صفحة 1 من 1

مقال للكاتب المبدع فهد عامر الاحمدي ..

مرسل: الاثنين نوفمبر 01, 2010 2:39 pm
بواسطة هيفاء الحافي
هل ذهب الفراعنة إلى هناك!؟




* في عام 1914اكتشف البروفيسور (إم جونزالس) تمثالين فرعونيين في بلدة اكيجالتا المكسيكية.. تمثالين يتطابقان مع النموذج الفرعوني في الملامح وطريقة الجلوس ولبس العمامة.. وكان هذا الاكتشاف أول من لفت الانتباه إلى احتمال وصول الفراعنة إلى القارة الأمريكية قبل آلاف السنين.. أما اليوم فقد أصبح هذا الاحتمال مرجحاً بعد تراكم أدلة كثيرة:


* فهناك مثلاً التطابق بين أهرامات المكسيك وأهرامات مصر المدرجة!


* وهناك أساطير مشتركة بين الفراعنة وهنود المكسيك والبيرو!


وحتى اليوم يضع هنود البيرو تمثالاً لـ (آلهة الشمس) في مقدمة قواربهم ـ كما يفعل الفراعنة!


* أضف لهذا توجد في معابد الأنكا في البيرو رسومات تظهر قوارب مصنوعة من البردي (وهو ورق ينبت حول النيل) يقودها بحارة بلباس الفراعنة.


* وتقول الأساطير الهندية ان هؤلاء البحارة قدموا من الشرق وان لهم لحى مدببة وعمائم معقوفة وانهم علموهم الزراعة والنحت ومراقبة النجوم.


* وحتى اليوم لا يزال الهنود يعتمدون على تقويم بدأ منذ وصولهم قبل 5114عاماً ـ وهو تاريخ يعود إلى زمن الأسرة الحاكمة الأولى في مصر!!


* وفكرة وصول الفراعنة إلى أمريكا تحمس لها عدد من العلماء وحاولوا اثباتها، ففي عام 1995م استعرض الدكتور تومبسون جينز (في العدد الثامن من مجلة انشنت أميركا) المواقع التي وجد فيها تماثيل وكتابات فرعونية في أمريكا الوسطى.. وقبله اصدر عالم آثار يدعى الجرزوعي ـ وهو مصري الأصل ـ كتاباً بعنوان "رمسيس الثالث يحكم أمريكا"!!


ولكن منذ البداية ظهرت عقبة اعترضت التسليم بهذه الفكرة، فالفراعنة لم يكونوا بحارة عظماء ولا يُعرف انهم تجاوزا أعالي النيل.. والمشكلة الأكبر ان القوارب الفرعونية كانت تصنع من البردي ـ وهو ورق يذوب في الماء!!


* غير أن هناك مغامراً نرويجياً يدعى تور هايردال كان على قناعة بأن المصريين بنوا اهرامات المكسيك وانهم عبروا المحيط الأطلسي على ظهر البردي.. ولاثبات صحة فرضيته اتخذ قراراً جريئاً وخطيراً.. اتخذ قرارا بعبور المحيط الأطلسي على قارب من نفس النوع!!!


ولتنفيذ هذا المشروع اطلع تورهايردال على عشرات الرسومات الفرعونية التي تظهر قوارب البردي واحجامها وطريقة صنعها.. وبفضل ملاحظته الدقيقة اكتشف ان القوارب الملكية كانت تطلى بالقار كي لا تذوب في الماء.. وفي ابريل 1961بنى قارباً طوله 15متراً بمواصفات فرعونية خالصة اطلق عليه اسم رع (الهة الشمس لدى المصريين).. وتم نقل القارب إلى مراكش في المغرب ومن هناك قرر عبور المحيط الأطلسي إلى أمريكا.. وقد رافقه في هذه الرحلة مجموعة غريبة من سبعة أشخاص ـ نرويجي وأمريكي وتشادي ومكسيكي وايطالي وروسي ومهندس مصري يدعى جورج سيريال.


ومنذ اليوم الأول بدا واضحاً أن القارب سينشطر حين يهيج الموج وتغضب الرياح.. وبعد خمس وعشرين يوماً انقلب تماماً وفقدوا معظم المؤونة والطعام.. ورغم ان القارب اصبح مشبعاً بالمياه إلا انه تجاوز نصف المسافة إلى أمريكا.. وقبل وصوله إلى الشاطئ بستمائة ميل هبت عاصفة عاتية فككته تماماً.. أما الأصدقاء السبعة فقد نفخوا قارباً مطاطياً ووصلوا بسلام!!


* وبعد فشل هذه المحاولة قرر تور هايردال بناء قارب جديد اطلق عليه اسم (رع 2).. وبدأ رحلته في السنة التالية مع نفس المجموعة ـ باستثناء عبدالله التشادي الذي حل محله ياباني يدعى كاما اوهارا.. وهذه المرة استفاد تورهايردال من التجربة السابقة وبنى مركباً أكبر واستعان بوسائل ملاحة متقدمة.. ورغم ان القارب تحول في النهاية إلى (كومة قش) إلا انه وصل على أي حال إلى أمريكا بعد 57يوماً.. هذه الرحلة استحوذت حينها على اهتمام وسائل الإعلام وأثبتت ان وصول الفراعنة إلى أمريكا أمر منطقي ومعقول!!