لم يذهب الأتراك إلى القدس
مرسل: السبت أكتوبر 30, 2010 11:44 am
أعلنت إسرائيل في العام 1967 ضم القدس بواسطة إعلان توسعة الحدود البلدية لها، حينها وأمام الاحتجاجات الدولية حاول الإسرائيليون الادّعاء أنّ خطوتهم غير سياسية، فبعث وزير خارجيتهم حينها أبا إيبانرسالة لأمين عام الأمم المتحدة يقول فيها إن "كلمة سيادة لا معنى لها هنا. الإجراءات التي اتخذت للدمج في القدس هي قرارات إدارية في المجال البلدي".
وهكذا ادّعى الإسرائيليون حينها أنّهم لم يضموا المدينة، ولم تكن قد ظهرت العبارة التي سيدمنون عليها لاحقا من أنّ "القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الشعب اليهودي". أبا إيبان ذاته في مذكراته التي نشرت بعد ذلك بنحو عشرة أعوام قال إنّه "في يوم 27 حزيران (يونيو) قرر البرلمان الإسرائيلي إضافة القدس لمنطقة السيادة الإسرائيلية".
قبل نحو ثلاثة أسابيع قال وزير السياحة الإسرائيلي ستاس ميزنكوف، إنّ عقد مؤتمر "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" حول السياحة، في القدس بمثابة "إعلان نوايا وشبه موافقة على حقيقة أنّ لدينا دولة عاصمتها المعترف بها هي القدس". وقد عقد المؤتمر بين يومي 20 و22 من الشهر الجاري بالفعل، ولكن وعلى هامشه قال ذات الوزير إنّ عبارته السالفة أسيء فهمها وتفسيرها، وأنّ المؤتمر مهني وليس سياسيا!!
الأتراك أعلنوا عزمهم المشاركة ونشرت الصحافة أسماء الوفد المشارك، مما أثار الاستغراب، خاصة أنّ أنباء أعلنت عن مقاطعة اسبانيا وبريطانيا للاجتماع. وبينما عاد البريطانيون وأكدوا أن عدم حضورهم ليس مقاطعة ولكن لعدم وجود مسؤولين متاحين للمشاركة وقت انعقاده، وأنهم سيشاركون في مؤتمر دولي آخر في القدس هذا الشهر، فإنّ الأتراك قرروا مقاطعة المؤتمر.
بل وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أنه سيقاطع مؤتمر "التغير المناخي لدول البحر المتوسط،" المقرر عقده بعد أيام في أثينا، في اليونان، ، إذا قرر نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المشاركة. المصادر الرسمية اليونانية أكدت أنّ نتنياهو غير موجود على قائمة المدعوين. ولكن هذا لا يقلل من أهمية تصريح أردوغان، فهو يوجه رسالة مهمة حول موقف بلاده.
شارك في المؤتمر 26 من أصل 33 دولة عضوا في المنظمة، رغم ما قاله وزير السياحة الإسرائيلي من أنّ حملة فلسطينية داعية للمقاطعة، نسقها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات.
في مطلع هذا العام صافح الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية سابقاً، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون، في مؤتمر "ميونخ للأمن"، وقال الفيصل حينها إنّ المصافحة كانت بادرة من المسؤول الإسرائيلي للاعتذار عن كلمات أساءت للسعودية، أثناء المؤتمر.
وفي شهر نيسان (إبريل) الفائت، برر مركز أبحاث مغربي دعوته لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، بأنّ صائب عريقات ذاته هو الذي شجع على ذلك.
في حين يعتبر موقف سري نسيبة رئيس جامعة القدس، برأي كثيرين، وإقامته علاقات بين جامعته وجامعات إسرائيلية، سببا من أسباب إضعاف المقاطعة العالمية للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وهو لا ينكر هذه العلاقات في مذكراته المنشورة.
قرار تركيا المشاركة، ثم المقاطعة، وجهود عريقات لتشجيع المقاطعة عندما يعقد الأمر في القدس وعدم ممانعته أو تشجيعه استضافة صهاينة في بلد عربي (على فرض أن ما قاله مركز الأبحاث ذاك دقيق)، وموقف رئيس جامعة القدس.
مواقف إسرائيل بشأن القدس بالغة المراوغة والتضليل، والمواقف العربية من جهود إسرائيل لتكريس موقعها في القدس، وفي الساحة العالمية ككل بالغة التخبط وعدم الجدية وعدم الوضوح، من دون مبادئ واضحة، ومن دون جهود متابعة فعلية. موقف متقدم كالموقف التركي يجب أن يكون حافزا على إيجاد طريقة لأداء أفضل وأوضح.
منقول
وهكذا ادّعى الإسرائيليون حينها أنّهم لم يضموا المدينة، ولم تكن قد ظهرت العبارة التي سيدمنون عليها لاحقا من أنّ "القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الشعب اليهودي". أبا إيبان ذاته في مذكراته التي نشرت بعد ذلك بنحو عشرة أعوام قال إنّه "في يوم 27 حزيران (يونيو) قرر البرلمان الإسرائيلي إضافة القدس لمنطقة السيادة الإسرائيلية".
قبل نحو ثلاثة أسابيع قال وزير السياحة الإسرائيلي ستاس ميزنكوف، إنّ عقد مؤتمر "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" حول السياحة، في القدس بمثابة "إعلان نوايا وشبه موافقة على حقيقة أنّ لدينا دولة عاصمتها المعترف بها هي القدس". وقد عقد المؤتمر بين يومي 20 و22 من الشهر الجاري بالفعل، ولكن وعلى هامشه قال ذات الوزير إنّ عبارته السالفة أسيء فهمها وتفسيرها، وأنّ المؤتمر مهني وليس سياسيا!!
الأتراك أعلنوا عزمهم المشاركة ونشرت الصحافة أسماء الوفد المشارك، مما أثار الاستغراب، خاصة أنّ أنباء أعلنت عن مقاطعة اسبانيا وبريطانيا للاجتماع. وبينما عاد البريطانيون وأكدوا أن عدم حضورهم ليس مقاطعة ولكن لعدم وجود مسؤولين متاحين للمشاركة وقت انعقاده، وأنهم سيشاركون في مؤتمر دولي آخر في القدس هذا الشهر، فإنّ الأتراك قرروا مقاطعة المؤتمر.
بل وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أنه سيقاطع مؤتمر "التغير المناخي لدول البحر المتوسط،" المقرر عقده بعد أيام في أثينا، في اليونان، ، إذا قرر نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المشاركة. المصادر الرسمية اليونانية أكدت أنّ نتنياهو غير موجود على قائمة المدعوين. ولكن هذا لا يقلل من أهمية تصريح أردوغان، فهو يوجه رسالة مهمة حول موقف بلاده.
شارك في المؤتمر 26 من أصل 33 دولة عضوا في المنظمة، رغم ما قاله وزير السياحة الإسرائيلي من أنّ حملة فلسطينية داعية للمقاطعة، نسقها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات.
في مطلع هذا العام صافح الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية سابقاً، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون، في مؤتمر "ميونخ للأمن"، وقال الفيصل حينها إنّ المصافحة كانت بادرة من المسؤول الإسرائيلي للاعتذار عن كلمات أساءت للسعودية، أثناء المؤتمر.
وفي شهر نيسان (إبريل) الفائت، برر مركز أبحاث مغربي دعوته لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، بأنّ صائب عريقات ذاته هو الذي شجع على ذلك.
في حين يعتبر موقف سري نسيبة رئيس جامعة القدس، برأي كثيرين، وإقامته علاقات بين جامعته وجامعات إسرائيلية، سببا من أسباب إضعاف المقاطعة العالمية للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وهو لا ينكر هذه العلاقات في مذكراته المنشورة.
قرار تركيا المشاركة، ثم المقاطعة، وجهود عريقات لتشجيع المقاطعة عندما يعقد الأمر في القدس وعدم ممانعته أو تشجيعه استضافة صهاينة في بلد عربي (على فرض أن ما قاله مركز الأبحاث ذاك دقيق)، وموقف رئيس جامعة القدس.
مواقف إسرائيل بشأن القدس بالغة المراوغة والتضليل، والمواقف العربية من جهود إسرائيل لتكريس موقعها في القدس، وفي الساحة العالمية ككل بالغة التخبط وعدم الجدية وعدم الوضوح، من دون مبادئ واضحة، ومن دون جهود متابعة فعلية. موقف متقدم كالموقف التركي يجب أن يكون حافزا على إيجاد طريقة لأداء أفضل وأوضح.
منقول