كيف صنعت بريطانيا العالم الحديث؟ / الوليد المواش / واجب 2
مرسل: السبت مايو 29, 2010 4:54 am
الاسم / الوليد المواش
الرقم الجامعي/427111967
التسلسل/14 واجب رقم/ 2
كيف صنعت بريطانيا العالم الحديث؟
تبدأ حكاية الإمبراطورية البريطانية بالقراصنة الذين كانوا يشنون الهجمات على السفن الإسبانية المحملة بالكنوز ، ونرى من ذلك أن البريطانيين ابتدأوا تاريخهم الإمبراطوري متأخرين عن الآخرين ، ولهذا السبب كان قسم كبير من توسعهم اللاحق على حساب الاستيلاء على أجزاء من إمبراطوريات الآخرين أو كلها.
وتمثلت بدايتهم الموفقة نحو التوسع في إغراق سفينة إسبانية أو اثنتين على يد القراصنة الذين كانوا يتمتعون برعاية الدولة ، والذين كانوا يحرزون النجاح في غزواتهم ويستقبلون بحفاوة بالغة في المجتمع البريطاني.
لكن القرصنة غير المنظمة سرعان ما فقدت مكانتها على يد مجموعة من العوامل التجارية المنظمة ، إذ كان المستهلكون في بريطانيا يتلهفون للحصول على بعض السلع الأجنبية مثل السكر والشاي والقهوة والتوابل والأقمشة الهندية الفاخرة.
وقد دفعت هذه الحاجة الاستهلاكية إلى توسيع التجارة البريطانية وإقامة المزارع الشاسعة في منطقة الكاريبي إلى جانب المصانع والمشاغل التي كانت ثغوراً للإمبراطورية في الهند ، كما قادت البريطانيين إلى الدخول في صراع عالمي النطاق من أجل تحقيق السيادة التجارية فاشتبكوا أول ما اشتبكوا مع الهولنديين في صراع خيم على معظم سنوات القرن السابع عشر ، وانتهى بالثورة التي عرفت بالثورة المجيدة ، ووصفها فيرغسون بأنها لم تكن سوى (عملية دمج تجاري) ولكن ما سرعان ما حل محل ذلك الصراع صراع آخر ، فقد هيمنت على القرن الثامن عشر الصدامات مع فرنسا التي توجت بحرب السنوات السبع (1756 – 1763) والحروب النابوليونية (1793 – 1815).
كان الصراع بين فرنسا وإنجلترا سياسياً أكثر منه اقتصادياً ، إذ كان الفرنسيون متخلفين كثيراً عن الإنجليز في المجالات المالية والتجارية ، وكانت لذلك الصراع آثار جانبية بالغة الأهمية ، إذ أدت الخطوات التي اتبعها البريطانيون لمحاصرة النفوذ الفرنسي إلى تمركز البريطانيين في الهند وتغلغلهم في المجتمع الهندي ليتحولوا إلى قوة إقليمية.
ومع صعود النجم البريطاني فوق أرض الهند ينتقل بنا المؤلف إلى مرحلة استعمار كل من الأمريكيتين وأستراليا ، ومن عصر التجار إلى عصر المهاجرين كانت إقامة المزارع الشاسعة في إيرلندا هي المحاولة الأولى من قبل بريطانيا في مجال إنشاء المستعمرات ، لكنها لم تكن بالمحاولة الناجحة جداً.
وتحول المشروع الاستعماري من إيرلندا إلى المستوطنات الجديدة في نيوفاوندلاند بأمريكا ، وانتشر منها إلى مرحلة نمو المجتمع الاستعماري عبر الأطلسي.
ويستعرض فيرغسون مصادر المستعمرين الأخرى وفي مقدمتها تجارة الرقيق وترحيل المستعمرين العقابي إلى أستراليا.
فقد ازدادت ما بين ستينات القرن السابع عشر ونهاية القرن التاسع عشر أعداد العبيد الذين تم استيرادهم من إفريقيا وبيعهم في أمريكا من 50 ألفاً في العقد الواحد إلى حوالي 450 ألفا مع هلاك أعداد مخيفة منهم أثناء السفر ، وكان حظ المساجين الذين رحلوا إلى أستراليا أفضل من حظ العبيد الذين جلبوا من إفريقيا، وبدل أن يكون الترحيل إلى أستراليا عقوبة بات يعد فرصة ذهبية.
استخدام الدين:
وكان الدين كما سبق ذكره القوة الثالثة والأخيرة وراء قيام الإمبراطورية البريطانية ، وقد تجسدت هذه القوة في البعثات التبشيرية التي ازداد نفوذها في مجال التعبئة السياسية على المستوى الشعبي ، اعتباراً من بداية القرن الثامن عشر فصاعداً ، لكن هذه البعثات لم تكن عنصر دعم معنوي للإمبراطورية في جميع الحالات.
فقد استفزت البعثات التبشيرية المتواصلة في الهند مخاوف الهنود من عزم البريطانيين على نصرة الهنود المسلمين والهندوس ، وهي المخاوف التي قادت في النهاية إلى اندلاع الثورة على البريطانيين التي عرفت باسم العصيان الهندي.
بعد أن تناول فيرغسون بالتفصيل القوى الثلاث التي وقعت وراء نشوء الإمبراطورية البريطانية وارتقائها ، ينتقل إلى معالجة أسباب تدهور تلك الإمبراطورية.
وهو يرى أن التحسينات التي طرأت في مجالي النقل والاتصالات بدخول التلغراف والسكك الحديد دفعت الإمبراطورية البريطانية منتصف القرن التاسع عشر إلى أن تعمل بطريقة مختلفة تماماً عن الطريقة التي كانت تعمل بها في القرن الثامن عشر.
لقد أصبحت إمبراطورية القرن التاسع عشر تدار من قبل طبقة من الموظفين المدنيين الأكفاء والمتفانين والمستنفدة طاقتهم إلى أبعد الحدود . وكان هذا عالماً مختلفاً تمام الاختلاف عن عالم القراصنة والتجار والمبشرين وتجار الرقيق الذين سبقوهم.
بداية الثورات :
في هذه الأثناء كان السخط يتنامى في أكثر من مكان ، وكان من نتائج هذا الوضع الجديد اندلاع ثورة في خليج مورانت بجزر الكاريبي عام 1865 ، ولكنها سحقت فوراً بوحشية بالغة ، غير أن ذلك أفسح المجال لبروز تيار يعتبره فيرغسون إحدى المشاكل التقليدية التي واجهتها الإمبراطورية البريطانية وهو تيار النقد الداخلي.
في هذه الأثناء كذلك كانت بوادر إحدى العوامل الخطيرة التي أسهمت في اندحار الإمبراطورية تلوح في الأفق ، حيث كان البريطانيون قد استعبدوا الطبقة الوسطى المثقفة من الهنود ، واختار حكام الهند البريطانيون ، ومنهم كيرزون الذي انصب عليه اللوم ، دعم الأرستقراطية الهندية ، وهو الموقف الذي ينسبه المؤلف إلى تقاليد حزب المحافظين البريطاني وانحيازاته.
وأثناء ذلك سمحوا لجيل من الهنود الذين تلقوا العلم في جامعتي أوكسفورد وكامبردج واستوردوا الأفكار الأصولية الأوروبية بإدخال مبادئ القومية الحديثة إلى شبه القارة الهندية.
يضاف إلى ذلك أن البريطانيين اضطروا ، إلى جانب مواجهة أولئك الهنود الخطرين الذين تشبعوا بالثقافة البريطانية إلى التعامل مع التحدي الآخر المتمثل في المنافسين الإمبرياليين ، فبحلول نهاية القرن التاسع عشر كان الفرنسيون قد عادوا لإثارة المتاعب لبريطانيا ، وأظهر الألمان توجهاً لإقامة إمبراطورية خاصة بهم.
إلى جانب هذه العوامل ظهرت كارثة أخرى في إفريقيا لتزعزع أركان العرض الإمبراطوري فقد أجهزت قوات المهدي على جنود غوردون في الخرطوم عام 1885 ، واكتشف البريطانيون أن أعداءهم ليسوا جميعاً من القبائل التي لا تملك ما يملكون من أسلحة وتقنيات فحسب.
ففي حرب البوير وجدوا أنفسهم في مواجهة مجموعة من رجال العصابات مسلحة بصورة جيدة ، وكانت هذه الحروب في حقيقتها كارثة على البريطانيين لأنها تسببت في تصدع جبهتهم الداخلية ، وبدأت الاحتجاجات تتزايد على الممارسات البريطانية أثناء الحرب وفي مقدمتها سجن نساء البوير وأطفالهم في معسكرات للاعتقال.
ويختم الفصل الأخير حكاية الإمبراطورية من ارتقائها إلى سقوطها ، وهنا يرى فيرغسون أن السبب النهائي لانهيار الإمبراطورية البريطانية لم يكن محصوراً في المناضلين الوطنيين بالمناطق المستعمرة فقط بل يعود جزء كبير منه إلى ظهور الإمبراطوريات المنافسة.
فقد كانت ألمانيا بالطبع المنافس الرئيسي ، ثم تلتها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية ، التي ضغطت على بريطانيا بنفاق ظاهر من أجل التخلي عن مستعمراتها في الوقت الذي كانت تقيم فيه المستعمرات غير الرسمية في جميع أنحاء العالم ، وقد أعان تلك الإمبراطورية الجديدة المشككون في صفوف البريطانيين أنفسهم.
فقد تعرض تي . أي . لورانس المعروف بلورانس العرب إلى انهيار عصبي ، وعملت النخبة الأدبية الجديدة في بريطانيا على إدانة الوجود البريطاني بالخارج والسخرية منه ، وكانت النتيجة سيادة مناخ داخلي استطاع فيه الشجب المحلي توليد مشاكل عميقة ، فمع تعاظم التصدع البريطاني الداخلي راحت الشخصية السياسية البريطانية تتجادل مع نفسها حول الاستجابة الصحيحة إزاء اتساع نطاق المتمردين من أبناء المستعمرات.
الرقم الجامعي/427111967
التسلسل/14 واجب رقم/ 2
كيف صنعت بريطانيا العالم الحديث؟
تبدأ حكاية الإمبراطورية البريطانية بالقراصنة الذين كانوا يشنون الهجمات على السفن الإسبانية المحملة بالكنوز ، ونرى من ذلك أن البريطانيين ابتدأوا تاريخهم الإمبراطوري متأخرين عن الآخرين ، ولهذا السبب كان قسم كبير من توسعهم اللاحق على حساب الاستيلاء على أجزاء من إمبراطوريات الآخرين أو كلها.
وتمثلت بدايتهم الموفقة نحو التوسع في إغراق سفينة إسبانية أو اثنتين على يد القراصنة الذين كانوا يتمتعون برعاية الدولة ، والذين كانوا يحرزون النجاح في غزواتهم ويستقبلون بحفاوة بالغة في المجتمع البريطاني.
لكن القرصنة غير المنظمة سرعان ما فقدت مكانتها على يد مجموعة من العوامل التجارية المنظمة ، إذ كان المستهلكون في بريطانيا يتلهفون للحصول على بعض السلع الأجنبية مثل السكر والشاي والقهوة والتوابل والأقمشة الهندية الفاخرة.
وقد دفعت هذه الحاجة الاستهلاكية إلى توسيع التجارة البريطانية وإقامة المزارع الشاسعة في منطقة الكاريبي إلى جانب المصانع والمشاغل التي كانت ثغوراً للإمبراطورية في الهند ، كما قادت البريطانيين إلى الدخول في صراع عالمي النطاق من أجل تحقيق السيادة التجارية فاشتبكوا أول ما اشتبكوا مع الهولنديين في صراع خيم على معظم سنوات القرن السابع عشر ، وانتهى بالثورة التي عرفت بالثورة المجيدة ، ووصفها فيرغسون بأنها لم تكن سوى (عملية دمج تجاري) ولكن ما سرعان ما حل محل ذلك الصراع صراع آخر ، فقد هيمنت على القرن الثامن عشر الصدامات مع فرنسا التي توجت بحرب السنوات السبع (1756 – 1763) والحروب النابوليونية (1793 – 1815).
كان الصراع بين فرنسا وإنجلترا سياسياً أكثر منه اقتصادياً ، إذ كان الفرنسيون متخلفين كثيراً عن الإنجليز في المجالات المالية والتجارية ، وكانت لذلك الصراع آثار جانبية بالغة الأهمية ، إذ أدت الخطوات التي اتبعها البريطانيون لمحاصرة النفوذ الفرنسي إلى تمركز البريطانيين في الهند وتغلغلهم في المجتمع الهندي ليتحولوا إلى قوة إقليمية.
ومع صعود النجم البريطاني فوق أرض الهند ينتقل بنا المؤلف إلى مرحلة استعمار كل من الأمريكيتين وأستراليا ، ومن عصر التجار إلى عصر المهاجرين كانت إقامة المزارع الشاسعة في إيرلندا هي المحاولة الأولى من قبل بريطانيا في مجال إنشاء المستعمرات ، لكنها لم تكن بالمحاولة الناجحة جداً.
وتحول المشروع الاستعماري من إيرلندا إلى المستوطنات الجديدة في نيوفاوندلاند بأمريكا ، وانتشر منها إلى مرحلة نمو المجتمع الاستعماري عبر الأطلسي.
ويستعرض فيرغسون مصادر المستعمرين الأخرى وفي مقدمتها تجارة الرقيق وترحيل المستعمرين العقابي إلى أستراليا.
فقد ازدادت ما بين ستينات القرن السابع عشر ونهاية القرن التاسع عشر أعداد العبيد الذين تم استيرادهم من إفريقيا وبيعهم في أمريكا من 50 ألفاً في العقد الواحد إلى حوالي 450 ألفا مع هلاك أعداد مخيفة منهم أثناء السفر ، وكان حظ المساجين الذين رحلوا إلى أستراليا أفضل من حظ العبيد الذين جلبوا من إفريقيا، وبدل أن يكون الترحيل إلى أستراليا عقوبة بات يعد فرصة ذهبية.
استخدام الدين:
وكان الدين كما سبق ذكره القوة الثالثة والأخيرة وراء قيام الإمبراطورية البريطانية ، وقد تجسدت هذه القوة في البعثات التبشيرية التي ازداد نفوذها في مجال التعبئة السياسية على المستوى الشعبي ، اعتباراً من بداية القرن الثامن عشر فصاعداً ، لكن هذه البعثات لم تكن عنصر دعم معنوي للإمبراطورية في جميع الحالات.
فقد استفزت البعثات التبشيرية المتواصلة في الهند مخاوف الهنود من عزم البريطانيين على نصرة الهنود المسلمين والهندوس ، وهي المخاوف التي قادت في النهاية إلى اندلاع الثورة على البريطانيين التي عرفت باسم العصيان الهندي.
بعد أن تناول فيرغسون بالتفصيل القوى الثلاث التي وقعت وراء نشوء الإمبراطورية البريطانية وارتقائها ، ينتقل إلى معالجة أسباب تدهور تلك الإمبراطورية.
وهو يرى أن التحسينات التي طرأت في مجالي النقل والاتصالات بدخول التلغراف والسكك الحديد دفعت الإمبراطورية البريطانية منتصف القرن التاسع عشر إلى أن تعمل بطريقة مختلفة تماماً عن الطريقة التي كانت تعمل بها في القرن الثامن عشر.
لقد أصبحت إمبراطورية القرن التاسع عشر تدار من قبل طبقة من الموظفين المدنيين الأكفاء والمتفانين والمستنفدة طاقتهم إلى أبعد الحدود . وكان هذا عالماً مختلفاً تمام الاختلاف عن عالم القراصنة والتجار والمبشرين وتجار الرقيق الذين سبقوهم.
بداية الثورات :
في هذه الأثناء كان السخط يتنامى في أكثر من مكان ، وكان من نتائج هذا الوضع الجديد اندلاع ثورة في خليج مورانت بجزر الكاريبي عام 1865 ، ولكنها سحقت فوراً بوحشية بالغة ، غير أن ذلك أفسح المجال لبروز تيار يعتبره فيرغسون إحدى المشاكل التقليدية التي واجهتها الإمبراطورية البريطانية وهو تيار النقد الداخلي.
في هذه الأثناء كذلك كانت بوادر إحدى العوامل الخطيرة التي أسهمت في اندحار الإمبراطورية تلوح في الأفق ، حيث كان البريطانيون قد استعبدوا الطبقة الوسطى المثقفة من الهنود ، واختار حكام الهند البريطانيون ، ومنهم كيرزون الذي انصب عليه اللوم ، دعم الأرستقراطية الهندية ، وهو الموقف الذي ينسبه المؤلف إلى تقاليد حزب المحافظين البريطاني وانحيازاته.
وأثناء ذلك سمحوا لجيل من الهنود الذين تلقوا العلم في جامعتي أوكسفورد وكامبردج واستوردوا الأفكار الأصولية الأوروبية بإدخال مبادئ القومية الحديثة إلى شبه القارة الهندية.
يضاف إلى ذلك أن البريطانيين اضطروا ، إلى جانب مواجهة أولئك الهنود الخطرين الذين تشبعوا بالثقافة البريطانية إلى التعامل مع التحدي الآخر المتمثل في المنافسين الإمبرياليين ، فبحلول نهاية القرن التاسع عشر كان الفرنسيون قد عادوا لإثارة المتاعب لبريطانيا ، وأظهر الألمان توجهاً لإقامة إمبراطورية خاصة بهم.
إلى جانب هذه العوامل ظهرت كارثة أخرى في إفريقيا لتزعزع أركان العرض الإمبراطوري فقد أجهزت قوات المهدي على جنود غوردون في الخرطوم عام 1885 ، واكتشف البريطانيون أن أعداءهم ليسوا جميعاً من القبائل التي لا تملك ما يملكون من أسلحة وتقنيات فحسب.
ففي حرب البوير وجدوا أنفسهم في مواجهة مجموعة من رجال العصابات مسلحة بصورة جيدة ، وكانت هذه الحروب في حقيقتها كارثة على البريطانيين لأنها تسببت في تصدع جبهتهم الداخلية ، وبدأت الاحتجاجات تتزايد على الممارسات البريطانية أثناء الحرب وفي مقدمتها سجن نساء البوير وأطفالهم في معسكرات للاعتقال.
ويختم الفصل الأخير حكاية الإمبراطورية من ارتقائها إلى سقوطها ، وهنا يرى فيرغسون أن السبب النهائي لانهيار الإمبراطورية البريطانية لم يكن محصوراً في المناضلين الوطنيين بالمناطق المستعمرة فقط بل يعود جزء كبير منه إلى ظهور الإمبراطوريات المنافسة.
فقد كانت ألمانيا بالطبع المنافس الرئيسي ، ثم تلتها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية ، التي ضغطت على بريطانيا بنفاق ظاهر من أجل التخلي عن مستعمراتها في الوقت الذي كانت تقيم فيه المستعمرات غير الرسمية في جميع أنحاء العالم ، وقد أعان تلك الإمبراطورية الجديدة المشككون في صفوف البريطانيين أنفسهم.
فقد تعرض تي . أي . لورانس المعروف بلورانس العرب إلى انهيار عصبي ، وعملت النخبة الأدبية الجديدة في بريطانيا على إدانة الوجود البريطاني بالخارج والسخرية منه ، وكانت النتيجة سيادة مناخ داخلي استطاع فيه الشجب المحلي توليد مشاكل عميقة ، فمع تعاظم التصدع البريطاني الداخلي راحت الشخصية السياسية البريطانية تتجادل مع نفسها حول الاستجابة الصحيحة إزاء اتساع نطاق المتمردين من أبناء المستعمرات.