وعلى رأسها الإئتلافان الشيعيان في العراق وزعماؤها من الحكيم والمالكي والجعفري...الخ وصولاً الى "حزب الله" ونصرالله موافقون أيضاً.
هل هناك عالم دين ولا يعرف أن(الساكت عن الحق هو شيط....أخرس).
فوق كل هذا وذاك لا تتحرك في كل هؤلاء"المُتقينْ رواد الجوامع" شعرة من نخوة وعزة نفس وهم يرون أن الحكم بالإعدام لم يعد له وجود في قاموس "الغرب الكافر"وحتى في اسرائيل.....
وكما كان الإعدام بالخازوق رمزاً وميدالية إسلامية تركية،فإن الإعدام على الرافعات وأمام الملأ صار إختراعاً ورمزاً شيعياً دون منازع....ولا يمكن التخلص من هذه الوصمة إلا...
إلأا إذا تحرك الشيعة من علمائهم وسياسييهم وأحزابهم وحوزاتهم...الخ أينما كانوا وتحملوا المسؤولية لوضع حد لهذ الخرق الفاضح لكل القيم الإنسانية لمحو هذا العارالذي هو الآن سمة بارزة من سمات الشيعية السياسية. ماهو الفرق بينكم وبين مجرمي القاعدة إذن؟.الحكومات السنية والأزهر تحاربان كل جرائم القاعدة التي ترتكب بإسم الدين والمذهب السني.
إني اعلم علم اليقين أن كل من يقرأ عنوان المقال سيتهمني بالطائفية. ولكن أؤكد لهم أني لا أفرق بين الديانات فما بالكم بالمذاهب. بل أحترم عقيدة الذين ليست لهم أية ديانة. الإنسان والقيم الإنسانية السامية هما أهم من كل شيء آخر.
الغاية هنا ليس الإساءة الى المذهب الشيعي بتاتاً. الدنيا كلها لا تتشكل من الإسلام والمسيحية واليهود ومذاهبها فقط. إذ أن هناك المليارات من البشرفي الصين والعالم لهم دياناتهم ومذاهبهم. الذي يحترم عقيدته عليه أولاً إحترام عقائد الآخرين واحترام من لا ديانة له. إحترام الديانات والمذاهب واجب على كل إنسان طالما بقي ذلك بين العبد والخالق. هل يمكن لأي إنسان أن ينسى جرائم النازيين المسيحيين؟ ولكن المسيحية تبرأت منهم وأدانتهم كما يعرف الجميع.
ولكننا الآن أمام كارثة إنسانية شنيعة ترتكب وتبارك من الشيعة. أليس من يتربع على سدة الحكم هو"مرشد الشيعة"؟. الحوزات وعلماؤها لا يفوتهم أية صغيرة للإدلاء بفتاواهم وصولاً الى العلاقات في مخدع الزوجية، ولكن لا نجد فيهم إلا صمت القبور أمام ما يجري من هتك وإستهتارلحرمة الروح البشرية التي منحها الله لبني آدم.
الشعب الألماني المسيحي تحمل ولايزال وبكل شجاعة ما إقترفه النازيون منهم من مجازر وحشية بحق البشرية، ومع ذلك لم يتخلصوا حتى الآن من عقدة الذنب التي لا زالت تلاحقهم جيلاً بعد جيل.
ألا يجدر بالشيعة أيضاً التحلي بالشجاعة وتحمل المسؤولية التاريخية قبل أن تستفحل أكثرـ لما يقترفه الحكام في الدولة الشيعية الايرانية؟.
المشاهد الهمجية للإعدام بالرافعات في الشوارع هي إحدى الأسباب التي تدفع بالمجتمع الدولي الى أن المسؤولين عنها لن يتورعوا عن إستعمال السلاح النووي في لحظة حصولهم عليها،إذ أن الإنسان والمثل الإنسانية لا تساوي شيئاً عندهم.
في الختام أترككم مع الرسالة التي كتبها أستاذ المدرسة الشهيد فرزاد كمانجر وستلاحظون الفرق بين الإنسان الحقيقي والجلادين أعداء البشرية المصابين بالخوف والهلع من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم......
نص الرسالة التي تركها "فرزاد كمانجر" قبل إعدامه من قبل سلطات نظام الملالي:
اتهموني بالكفر والالحاد ومحاربة ربهم. بهذه التهم الباطلة ووفقا لعدالتهم أحلوا اعدامي. أنا الان في انتظار جلّاديّ. وانطلاقا من محبتي واخلاصي للانسانية، فإنني أتمنى من جميع محببيّ بان يتيحوا للمرضى والمعوزين من الاستفادة من أعضاء جسدي التي اتبرع بها لانقاذ حياة الاخرين بعيد إعدامي. كما أنني أتمنى ان ينقل قلبي بكل ما فيه من طيبة وحب الى احد الاطفال. موطن الطفل لا يهم. فقط اتمنى أن يمنح قلبي المتمرد العاصي الى طفل يكشف أمنيات طفولته للقمر والنجوم بعصيان وتمرد أكثر. دعوه يخفق في جسد طفل آخر ليكون شاهدا كبيرا على الامانة والصدق. امنيتي هي أن يمنح قلبي لطفل يرقد على فراشة وهو جائع، طفل فاقد للصبر، مثل تلميذي حامد ذي الستة عشر عاما والذي اعدم نفسه وكان يقول"حتى أصغر أمنياتي لا تتحقق"، أريد لقلبي أن يخفق في جسد طفل لكي تبقى هذه الهدية طيبة لا تموت بداخله. لغة الطفل لا تهم. امنحوا قلبي لطفل دون أن تسألوا عن لغته. فأنا أريده أن يخفق في جسد طفل. ما يهمني في الطفل هو أن يكون ابن عائلة كادحة ترفض الظلم وتعصي الظلام. امنحوا قلبي لطفل لكي يصبح وبسرعة معلماً في احدى القرى، معلما لاطفال يستقبلونه كل صباح بابتساماتهم البريئة، يناقشون معه أفراحهم وأحلامهم، لكي لا يتوقف قلبي عن الخفقان".