|| ما بين صراخ الحرية وسكون القيد ||
#00bf5eالسلام عليكم ورحمه الله بركاته ..~
قد طالما رأينا اناسِ ساجدين على ركبهم
يخدمون ويتذللون سيدهم الجبار !
الذي يصقل سيفـه ليناسب حجم اعناقهم ,
وهم يمدحونه وينشدون له اناشيد الولاء
وتتمايل صغيراتهـم شغفاً بعدله وبذله !!
حتى يخمدوا صوت الطبول ويحلوا اوتار القيثارة ..
فيعلو منبره .. ويعيد على مسامعهم شرائعه ..
مستلذاً بتذييلها بعقاب كسرها وتعدي فرائضها ,
حتى يمسكوا انفاسهم ويهددوا ابنائهم بعدم الاقتراب
فماذا نقول في أمثال هؤلاء ؟
الذي يولون الشمس ظهورهم ويكتفون بالظلال
وطأطأة الرؤوس وانحناء الظهور وكلمة نعم !!
ثم ماذا نقول في المحدقين بالشمس !
بعيونٍ غير مرتعشة ! وقلوبٍ غير منكسرة !
يصيحون بـ لا ! في اوساط الـ نعم
ويرفعون عيونهم عن التراب نحو الشمس
فلا يحيطهم إلا جند ممتشقين السيوف رافعين الرماح
والناس حولهم احنوا رؤوسهم وخشعوا ببصائرهم
فالواحد منهم كفر بشريعـة الملك الجبار . إذاً فهم بين
متمرد شرير خليق بالنفي و ساقط دنس يستحق الموت !!
لكن كيف يرتفعون إلى ما فوق العبودية اذا لم يحطموا السلاسل
التي قيدتهم ساعة خروجهم من رحم امهاتهم ؟
وكيف ينزعون الطاغوت من عرشه اذا لم يهدم في اعماقهم ؟
و كيف لا يصعُب طرده والخوف مغروس في صميم قلوبهم ؟
ويظل بين الأرض والعلاء مقدار ما يكون بين العار والشرف !
فالناظر للتراب يكون العار قاعدة لكبريائه و الناظر للعلاء يكون الشرف اساساً لحريته ..
* قال أمير المؤمنين عليه السلام : ثلاثٌ لا ينظر اللهُ إليهم:
العامل بالظلم، والمُعين عليه، والراضي به