منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
#30292
السياسه : بالإجمال مشتقه من الأساس , أي : أساس الشي .

إن المتأمل في التاريخ , وفي تاريخ الحضاره الإسلاميه وكيفية نشأتها , يجد أنها بدأت في زمن يسوده التفكك , والعمل الفردي , فكل إنسان يعمل لمصلحته , لا لمصلحه الغير , فهو منتج لنفسه لا لغيره ,
فتجد العرب متفرقون في دويلات وتحالفات وقبائل , فهناك الغساسنه في شق , وعملهم فردي يختص بمصلحتهم هم , وتجد دوله المناذره , ودوله كنده , تجد القبائل العربيه جميعا تعمل هذا العمل , لم يكن هناك رابط يجمعهم , ولا مصالح تجعلهم منتجين في مجتمعاتهم , لذلك كانت الحضاره العربيه في القدم من أضعف الحضارات وكانوا يعيشون على غيرهم , فالغساسنه موالون للدوله الرومانيه وكذا المناذره فهم موالون للدوله الفارسيه وكذا كنده فهم موالون لدوله سبأ .
ولم تكن تجمعهم أي وحده , سواء وحده عقديه , أو غيرها من المصالح المشتركه .

حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائدهم ورأس السياسه في زمانه , فوحد العقيده , وجعل بينهم مصالح مشتركه يعيشون من أجلها ويسعون لنصرتها , فتحول العمل الفردي إلى جماعي , وصار الفرد يعمل لأجل دولته ودينه أولا , بإختصار نمت الحضاره الإسلاميه على هذا المنوال , وصار الشخص ينتج لغيره ويعمل وفق مصالح مشتركه بعيد عن الأنانيه والأعمال الفرديه , فكثر التطوع في الأعمال , حتى صارت الدوله الإسلاميه أساس العلم ومنبعه .

وفي زماننا هذا , وخصوصا عندنا نحن المسلمون العرب , ما أشبه حالنا هذا بحالنا في السابق أيام العصر الجاهلي , فكل شخص منا يعمل لنفسه فقط , حتى وإن كانت الهويه واحده , فلم تعد هناك أي وحده تربطنا إلا وحده إسميه فقط لا أكثر ولا أقل .

لابد للفرد أن يكون سياسي ويحمل هم السياسه , ويرعاها , ويعمل لأجلها , وسياستنا الأولى بلا شك هي حمايه الدين ثم الوطن .
أصبحنا أحزابا متفرقين , لا نبالي بوحدتنا , ولا نرعى مصالحنا المشتركه مما أدى إلى ضعف الأمه وضعف البلاد والعباد , لكي نستعيد حضارتنا وعلمنا لابد لنا أن نعمل على الوحده , والعمل للغير لا للنفس فقط ,
إذا أصبح الفرد سياسيا محنكا أصبح المجتمع قويا , لا تفككه السياسات الأخرى .

فالسياسي هو الشخص الذي يشارك في التأثير على الجمهور من خلال التأثير على صنع القرار السياسي أو الشخص الذي يؤثر على الطريقة التي تحكم المجتمع من خلال فهم السلطة السياسية وديناميات الجماعة