صفحة 1 من 1

المحاضرتان (13-14)مقدمة في علم السياسة

مرسل: السبت إبريل 05, 2008 4:27 pm
بواسطة د.أحمد وهبان
بسم الله الرحمن الرحيم
مادة /مقدمة في علم السياسة (101) ساس
محاضرة ( 13 ،14 )_ طلاب وطالبات
(موجز)
القائم على التدريس :د/أحمد وهبان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكيافيللي (1469 : 1527 )
بيئته ونشأته
ولد نيقولا مكيافيللي بفلورنسا الإيطالية عام 1469 ، حيث كانت إيطاليا وقتذاك مقسمة إلي خمس دويلات من ضمنها فلورنسا. وقد عني مكيافيللي منذ نعومة أظفاره بقراءة التاريخ حيث كان يجيد اللغة اللاتينية . وفي ظل أجواء سياسية فاسدة عاش مكيافيللي حياته ، حيث حالة من الحرب الدائمة بين الإمارات الإيطالية تقوم عليها عصابات من المرتزقة المأجورة التي لا تدين بالولاء إلا للمال ، كما سادت الإمارات المؤامرات والدسائس ، وانتشر الفساد الأخلاقي ، بحيث أصبح الإيمان والصدق والخير مجرد وساوس صبيانية لا يؤمن بها من يرى نفسه مستنيرا من البشر ، وأصبحت القوة الحيلة والخديعة هي مفاتيح النجاح ، غير أن هذه الحقبة كانت في ذات الوقت بداية ما يعرف بعصر النهضة في أوربا حيث بدأ العقل الأوربي يدير ظهره لمملكة السماء و يعطي وجهه لمملكة الأرض فيفصل بين الدين (الكنيسة) والدولة ( فكرة العلمانية) الأمر الذي أسهم دون شك في استشراء الانهيار الأخلاقي ، كما بدأ عصر الكشوفات الجغرافية كالأمريكتين ، كما اخترعت الطباعة ‘‘
وقد عمل مكيافيللي في شبابه أمينا لهيئة العشرة للحرية والسلام التي تمثلت وظيفتها في الاتصال بممثلي فلورنسا الدبلوماسيين في الخارج ، وقد هيأت هذه الوظيفة له أن يزور دولا أوربية موحدة عديدة حال إسبانيا وفرنسا وإنجلترا ، وأصبح حلم حياته أن يرى بلاده إيطاليا وقد توحدت في دولة واحدة. غير أنه بحلول عام 1512 وصلت إلى الحكم في فلورنسا أسرة من الصيارفة هي أسرة المديتشي بعد أن أطاحت بالجمهوريين ، وسرعان ما ألغت الحكومة الجديدة هيئة العشرة للحرية والسلام ففقد مكيافيللي وظيفته ، وجلس في بيته الريفي حزينا ، لكي يؤلف كتابه الشهير في عالم فن السياسة والحكم ألا وهو كتاب الأمير ، وهو الكتاب الذي تضمن مجموعة من قواعد فن الحكم والسياسة قدمها مكيافيللي للأمير الجديد على هيئة نصائح ، نصحه بالتزامها حتى يدوم سلطانه ويرسخ حكمه وتتوطد أركان عرشه ، ويكون قادرا على تحقيق حلم الإيطاليين في الوحدة . وهي نصائح كلها قامت على الفصل التام بين السياسة والأخلاق.
منهجه
هو المنهج الاختباري الصرف القائم على ملاحظة الواقع ، بهدف تقديم صورة للواقع كما هو دون تفسير أو تعميم ، حيث كل ما قام به مكيافيللي كما قلنا هو تقديم مجموعة من قواعد العمل السياسي المصورة من الواقع ، دونما تدخل من جانبه بالتفسير أو التعميم ، وبذلك فهو يعتبر رائدا لفن السياسية لا علم السياسة .
فكره السياسي
قدم مكيافيللي للأمير مجموعة من النصائح تتعلق بالسياسة الداخلية (أي سياسة الأمير لرعاياه) ، وأخرى تتعلق بالسياسة الخارجية (أي علاقة الأمير بأمراء الدول الأخرى) ، وهي كلها قائمة على الفصل بين السياسة والأخلاق ، ويرى مكيافيللي أن اتباع هذه النصائح (أو قواعد العمل السياسي) من شأنه أن يديم حكم الأمير ويرسخ سلطانه، ويوطد أركان عرشه ويجعله قادرا على توحيد إيطاليا ، حيث يبدأ كلامه للأمير مذكرا إياه بأن جموع الإيطاليين تتطلع إلي بيته كي يجمع شتاتهم في دولة واحدة .
السياسة الداخلية للأمير
نصحه مكيافيللي ألا يعبأ بالفضائل بل وأن يلجأ إلي الرذائل إن كان ذلك يحقق مصلحته ، فلا يجب على الأمير أن يكون كريما لأن الكرم يؤدي إلي الفقر وهو إن افتقر سيخسر هيبته لدى رعاياه ، وعليه أن لا يكون طيبا لأن ذلك يثير روح الثورة عليه في نفوس رعاياه ، أما القسوة فتقيم النظام وتمنع الفوضى وتحقق الوحدة وتقضي على الفتنة وهي في المهد ، كما أن رضا الرعايا متغير فلا تعتمد في استمرار حكمك على رضاهم ، بل اعتمد على قوتك فهي إن دامت سيدوم حكمك. ويضيف مكيافيللي : أنا لا ألوم الحاكم الروماني روميلوس الذي قتل أخاه وشريكه في الحكم لكي ينفرد بالسلطة ويوطد سلطانه ، ولا ألوم الروماني الآخر بروتس الذي حكم على أولاده الخمسة بالموت لكي يستمر عرشه ، فإذا كانت الواقعة (أي القتل) تتهمه فإن الغاية النبيلة (أي دوام سلطانه) تبرؤه. ويضيف ربما يكون هذا الكلام ليس طيبا لو أن الناس كانوا طيبا لكن الواقع أن الأصل في بني البشر أنهم كذابون منافقون غشاشون جشعون نهمون شريرون مراءون لا يتطلعون إلا إلى ما ليس في أيديهم ، كما أنهم ربما يسامحونك إن قتلت أباهم لكنهم أبدا لن يسامحوك إن سلبت أموالهم.
السياسة الخارجية للأمير
أما بصدد السياسة الخارجية أي علاقة الأمير بأمراء الدول الأخرى فقد بدأ بوصف العلاقات الدولية وكأنها غابة ، ونصحه بأن يجمع بين أسلوب الإنسان وأسلوب الحيوان ، فإن اختار أسلوب الحيوان فعليه أن يكون ثعلبا وأسدا في ذات الوقت ، أي يتبع أسلوب الثعلب القائم على الحيلة والمكر والخداع والمراوغة و النفاق والرياء ، وأسلوب الأسد القائم على القوة والعنف والبطش. (ذكاء الثعلب وقوة الأسد). فبالنسبة لأسلوب الثعلب على الأمير أن لا يفي بالعهود التي يقطعها على نفسه للأمراء الآخرين إلا إذا كان في الوفاء بالعهد مصلحة له ،
وعلى الأمير أن يتزين أما العالم الخارجي بحلل زائفة من الصدق والسلام والعدل والوفاء (ذئب في جلد شاة) ، وأن يظهر أمراء الدول الأخرى بأنهم هم الكاذبون وخالفوا العهود ،إن الأمراء الذين أجادوا أساليب الثعالب وأفلحوا فيها فعرفوا كيف يحيكون الغش والخداع كان التوفيق حليفهم الدائم .
كذلك على الأمير أن يكون أسدا فيبني جيشه النظامي القوي الذي يدين بالولاء له ، فلا يجب أن يعتمد الحاكم على المرتزقة الأوغاد الذين لا يدينون بالولاء إلا للمال ، القوة ثم القوة فإن الأمير الذي لا يهتم ببناء قوته (جيشه) كمن يركض إلى هلاكه ، وويل للأمراء منزوعي السلاح.
إذن علي الأمير أن يكون ثعلبا وأسدا في ذات الوقت لأنه إن كان مجرد ثعلب عجز عن التعامل مع الذئاب والغابة الدولية مليئة بالذئاب ، وإن كان مجرد أسد عجز أن يتبين ما ينصب له من فخاخ والغابة الدولية مليئة بالفخاخ.
عليك أن تبدأ بأسلوب الثعلب فإن لم يفلح أسلوب الثعلب في خطف عنقود العنب فليسمع زئير الأسد ( أي إن لم تجد الدبلوماسية فلتدق طبول الحرب).
تقويم فكر مكيافيللي
اختلف المفكرون والساسة ورجال الدين حول أخلاقية هذا الفكر ، حيث مجده البعض على النحو التالي :
_ كتب أحد الأمراء الإيطاليين على نصب تذكاري أقامه على قبر مكيافيللي ( نم في سلام لا كلمات ترقى إلي شرف هذا الرجل).
_ المفكر الإنجليزي فرانسيس بيكون : كم نحن مدينون لهذا الرجل ، فهو الذي أرانا حقيقة عالم السياسة ،إذ علمنا الفارق بين براءة الحمامة ورياء الثعبان على نعومة ملمس كليهما.
_ نابليون الثالث كان لا يقرأ ليلة الحرب إلا كتاب واحد هو كتاب الأمير.
في المقابل اعتبرت الكنيسة أن مكيافيللي هو شيطان رهيب هبط على الإنسانية فارا من الجحيم ، وأن كتابه الأمير هو كتاب أودعته يد الشيطان.
###########

تحياتي

مرسل: السبت إبريل 05, 2008 7:03 pm
بواسطة نهى المشيط
السلام عليكم

يعطيك العافيه دكتور..

هذي المحاضرة من أروع :pl: المحاضرات اللي أخذناها بجد سيرة ميكافيللي زاخرة بأحداث ومعلومات
الظاهر أني بأعمل بحث عنه قريبا ان شا الله

تشكر يا أستاذي

شكرا

مرسل: السبت إبريل 05, 2008 7:43 pm
بواسطة د.أحمد وهبان
وكلماتك رائعة ،،، شكرا

مرسل: السبت إبريل 05, 2008 7:54 pm
بواسطة مثايل القحطاني
ألف شكر دكتورنا الرائع............... :pig:

مرسل: السبت إبريل 05, 2008 8:05 pm
بواسطة منيره الدريهم (101)
شكر ( نّ )

دكتورنااااا :pl:

مرسل: السبت إبريل 05, 2008 9:21 pm
بواسطة غاليه المقاطي 101 ساس
فعلا محاظره شيقه جدا

ونصائح مكافيللي

قد تمس واقعنا الحالي بحيث لم يعد للصدق وجود في نفوس أغـــلب الناس
وأن المكـر والخديعه والنفاق هو أسلوبهم في الحياة للوصول الي غايتهم ومصالحهم الشخصيه

ولكن في مقابل ذلك لا يزال هناك بعض الأمل في أناس تعلقت قلوبهم بشريعة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فحذو حذو نبيهم الكريم في أخلاقياته الفاضله.....


لك مني جزيل الشكـر على مجهودك الرائع د. أحمد


طالبتـــــــك:

غــــــــــاليه :monkey:

مرسل: السبت إبريل 05, 2008 11:37 pm
بواسطة المحاميه
مشكور دكتور محاضره رائعه وشيقه :monkey:

السلام عليكم

مرسل: الأحد إبريل 06, 2008 11:14 am
بواسطة سامية العتيبي
يا دكتورنا الفاضل
هل محاضرة 14و13 معنا في الامتحان
بصراحة المحاضرة ممتعة جدا :king:

مرسل: الاثنين إبريل 07, 2008 10:28 pm
بواسطة حنان الجعيدان
الله يعطيك العافية دكتورنا الفاضل :cheers:

المحاضرة كانت جدا رائعة وسلسة :cheese:

ليتك دخلتها معنا بالاختبااااااار :sunny:

>>>>حاسة بتعابير البنات كلها :::::: :pirat: >>>>

خالص تحياتي.
:joker:

مرسل: الثلاثاء إبريل 08, 2008 7:59 pm
بواسطة سارة العبدالرحمن ساس 101
قمهـ في الــروعهـ المحاضــرهـ !!!

يعطيـــك ألف عــافيهـ دكتور : وهبـــان ..

ســارهـ العبــدالرحمنـ ..

مرسل: الثلاثاء إبريل 08, 2008 10:03 pm
بواسطة هديل الدلبحي (ساس101)
يعطيك ألف عآآفية يآدكتووور



رآئعه هذه المحآآضرة





:pig:

مرسل: الأربعاء إبريل 09, 2008 11:21 pm
بواسطة سارهـ
شــكــراً جزيلاً!
يعطيك العافيه :)

مرسل: الجمعة إبريل 25, 2008 11:40 pm
بواسطة فهد العرفج
شكرا جزاك الله خيرا

مرسل: الأربعاء إبريل 30, 2008 4:55 pm
بواسطة أسيل البابطين
الله يعطيك العافيه دكتور