منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#29134
بعض الناس يعتبر طبعه
الذي نشأ عليه .. وعرفه
الناس به .. وتكونت في
أذهانهم الصورة عنه على
أساسه يعتبره شيئاً لا زماً له
لايمكن تغييره .. فيستسلم له
ويقنع .. كما يستسلم لطول
جسمه أولون بشرته ..
إذ لايمكنه تغيير ذلك .. مع أن
الذكي يرى أن تغيير الطباع
لعله أسهل من تغيير الملابس
فطباعنا ليست كاللبن المسكوب
الذي لايمكن تداركه أو جمعه
بل هي بين أيدينا ..
بل نستطيع بأساليب معينه أن
نغير طباع الناس .. بل عقولهم
ربما !! ذكر ابن حزم في
كتابه (طوق الحمامة ) :
أنه كان في الأندلس تاجر
مشهور .. وقع بينه وبين
أربعة من التجار تنافس .. فأبغضوه ..
وعزموا على أن يزعجوه .. فخرج ذات صباح من بيته متجهاً إلى متجره ..
لابساً قميصاً أبيض وعمامة بيضاء ..
لقيه أولهم فحياه ثم نظر إلى عمامة
وقال : ما أجمل هذه العمامة الصفراء ..
فقال التاجر : أعمى بصرك ؟!! هذه
عمامة بيضاء .. فقال : بل صفراء لكنها
جميلة .. تركه التاجر ومضى .. فلما
مشى خطوات لقيه الأخر .. فحياه ثم
نظر إلى عمامته وقال : ما أجملك اليوم
وما أحسن لباسك .. خاصة هذه العمامة
الخضراء .. فقال التاجر : يا رجل العمامة
بيضاء .. قال : بل خضراء .. قال : بيضاء
اذهب عني .. ومضى المسكين يكلم نفسه
وينظر بين الفنية والأخرى إلى طرف
عمامته المتدلي على كتفه ..
ليتأكد أنها بيضاء .. وصل
إلى دكانه .. وحرك القفل
ليفتحه .. فأقبل إليه
الثالث وقال: يافلان ..
ما أجمل هذا الصباح ..
خاصة لباسك الجميل ..
وزادتجمالك هذه العمامة
الزرقاء .. نظر التاجر إلى
عمامته ليتأكد من لونها ثم
فرك عينيه .. وقال : يا أخي
عمامتي بيضااااااء ..
قال : بل زرقاء .. لكونها
جميلة .. لاتحزن .. ثم مضى
فجعل التاجر يصيح به ..
العمامة بيضاء ..وينظر إليها ..
ويقلب أطرافها ..جلس في
دكانه قليلاً .. وهو لا يكاد
يصرف بصره عن طرف عمامته
دخل عليه الرابع .. وقال : أهلاً
يا فلان .. ما شاء الله !! من أين
اشتريت هذه العمامة الحمراء؟
فصاح التاجر : عمامتي زرقاء ..
قال : بل حمراء ..قال التاجر :
بل خضراء .. لا .. لا بل بيضاء ..
لا .. زرقاء .. سوداء .. ثم ضحك
ثم صرخ .. ثم بكى .. وقام يقفز
قال ابن حزم : فلقد كنت أراه
بعد في شوارع الأندلس
مجنوناً يحذفه الصبيان
بالحصى !!فإذا كان هؤلاء
بمهارات بدائية غيروا طبع رجل
بل غيروا عقله ..فما بالك
بمهارات مدروسة .. منورة
بنصوص الوحيين .. يمارسها
المرء تعبداً لله تعالى بها ..
فطبق ما تقف عليه من
المهارات حسنة لتسعد ..
وإن قلت لي : لاأستطيع ..!
قلت :حاول ..
و إن قلت : لاأعرف ..!!
قلت :تعلم ..
وقد قال صلى الله عليه وسلم :
إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم
كتبه الداعي لكبالخيرد/محمد العريفي [email protected] ص.ب151597الرياض 11775ت 00966505845140ف0096612440062


البطل يتجاوز القدرة على تطوير مهاراته ..
إلى القدرة على تطوير مهارات الناس .. وربما تغييرها