صفحة 1 من 1

العنف السياسي ضد المرأه

مرسل: السبت مايو 29, 2010 6:09 am
بواسطة رفيدة الأنصاري1
عندما نتحدث عن أنواع العنف ضد المرأة، غالبا ما تذهب أفكارنا إلى العنف الجسدي أو المعنوي الذي تعرض له المرأة في محيطها الأسري/العائلي الضيق، سواء كابنة أو كأخت أو كزوجة أو كأم، حيث تتعرض للميز والاستغلال إما كخادمة عائلية تسهر خدمات وراحة الأسرة/العائلة كالقيام بالأعباء المنزلية من تنظيف وطهي وجلب للحطب بمعية الأم أو الحماة أو الضرة أو كخادمة فعلية في بيوت الآخرين تتكفل بإعالة الأسرة، ناهيك عن الدور غير المشرف والمتمثل في بيع الأجساد بتواطؤ ضمني من لدن الفئة الذكورية الأسرية...غير أن ما يهمني في هدا المقام هو التعرض للعنف السياسي الممنهج الذي تتعرض له النساء كم من حزب على كثرتهم في مغربنا الحبيب يؤمن فعلا بإمكانية مساهمة المرأة في الفعل السياسي " الناجع والفعال"؟...وما الاعتراض الذي قابل اقتراح وزارة التضامن والأسرة...من قبل الحكومة أو منضمات المجتمع المدني المطالبة الثلث في أفق المناصفة إلا دليل جديد على الرعونة التي تقابل بها المطالب النسائية المشروعة، خاصة وأن أعلى سلطة سياسية في البلاد تذهب في اتجاه المساواة بين النوعين في كافة المجالات.
في ظل هدا الخذلان، لنا أن نتساءل كنساء مادا لو أعلنا نوعا من العصيان المدني وقاطعنا كافة الأنشطة السياسية من ترشيح وتصويت ومشاركة في التجمعات الحزبية...ماذا سيقع لو أعلنا نحن النساء مقاطعتنا للاستحقاقات المقبلة وتلك التي ستليها طيلة العشرية المقبلة؟ ماذا سيقع لو اتحدت النساء وغابت عن الساحة السياسية بصفة نهائية إلى حين تحقيق التوازن واعتراف الرجال بدور المرأة؟
إن أكبر كذبة تلجأ إليها الأحزاب هي تلجأ إلها الأحزاب لتنصل من مسؤولياتها التاريخية هي ما يدعى "ميثاق الشرف"، مع العلم أن أغلب الأحزاب الموجودة تفتقد هذا المقوم بل وحتى مجرد "الحس به"، ليس لأنها تدرك ذلك وتتحرك عن وعي مصلحي نوعي يضع الرجال في مواجهة النساء، بل أنه نابع من سيكولوجية ثقافية متجدرة في الذهنية المغربية/العربية يمكن تلخيصها في جملة مبسطة:" المرأة ناقصة ضلعة وناقصة دين وهي دوما بحاجة إلى رجل يحميها من أنياب الذئاب التي ستنهش لحمها وعرضها"، ترى من هم هؤلاء الذئاب ومن هو هذا الرجل القادر على حمايتها؟
للجواب، أرى ضرورة العودة إلى الثقافة الشعبية وإلى الحكايات الشعبية وبالتحديد إلى حكايات الغول وصراعه الأبدي ضد المرأة، فهو يلتهمها، يدوس كرامتها، يغتصبها، يلغي إنسانيتها، يتنكر لقدرتها على الخلق والإبداع، يستهتر حتى بإمكانية مساهمتها في تدبير الشأن العام المحلي الذي هو موضوع الساعة، ومادا يعني تدبير الشأن العام سوى توفير الظروف المثلى للمعيش الأسري قي شتى المجالات كالثقافة والتسلية والتربية والتطبيب والتعليم والمساواة والمواطنة والتضامن... أليست المرأة هي المسؤولة عن تربية الأجيال بشهادة الآباء والأجداد والأزواج والإخوة؟
إذا كنا نتقبل هذا فمتى سنعترف بأنها قادرة على تحمل المسؤوليات؟ أننتظر منهاأن تتعلم "التخلويض" ؟
الغريب في الأمر أن النساء عندما يردن الوصول إلى مراتب ومناصب معينة ويدخلن في صراع ضد بعضهن البعض، يلجأن إلى استعمال أساليب الاستجداء والمسكنة والاستعطاف لحمل الرجل على الحسم لصالح هذه أو تلك... بقى في الأخير التذكير بالمثل الشعبي القائل:" الخير مرا والشر مرا"