منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By فهد السحيمي (245)
#2624
العلم العراقي.. بين الشقاق والنفاق وسوء الاختيار!!
داود


وجوه الفشل السياسي في العراق لها جوانب عديدة لا تتعلق بالخلاف الداخلي الحاد حول شكل و طبيعة و ألوان و دلالات العلم العراقي فقط ! ، بل تتداخل مع ذلك عناصر و أمور أخرى تنظيمية و إدارية و عسكرية تؤشر بمجملها على حالة التخلف العقلي و السلوكي لدى الأحزاب و العصابات الطائفية الفاشلة الحاكمة في العراق اليوم ، فإذا كان إحتجاج القيادات الكردية على العلم العراقي السابق مرده لأسباب نفسية بحتة تتعلق بعدم الرغبة في تجديد ذكريات و مآسي الماضي القريب من الإنتهاكات الإنسانية فإن المفارقة المضحكة تكمن في أن تحت راية ذلك العلم إستنجد الكاكا مسعود بارزاني بقوات حرس صدام الجمهوري من أجل التخلص من هيمنة خصمه اللدود وقتها ( مام جلال طالباني ) على مدينة أربيل في نهاية صيف 1996 و التي إنتهت بدخول قوات حرس صدام الجمهوري للمدينة وطرد قوات الطالباني منها و إقامة مجزرة لقوات المعارضة العراقية وقتها في كردستان العراق ؟؟ و كان مسعود بارزاني وقتها في قمة السعادة وهو يتفرج على مصرع المعارضة العراقية وفي ظل تفرج طائرات قوات التحالف الدولي المكلفة بحماية خطوط الطول و العرض التشطيرية على المجزرة في سابقة تناساها البعض و لكنها لا يمكن أن تمحى من ذاكرة التاريخ العراقي القريب و القريب جدا!! ، فلماذا لم يرفض مسعود وقتها دخول العلم العراقي المنصوب فوق دبابات حرس صدام الجمهوري؟ سؤال تائه لن يجد له جوابا مقنعا !! ، و لو نحينا قضية العلم جانبا ماذا يقول أهل الحكم العراقي الحالي وضباط الجيش العراقي الجديد يرتدون نفس البزة العسكرية و النياشين و الأوسمة التي كان يرتديها الفيلد مارشال الشهيد صدام حسين ؟ .. و لا جديد تحت الشمس أبدا في عراق يسوده النفاق و الدجل السقيم من أقصاه لأدناه و تتجاذب شعبه تيارات التخلف الأسطورية بأفكارها الميتافيزيقية المضحكة التي ترسم خطوطا سوريالية معمدة بالدماء الشعبية العبيطة وهي تهدر بلا حساب و لا مراقبة بالمئات في جميع المجابهات السقيمة فالهوجات المهدوية المريضة بكل أسمائها و مسمياتها قد بددت للأسف كل تلك الريادة الثقافية التي كانت للمجتمع العراقي في بدايات القرن العشرين ليفتح الجيل العراقي الجديد عيونه في بدايات القرن الحادي و العشرين على أصداء و مناظر و سيناريوهات ملاحم و فتن خرافية زاعقة تبدد كل مراحل البناء الوطني السابقة و التي لم تصمد للأسف أمام تيارات الدجل و الخرافة و الضياع ، لقد شاهد العالم بأسره وعلى الهواء مباشرة طبيعة البناء العراقي الجديد عبر حملات الإرهاب المفخخ العبثي الذي تقوم به الجماعات التكفيرية المريضة أو عبر صور الطفولة البريئة وهي تحمل بأياديها الغضة ( السلاسل و الزناجيل ) لتسوط بها ظهورها أو تشاهد مناظر السيوف و هي تهوي معفرة بالدم لتكرس الخرافة في أرض الحضارات!! فيما يكدس الرفاق و الآخوندية المؤلفة قلوبهم من قوم ( صولاغ ) مد ظله و غيره من قيادات أحزاب ( علي بابا ) ثرواتهم الخرافية في بنوك الدنيا ، ليتخاصم العراقيون حول شكل علم إحتار البرلمان الفاشل في إتخاذ قرار حاسم حوله!! فسنوا بدعة جديدة عبر التأكيد على الرموز الدينية التي هي في الحالة العراقية حالة تقسيمية و ليس توحيدية ! ، فمرة تكتب عبارة الله أكبر باللون الأصفر!! و تارة تعود باللون الأخضر مع الخط الكوفي و لمدة عام واحد قابل للتجديد!! وهي مهزلة لم يقترفها أي برلمان في العالم بما فيه برلمان الواق واق ، و عجز أهل الشقاق و النفاق العراقي عن الإتيان بعلم جديد و لو كان علم العهد الملكي المعبر أصدق تعبير عن المكونات العراقية ؟ فيما يرفع الأكراد شمسهم الصفراء! و ترفع ما يسمى بدولة العراق الإسلامية رايتها!! كما ترفع الأحزاب الطائفية راياتها و عمائم رموزها التي أضحت البديل لصور الشهيد صدام حسين !!، إنها أزمة الوجود العراقي الموحد الذي يواجه اليوم خيارات مرة و حقيقية لن تنفع معها المسكنات أبدا ، فالحقيقة الميدانية تقول أن قيادات الفشل الطائفي الحاكمة في العراق المريض الحالي تسابق الزمن من أجل الإسراع في تحطيم ما لم يحطم! ، إنهم يسوقون العراق بإمتياز نحو الجحيم... تلك هي الحقيقة العارية..!.
By احمد العبدالعالي
#2690
تشكر اخوي على الموضوع :albino: