يانعمة النسيان
مرسل: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 3:56 pm
يتساءل الكثيرون هل النسيان نعمة أم نقمة ! والواقع يوجد للنسيان حدّان فبقدر ما تعتبر الذاكرة نعمة للعقل فإن النسيان خادم القلب ، وفعلا قلب لا يبالي هو قلب يعيش
طويلا ، والمقصود بالعيش الطويل ليس العيش المادي بعدد السنوات وإنما المعنوي الذي يظل القلب فيه سعيدا متفتحا على الحياة لا تنال منه نوائب الدهر !
يقول البعض النسيان أحسن طريقة للحياة .. ولكن كيف نتوصل للمعادلة الصعبة التي تجمع بين لامبالاة تظلل حياة يغلب عليها شقاء تسببه الأحداث الشخصية والعامة التي يتقلب مابينها إنسان ما يكاد يخرج من مخاض حتى يدخل بآخر ، ترى كيف نفصل بين الواقع المعاش وذلك الطموح الساعي لتوفير المناخ الأفضل المناسب لعقولنا وقلوبنا لنظل مقبلين على الحياة متفاعلين مع إيجابياتها طاردين سلبياتها ؟
كيف نتمكن من فعل هذا ونحن بخلال ومضة عين قد نستطيع إستعراض شريط ذكريات بأكمله حال سماعنا لحنا أو رؤيتنا منظرا أو حتى عند إستنشاق رائحة معينة من روائح الطبيعة فيُفتح على الفور قمقم الذكريات و ينسكب منه الحلو والمر في آن واحد ؟
فالذكريات الجميلة هي بمثابة واحة من واحات الأمان التي يستظل بظلها الإنسان تنعش قلبه ووجدانه وتعينه على مصاعب الحياة التي يلقاها في حاضره لتلقي بضوء الأمل على درب مستقبله ولهذا علينا أن نثمّن مثل هذه الأوقات ونخزّنها بالذاكرة لعلها تساعد على تضميد الجراح .. وكما إن إسترجاع الذكريات الجميلة قصدا أو بغير قصد يتم بنجاح بالغ فالشيء نفسه ينطبق على الذكريات المؤلمة ، التي تفسد على صاحبها حاضره ومستقبله !
ومن هنا تأتي أهمية تدريب النفس على التذكّر والنسيان ، تذكّر كل ما هو جيّد وجميل ونسيان كل ما هو حزين وأليم .. ولشدة ما نخشاه في خضم حياتنا العصرية المتلاطمة أن يتجذر بنا النسيان فنفقد القدرة على التذّكر والحفظ وإسترجاع ما نحتاجه من ذكرى وذكريات !
الذاكرة القوية مطلوبة وبخاصة في العلم والعمل والحياة اليومية ، ولكن هل يملك المرء ممحاة تمحي له الذكريات الأليمة ، ذكريات أحباء رحلوا عنه وتركوه في هذا العالم وحيدا في عالم قاس طغت عليه الحروب والكوارث الطبيعية وحوادث السيارات التي بدأت هي الأخرى تحصد عوائل بأكملها وقد يبقى لحسن أو سوء الحظ فرد واحد من العائلة على قيد الحياة ، تراه ماذا هو بفاعل وأية حياة تنتظره ؟كيف يمضي قدما وكل ما حوله يذكره بفداحة الخسارة فإن توكل على الله وتقبل قدره طواعية ، ترى هل تستطيع مشاعره نسيان ما حدث لها ، وإن نست فما هو الأثر الذي تتركه الندبات في الأعماق ؟
ينصح البعض بوضع الذكريات الأليمة في سلة نكبلها بالأثقال ثم نلقيها ببحر النسيان بحيث لا تعود تطفو مرة أخرى إلى السطح .. بشرط أن نكون أقوياء مسلحين بقوة الإرادة فنستطيع بعدها متابعة مشوار حياتنا بأقل الخسائر الممكنة.
ولكن هل بإستطاعة الجميع فعل ذلك ؟
ويأتي الجواب بين نعم ولا .. وذلك وفق طبيعة الإنسان ودرجة إحساسه فبين الإنسان الروحي والطيني مسافات ، ونحن لا نريد أن نكون طينيين ماديين إلا أن إضافة بعض العناصر الواقعية إلى الروحانيين من مرهفي الإحساس ستساعدهم على التوازن مجنبة إياهم الآلام المبرحة لصفعات الحياة المفرطة .. ولهذا فلنغرف من طين الطينيين قدرا من واقعية تساعدنا على النسيان بشرط أن لا ينسى المرء بأنه إنسان !
طويلا ، والمقصود بالعيش الطويل ليس العيش المادي بعدد السنوات وإنما المعنوي الذي يظل القلب فيه سعيدا متفتحا على الحياة لا تنال منه نوائب الدهر !
يقول البعض النسيان أحسن طريقة للحياة .. ولكن كيف نتوصل للمعادلة الصعبة التي تجمع بين لامبالاة تظلل حياة يغلب عليها شقاء تسببه الأحداث الشخصية والعامة التي يتقلب مابينها إنسان ما يكاد يخرج من مخاض حتى يدخل بآخر ، ترى كيف نفصل بين الواقع المعاش وذلك الطموح الساعي لتوفير المناخ الأفضل المناسب لعقولنا وقلوبنا لنظل مقبلين على الحياة متفاعلين مع إيجابياتها طاردين سلبياتها ؟
كيف نتمكن من فعل هذا ونحن بخلال ومضة عين قد نستطيع إستعراض شريط ذكريات بأكمله حال سماعنا لحنا أو رؤيتنا منظرا أو حتى عند إستنشاق رائحة معينة من روائح الطبيعة فيُفتح على الفور قمقم الذكريات و ينسكب منه الحلو والمر في آن واحد ؟
فالذكريات الجميلة هي بمثابة واحة من واحات الأمان التي يستظل بظلها الإنسان تنعش قلبه ووجدانه وتعينه على مصاعب الحياة التي يلقاها في حاضره لتلقي بضوء الأمل على درب مستقبله ولهذا علينا أن نثمّن مثل هذه الأوقات ونخزّنها بالذاكرة لعلها تساعد على تضميد الجراح .. وكما إن إسترجاع الذكريات الجميلة قصدا أو بغير قصد يتم بنجاح بالغ فالشيء نفسه ينطبق على الذكريات المؤلمة ، التي تفسد على صاحبها حاضره ومستقبله !
ومن هنا تأتي أهمية تدريب النفس على التذكّر والنسيان ، تذكّر كل ما هو جيّد وجميل ونسيان كل ما هو حزين وأليم .. ولشدة ما نخشاه في خضم حياتنا العصرية المتلاطمة أن يتجذر بنا النسيان فنفقد القدرة على التذّكر والحفظ وإسترجاع ما نحتاجه من ذكرى وذكريات !
الذاكرة القوية مطلوبة وبخاصة في العلم والعمل والحياة اليومية ، ولكن هل يملك المرء ممحاة تمحي له الذكريات الأليمة ، ذكريات أحباء رحلوا عنه وتركوه في هذا العالم وحيدا في عالم قاس طغت عليه الحروب والكوارث الطبيعية وحوادث السيارات التي بدأت هي الأخرى تحصد عوائل بأكملها وقد يبقى لحسن أو سوء الحظ فرد واحد من العائلة على قيد الحياة ، تراه ماذا هو بفاعل وأية حياة تنتظره ؟كيف يمضي قدما وكل ما حوله يذكره بفداحة الخسارة فإن توكل على الله وتقبل قدره طواعية ، ترى هل تستطيع مشاعره نسيان ما حدث لها ، وإن نست فما هو الأثر الذي تتركه الندبات في الأعماق ؟
ينصح البعض بوضع الذكريات الأليمة في سلة نكبلها بالأثقال ثم نلقيها ببحر النسيان بحيث لا تعود تطفو مرة أخرى إلى السطح .. بشرط أن نكون أقوياء مسلحين بقوة الإرادة فنستطيع بعدها متابعة مشوار حياتنا بأقل الخسائر الممكنة.
ولكن هل بإستطاعة الجميع فعل ذلك ؟
ويأتي الجواب بين نعم ولا .. وذلك وفق طبيعة الإنسان ودرجة إحساسه فبين الإنسان الروحي والطيني مسافات ، ونحن لا نريد أن نكون طينيين ماديين إلا أن إضافة بعض العناصر الواقعية إلى الروحانيين من مرهفي الإحساس ستساعدهم على التوازن مجنبة إياهم الآلام المبرحة لصفعات الحياة المفرطة .. ولهذا فلنغرف من طين الطينيين قدرا من واقعية تساعدنا على النسيان بشرط أن لا ينسى المرء بأنه إنسان !