منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#30359
صلاة على روح دولة إسرائيل

توفيق أبو شومر

عنوان هذا المقال اقتبسته من تعليق ساخر للمخرجة السينمائية الفلسطينية التي تعيش اليوم في يافا ابتسام مراعنة، التي ما أزال أذكر وصفها ( السينمائي) لرحلتها عبر مطار تل أبيب بصحبة وفد فني إسرائيلي منذ أكثر من خمس سنوات، وكيف أنها تعرضت للمهانة والإذلال وسط زملائها، على الرغم من أنها كانت تسافر ضمن وفد إسرائيلي، لأنها فقط تنتمي لجنسٍ آخر قادمٍ من كوكبٍ آخر .
ابتسام شاركت المتظاهرين في تل أبيب ضد فتوى الحاخامين العنصرية ( آخر صيحات العنصرية) مع عدد كبير من زعماء اليسار الإسرائيلي والمثقفين والأدباء يوم أمس 7/12/2010 .
كانت ابتسام تعلق على فتاوى أكثر من خمسين حاخاما بارزا من كبار رموز الدين اليهودي الذين وقعوا على فتوى تحظر تأجير وبيع العقارات للعرب في إسرائيل ولغيرهم من الأجناس الأخرى الذين ينعتهم الحاخامون غير المنافقين باسم (الغوييم) أي الأجناس المدنسة غير النقية ، أما الحاخامون المنافقون فيسمونهم ( الجنتل) من باب التورية !
قالت ابتسام في تعليقها الساخر على فتاوى العنصريين:
" بدلا من الاحتفال هذه الأيام بإشعال أنوار عيد الحانوكاه السعيد، يجب أن نشعل الشموع ونتلو صلاة القاديش على روح دولة إسرائيل المرحومة !!"


إن وثيقة الفتوى الصادرة من الحاخامين العنصريين لا تنص فقط على حظر بيع وتأجير العقارات للعرب، بل إنها تشمل طريقة مقاطعة كل يهودي يؤجر بيته للعربي الغوييمي أو الجنتل !!
فيجب تطبيق عقوبة الحرمان والمقاطعة الصغرى لكل مؤجرٍ يهودي يرتكب إثم تأجير العقارات للأجنبي العربي وتكون العقوبة وفق الترتيب التالي:
لفت نظره إلى خطورة فعلته، وأنه يُعرض حياة اليهود للخطر، ثم مقاطعته، وبيعا وشراء وحديثا ومجاملة في المعاملات ، أما في مجال العبادات فالأمر أكثر قسوة، فيجب أن يمنع من قراءة التوراة، ويجب ألا يحسب ضمن نصاب الصلاة، بمعنى آخر أنه سيُنبذ من اليهودية !!
واستعدتُ إجراءات النبذ والحرمان في طقوس الدين اليهودي ، وهي من أقسى العقوبات في تاريخ البشرية، على الرغم من أنها لا تؤدي إلى الموت الجسدي في الغالب، بل تؤدي إلى الموت النفسي الأشد قسوة ، فقد طبقت هذه العقوبة على كثيرين، وهي قسمان:
الأولى تمهيدية يسمونها ندوى، وهي تشبه ما أعلنه الحاخامون في رسالتهم لمن يؤجرون بيوتهم للعرب، ويضاف لها محاصرة المنبوذ وحرمانه من الاغتسال والحلق ومنعه من الحديث والسفر ، أي اعتقاله في مساحة يحددها الحاخام، والمدة لهذه العقوبة مفتوحة، وقد تنتهي بالجلد تسعة وثلاثين جلده موجعة أمام الجمهور إذا أعلن التوبة، أما إذا لم يُعلن التوبة فتوقع عليه العقوبة الثانية، وهي شريما، وتكون بنزع معظم ثيابه وإلقائه أمام الكنيس عاريا لكي يمر فوقه المصلون المؤمنون، وهم يدوسونه بأقدامهم، ويرافق هذا الطقس موسيقى خافته وأضواء تنطفئ الواحد بعد الأخر رمز لخروج روحه من اليهودية، وهذا بالضبط حدث للفيلسوف اليهودي الكبير البارز في القرن السادس عشر(أريل كوستا) لأنه قال:
" التوراة كتاب ألفه البشر، وليس إلهيا "
يبدو أن تعليق المخرجة السينمائية ابتسام مراعنة في موقعه بالضبط، لأننا سنصلي قريبا صلاة(القاديش) على روح دولة إسرائيل كدولة ديمقراطية !
والمشكلة تكمن في أننا لن نجد من نُعزيه في موت هذه الدولة، لأن أهل العزاء نائمون، يتمتعون بأحلامهم الوردية!
عظّم الله أجركم !!