- السبت مايو 29, 2010 10:41 pm
#27585
رضا محمد لاري
تأكد للناس جميعاً، عدم رغبة اغنياء الأرض الذين يشكلون الأقلية، التي تمثلها ثماني دول صناعية كبرى، في مساعدة الفقراء بها، الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من الدول فوق الكرة الأرضية عبر القارات المختلفة، وبصفة خاصة دول القارة الافريقية المسحوقة بالفقر المدقع، ويزيد من وطأة الفقر عليها الدين الكبير بفوائده الباهظة، مما يحول بين هذه الدول الافريقية وبين سداد ما عليها من ديون لغيرها من الدول منفردة أو مجتمعة تحت مظلة البنك الدولي.
تثبت هذه الحقيقة في القمة الأخيرة للدول الثماني الصناعية الكبرى، امريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وايطاليا، وفرنسا، وروسيا، وكندا، واليابان، التي عقدت يومي الاربعاء والخميس 6 و7 يوليو من عامنا الحالي 2005م، في مدينة جلين ايجلز على بعد 70 كيلومتراً من ادنبرة العاصمة الاسكتلندية، بالاختلاف الحاد بين هؤلاء الأغنياء الثمانية، حول السماح عن دين افريقيا، الذي يدور حول 400 ألف مليون دولار أمريكي فقط، منهم من يرى التنازل عن فوائد الدين، ومنهم من يذهب إلى التنازل بجانب فوائد الدين عن جزء من الدين، ولا يصل أحد منهم إلى رحمة هؤلاء الفقراء في افريقيا بالتنازل عن كل الدين المستحق عليها، على الرغم انه لا يزيد عن «قطرة في بحر» بالنسبة للدول الصناعية الثماني الكبرى، منفردة بما لها من دين لدى افريقيا، أو مجتمعة بمساهمتها في الدين المقدم لافريقيا بواسطة البنك الدولي.
الفقر في افريقيا يسحقها، والدين عليها يجعلها عاجزة عن الحركة، لتدور في فلك العوز الذي يفرض عليها المجاعة، وادركت وسائل الإعلام هذه الحقيقة وعبرت عنها بإعلان شاهدته باحدى الفضائيات الغربية.. يبدأ الإعلان بأفق واسع، ثم يظهر به خط أسود، وبالاقتراب أكثر يظهر طابور من أناس افريقيا يسيرون على الاقدام، وتركز الكاميرا على امرأة كأنها هيكل عظمي تحمل صغيرها وفجأة تقف وتضع صغيرها في حفرة بالأرض بعد أن أرهقها حمله، وتواصل سيرها مع طابور البؤساء الأفارقة، وطفلها يواصل البكاء مع تحريك يديه ورجليه بعد أن فارقته أمه التي تظهر الدموع في عينيها ثم يكتب على الشاشة «ساعدوا افريقيا».
هذه الصورة المعبرة بدقة عن مأساة افريقيا جاءت قبل أيام معدودة من انعقاد قمة الأغنياء في اسكتلندا لحث هؤلاء الأغنياء الثمانية على رفع الظلم عن افريقيا بالتنازل عن الدين المستحق على دولها، وأدى هذا المطلب الإعلامي بالإعلان الصارخ المطالب بمساعدة افريقيا، إلى قيام رغبة الجماهير الشعبية في بريطانيا التي جسدها دعوتها لقمة الدول الصناعية الثماني الكبرى باتخاذ قرار يلغي الدين بالكامل عن الدول الافريقية، وكذلك عن الدول الفقيرة الأخرى في مشارق الأرض ومغاربها وحصلت على تصريح بالتظاهر في اثناء انعقاد قمة الأغنياء لتوضح وجهة نظر الرأي العام البريطاني في اسلوب التعامل مع الفقراء من أهل الأرض بعد أن أصبح الشعب البريطاني يعاني من وطأة الفقر باضطراره على العيش بالدين القاصم للظهر بعد أن أصبح جل الناس في بريطانيا ينفقون على حياتهم اليومية نقوداً لا يمتلكونها من خلال استخدام البطاقات الائتمانية التي يعجزون عن سداد ما ينفقون إلا عند الحدود الدنيا فتراكمت عليهم الديون بالفوائد المستحقة عليها.
اصطدام هذا التوجه الشعبي البريطاني فوق أرض اسكتلنده مع ما يدور في داخل قمة الثماني دول الصناعية الكبرى، ادى إلى اتجاه المتظاهرين إلى العنف، وتجاوزوا حدود مكان تظاهرهم المصرح لهم بالتواجد فيه، فتصدت لهم القوات الأمنية المسماة «سوربييه» المكونة من 500 شرطي، من الجنود والضابط التي قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة جلين ايجلز، وأخذ المتظاهرون يعلنون من «مخيم ستربينج» المخصص لهم بعد اجبارهم على البقاء به بأن الفقر من اسلحة الدمار الشامل، الذي دمر الدول في افريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية.
سبق هذا التوجه الشعبي البريطاني الحالي ضد الفقر في افريقيا دعوة إلى محاربته بها قبل عشرين عاماً في ايرلندا بصوت مغني الروك بوب جيلدون الذي اخذ يدعو بصوته الصداح وانغام الموسيقى إلى رفع ثقل الديون عن كاهل الدول الافريقية، غير ان الدول الغربية الدائنة لافريقيا، وغيرها من دول العالم الغنية لم تأخذ دعوته على محمل الجد، وواصلت جميعها تجاهل الفقر المدقع الذي ترزح تحته دول القارة الافريقية حتى اصبح الفقر بها يشكل معضلة مستعصية على الحل.. وقد دفع هذا الوضع المزري في افريقيا اهل الفن اليوم إلى اقامة حفلات غنائية جماعية يشارك فيها مشاهير الغناء في العالم، من بينهم مادونا، وبول مكارتني والكثير من غيرها يصدحون بأصواتهم وموسيقاهم لرفع ضائقة الفقر عن الدول الافريقية، ويدعم موقف اهل الفن دور اعلامي واسع تارة بالحملات الاعلانية، وتارة أخرى بالبرامج الاخبارية التي توضح وتنقل حقيقة الفقر القاتل للإنسان في افريقيا وكشفت تلك الاعلانات والبرامج الاخبارية الغطاء عن المجاعة الكبرى في القارة الافريقية، وما يترتب عليها من بؤس وشقاء على كل الناس في افريقيا، ولا يختلف احد على ان الفقر في افريقيا هو اعتداء صارخ على حقوق الإنسان في هذا الزمن الحضاري المعاصر، الذي تقام فيه لجان دولية واقليمية تحت مظلة الامم المتحدة متخصصة في حماية حقوق الإنسان، مما يجعل من الفقر في افريقيا لطمة في وجه الحضارة الإنسانية المعاصرة بكل مكتسباتها وموروثاتها.
تحرك قمة الدول الثماني الغنية الأخيرة، ينطبق عليها القول العربي المشهور «تمخض الجمل فولد فأراً» بتخصيص مبلغ 674مليون دولار امريكي لتمثل مساعدة سريعة لانقاذ افريقيا من الفقر، وضآلة هذا المبلغ، دفع وزير مالية امريكا جون سنو بالاشتراك مع وزير مالية بريطانيا جوردون براون إلى تقديم اقتراح مشترك لقمة الثماني دول الصناعية الكبرى يقضي بالتنازل عن ديون 18 دولة، جلها دول افريقية، والبالغ حجم ديونها 55 ألف مليون دولار امريكي، وهي ليست ديون مستحقة لهما وإنما عائدة للبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والمصرف الافريقي للتنمية وطالب أن يتم التنازل عنها عبر مراحل زمنية يتم في اثنائها «خراب مالطا»، ومع ذلك وصف وزير مالية امريكا جون سنو، الغاء ديون افريقيا بالانجاز الحضاري بإبعاد إنسانية واسعة يدونها التاريخ المعاصر، وهذه العجلة الامريكية في وصف الاقتراح بالتنازل عن الدين لدول افريقيا يثبتها عدم اخذ قمة الثمانية الاغنياء بهذا الاقتراح الامريكي البريطاني لمعارضة فرنسا والمانيا واليابان وكندا الذين اعلنوا رفضهم التنازل عن الدين والاكتفاء بإسقاط الفوائد المترتبة على الدين، وصمت روسيا «صمت أهل القبور» يدلل على رغبة موسكو في إبقاء افريقيا تحت الفقر المدقع، لاستمرار بقائها بها، وفتح أبواب جديدة للدخول إليها يزيد من مغبة زيف الاقتراح الأمريكي البريطاني بسداد ديون افريقيا تولى بول فولغوميتز رئاسة البنك الدولي، بعد اخراجه من الإدارة الأمريكية التي اتخذته «كبش فداء» لمساهمته في تشكيل الرأي الذي يدعو إلى ارسال جند أمريكا وبريطانيا إلى الحرب في العراق التي تشكل اليوم مستنقع قتالي لهما، وهذه السابقة تدعو إلى الشك في أقواله المطالبة بالكفاح في سبيل التنمية التي تحقق عند الوصول إلى نتائجها تخليص العالم من الفقر، ويقضي عليه تماماً في داخل دول القارة الافريقية تتشكك الصحافة الافريقية في اقوال بول فولغوفيتز، ليس فقط لمبالغته في سداد ديون الدول الافريقية «قبل أن يرتد الطرف إليك»، وإنما أيضاً لأن جولته في القارة الافريقية التي شملت نيجيريا وبوركينافاسو وجنوب افريقيا ورواندا كانت تستهدف مد النفوذ الأمريكي في القارة الافريقية بمساندة بريطانيا لتقضي على ظلال فرنسا في افريقيا، وتحقق لهما بعض ذلك بتغيير رواندا لغتها الرسمية من الفرنسية إلى الانجليزية، وفي ساحل العاج «كوت ديفوار» رفع المتظاهرون لافتات تقول «مرحباً بأمريكا ووداعاً لفرنسا»، واعد نائب الرئيس الأمريكي تشيك تشيني تقريراً في عام 2001م يؤكد فيه ان النفط الافريقي يمثل مصلحة كبرى في الاستراتيجية القومية الأمريكية وسيظل الدين في افريقيا هم لهم في الليل وذل لها في النهار كما قال علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه.
تأكد للناس جميعاً، عدم رغبة اغنياء الأرض الذين يشكلون الأقلية، التي تمثلها ثماني دول صناعية كبرى، في مساعدة الفقراء بها، الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من الدول فوق الكرة الأرضية عبر القارات المختلفة، وبصفة خاصة دول القارة الافريقية المسحوقة بالفقر المدقع، ويزيد من وطأة الفقر عليها الدين الكبير بفوائده الباهظة، مما يحول بين هذه الدول الافريقية وبين سداد ما عليها من ديون لغيرها من الدول منفردة أو مجتمعة تحت مظلة البنك الدولي.
تثبت هذه الحقيقة في القمة الأخيرة للدول الثماني الصناعية الكبرى، امريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وايطاليا، وفرنسا، وروسيا، وكندا، واليابان، التي عقدت يومي الاربعاء والخميس 6 و7 يوليو من عامنا الحالي 2005م، في مدينة جلين ايجلز على بعد 70 كيلومتراً من ادنبرة العاصمة الاسكتلندية، بالاختلاف الحاد بين هؤلاء الأغنياء الثمانية، حول السماح عن دين افريقيا، الذي يدور حول 400 ألف مليون دولار أمريكي فقط، منهم من يرى التنازل عن فوائد الدين، ومنهم من يذهب إلى التنازل بجانب فوائد الدين عن جزء من الدين، ولا يصل أحد منهم إلى رحمة هؤلاء الفقراء في افريقيا بالتنازل عن كل الدين المستحق عليها، على الرغم انه لا يزيد عن «قطرة في بحر» بالنسبة للدول الصناعية الثماني الكبرى، منفردة بما لها من دين لدى افريقيا، أو مجتمعة بمساهمتها في الدين المقدم لافريقيا بواسطة البنك الدولي.
الفقر في افريقيا يسحقها، والدين عليها يجعلها عاجزة عن الحركة، لتدور في فلك العوز الذي يفرض عليها المجاعة، وادركت وسائل الإعلام هذه الحقيقة وعبرت عنها بإعلان شاهدته باحدى الفضائيات الغربية.. يبدأ الإعلان بأفق واسع، ثم يظهر به خط أسود، وبالاقتراب أكثر يظهر طابور من أناس افريقيا يسيرون على الاقدام، وتركز الكاميرا على امرأة كأنها هيكل عظمي تحمل صغيرها وفجأة تقف وتضع صغيرها في حفرة بالأرض بعد أن أرهقها حمله، وتواصل سيرها مع طابور البؤساء الأفارقة، وطفلها يواصل البكاء مع تحريك يديه ورجليه بعد أن فارقته أمه التي تظهر الدموع في عينيها ثم يكتب على الشاشة «ساعدوا افريقيا».
هذه الصورة المعبرة بدقة عن مأساة افريقيا جاءت قبل أيام معدودة من انعقاد قمة الأغنياء في اسكتلندا لحث هؤلاء الأغنياء الثمانية على رفع الظلم عن افريقيا بالتنازل عن الدين المستحق على دولها، وأدى هذا المطلب الإعلامي بالإعلان الصارخ المطالب بمساعدة افريقيا، إلى قيام رغبة الجماهير الشعبية في بريطانيا التي جسدها دعوتها لقمة الدول الصناعية الثماني الكبرى باتخاذ قرار يلغي الدين بالكامل عن الدول الافريقية، وكذلك عن الدول الفقيرة الأخرى في مشارق الأرض ومغاربها وحصلت على تصريح بالتظاهر في اثناء انعقاد قمة الأغنياء لتوضح وجهة نظر الرأي العام البريطاني في اسلوب التعامل مع الفقراء من أهل الأرض بعد أن أصبح الشعب البريطاني يعاني من وطأة الفقر باضطراره على العيش بالدين القاصم للظهر بعد أن أصبح جل الناس في بريطانيا ينفقون على حياتهم اليومية نقوداً لا يمتلكونها من خلال استخدام البطاقات الائتمانية التي يعجزون عن سداد ما ينفقون إلا عند الحدود الدنيا فتراكمت عليهم الديون بالفوائد المستحقة عليها.
اصطدام هذا التوجه الشعبي البريطاني فوق أرض اسكتلنده مع ما يدور في داخل قمة الثماني دول الصناعية الكبرى، ادى إلى اتجاه المتظاهرين إلى العنف، وتجاوزوا حدود مكان تظاهرهم المصرح لهم بالتواجد فيه، فتصدت لهم القوات الأمنية المسماة «سوربييه» المكونة من 500 شرطي، من الجنود والضابط التي قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة جلين ايجلز، وأخذ المتظاهرون يعلنون من «مخيم ستربينج» المخصص لهم بعد اجبارهم على البقاء به بأن الفقر من اسلحة الدمار الشامل، الذي دمر الدول في افريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية.
سبق هذا التوجه الشعبي البريطاني الحالي ضد الفقر في افريقيا دعوة إلى محاربته بها قبل عشرين عاماً في ايرلندا بصوت مغني الروك بوب جيلدون الذي اخذ يدعو بصوته الصداح وانغام الموسيقى إلى رفع ثقل الديون عن كاهل الدول الافريقية، غير ان الدول الغربية الدائنة لافريقيا، وغيرها من دول العالم الغنية لم تأخذ دعوته على محمل الجد، وواصلت جميعها تجاهل الفقر المدقع الذي ترزح تحته دول القارة الافريقية حتى اصبح الفقر بها يشكل معضلة مستعصية على الحل.. وقد دفع هذا الوضع المزري في افريقيا اهل الفن اليوم إلى اقامة حفلات غنائية جماعية يشارك فيها مشاهير الغناء في العالم، من بينهم مادونا، وبول مكارتني والكثير من غيرها يصدحون بأصواتهم وموسيقاهم لرفع ضائقة الفقر عن الدول الافريقية، ويدعم موقف اهل الفن دور اعلامي واسع تارة بالحملات الاعلانية، وتارة أخرى بالبرامج الاخبارية التي توضح وتنقل حقيقة الفقر القاتل للإنسان في افريقيا وكشفت تلك الاعلانات والبرامج الاخبارية الغطاء عن المجاعة الكبرى في القارة الافريقية، وما يترتب عليها من بؤس وشقاء على كل الناس في افريقيا، ولا يختلف احد على ان الفقر في افريقيا هو اعتداء صارخ على حقوق الإنسان في هذا الزمن الحضاري المعاصر، الذي تقام فيه لجان دولية واقليمية تحت مظلة الامم المتحدة متخصصة في حماية حقوق الإنسان، مما يجعل من الفقر في افريقيا لطمة في وجه الحضارة الإنسانية المعاصرة بكل مكتسباتها وموروثاتها.
تحرك قمة الدول الثماني الغنية الأخيرة، ينطبق عليها القول العربي المشهور «تمخض الجمل فولد فأراً» بتخصيص مبلغ 674مليون دولار امريكي لتمثل مساعدة سريعة لانقاذ افريقيا من الفقر، وضآلة هذا المبلغ، دفع وزير مالية امريكا جون سنو بالاشتراك مع وزير مالية بريطانيا جوردون براون إلى تقديم اقتراح مشترك لقمة الثماني دول الصناعية الكبرى يقضي بالتنازل عن ديون 18 دولة، جلها دول افريقية، والبالغ حجم ديونها 55 ألف مليون دولار امريكي، وهي ليست ديون مستحقة لهما وإنما عائدة للبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والمصرف الافريقي للتنمية وطالب أن يتم التنازل عنها عبر مراحل زمنية يتم في اثنائها «خراب مالطا»، ومع ذلك وصف وزير مالية امريكا جون سنو، الغاء ديون افريقيا بالانجاز الحضاري بإبعاد إنسانية واسعة يدونها التاريخ المعاصر، وهذه العجلة الامريكية في وصف الاقتراح بالتنازل عن الدين لدول افريقيا يثبتها عدم اخذ قمة الثمانية الاغنياء بهذا الاقتراح الامريكي البريطاني لمعارضة فرنسا والمانيا واليابان وكندا الذين اعلنوا رفضهم التنازل عن الدين والاكتفاء بإسقاط الفوائد المترتبة على الدين، وصمت روسيا «صمت أهل القبور» يدلل على رغبة موسكو في إبقاء افريقيا تحت الفقر المدقع، لاستمرار بقائها بها، وفتح أبواب جديدة للدخول إليها يزيد من مغبة زيف الاقتراح الأمريكي البريطاني بسداد ديون افريقيا تولى بول فولغوميتز رئاسة البنك الدولي، بعد اخراجه من الإدارة الأمريكية التي اتخذته «كبش فداء» لمساهمته في تشكيل الرأي الذي يدعو إلى ارسال جند أمريكا وبريطانيا إلى الحرب في العراق التي تشكل اليوم مستنقع قتالي لهما، وهذه السابقة تدعو إلى الشك في أقواله المطالبة بالكفاح في سبيل التنمية التي تحقق عند الوصول إلى نتائجها تخليص العالم من الفقر، ويقضي عليه تماماً في داخل دول القارة الافريقية تتشكك الصحافة الافريقية في اقوال بول فولغوفيتز، ليس فقط لمبالغته في سداد ديون الدول الافريقية «قبل أن يرتد الطرف إليك»، وإنما أيضاً لأن جولته في القارة الافريقية التي شملت نيجيريا وبوركينافاسو وجنوب افريقيا ورواندا كانت تستهدف مد النفوذ الأمريكي في القارة الافريقية بمساندة بريطانيا لتقضي على ظلال فرنسا في افريقيا، وتحقق لهما بعض ذلك بتغيير رواندا لغتها الرسمية من الفرنسية إلى الانجليزية، وفي ساحل العاج «كوت ديفوار» رفع المتظاهرون لافتات تقول «مرحباً بأمريكا ووداعاً لفرنسا»، واعد نائب الرئيس الأمريكي تشيك تشيني تقريراً في عام 2001م يؤكد فيه ان النفط الافريقي يمثل مصلحة كبرى في الاستراتيجية القومية الأمريكية وسيظل الدين في افريقيا هم لهم في الليل وذل لها في النهار كما قال علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه.