- الخميس نوفمبر 04, 2010 10:06 pm
#29347
تكاد تخلو نشرة إخبارية في هذه الأيام من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي (شربكت) العالم,حتى أن هذه الأزمة لم تعد تُذكر في النشرات الاقتصادية فقط كما جرت العادة بل أصبحت على رأس العناوين للنشرات الرئيسية والموجزة في كل القنوات والوسائط الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية بشتى أنواعها واختلافاتها.
هذه الأزمة أصبحت الشغل الشاغل من ساسة الدول إلى عامة الناس منذ بدأت وبالذات أهل التجارة وتأثرت الأسواق ومنها أسواقنا (الهشة) بقيادة سوق الأسهم الذي لا يصدق أن يتحرك ساكن في أي مكان في الدنيا سواء كان في أمريكا أو فيتنام أو حتى جزر القمر أو جزر الواقواق إلا ويتهاوى مؤشره ليخر صريعا بسرعة فائقة ثم يتكاسل جدا في النهوض هذا إن سلم من (مطبات) أخرى أثناء نهوضه,وكذلك أسواق النفط الأكثر إتزانا وانتظاما والتي هوت بالأسعار إلى أقل من ثلث ما كانت عليه.
البعض قالوا في بداية الأزمة: إنها نكبة بسيطة و (تعدي) إلا أنها أوقفت الدنيا ولم تقعدها حين أعلن أحد أكبر مصارف العالم إفلاسه والذي قاوم الحروب العالمية ولم يعلن إفلاسه,فبدأت خطط الإنقاذ في الدول الكبرى تتسابق إلى البرلمانات للتصويت عليها وتدخلت الحكومات لدعم بعض القطاعات وضخ السيولة في الأسواق وانخفضت نسب الفوائد على القروض والتي قاربت بعضها الصفر بالمئة,وبدأت كثير من الشركات العالمية بتخفيض النفقات والاستغناء عن عدد من موظفيها,حتى أني سمعت عن شركة خليجية تخلت عن 20 % من موظفيها,لم تقف هذه الأزمة إلى هنا فقط,بل وصل الأمر أن ملايين الموظفين في العالم قد يفقدوا وظائفهم إن استمر الحال على ما هو عليه ولم يتحسن.
السبب المتعارف عليه في الرأي العام العالمي أن كل هذا بسبب أزمة الرهن العقاري في أمريكا,قد لا أكون اقتصاديا متخصصا ولكني قد أكون ملما بمبادئه وأساسياته,فهل أزمة في سوق معين تستطيع أن تجعل أكبر أسواق العالم بهذا السوء؟كيف لاقتصاد يشكل وحده ما يقارب 45 % من اقتصاد العالم كالاقتصاد الأمريكي أن يسقط أمام مثل هذه الأزمة ويمتد هذا السقوط ويصل لأضخم الأسواق الأوروبية والأسيوية وكبرى شركاتها؟كيف لمثل شركات كبرى وقوىً عملاقة مثل(جنرال إليكترك)و(جنرال موتورز)و(كرايسلر)والتي من عرفنا الدنيا وسياراتها تملأ شوارع العالم وتحقق الأرباح الهائلة كل عام أن لاتتصدى لمثل هذه الأزمة؟أين أرباحها الطائلة في الاعوام السابقة؟أين احتياطاتها النقدية؟هل ظن أحد في يوم من الأيام أن شركة BMW الألمانية العملاقة ستوقف التصنيع؟هل وصل الحال أن يقوم رؤساء هذه الشركات بالتوسل إلى الحكومات لدعمها وإقراضها وإلا فإن موظفيها سيفقدون وظائفهم؟يعني بالعربي سيموتون جوعا وكما يقول المثل (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق),بكل بساطة (قلّبت) الموضوع في رأس ووجدت أن كل هذه الأسواق والشركات كانت تعيش على عمليات مالية ربوية وفوائد تستفيد منها أطراف معينة على حساب أطراف أخرى وفساد مستشري ومتجذر( يعني لعب على الكبير) فجاء يومها وبالتالي فضحت مثيلاتها في كل الدول فسقطوا جميعا في فخ واحد وفي المثل الشهير التفاحة الفاسدة تفسد ما حولها من تفاح أو غيره.
الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وعلمنا أفضل الطرق إليهما ومنها الأنظمة المالية والبيوع والفوائد والأمانة,فقد حرم الإسلام بعض البيوع لما فيها من غبن وضرر لأحد الاطراف ومصلحة لآخر,وحرم كذلك الربا كالفائدة على القرض لما لها من الضرر وعدم تبادل المنفعة في البيع والشراء وتقاسم المكسب بين الجميع وأيضا أوصانا ديننا بالأمانة حتى أن نبينا عليه الصلاة والسلام عُرف بالأمين فلو طبقت هذه الوصايا واجتنبت المحرمات ما أفسدت أي مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة أسواقا برمتها.
قبل أن أنتهي أود ان أتطرق إلى شيء مهم,في السابق حين أصابتنا موجة الغلاء الفاحش -لا بارك الله فيها -تعذر بعض التجار بارتفاع أسعار النفط عالميا وبالتالي ارتفاع سعر التكلفة في بلد المنشأ قبل الوصول إلى التاجر عندنا مع أن بعض المنتجات محلية التصنيع بالكامل ولا يوثر بها ارتفاع أسعار النفط ولكن (بنمشيها) ولن نقف عندها فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف و(طارت الطيور بأرزاقها)وأصبح التسابق بمن يرفع أكثر حتى لو دون سبب فقط لمجرد الرفع,المهم الآن تهاوت أسعار النفط وانخفضت عما كانت عليه بأكثر من 70 % فهل إذا لم تنخفض الأسعار الآن واستمر شفط جيوب الناس,هل سيبقى لهم عذر أم أنهم سيبحثون عن عذرا آخر وهل ستبقى الجهات المعنية مكتوفة الأيدي؟
ختاما انظروا إلى هذه القوى العالمية العملاقة كيف أصبحت بعد أن ارتكزت على مبادئ تخالف تعاليم ديننا,فسقط العمالقة وأصبحوا أصغر من الأقزام..في أمان الله
هذه الأزمة أصبحت الشغل الشاغل من ساسة الدول إلى عامة الناس منذ بدأت وبالذات أهل التجارة وتأثرت الأسواق ومنها أسواقنا (الهشة) بقيادة سوق الأسهم الذي لا يصدق أن يتحرك ساكن في أي مكان في الدنيا سواء كان في أمريكا أو فيتنام أو حتى جزر القمر أو جزر الواقواق إلا ويتهاوى مؤشره ليخر صريعا بسرعة فائقة ثم يتكاسل جدا في النهوض هذا إن سلم من (مطبات) أخرى أثناء نهوضه,وكذلك أسواق النفط الأكثر إتزانا وانتظاما والتي هوت بالأسعار إلى أقل من ثلث ما كانت عليه.
البعض قالوا في بداية الأزمة: إنها نكبة بسيطة و (تعدي) إلا أنها أوقفت الدنيا ولم تقعدها حين أعلن أحد أكبر مصارف العالم إفلاسه والذي قاوم الحروب العالمية ولم يعلن إفلاسه,فبدأت خطط الإنقاذ في الدول الكبرى تتسابق إلى البرلمانات للتصويت عليها وتدخلت الحكومات لدعم بعض القطاعات وضخ السيولة في الأسواق وانخفضت نسب الفوائد على القروض والتي قاربت بعضها الصفر بالمئة,وبدأت كثير من الشركات العالمية بتخفيض النفقات والاستغناء عن عدد من موظفيها,حتى أني سمعت عن شركة خليجية تخلت عن 20 % من موظفيها,لم تقف هذه الأزمة إلى هنا فقط,بل وصل الأمر أن ملايين الموظفين في العالم قد يفقدوا وظائفهم إن استمر الحال على ما هو عليه ولم يتحسن.
السبب المتعارف عليه في الرأي العام العالمي أن كل هذا بسبب أزمة الرهن العقاري في أمريكا,قد لا أكون اقتصاديا متخصصا ولكني قد أكون ملما بمبادئه وأساسياته,فهل أزمة في سوق معين تستطيع أن تجعل أكبر أسواق العالم بهذا السوء؟كيف لاقتصاد يشكل وحده ما يقارب 45 % من اقتصاد العالم كالاقتصاد الأمريكي أن يسقط أمام مثل هذه الأزمة ويمتد هذا السقوط ويصل لأضخم الأسواق الأوروبية والأسيوية وكبرى شركاتها؟كيف لمثل شركات كبرى وقوىً عملاقة مثل(جنرال إليكترك)و(جنرال موتورز)و(كرايسلر)والتي من عرفنا الدنيا وسياراتها تملأ شوارع العالم وتحقق الأرباح الهائلة كل عام أن لاتتصدى لمثل هذه الأزمة؟أين أرباحها الطائلة في الاعوام السابقة؟أين احتياطاتها النقدية؟هل ظن أحد في يوم من الأيام أن شركة BMW الألمانية العملاقة ستوقف التصنيع؟هل وصل الحال أن يقوم رؤساء هذه الشركات بالتوسل إلى الحكومات لدعمها وإقراضها وإلا فإن موظفيها سيفقدون وظائفهم؟يعني بالعربي سيموتون جوعا وكما يقول المثل (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق),بكل بساطة (قلّبت) الموضوع في رأس ووجدت أن كل هذه الأسواق والشركات كانت تعيش على عمليات مالية ربوية وفوائد تستفيد منها أطراف معينة على حساب أطراف أخرى وفساد مستشري ومتجذر( يعني لعب على الكبير) فجاء يومها وبالتالي فضحت مثيلاتها في كل الدول فسقطوا جميعا في فخ واحد وفي المثل الشهير التفاحة الفاسدة تفسد ما حولها من تفاح أو غيره.
الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وعلمنا أفضل الطرق إليهما ومنها الأنظمة المالية والبيوع والفوائد والأمانة,فقد حرم الإسلام بعض البيوع لما فيها من غبن وضرر لأحد الاطراف ومصلحة لآخر,وحرم كذلك الربا كالفائدة على القرض لما لها من الضرر وعدم تبادل المنفعة في البيع والشراء وتقاسم المكسب بين الجميع وأيضا أوصانا ديننا بالأمانة حتى أن نبينا عليه الصلاة والسلام عُرف بالأمين فلو طبقت هذه الوصايا واجتنبت المحرمات ما أفسدت أي مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة أسواقا برمتها.
قبل أن أنتهي أود ان أتطرق إلى شيء مهم,في السابق حين أصابتنا موجة الغلاء الفاحش -لا بارك الله فيها -تعذر بعض التجار بارتفاع أسعار النفط عالميا وبالتالي ارتفاع سعر التكلفة في بلد المنشأ قبل الوصول إلى التاجر عندنا مع أن بعض المنتجات محلية التصنيع بالكامل ولا يوثر بها ارتفاع أسعار النفط ولكن (بنمشيها) ولن نقف عندها فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف و(طارت الطيور بأرزاقها)وأصبح التسابق بمن يرفع أكثر حتى لو دون سبب فقط لمجرد الرفع,المهم الآن تهاوت أسعار النفط وانخفضت عما كانت عليه بأكثر من 70 % فهل إذا لم تنخفض الأسعار الآن واستمر شفط جيوب الناس,هل سيبقى لهم عذر أم أنهم سيبحثون عن عذرا آخر وهل ستبقى الجهات المعنية مكتوفة الأيدي؟
ختاما انظروا إلى هذه القوى العالمية العملاقة كيف أصبحت بعد أن ارتكزت على مبادئ تخالف تعاليم ديننا,فسقط العمالقة وأصبحوا أصغر من الأقزام..في أمان الله