منتديات الحوار الجامعية السياسية

تعريف بدول العالم المعاصر
#29912
اهتم اليونان، أهل الحضارة الإغريقية، بالنواحي الفكرية والفنية والدينية، وأعطوا العالم حضارة أضحت آنذاك عالمية طبعت منطقة الشرق الأوسط من اليونان حتى الهند شرقاً فإلى السواحل السورية والمصرية والأفريقية. شارك في تلك الحضارة العالم القديم بحماس ونشاط. ولم يغب عالمنا عن إغناء الحضارة الإغريقية ومثلها الحضارات التي تعاقبت على الغرب بعد الإغريق، بما كان عنده من تاريخ حضاري مميز فاق في زمن ما، ما كان عند الاوروبيين وسواهم من حضارة وتقدم. فالديانات التي تعرف اليوم في العالم المتقدم نشأت في أرضنا وانتشرت منه. والفكر الذي أغنى الإغريق كانت أصوله عندنا ومنه خرجت، وكذلك أكثر فروع الفكر والأدب والفلسفة إلخ.. أما العلوم فلم تقصر بلداننا في هذا المجال. وفي الواقع، فإن الحضارة الإغريقية لم تكن حضارة يونانية فحسب، بل حضارة البلدان الشرقية التي تحدثت بلغة اليونانيين وألفت وكتبت بها بالإضافة إلى لغاتها وأهمها آنذاك الآرامية. إنها حضارة عالمية بمفهوم عالمية تلك الدهور شملت السياسة والحروب والإنتاج الفكري والاقتصاد. وكان بعض الذين عرفوا بالإغريق من المبرزين السوريين والمصرين. إن تاريخ اليونان القديم غير واضح وقد مر بعهدين رئيسين هما: العهد الإيجي والعهد الهليني. عرف بحر إيجة حضارة إغريقية متقدمة تفاعلت مع الحضارة الفينيقية والشرقية قبل أن تنتقل إلى داخل بلاد اليونان لتكون الحضارة الهلينية. وهذه الحضارة نجد نماذجها في حضارتي كريت ومدينة ميسين، وحضارة المدن الأيونية. 1- حضارة كريت ( 2000- 1400 ق.م.)، حيث تدور الكثير من الأساطير حول كريت وخصوصا فيما يتعلق بالملك مينوس الذي يروى أنه كان مشترعا وذا حكمة إلهية وأسس أول دولة بحرية كبيرة في البحر الإيجي عاصمتها كنوسوس. 2- حضارة ميسين العسكرية (1600-1200 ق.م.). ففي حدود 1600 ق.م. تدفقت قبائل الآخيين القادمة من الشمال باتجاه مقدونية وجزر بحر إيجة وشواطئ آسيا الصغرى وتوزعوا قبائل انصهرت مع السكان الأصليين وأسسوا مدنا مستقلة متنافرة ذات تنظيم ملكي وراثي. 3- حضارة المدن الأيونية. تكونت شعوب المدن الأيونية من القائل المهاجرة على دفعات من كريت وميسين إلى شواطئ آسيا الصغرى بفعل الضغط السكاني أو رغبة في بناء المستعمرات. نشأت في هذه المدن أولى حضارات الإغريق طوال عهود امتدت من القرن الثامن إلى القرن السادس ق.م. أما طروادة فهي هيسارليك، تقع بالقرب من مدخل الدردنيل. وقد أثبت علماء الآثار أن تاريخ المدينة يعود إلى 3200 ق.م. وهي أشبه بقلعة محصنة، بيوتها قليلة وكبيرة، محاطة بالأسوار الحجرية العالية العريضة تحوي جرار الماء والزيت والنبيذ لتساعدها على%