- الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 3:30 pm
#28256
بسم الله الرحمن الرحيم
اعجبني هذا الموضوع فأحببت أن انقله إليكم ليعم النفع الجميع.
كتاب الحياة
عندما نضع خريطة بين يدي ( مُسَافرٍ تائِه)
فهو ليس بحاجه
لأن نأمره بالاستعانة بها في رحلته
ذلك لأنه لا طريق للنجاة بالنسبة له
إلا في الاعتماد عليها
ـ بعد الله ـ
و نحن هنا نحاول أن نرتقي و نسموا و نحلق
معتمدين على تلك الخريطة وذلك الدليل الروحي المدهش
إنه ( كتاب الحياة )
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)
البقرة : 2
كنت قد ظللت لفترة طويلة و أنا أحرص على إقتناء كتاب (قواعد الحياة )
لمؤلفه : ريتشارد تمبلر
وبرغم أن الرجل قد اعتمد (اللغة السهلة الممتنعة) محاورا بها القلوب والعقول
وبرغم أن أسلوب (طرح الأسئلة) العقلية و النفسية (المُبسطة )
و ( الإجابة ) عليها بأسلوب ( السهل الممتنع المقنع ) كان عامل إبهار
يجعل كل من يقرأ الكتاب
يحرص على اقتنائه
إلا أن قرائتي المستمرة و تعمقي في تأمل و تدبر (القرآن الكريم )
أهداني قواعد أجمل .. وأعذب .. و أصدق .. و أكمل
من ذلك العبث الذي سطره ريتشارد تمبلر
( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )
بل أن كل آية هي في ذاتها قاعدة مكتفية بذاتها
المشكلة يا أحباب
ليست في عدم قراءتنا للقرآن
هانحن في رمضان نقرأه كل يوم!!
المشكلة
في عدم استيعابنا للحكمة من نزول هذا الكتاب العجيب
المشكلة
في عدم إدراكنا للدافع الذي يجعل ملك (عظيم الخلق) كجبريل - عليه السلام -
يتنزل من فوق سبع سماوات ليقول : ( اقْرَأْ )
المشكلة
في عدم استشعارنا وقربنا من ذلك الكتاب
الذي ضحى الأمام أحمد بن حنبل بجسده النحيل
في سبيل أن يثبت أنه (كلام الله)
وليس (مخلوق من مخلوقات الله)
(كلام الله )
هل تدرك عظمة هذه الجملة .. كما أدركها الإمام أحمد ؟!!
حسنا .. ماسنفعله اليوم
هو أننا سنتعلم سويا كيف نقرأ هذا الكتاب المدهش
كيف نقرأ القرآن ؟
بداية يجب أن نستشعر
أن هذا الكتاب هو كتاب الحياة .. هو روحها و باعثها .. وهو قوامها وكيانها
و هو دستورها و منهجها
ثانيا.. أريدك أن تستحضر أنه ليس كل أحد سيعي تلك الحقيقة
أنه (كتاب الحياة )
بل هم فئة قليلة إختارت أن تؤمن بذلك
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)
إنهم أولئك العظماء الذين وصفهم الله بأجمل صفة
( لِّلْمُتَّقِينَ )
اختاروا أن يؤمنوا بهذا الكتاب .. و أن يطبقوا ما آمنوا به
فأختارهم الله ليكونوا هم ( أهل الجنة )
و ما أعظمه من اختيار
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ)
حسنا ليس إيمان فحسب
بل إيمان به و انتفاع منه بتطبيقه
يقول إبن سعدي : ( فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية، والآيات الكونية)
ثالثا .. إحرص على إزالة الفجوة التي بينك وبين هذا الكتاب .
هذه الكلمات المسددة من حديث(صاحب الظلال)
- فيما وافق الحق من قوله -
و أنقلها لكم بتصرف يسير
أقول هذه الكلمات .. ستساعدك على إزالة تلك الفجوة :
يشرح لنا صاحب الظلال أسباب تلك الفجوة في أمرين فيقول:
( ستظل هنالك فجوة عميقة بيننا وبين القرآن
1- مالم نتمثل في حِـسِّــنَا, ونستحضر في تصورنا
أن هذا القرآن خوطبت به أمَّة حيَّة , ذات وجود حقيقي ,
ووجهت به أحداث واقعية في حياة هذه الأمَّة ,
وأديرت به معركة ضخمة داخل النفس البشرية و في رقعة من الأرض كذلك
وسيظل هنالك حاجز سميك بين قلوبنا وبين القرآن
2- طالما نحن نتلوه أو نسمعه كأنه مجرد تراتيل تعبديه مـهـوِّمه ,
لا علاقة لها بواقعيات الحياة البشرية اليومية التي تواجه هذا الخلق المسمى بالإنسان , والتي تواجه هذه الأمة المُسمَّاة بالمسلمين !!
بينما هذه الآيات نزلت لتواجه نفوسا و وقائع .. وأحداثاً حيَّة
ووجهت بالفعل تلك النفوس والوقائع والأحداث
توجيها واقعياً حياً )
إذن المشكلة تتلخص في أمرين :
1- عدم استيعابنا أن أن هذا القرآن خوطبت به أمَّة حيَّة و أناس مثلنا تماما.
2- تلاوتنا للقرآن كأنه مجرد ترتيل تعبدية مهومة لا علاقة لها بالواقع.
حسنا كيف نستطيع أن نحصل من القرآن على قوته الفاعلة؟!!
يهدينا صاحبنا مرحلتين توصلنا لذلك :
( ولكي نحصل نحن من القرآن على قوته الفاعلة , ونتلقى التوجيه المدخر للجماعة المسلمة في كل جيل
1- ينبغي أن نستحضر في تصورنا كينونة الجماعة المسلمة الأولى التي خوطبت بهذا القرآن لأول مرة
كينونتها وهي تتحرك في واقع الحياة , وتواجه الأحداث في المدينة ,
وتتعامل مع أعدائها وأصدقائها ,
وتتصارع مع شهواتها و أهوائها
و يتنزل القرآن حينئذ ليواجه هذا كله ,
ويوجه خطاها في هذه المعركة الكبيرة : مع نفسها التي بين جنبيها , و مع أعدائها في الخارج
نعم يجب أن نعيش مع تلك الجماعة الأولى
ونرى كيف يأخذ القرآن بيدها خطوة خطوة ,
وهي تعثر وتنهض ..
وتحيد وتستقيم ..
وتضعف وتقاوم ..
وتتألم و تحتمل ..
وترقى الدرج الصاعد في بطء و مشقة , وفي صبر ومجاهدة ,
تتجلى فيها كل خصائص الإنسان
و كل ضعف الإنسان
وكل طاقات الإنسان
2- و من ثم نشعر أننا نحن أيضا مخاطبون بالقرآن
في مثل ما خوطبت به الجماعة الأولى .
وأن بشريتنا التي نراها ونعرفها ونحسها بكل خصائصها تملك الاستجابة للقرآن
إننا بهذه النظرة سنحس أن القرآن معنا اليوم وغدا
و أنه ليس مجرد تراتيل تعبديه مهوّمة بعيدة عن واقعنا
هل تحتاج لمزيد قول
عد إلى مقالي :
( التدبر ) و ( التأثر ) .. و أيهما يصنع الحياة؟
دمتم بعفو ومغفرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ..أستغفرك و أتوب إليك
اعجبني هذا الموضوع فأحببت أن انقله إليكم ليعم النفع الجميع.

كتاب الحياة
عندما نضع خريطة بين يدي ( مُسَافرٍ تائِه)
فهو ليس بحاجه
لأن نأمره بالاستعانة بها في رحلته
ذلك لأنه لا طريق للنجاة بالنسبة له
إلا في الاعتماد عليها
ـ بعد الله ـ
و نحن هنا نحاول أن نرتقي و نسموا و نحلق
معتمدين على تلك الخريطة وذلك الدليل الروحي المدهش
إنه ( كتاب الحياة )
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)
البقرة : 2
كنت قد ظللت لفترة طويلة و أنا أحرص على إقتناء كتاب (قواعد الحياة )
لمؤلفه : ريتشارد تمبلر
وبرغم أن الرجل قد اعتمد (اللغة السهلة الممتنعة) محاورا بها القلوب والعقول
وبرغم أن أسلوب (طرح الأسئلة) العقلية و النفسية (المُبسطة )
و ( الإجابة ) عليها بأسلوب ( السهل الممتنع المقنع ) كان عامل إبهار
يجعل كل من يقرأ الكتاب
يحرص على اقتنائه
إلا أن قرائتي المستمرة و تعمقي في تأمل و تدبر (القرآن الكريم )
أهداني قواعد أجمل .. وأعذب .. و أصدق .. و أكمل
من ذلك العبث الذي سطره ريتشارد تمبلر
( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )
بل أن كل آية هي في ذاتها قاعدة مكتفية بذاتها
المشكلة يا أحباب
ليست في عدم قراءتنا للقرآن
هانحن في رمضان نقرأه كل يوم!!
المشكلة
في عدم استيعابنا للحكمة من نزول هذا الكتاب العجيب
المشكلة
في عدم إدراكنا للدافع الذي يجعل ملك (عظيم الخلق) كجبريل - عليه السلام -
يتنزل من فوق سبع سماوات ليقول : ( اقْرَأْ )
المشكلة
في عدم استشعارنا وقربنا من ذلك الكتاب
الذي ضحى الأمام أحمد بن حنبل بجسده النحيل
في سبيل أن يثبت أنه (كلام الله)
وليس (مخلوق من مخلوقات الله)
(كلام الله )
هل تدرك عظمة هذه الجملة .. كما أدركها الإمام أحمد ؟!!
حسنا .. ماسنفعله اليوم
هو أننا سنتعلم سويا كيف نقرأ هذا الكتاب المدهش
كيف نقرأ القرآن ؟
بداية يجب أن نستشعر
أن هذا الكتاب هو كتاب الحياة .. هو روحها و باعثها .. وهو قوامها وكيانها
و هو دستورها و منهجها
ثانيا.. أريدك أن تستحضر أنه ليس كل أحد سيعي تلك الحقيقة
أنه (كتاب الحياة )
بل هم فئة قليلة إختارت أن تؤمن بذلك
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)
إنهم أولئك العظماء الذين وصفهم الله بأجمل صفة
( لِّلْمُتَّقِينَ )
اختاروا أن يؤمنوا بهذا الكتاب .. و أن يطبقوا ما آمنوا به
فأختارهم الله ليكونوا هم ( أهل الجنة )
و ما أعظمه من اختيار
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ)
حسنا ليس إيمان فحسب
بل إيمان به و انتفاع منه بتطبيقه
يقول إبن سعدي : ( فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية، والآيات الكونية)
ثالثا .. إحرص على إزالة الفجوة التي بينك وبين هذا الكتاب .
هذه الكلمات المسددة من حديث(صاحب الظلال)
- فيما وافق الحق من قوله -
و أنقلها لكم بتصرف يسير
أقول هذه الكلمات .. ستساعدك على إزالة تلك الفجوة :
يشرح لنا صاحب الظلال أسباب تلك الفجوة في أمرين فيقول:
( ستظل هنالك فجوة عميقة بيننا وبين القرآن
1- مالم نتمثل في حِـسِّــنَا, ونستحضر في تصورنا
أن هذا القرآن خوطبت به أمَّة حيَّة , ذات وجود حقيقي ,
ووجهت به أحداث واقعية في حياة هذه الأمَّة ,
وأديرت به معركة ضخمة داخل النفس البشرية و في رقعة من الأرض كذلك
وسيظل هنالك حاجز سميك بين قلوبنا وبين القرآن
2- طالما نحن نتلوه أو نسمعه كأنه مجرد تراتيل تعبديه مـهـوِّمه ,
لا علاقة لها بواقعيات الحياة البشرية اليومية التي تواجه هذا الخلق المسمى بالإنسان , والتي تواجه هذه الأمة المُسمَّاة بالمسلمين !!
بينما هذه الآيات نزلت لتواجه نفوسا و وقائع .. وأحداثاً حيَّة
ووجهت بالفعل تلك النفوس والوقائع والأحداث
توجيها واقعياً حياً )
إذن المشكلة تتلخص في أمرين :
1- عدم استيعابنا أن أن هذا القرآن خوطبت به أمَّة حيَّة و أناس مثلنا تماما.
2- تلاوتنا للقرآن كأنه مجرد ترتيل تعبدية مهومة لا علاقة لها بالواقع.
حسنا كيف نستطيع أن نحصل من القرآن على قوته الفاعلة؟!!
يهدينا صاحبنا مرحلتين توصلنا لذلك :
( ولكي نحصل نحن من القرآن على قوته الفاعلة , ونتلقى التوجيه المدخر للجماعة المسلمة في كل جيل
1- ينبغي أن نستحضر في تصورنا كينونة الجماعة المسلمة الأولى التي خوطبت بهذا القرآن لأول مرة
كينونتها وهي تتحرك في واقع الحياة , وتواجه الأحداث في المدينة ,
وتتعامل مع أعدائها وأصدقائها ,
وتتصارع مع شهواتها و أهوائها
و يتنزل القرآن حينئذ ليواجه هذا كله ,
ويوجه خطاها في هذه المعركة الكبيرة : مع نفسها التي بين جنبيها , و مع أعدائها في الخارج
نعم يجب أن نعيش مع تلك الجماعة الأولى
ونرى كيف يأخذ القرآن بيدها خطوة خطوة ,
وهي تعثر وتنهض ..
وتحيد وتستقيم ..
وتضعف وتقاوم ..
وتتألم و تحتمل ..
وترقى الدرج الصاعد في بطء و مشقة , وفي صبر ومجاهدة ,
تتجلى فيها كل خصائص الإنسان
و كل ضعف الإنسان
وكل طاقات الإنسان
2- و من ثم نشعر أننا نحن أيضا مخاطبون بالقرآن
في مثل ما خوطبت به الجماعة الأولى .
وأن بشريتنا التي نراها ونعرفها ونحسها بكل خصائصها تملك الاستجابة للقرآن
إننا بهذه النظرة سنحس أن القرآن معنا اليوم وغدا
و أنه ليس مجرد تراتيل تعبديه مهوّمة بعيدة عن واقعنا
هل تحتاج لمزيد قول
عد إلى مقالي :
( التدبر ) و ( التأثر ) .. و أيهما يصنع الحياة؟
دمتم بعفو ومغفرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ..أستغفرك و أتوب إليك