- الجمعة ديسمبر 10, 2010 6:44 pm
#30232

لم نهزم التفاؤل، فهناك عواصف لم تسافر بعد، وقصائد لم تكتب، وأماني يتركها الصبية في فراشهم الدافئ كل ليلة.
هناك عاصفة تلوح في الأفق، لا يضيرها تأويلنا، تباعد بين الأسباب ثم تجبلها، تغسل الحسرة ثم تنفثها. هناك قصيدة ينقصها البيت الأخير، مبتورة هي كمحارب اكتع، يتيمة هي كيوم انقضى عند الساعة الخامسة مساء... هناك رواية تحتضر داخل كاتبها، تتماهى شخوصها الى ان تذوب لتمسي ترنيمة يرددها من نجا! هناك اغنية لم يكتمل لحنها، تؤلف نفسها وتسافر مع أول غيمة تمسح اطراف سمائنا. هناك حياة اخرى، غير هذه، تنتظرنا، تنادينا، تكسر جدران بيوتنا وتناشد ضجرنا وتطارد استلابنا وتخدش نعاسنا.
لم نهزم التفاؤل، فهناك عواصف لم تسافر بعد، وقصائد لم تكتب، وأماني يتركها الصبية في فراشهم الدافئ كل ليلة. وهناك فجر ينتظر سفينته ليبحر في محيط تمور في عبابه الأفكار، وأحلام من لم يقرأوا كتب التاريخ، لأنهم ولدوا خارج الحصار. سيخرج من لجة البحر من لم يهزمه تحالف الماء وتواطؤ الريح ووشاية الشجر. سيخرج من عتمة الليل من يسوق حملانه الى حقول زرقاء تحارب استبداد الفكرة وارتهان المرء لرعب الحاجة وقنوط الجوع الأول!
ستهب عواصف تملأ ريحها اشرعة من سيلجم الريح ويسافر بعيدا حتى يقترب من نفسه فلا يكون منا. سيبدأ النهار من اوله؛ طازج كثريد جدتي، طاهر كثوبها، حالم كقلب فتاة في العاشرة. قد نرقب من بعيد انحسار الصحراء ونشم رائحة المطر ونشهد انكفاء الوشاية وانسحاب الغزاة من بيننا وقد نزور بيت العزاء للمرة الأخيرة، فما تبقى من النهار ليس لنا!
مرحى لمن سياتي وقد كسر سلاسل اغلاله ورحل. مرحى لمن سيطلق سراح نفسه ويكتب تاريخه من جديد. مرحى لمن سيدفن آثامه ويستل روحه من غمدها الصدئ ويخلع ثوب وشايته ليولد حرا بلا قيد. مرحى لمن يملأ صوت حريته فضاء غيره فلا يعود عبدا وانما سيد قدره كبحر لم يمل من منكافة اليابسة. مرحى لمن سيشهد ولادة الفجر قبل ان يفرد اجنحته للريح ويطير.
ستهب العاصفة يوما ما وقد يفيق الشاعر من غيبوبته ليكتب سطره الأخير، وقد يلتقط المحارب الأكتع ذراعه المبتورة ليعيدها الى مكانها، وقد تهبط الغيمة يوما لتكمل لحن الاغنية، وقد يفيق الصبي من حلمه ليركض الى حضن جدته ويروي لها حكاية تنتهي بابتسامة ودعاء ومسحة على الجبين. وقد يولد عندها فجر يطول حتى الساعة الخامسة مساء.
لم ننته بعد، وسحر القصيدة ما زال يلهمنا ويؤنس ليلنا البهيم. هناك من يسهر علينا كما لو كنا اطفالا، وهناك من لا يهاب هبوب العاصفة وينتظر امتلاء الشراع بريح جديدة ويحلم ببلوغ ارض لم تدنسها اقدامنا بعد. هناك من خلع قناعه المستعار وراح يفاوض الريح وينتظر اقلاع قدره مع انبلاج ضوء الفجر. هناك تفاؤل يهابه من ألف الخنوع واستساغ طعم لحمه. هناك فجر قادم تحمله عاصفة ستقلع خيام من تحلقوا حول جثة اخيهم ليأكلوها!!!

لم نهزم التفاؤل، فهناك عواصف لم تسافر بعد، وقصائد لم تكتب، وأماني يتركها الصبية في فراشهم الدافئ كل ليلة.
هناك عاصفة تلوح في الأفق، لا يضيرها تأويلنا، تباعد بين الأسباب ثم تجبلها، تغسل الحسرة ثم تنفثها. هناك قصيدة ينقصها البيت الأخير، مبتورة هي كمحارب اكتع، يتيمة هي كيوم انقضى عند الساعة الخامسة مساء... هناك رواية تحتضر داخل كاتبها، تتماهى شخوصها الى ان تذوب لتمسي ترنيمة يرددها من نجا! هناك اغنية لم يكتمل لحنها، تؤلف نفسها وتسافر مع أول غيمة تمسح اطراف سمائنا. هناك حياة اخرى، غير هذه، تنتظرنا، تنادينا، تكسر جدران بيوتنا وتناشد ضجرنا وتطارد استلابنا وتخدش نعاسنا.
لم نهزم التفاؤل، فهناك عواصف لم تسافر بعد، وقصائد لم تكتب، وأماني يتركها الصبية في فراشهم الدافئ كل ليلة. وهناك فجر ينتظر سفينته ليبحر في محيط تمور في عبابه الأفكار، وأحلام من لم يقرأوا كتب التاريخ، لأنهم ولدوا خارج الحصار. سيخرج من لجة البحر من لم يهزمه تحالف الماء وتواطؤ الريح ووشاية الشجر. سيخرج من عتمة الليل من يسوق حملانه الى حقول زرقاء تحارب استبداد الفكرة وارتهان المرء لرعب الحاجة وقنوط الجوع الأول!
ستهب عواصف تملأ ريحها اشرعة من سيلجم الريح ويسافر بعيدا حتى يقترب من نفسه فلا يكون منا. سيبدأ النهار من اوله؛ طازج كثريد جدتي، طاهر كثوبها، حالم كقلب فتاة في العاشرة. قد نرقب من بعيد انحسار الصحراء ونشم رائحة المطر ونشهد انكفاء الوشاية وانسحاب الغزاة من بيننا وقد نزور بيت العزاء للمرة الأخيرة، فما تبقى من النهار ليس لنا!
مرحى لمن سياتي وقد كسر سلاسل اغلاله ورحل. مرحى لمن سيطلق سراح نفسه ويكتب تاريخه من جديد. مرحى لمن سيدفن آثامه ويستل روحه من غمدها الصدئ ويخلع ثوب وشايته ليولد حرا بلا قيد. مرحى لمن يملأ صوت حريته فضاء غيره فلا يعود عبدا وانما سيد قدره كبحر لم يمل من منكافة اليابسة. مرحى لمن سيشهد ولادة الفجر قبل ان يفرد اجنحته للريح ويطير.
ستهب العاصفة يوما ما وقد يفيق الشاعر من غيبوبته ليكتب سطره الأخير، وقد يلتقط المحارب الأكتع ذراعه المبتورة ليعيدها الى مكانها، وقد تهبط الغيمة يوما لتكمل لحن الاغنية، وقد يفيق الصبي من حلمه ليركض الى حضن جدته ويروي لها حكاية تنتهي بابتسامة ودعاء ومسحة على الجبين. وقد يولد عندها فجر يطول حتى الساعة الخامسة مساء.
لم ننته بعد، وسحر القصيدة ما زال يلهمنا ويؤنس ليلنا البهيم. هناك من يسهر علينا كما لو كنا اطفالا، وهناك من لا يهاب هبوب العاصفة وينتظر امتلاء الشراع بريح جديدة ويحلم ببلوغ ارض لم تدنسها اقدامنا بعد. هناك من خلع قناعه المستعار وراح يفاوض الريح وينتظر اقلاع قدره مع انبلاج ضوء الفجر. هناك تفاؤل يهابه من ألف الخنوع واستساغ طعم لحمه. هناك فجر قادم تحمله عاصفة ستقلع خيام من تحلقوا حول جثة اخيهم ليأكلوها!!!