منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By نجلاء المطيري
#30440
العولمة الغذائية

يقول المثل الإيطالي القديم :" لا يقنع بالغذاء الذي يوفره البلد الواحد إلا الرجل
العادي " . لذا كان الأوروبيون الذواقون لا يترددون أبدا في التلصص على ما يأكله
الجيران بهدف الخروج من شرنقتهم الغذائية و مشاركة الآخرين في ما يأكلونه . و
ما كان بالأمس حلما أصبح اليوم مسألة عادية ، فمن الطبيعي جدا أن يستهلك الهمبورغر في الهند و البيتزا الإيطالية في كوبا و أن تشرب الكوكاكولا في القرى الأكثر فقرا بغواتيمالا أو الساحل الإفريقي . الواقع أن العالم يستهلك نفس الوجبات الأساسية ، فالحدود الجغرافية و الاختلافات العرقية و السياسية لا تمنع البشر من التوحد في الاستمتاع بنفس المأكولات . و لا يجد الغرب المتقدم غضاضة في اقتباس تقاليد الأكل و الطبخ من الدول الأقل تقدما ، حيث أن الفرنسيين يقبلون بشراهة على الكباب و الفلافل باعتبارهما طبقين يحملان السحر الشرقي إلى الموائد الفرنسية التقليدية, تتجلى عولمة الغذاء في عولمة الأذواق و التصرفات الغذائية . إذ إن كل موائد سكان الأرض أصبحت تتشابه ، و يأكلون نفس الشيء و بنفس الطريقة . غير أن عواقب العولمة ليست متشابهة في كل أنحاء العالم . فحين يتبنى الياباني مثلا طبقا سويسريا أو عصير برتقال أمريكي لا يكون له إلا انعكاسات جانبية . أما عندما يتخلى الصينيون ليستهلكوا الخبز الأبيض فإنهم يهددون بذلك توازن الكوكب .
و في مواجهة هذا المد "التوحيدي" للغذاء يرى البعض أن عليهم الحفاظ على ذوقهم الخاص و العودة إلى أطباقهم التقليدية ، لأن الوقت الذي يمضونه في الأكل يتطلب منهم الاهتمام أكثر باختيار ما يريدونه و ليس ما يمليه عليهم النمط الاستهلاكي العالمي . فهل سينجحون في الحفاظ على أذواقهم الخاصة و هويتهم الغذائية في زمن العولمة ؟

أبي مشاركتكم بالموضوع

منقوووووووووول