صفحة 1 من 1

رجل الدولة ورجل السياسة

مرسل: الاثنين مايو 31, 2010 10:35 am
بواسطة مشاري المطيري380
رجل الدولة ورجل السياسة





تتطلب عملية بناء الدولة رجال دولة، أكثر من حاجتها الى رجال سياسة وقادة أحزاب، الأمر الذي يوجب على الاخيرين العمل على ان يتحولوا الى رجال دولة. تميز قواميس السياسية بين رجل الدولة ورجل السياسة كما يلي:




رجل الدولة هو ذلك الشخص الذي يمارس القيادة السياسية بحكمة متحررة من الحزبية الضيقة.
أما رجل السياسة فهو ذلك الشخص الذي يهتم بالحصول على موقع رسمي في السلطة لأغراض شخصية أو لأهداف ضيقة قصيرة المدى.
والواضح أن قواميس اللغة تقدم صورة ايجابية لرجل الدولة، فيما تشوب صورة رجل السياسة ظلال سلبية.
ويشعر المواطن الاعتيادي،وبدون الرجوع الى قواميس اللغة، بالفرق بين رجل الدولة ورجل السياسة.
ترتبط الدولة بمنظومة من الأفكار ذات الإيحاء الإيجابي: فهناك مؤسسات دستورية، وسيادة للقانون، وشفافية، وتدفق حر للمعلومات، ونظام محكم للرقابة والتوازن، وخدمات منتظمة للمواطنين، وغير ذلك.
فيما ترتبط السياسة بالصراع على كراسي الحكم والتنافس على المكاسب العاجلة للحزب او للشخص او لغيرهما.
وعبثا حاول تعريف بسمارك القائل "ان السياسة فن الممكن" تجميل صورتها أمام الناس، خاصة وانه -بسمارك- ارتبط اسمه بخبرات غير مسرة في الذاكرة.
وأما التعريف ذو الاصل العربي-الاسلامي القائل ان السياسة هي فن رعاية شؤون الامة، فما زال تحت الاختبار للتأكد من أن الذين يروّجون له سيحافظون على جوهره الايجابي أم أن إغراءات السلطة ستفعل امرا آخر بهم وبه.
بسبب الظروف التاريخية التي مرت على العراق طوال 35 سنة، باستثناء منطقة كردستان خلال السنوات الخمس عشرة الاخيرة، لم يتح للمجتمع العراقي أن ينتج الكثير من رجال الدولة، مع انه قدم الكثير من المناضلين وزعماء الأحزاب السياسية، الذين تعودا على ممارسات نضالية في اطار التجييش والتعبئة والمواجهة اكثر من تعودهم على متطلبات بناء الدولة وتصرفاتها المتسمة بالحكمة والروّية وبعد النظر.
يمر هؤلاء المناضلون والزعماء السياسيون بمرحلة اختبار الآن لمعرفة مدى قدرتهم على التحول الى رجال دولة