- الأحد ديسمبر 19, 2010 4:54 pm
#30550
يعود مفهوم الدولة الحديثة تاريخياً إلى بداية القرن السادس عشر مع نشوء الدول الأوروبية على أنقاض الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وشهد هذا المفهوم تطوراً كبيراً من الناحيتين النظرية والعلمية، مع ظهور الدول القومية في العالم عامةً وأوروبا خاصة، وتبلور مفهوم الدولة بشكلها المعاصر من خلال ارتكازها على أركان ومقومات أساسية لا بد منها لقيام الدولة.
أولاً: أركان الدولة
يستند وجود الدولة إلى ثلاث أركان هي:
أ?- الشعب
الدولة تنظيم اجتماعي بشري، ولا يمكن قيام الدولة بدون وجود جماعة بشرية تعيش في حدود إقليمها، وإذا كان نشوء الدولة لا يشترط عدداً محدداً من أفراد الشعب فإن زيادة عدد الأفراد يمكن أن يكون عاملاً هاماً في ازدياد قوة الدولة وتطورها الاقتصادي والحضاري.
علماً أن الأهمية تكمن في نوعية الأفراد ومستوى وعيهم وخبرتهم وتوظيف ذلك في خدمة المجتمع والوطن.
الشعب والأمة
يمكننا التفريق بين مفهومي الشعب والأمة من خلال:
1- الشعب ظاهرة سياسية واجتماعية بآن واحد كون الأفراد يخضعون لنظام سياسي معين ويقطنون إقليماً محدداً.
2- الأمة ظاهرة اجتماعية وسياسية تكونت نتيجة لارتباط أفرادها بمقومات معنوية مشتركة كاللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والآمال والآلام الواحدة.
3- قد تقوم الأمة دون أن تشكل دولة ولكن الشعب ركن أساسي من أركان الدولة.
الشعب والسكان
هناك فارق بين مصطلحي الشعب والسكان:
1- الشعب يعني مجموعة الأفراد القاطنين في إقليم الدولة والمتمتعين بجنسيتها.
2- السكان هم مجموع الأفراد المقيمين في إقليم الدولة سواء أكانوا من شعبها أم من الأجانب الذين لا رابطة لهم بالدولة سوى رابطة الإقامة.
ب?- الإقليم أو الأرض
يتطلب قيام الدولة وجود رقعة جغرافية يقيم فيها أفراد شعبها على وجه الدوام والاستقرار. فالإقليم عنصر أساسي ولازم لقيام الدولة وبدونه لا يمكن للدولة أن تقوم ولا يمكن للسلطة السياسية أن تزاول سلطتها.
وقد يتسع الإقليم أو يضيق ولكن ذلك لا يؤثر على قيام الدولة من وجه النظر القانونية، ويمكن تحديد بعض الملامح الأساسية للإقليم منها:
1- إن اتساع الإقليم واحتواءه على موارد اقتصادية عديدة ومتكاملة يمكن أن يعطي الدولة قوة وأهمية سياسية واقتصادية وعسكرية، (فهناك على سبيل المثال تباين واضح وكبير ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من جهة وألبانيا ولوكسمبورغ من جهة ثانية).
2- إن الإقليم لا يقف عند حد اليابسة أي الأرض، وإنما يمتد ليشمل المياه الإقليمية والمجال الجوي.
ج- السلطة
إن قيام الدولة يتطلب وجود هيئة أو سلطة عليا حاكمة وآمرة تعد ركيزة أساسية لكل تنظيم سياسي.
وتأتي أهمية السلطة من كونها المميز الأساسي بين الدولة والأمة لأن قيام الدولة يتطلب خضوع أفرادها لسلطة عليا أو لتنظيم سياسي محدد، بينما لا يحتاج وجود الأمة خضوع أفرادها لهذه السلطة.
--------------------------------
ثانياً: الاعتراف بالدولة والاعتراف بالحكومة
إن الاعتراف بالدولة شيء والاعتراف بالحكومة سيء آخر ويكمن الاختلاف بما يلي:
1- إن الاعتراف بالدولة الجديدة واجب على الدول الأخرى بمجرد توافر أركان هذه الدولة الثلاثة (كاعتراف الأمم المتحدة بالدول التي ظهرت بعد زوال الاتحاد السوفيتي).
2- إن الاعتراف بالحكومة يكون واجباً ولكنه غير ملزم إذا كان شرعية وقانونية وهكذا لا يجوز الاعتراف بالحكومة غير الشرعية.
3- يمكن الاعتراف بالدولة دون الاعتراف بحكومتها كما يمكن في بعض الأحيان الاعتراف بحكومات لا دول لها، وهذا ما يحصل في حالات الحروب واحتلال دولة لأراضي دولة أخرى ومثال ذلك حكومة فرنسا الحرة أثناء الحرب العالمية الثانية.
--------------------------------
ثالثاً: أشكال العلاقة ما بين الدولة والأمة
تأخذ العلاقة بين الدولة والأمة أشكال عديدة منها:
أ- الدولة التي يشكل سكانها أمة واحدة
إن الوضع الطبيعي للأمة هو تشكيلها عبر تطورها التاريخي اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً لدولة واحدة. وهكذا نجد أن الدول بشكل عام تتكون من أمة واحدة على الرغم من وجود بعض الأقليات العرقية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، اليابان)
إن علاقة الدولة برعاياها وعلاقة أفراد الدولة ببعضهم بعضاً يجب أن تقوم على أسس عديدة منها:
1- أن تتعامل الدولة مع رعاياها كافة بشكل يحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
2- أن ينظر أفراد الدولة الذين يشكلون الأغلبية إلى الأقليات نظرة إنسانية ويتعاملون معهم وكأنهم جزء من الأمة.
3- أن تعتبر الأقليات الموجودة داخل الدولة نفسها جزءاً من كيان الدولة وتندمج في النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لها.
4- أن تتوافر في الدولة أنظمة وقوانين وتشريعات تجعل العلاقة بين أفراد المجتمع تقوم على أساس التكامل والاندماج الاجتماعي.
ب- الدولة المؤلفة من أمم متعددة
وجدت الكثير من الأمم أن الضرورة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية تدفعها باتجاه تشكيل دولة موحدة تمكنها من التطور السريع حتى يكون لها ثقلها الدولي.
وفيما يلي مثالان لاتحادين تشكلا من أمم متنوعة إحداها استمر والآخر فشل وانحل.
1- قام الاتحاد السويسري على أجناس وأمم متعددة ينتمي سكانه إلى ثقافة ولغة الأمم الأوروبية الثلاثة (الفرنسية والألمانية والإيطالية).
2- قامت محاولات عديدة للاتحاد ولكنها لم تستطع الاستمرار فانقسمت على نفسها مثل الاتحاد السوفيتي السابق وجمهورية يوغسلافية الاتحادية سابقاً.
ج- الدولة التي يشكل سكانها جزءاً من أمة
تضطر الظروف التاريخية بعض الأمم إلى التشتت وتشكيل مجموعة من الدول.
لقد عملت الدولة الاستعمارية من أجل استمرار سيطرتها على تقسيم المناطق التي احتلتها إلى دويلات عديدة ومثال ذلك كوريا التي انقسمت في مطلع خمسينات القرن العشرين بفعل التدخلات الخارجية. وكذلك الباكستان التي انقسمت إلى الباكستان وبنغلاديش.
وتعد الأمة العربية أبرز مثال على ذلك حيث قامت الدول الاستعمارية بتقسيم الوطن العربي إلى عدة دول وكل دولة هي جزء من الأمة العربية.
--------------------------------
رابعاً: الدولة ضرورة من ضرورات البناء الاجتماعي
تعد الدولة ضرورة من ضرورات البناء الاجتماعي لأسباب عديدة منها:
1- إن المجتمعات المعاصرة تتميز عن سابقاتها بما تقوم عليه من مؤسسات تؤمن البيئة المناسبة لتكون سلوك جماعي.
2- إن الدولة من خلال مؤسساتها تعمل على تقنين سلوك أفرادها من خلال تنظيمهم بمنظمات جماعية مثل النقابات والأحزاب.
3- إن التنظيم في المجتمعات المعاصرة يجعل الأفراد يعشون حياة آمنة ومستقرة توفر بيئة ملائمة لزيادة إنتاجية الأفراد المادية والفكرية وتحقيق التطور والتلاؤم مع البيئة الدولية المتغيرة.الدولة
يعود مفهوم الدولة الحديثة تاريخياً إلى بداية القرن السادس عشر مع نشوء الدول الأوروبية على أنقاض الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وشهد هذا المفهوم تطوراً كبيراً من الناحيتين النظرية والعلمية، مع ظهور الدول القومية في العالم عامةً وأوروبا خاصة، وتبلور مفهوم الدولة بشكلها المعاصر من خلال ارتكازها على أركان ومقومات أساسية لا بد منها لقيام الدولة.
أولاً: أركان الدولة
يستند وجود الدولة إلى ثلاث أركان هي:
أ?- الشعب
الدولة تنظيم اجتماعي بشري، ولا يمكن قيام الدولة بدون وجود جماعة بشرية تعيش في حدود إقليمها، وإذا كان نشوء الدولة لا يشترط عدداً محدداً من أفراد الشعب فإن زيادة عدد الأفراد يمكن أن يكون عاملاً هاماً في ازدياد قوة الدولة وتطورها الاقتصادي والحضاري.
علماً أن الأهمية تكمن في نوعية الأفراد ومستوى وعيهم وخبرتهم وتوظيف ذلك في خدمة المجتمع والوطن.
الشعب والأمة
يمكننا التفريق بين مفهومي الشعب والأمة من خلال:
1- الشعب ظاهرة سياسية واجتماعية بآن واحد كون الأفراد يخضعون لنظام سياسي معين ويقطنون إقليماً محدداً.
2- الأمة ظاهرة اجتماعية وسياسية تكونت نتيجة لارتباط أفرادها بمقومات معنوية مشتركة كاللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والآمال والآلام الواحدة.
3- قد تقوم الأمة دون أن تشكل دولة ولكن الشعب ركن أساسي من أركان الدولة.
الشعب والسكان
هناك فارق بين مصطلحي الشعب والسكان:
1- الشعب يعني مجموعة الأفراد القاطنين في إقليم الدولة والمتمتعين بجنسيتها.
2- السكان هم مجموع الأفراد المقيمين في إقليم الدولة سواء أكانوا من شعبها أم من الأجانب الذين لا رابطة لهم بالدولة سوى رابطة الإقامة.
ب?- الإقليم أو الأرض
يتطلب قيام الدولة وجود رقعة جغرافية يقيم فيها أفراد شعبها على وجه الدوام والاستقرار. فالإقليم عنصر أساسي ولازم لقيام الدولة وبدونه لا يمكن للدولة أن تقوم ولا يمكن للسلطة السياسية أن تزاول سلطتها.
وقد يتسع الإقليم أو يضيق ولكن ذلك لا يؤثر على قيام الدولة من وجه النظر القانونية، ويمكن تحديد بعض الملامح الأساسية للإقليم منها:
1- إن اتساع الإقليم واحتواءه على موارد اقتصادية عديدة ومتكاملة يمكن أن يعطي الدولة قوة وأهمية سياسية واقتصادية وعسكرية، (فهناك على سبيل المثال تباين واضح وكبير ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من جهة وألبانيا ولوكسمبورغ من جهة ثانية).
2- إن الإقليم لا يقف عند حد اليابسة أي الأرض، وإنما يمتد ليشمل المياه الإقليمية والمجال الجوي.
ج- السلطة
إن قيام الدولة يتطلب وجود هيئة أو سلطة عليا حاكمة وآمرة تعد ركيزة أساسية لكل تنظيم سياسي.
وتأتي أهمية السلطة من كونها المميز الأساسي بين الدولة والأمة لأن قيام الدولة يتطلب خضوع أفرادها لسلطة عليا أو لتنظيم سياسي محدد، بينما لا يحتاج وجود الأمة خضوع أفرادها لهذه السلطة.
--------------------------------
ثانياً: الاعتراف بالدولة والاعتراف بالحكومة
إن الاعتراف بالدولة شيء والاعتراف بالحكومة سيء آخر ويكمن الاختلاف بما يلي:
1- إن الاعتراف بالدولة الجديدة واجب على الدول الأخرى بمجرد توافر أركان هذه الدولة الثلاثة (كاعتراف الأمم المتحدة بالدول التي ظهرت بعد زوال الاتحاد السوفيتي).
2- إن الاعتراف بالحكومة يكون واجباً ولكنه غير ملزم إذا كان شرعية وقانونية وهكذا لا يجوز الاعتراف بالحكومة غير الشرعية.
3- يمكن الاعتراف بالدولة دون الاعتراف بحكومتها كما يمكن في بعض الأحيان الاعتراف بحكومات لا دول لها، وهذا ما يحصل في حالات الحروب واحتلال دولة لأراضي دولة أخرى ومثال ذلك حكومة فرنسا الحرة أثناء الحرب العالمية الثانية.
--------------------------------
ثالثاً: أشكال العلاقة ما بين الدولة والأمة
تأخذ العلاقة بين الدولة والأمة أشكال عديدة منها:
أ- الدولة التي يشكل سكانها أمة واحدة
إن الوضع الطبيعي للأمة هو تشكيلها عبر تطورها التاريخي اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً لدولة واحدة. وهكذا نجد أن الدول بشكل عام تتكون من أمة واحدة على الرغم من وجود بعض الأقليات العرقية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، اليابان)
إن علاقة الدولة برعاياها وعلاقة أفراد الدولة ببعضهم بعضاً يجب أن تقوم على أسس عديدة منها:
1- أن تتعامل الدولة مع رعاياها كافة بشكل يحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
2- أن ينظر أفراد الدولة الذين يشكلون الأغلبية إلى الأقليات نظرة إنسانية ويتعاملون معهم وكأنهم جزء من الأمة.
3- أن تعتبر الأقليات الموجودة داخل الدولة نفسها جزءاً من كيان الدولة وتندمج في النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لها.
4- أن تتوافر في الدولة أنظمة وقوانين وتشريعات تجعل العلاقة بين أفراد المجتمع تقوم على أساس التكامل والاندماج الاجتماعي.
ب- الدولة المؤلفة من أمم متعددة
وجدت الكثير من الأمم أن الضرورة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية تدفعها باتجاه تشكيل دولة موحدة تمكنها من التطور السريع حتى يكون لها ثقلها الدولي.
وفيما يلي مثالان لاتحادين تشكلا من أمم متنوعة إحداها استمر والآخر فشل وانحل.
1- قام الاتحاد السويسري على أجناس وأمم متعددة ينتمي سكانه إلى ثقافة ولغة الأمم الأوروبية الثلاثة (الفرنسية والألمانية والإيطالية).
2- قامت محاولات عديدة للاتحاد ولكنها لم تستطع الاستمرار فانقسمت على نفسها مثل الاتحاد السوفيتي السابق وجمهورية يوغسلافية الاتحادية سابقاً.
ج- الدولة التي يشكل سكانها جزءاً من أمة
تضطر الظروف التاريخية بعض الأمم إلى التشتت وتشكيل مجموعة من الدول.
لقد عملت الدولة الاستعمارية من أجل استمرار سيطرتها على تقسيم المناطق التي احتلتها إلى دويلات عديدة ومثال ذلك كوريا التي انقسمت في مطلع خمسينات القرن العشرين بفعل التدخلات الخارجية. وكذلك الباكستان التي انقسمت إلى الباكستان وبنغلاديش.
وتعد الأمة العربية أبرز مثال على ذلك حيث قامت الدول الاستعمارية بتقسيم الوطن العربي إلى عدة دول وكل دولة هي جزء من الأمة العربية.
--------------------------------
رابعاً: الدولة ضرورة من ضرورات البناء الاجتماعي
تعد الدولة ضرورة من ضرورات البناء الاجتماعي لأسباب عديدة منها:
1- إن المجتمعات المعاصرة تتميز عن سابقاتها بما تقوم عليه من مؤسسات تؤمن البيئة المناسبة لتكون سلوك جماعي.
2- إن الدولة من خلال مؤسساتها تعمل على تقنين سلوك أفرادها من خلال تنظيمهم بمنظمات جماعية مثل النقابات والأحزاب.
3- إن التنظيم في المجتمعات المعاصرة يجعل الأفراد يعشون حياة آمنة ومستقرة توفر بيئة ملائمة لزيادة إنتاجية الأفراد المادية والفكرية وتحقيق التطور والتلاؤم مع البيئة الدولية المتغيرة.
يعود مفهوم الدولة الحديثة تاريخياً إلى بداية القرن السادس عشر مع نشوء الدول الأوروبية على أنقاض الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وشهد هذا المفهوم تطوراً كبيراً من الناحيتين النظرية والعلمية، مع ظهور الدول القومية في العالم عامةً وأوروبا خاصة، وتبلور مفهوم الدولة بشكلها المعاصر من خلال ارتكازها على أركان ومقومات أساسية لا بد منها لقيام الدولة.
أولاً: أركان الدولة
يستند وجود الدولة إلى ثلاث أركان هي:
أ?- الشعب
الدولة تنظيم اجتماعي بشري، ولا يمكن قيام الدولة بدون وجود جماعة بشرية تعيش في حدود إقليمها، وإذا كان نشوء الدولة لا يشترط عدداً محدداً من أفراد الشعب فإن زيادة عدد الأفراد يمكن أن يكون عاملاً هاماً في ازدياد قوة الدولة وتطورها الاقتصادي والحضاري.
علماً أن الأهمية تكمن في نوعية الأفراد ومستوى وعيهم وخبرتهم وتوظيف ذلك في خدمة المجتمع والوطن.
الشعب والأمة
يمكننا التفريق بين مفهومي الشعب والأمة من خلال:
1- الشعب ظاهرة سياسية واجتماعية بآن واحد كون الأفراد يخضعون لنظام سياسي معين ويقطنون إقليماً محدداً.
2- الأمة ظاهرة اجتماعية وسياسية تكونت نتيجة لارتباط أفرادها بمقومات معنوية مشتركة كاللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والآمال والآلام الواحدة.
3- قد تقوم الأمة دون أن تشكل دولة ولكن الشعب ركن أساسي من أركان الدولة.
الشعب والسكان
هناك فارق بين مصطلحي الشعب والسكان:
1- الشعب يعني مجموعة الأفراد القاطنين في إقليم الدولة والمتمتعين بجنسيتها.
2- السكان هم مجموع الأفراد المقيمين في إقليم الدولة سواء أكانوا من شعبها أم من الأجانب الذين لا رابطة لهم بالدولة سوى رابطة الإقامة.
ب?- الإقليم أو الأرض
يتطلب قيام الدولة وجود رقعة جغرافية يقيم فيها أفراد شعبها على وجه الدوام والاستقرار. فالإقليم عنصر أساسي ولازم لقيام الدولة وبدونه لا يمكن للدولة أن تقوم ولا يمكن للسلطة السياسية أن تزاول سلطتها.
وقد يتسع الإقليم أو يضيق ولكن ذلك لا يؤثر على قيام الدولة من وجه النظر القانونية، ويمكن تحديد بعض الملامح الأساسية للإقليم منها:
1- إن اتساع الإقليم واحتواءه على موارد اقتصادية عديدة ومتكاملة يمكن أن يعطي الدولة قوة وأهمية سياسية واقتصادية وعسكرية، (فهناك على سبيل المثال تباين واضح وكبير ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من جهة وألبانيا ولوكسمبورغ من جهة ثانية).
2- إن الإقليم لا يقف عند حد اليابسة أي الأرض، وإنما يمتد ليشمل المياه الإقليمية والمجال الجوي.
ج- السلطة
إن قيام الدولة يتطلب وجود هيئة أو سلطة عليا حاكمة وآمرة تعد ركيزة أساسية لكل تنظيم سياسي.
وتأتي أهمية السلطة من كونها المميز الأساسي بين الدولة والأمة لأن قيام الدولة يتطلب خضوع أفرادها لسلطة عليا أو لتنظيم سياسي محدد، بينما لا يحتاج وجود الأمة خضوع أفرادها لهذه السلطة.
--------------------------------
ثانياً: الاعتراف بالدولة والاعتراف بالحكومة
إن الاعتراف بالدولة شيء والاعتراف بالحكومة سيء آخر ويكمن الاختلاف بما يلي:
1- إن الاعتراف بالدولة الجديدة واجب على الدول الأخرى بمجرد توافر أركان هذه الدولة الثلاثة (كاعتراف الأمم المتحدة بالدول التي ظهرت بعد زوال الاتحاد السوفيتي).
2- إن الاعتراف بالحكومة يكون واجباً ولكنه غير ملزم إذا كان شرعية وقانونية وهكذا لا يجوز الاعتراف بالحكومة غير الشرعية.
3- يمكن الاعتراف بالدولة دون الاعتراف بحكومتها كما يمكن في بعض الأحيان الاعتراف بحكومات لا دول لها، وهذا ما يحصل في حالات الحروب واحتلال دولة لأراضي دولة أخرى ومثال ذلك حكومة فرنسا الحرة أثناء الحرب العالمية الثانية.
--------------------------------
ثالثاً: أشكال العلاقة ما بين الدولة والأمة
تأخذ العلاقة بين الدولة والأمة أشكال عديدة منها:
أ- الدولة التي يشكل سكانها أمة واحدة
إن الوضع الطبيعي للأمة هو تشكيلها عبر تطورها التاريخي اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً لدولة واحدة. وهكذا نجد أن الدول بشكل عام تتكون من أمة واحدة على الرغم من وجود بعض الأقليات العرقية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، اليابان)
إن علاقة الدولة برعاياها وعلاقة أفراد الدولة ببعضهم بعضاً يجب أن تقوم على أسس عديدة منها:
1- أن تتعامل الدولة مع رعاياها كافة بشكل يحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
2- أن ينظر أفراد الدولة الذين يشكلون الأغلبية إلى الأقليات نظرة إنسانية ويتعاملون معهم وكأنهم جزء من الأمة.
3- أن تعتبر الأقليات الموجودة داخل الدولة نفسها جزءاً من كيان الدولة وتندمج في النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لها.
4- أن تتوافر في الدولة أنظمة وقوانين وتشريعات تجعل العلاقة بين أفراد المجتمع تقوم على أساس التكامل والاندماج الاجتماعي.
ب- الدولة المؤلفة من أمم متعددة
وجدت الكثير من الأمم أن الضرورة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية تدفعها باتجاه تشكيل دولة موحدة تمكنها من التطور السريع حتى يكون لها ثقلها الدولي.
وفيما يلي مثالان لاتحادين تشكلا من أمم متنوعة إحداها استمر والآخر فشل وانحل.
1- قام الاتحاد السويسري على أجناس وأمم متعددة ينتمي سكانه إلى ثقافة ولغة الأمم الأوروبية الثلاثة (الفرنسية والألمانية والإيطالية).
2- قامت محاولات عديدة للاتحاد ولكنها لم تستطع الاستمرار فانقسمت على نفسها مثل الاتحاد السوفيتي السابق وجمهورية يوغسلافية الاتحادية سابقاً.
ج- الدولة التي يشكل سكانها جزءاً من أمة
تضطر الظروف التاريخية بعض الأمم إلى التشتت وتشكيل مجموعة من الدول.
لقد عملت الدولة الاستعمارية من أجل استمرار سيطرتها على تقسيم المناطق التي احتلتها إلى دويلات عديدة ومثال ذلك كوريا التي انقسمت في مطلع خمسينات القرن العشرين بفعل التدخلات الخارجية. وكذلك الباكستان التي انقسمت إلى الباكستان وبنغلاديش.
وتعد الأمة العربية أبرز مثال على ذلك حيث قامت الدول الاستعمارية بتقسيم الوطن العربي إلى عدة دول وكل دولة هي جزء من الأمة العربية.
--------------------------------
رابعاً: الدولة ضرورة من ضرورات البناء الاجتماعي
تعد الدولة ضرورة من ضرورات البناء الاجتماعي لأسباب عديدة منها:
1- إن المجتمعات المعاصرة تتميز عن سابقاتها بما تقوم عليه من مؤسسات تؤمن البيئة المناسبة لتكون سلوك جماعي.
2- إن الدولة من خلال مؤسساتها تعمل على تقنين سلوك أفرادها من خلال تنظيمهم بمنظمات جماعية مثل النقابات والأحزاب.
3- إن التنظيم في المجتمعات المعاصرة يجعل الأفراد يعشون حياة آمنة ومستقرة توفر بيئة ملائمة لزيادة إنتاجية الأفراد المادية والفكرية وتحقيق التطور والتلاؤم مع البيئة الدولية المتغيرة.الدولة
يعود مفهوم الدولة الحديثة تاريخياً إلى بداية القرن السادس عشر مع نشوء الدول الأوروبية على أنقاض الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وشهد هذا المفهوم تطوراً كبيراً من الناحيتين النظرية والعلمية، مع ظهور الدول القومية في العالم عامةً وأوروبا خاصة، وتبلور مفهوم الدولة بشكلها المعاصر من خلال ارتكازها على أركان ومقومات أساسية لا بد منها لقيام الدولة.
أولاً: أركان الدولة
يستند وجود الدولة إلى ثلاث أركان هي:
أ?- الشعب
الدولة تنظيم اجتماعي بشري، ولا يمكن قيام الدولة بدون وجود جماعة بشرية تعيش في حدود إقليمها، وإذا كان نشوء الدولة لا يشترط عدداً محدداً من أفراد الشعب فإن زيادة عدد الأفراد يمكن أن يكون عاملاً هاماً في ازدياد قوة الدولة وتطورها الاقتصادي والحضاري.
علماً أن الأهمية تكمن في نوعية الأفراد ومستوى وعيهم وخبرتهم وتوظيف ذلك في خدمة المجتمع والوطن.
الشعب والأمة
يمكننا التفريق بين مفهومي الشعب والأمة من خلال:
1- الشعب ظاهرة سياسية واجتماعية بآن واحد كون الأفراد يخضعون لنظام سياسي معين ويقطنون إقليماً محدداً.
2- الأمة ظاهرة اجتماعية وسياسية تكونت نتيجة لارتباط أفرادها بمقومات معنوية مشتركة كاللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والآمال والآلام الواحدة.
3- قد تقوم الأمة دون أن تشكل دولة ولكن الشعب ركن أساسي من أركان الدولة.
الشعب والسكان
هناك فارق بين مصطلحي الشعب والسكان:
1- الشعب يعني مجموعة الأفراد القاطنين في إقليم الدولة والمتمتعين بجنسيتها.
2- السكان هم مجموع الأفراد المقيمين في إقليم الدولة سواء أكانوا من شعبها أم من الأجانب الذين لا رابطة لهم بالدولة سوى رابطة الإقامة.
ب?- الإقليم أو الأرض
يتطلب قيام الدولة وجود رقعة جغرافية يقيم فيها أفراد شعبها على وجه الدوام والاستقرار. فالإقليم عنصر أساسي ولازم لقيام الدولة وبدونه لا يمكن للدولة أن تقوم ولا يمكن للسلطة السياسية أن تزاول سلطتها.
وقد يتسع الإقليم أو يضيق ولكن ذلك لا يؤثر على قيام الدولة من وجه النظر القانونية، ويمكن تحديد بعض الملامح الأساسية للإقليم منها:
1- إن اتساع الإقليم واحتواءه على موارد اقتصادية عديدة ومتكاملة يمكن أن يعطي الدولة قوة وأهمية سياسية واقتصادية وعسكرية، (فهناك على سبيل المثال تباين واضح وكبير ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من جهة وألبانيا ولوكسمبورغ من جهة ثانية).
2- إن الإقليم لا يقف عند حد اليابسة أي الأرض، وإنما يمتد ليشمل المياه الإقليمية والمجال الجوي.
ج- السلطة
إن قيام الدولة يتطلب وجود هيئة أو سلطة عليا حاكمة وآمرة تعد ركيزة أساسية لكل تنظيم سياسي.
وتأتي أهمية السلطة من كونها المميز الأساسي بين الدولة والأمة لأن قيام الدولة يتطلب خضوع أفرادها لسلطة عليا أو لتنظيم سياسي محدد، بينما لا يحتاج وجود الأمة خضوع أفرادها لهذه السلطة.
--------------------------------
ثانياً: الاعتراف بالدولة والاعتراف بالحكومة
إن الاعتراف بالدولة شيء والاعتراف بالحكومة سيء آخر ويكمن الاختلاف بما يلي:
1- إن الاعتراف بالدولة الجديدة واجب على الدول الأخرى بمجرد توافر أركان هذه الدولة الثلاثة (كاعتراف الأمم المتحدة بالدول التي ظهرت بعد زوال الاتحاد السوفيتي).
2- إن الاعتراف بالحكومة يكون واجباً ولكنه غير ملزم إذا كان شرعية وقانونية وهكذا لا يجوز الاعتراف بالحكومة غير الشرعية.
3- يمكن الاعتراف بالدولة دون الاعتراف بحكومتها كما يمكن في بعض الأحيان الاعتراف بحكومات لا دول لها، وهذا ما يحصل في حالات الحروب واحتلال دولة لأراضي دولة أخرى ومثال ذلك حكومة فرنسا الحرة أثناء الحرب العالمية الثانية.
--------------------------------
ثالثاً: أشكال العلاقة ما بين الدولة والأمة
تأخذ العلاقة بين الدولة والأمة أشكال عديدة منها:
أ- الدولة التي يشكل سكانها أمة واحدة
إن الوضع الطبيعي للأمة هو تشكيلها عبر تطورها التاريخي اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً لدولة واحدة. وهكذا نجد أن الدول بشكل عام تتكون من أمة واحدة على الرغم من وجود بعض الأقليات العرقية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، اليابان)
إن علاقة الدولة برعاياها وعلاقة أفراد الدولة ببعضهم بعضاً يجب أن تقوم على أسس عديدة منها:
1- أن تتعامل الدولة مع رعاياها كافة بشكل يحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
2- أن ينظر أفراد الدولة الذين يشكلون الأغلبية إلى الأقليات نظرة إنسانية ويتعاملون معهم وكأنهم جزء من الأمة.
3- أن تعتبر الأقليات الموجودة داخل الدولة نفسها جزءاً من كيان الدولة وتندمج في النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لها.
4- أن تتوافر في الدولة أنظمة وقوانين وتشريعات تجعل العلاقة بين أفراد المجتمع تقوم على أساس التكامل والاندماج الاجتماعي.
ب- الدولة المؤلفة من أمم متعددة
وجدت الكثير من الأمم أن الضرورة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية تدفعها باتجاه تشكيل دولة موحدة تمكنها من التطور السريع حتى يكون لها ثقلها الدولي.
وفيما يلي مثالان لاتحادين تشكلا من أمم متنوعة إحداها استمر والآخر فشل وانحل.
1- قام الاتحاد السويسري على أجناس وأمم متعددة ينتمي سكانه إلى ثقافة ولغة الأمم الأوروبية الثلاثة (الفرنسية والألمانية والإيطالية).
2- قامت محاولات عديدة للاتحاد ولكنها لم تستطع الاستمرار فانقسمت على نفسها مثل الاتحاد السوفيتي السابق وجمهورية يوغسلافية الاتحادية سابقاً.
ج- الدولة التي يشكل سكانها جزءاً من أمة
تضطر الظروف التاريخية بعض الأمم إلى التشتت وتشكيل مجموعة من الدول.
لقد عملت الدولة الاستعمارية من أجل استمرار سيطرتها على تقسيم المناطق التي احتلتها إلى دويلات عديدة ومثال ذلك كوريا التي انقسمت في مطلع خمسينات القرن العشرين بفعل التدخلات الخارجية. وكذلك الباكستان التي انقسمت إلى الباكستان وبنغلاديش.
وتعد الأمة العربية أبرز مثال على ذلك حيث قامت الدول الاستعمارية بتقسيم الوطن العربي إلى عدة دول وكل دولة هي جزء من الأمة العربية.
--------------------------------
رابعاً: الدولة ضرورة من ضرورات البناء الاجتماعي
تعد الدولة ضرورة من ضرورات البناء الاجتماعي لأسباب عديدة منها:
1- إن المجتمعات المعاصرة تتميز عن سابقاتها بما تقوم عليه من مؤسسات تؤمن البيئة المناسبة لتكون سلوك جماعي.
2- إن الدولة من خلال مؤسساتها تعمل على تقنين سلوك أفرادها من خلال تنظيمهم بمنظمات جماعية مثل النقابات والأحزاب.
3- إن التنظيم في المجتمعات المعاصرة يجعل الأفراد يعشون حياة آمنة ومستقرة توفر بيئة ملائمة لزيادة إنتاجية الأفراد المادية والفكرية وتحقيق التطور والتلاؤم مع البيئة الدولية المتغيرة.