عائلته : أبوه حسين كاظم ديدات و أمه فاطمة ، والده كان يعمل مزارعاً
و عمل بعد ذلك ترزياً بعد أن أنتقل إلى جنوب أفريقيا ( ديربان )
و قد تزوج الشيخ أحمد و أنجب ولدين و بنتاً .
دراسته و وظائفه : منذ نشئه تربي على مذهب أهل السنة و الجماعة
فقد أبتدأ دراسته في المركز الإسلامي في ديربان و تعلم فيه القرآن الكريم و الأحكام الشرعية
و بعد أن أتم المرحلة السادسة الأبتدائيه عمل في دكان يبيع فيه الملح ليساعد والده
ثم أنتقل للعمل في مصنع للأثاث عمل فيه 12 عاماً تدرج فيه من سائق للمصنع إلى بائع حتى أصبح مديراً له
و خلال هذه السنوات ألتحق بالكلية الفنية السلطانية فدرس الرياضيات و إدارة الأعمال .
في الأربعينات جائت بعثة تنصيرية إلى دكان الملح الذي يعمل به الشيخ
و وجهت عدة أسئلة عن الأسلام لم يستطع الأجابة عنها
و منها قرر أن يدرس الأنجيل بعدة نسخ و بلغات عديدة و عقد مقارنات بين تلك النسخ
و توجه من بعدها للعمل في الدعوة الأسلامية و مناظرة المبشرين و ترك جميع الأعمال التجارية أنذاك .
ومن العوامل التي وجهت الشيخ إلى مجال الدعوة كتاب ( إظهار الحق ) للعلامة رحمت الله الهندي
الذي يتناول الهجمة التنصيرية على الهند من قبل البريطانيين ، و كان يتحدث عن قلقهم من الهنود المسلمين
لإيمانهم بالجهاد و النضال بعكس الهندوس .. و من هذا المنطلق حاول الأنجليز تنصير المسلمين لضمان البقاء في البلاد
و إستقدام حملات تنصيرية من أجل هذا الغرض .
و تخلل هذا الكتاب ردود على شبهات النصارى و تقديم الحجج و البراهين من القرآن الحكيم
و بالمقابل طلب البراهين من أناجيلهم و دعاهم للحوار العقلاني و المكلل بالأدله
فأخذ الشيخ يمارس ما تعلمة من هذا الكتاب في مواجهة المنصرين فقد كان يناظرهم كل يوم أحد بعد أنتهائهم من الكنيسة
حتى أنتقل إلى مدينة ديربان حيث واجه العديد من المبشرين كأكبر مناظر لهم .
في عام 1949 م رأى الشيخ أن الدعوة تحتاج المال بقدر إحتياجها للأفراد العاملين فيها
و من أجل هذا سافر إلى باكستان و مكث بها 3 سنوات عاملاً فيها بمصنع للنسيج و جمع مبلغاً أنفقه في سبيل الدعوة
بعدها عاد إلى ديربان حيث أصبح مديراً في نفس المصنع الذي كان عاملاً فيه حتى عام 1956 م و طوال هذه الفترة كان يعد نفسه للدعوه .
في الخمسينات بدأ الشيخ يحاضر بجموع تتجاوز المئتان و الثلاثمئه فرد صباح كل أحد بمحاضرت دعويه و كان جمهوره بإزدياد دائماَ
بعدها أنتقل الشييخ إلى تجربة مختلفة أو مرحلة جديدة حيث أقترح عليه أنجليزي مسلم أسمه ( فيرفاكس )
أن يدرسوا المقارنات بين الأديان و أن يطلقوا على هذه الدراسة أسم ( فصل الكتاب المقدس )
فأختار السيد ( فيرفاكس ) 15 او 20 شخصاً من جمهور الشيخ المداومين على حضور محاضراته يوم الأحد
ليبقوا لتلقي المزيد من العلم ، أستمر ( فيرفاكس ) في إعطائه الدروس لعدة أسابيع
و من ثم أستلمها الشيخ بعد أن تغيب عنها ( فيرفاكس ) و أكمل عليها من حيث توقف
فظل الشيخ يحاضرهم لمدة 3 سنوات كل أحد و كانت هذه التجربة أفضل وسيلة تعلم منها الشيخ على حسب قوله .
في عام 1959 م توقف الشيخ عن مزاولة جميع أعماله ليتفرغ بشكل تام للدعوة إلى الأسلام
وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها
مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال: كلارك، جيمي سواجارت، أنيس شروش .
أسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة (ديربان) بجنوب إفريقيا.
ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات
التي طبع بعضها، وقام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم.
ولهذه المجهودات الضخمة مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م وأعطي درجة "أستاذ".
في عام 1996 م أصيب الشيخ بجلطة في القلب عقب عودته من رحلة دعوية إلى أستراليا
أقعدته طريح الفراش لمدة تسع سنوات .. و تحدث عن ذلك صهره عصام مدير):
"إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر أبريل عام 1996م بسبب عدة عوامل
على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته !
ولكن في ذلك الشهر تحديداً أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصاً في رحلته الأولى
والقويةجدا لأستراليا التي تحدث عنها الإعلام الأسترالي لأنه ذهب لعرض الإسلام عليهم
وتحدى عدداً من المنصرين الأستراليين الذين أساءوا للإسلام، وكان لا يناظر ولا يبادر إلا المنصرين
الذين يتعدون على الإسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان.
ولذلك ذهب إلى أستراليا وطاف بها محاضراً ومناظراً، وعندما عاد حدث له ما جرى وأصيب بجلطة في الدماغ".
و في عام 2005 م صباح يوم الأثنين الثامن من أغسطس الموافق الثالث من رجب 1426 هـ غيب الموت
الداعية العظيم الشخ أحمد ديدات ، و أنتهت رحلة جهاده بعد أن أسلم على يده الآلاف في مختلف أنحاء العالم
و بعضهم أصبح الآن من الدعاة إلى الأسلام .
" صنفنان من الناس فقط يجوز ان نسميهم عقلاء : وهم الذين يخدمون الله لأنهم يعرفونه ،والذين يجدون في البحث عنه لإنه لا يعرفونه !
باسكال
هذهِ هي النتيجة البسيطة التي يجدها العقل المنطقي البسيط معرفة الله ، هوَ بكل معرفته وإيمانه كان يعرف الله وكان يسألهم : هل تعرفون الله ؟
فيجيبونه نعم إنه المسيح يسوع ابن مريم ربنا الذي نزل إلى الأرض ليكون أكثر قرباً منّا ليشاركننا آلامنا وشقائنا ..
فيعاود السؤال :
هل تعرفون الله ؟؟
هل تعرفون الرب ؟
يجيب هوَ :
الرب هو المعبود ، فهل رايتم رباً يقول أنا جائع .. ثمّ _ منطقياً _ بعد الجوع سيقول سأذهب لقضاء حاجتي ..! فهل هذا هو الله ؟
كنتيجة منطقية ستكون الإجابة النفي .. ، ثم بعد أن يقتنعوا أن نفي تلك الحالة لله جلّ جلاله ينطق بالقنبلة :
ذلك مذكور في إنجيل يوحنّا !
يبلبلهم ، يجعلهم يعيدون التفكير ، رَاجعوا الإنجيل وأعملوا العقل فوجدا أن ذلك ليس الدينُ الحق .. واهتدى كثيرٌ على يديه إلى الإسلام .. إنه الرجل العظيم أحمد ديدات
قصة هذا الرجل عجيبة ، كما سلف مولودٌ لأبوين هنديين ونشأ في جنوب إفريقيا ، يتمه جعله يعمل أجيراً لمسيحي أبيض ، زار قسٌ مسيحي صديقه .. رأى أحمد ، وعلم أنه مسلم . أراد أن يفحمه ويجعلة يرتد عن دينه فتكلم في الإسلام وفي النبي صلى الله عليه وسلم وإحتراماً لرب عمله لمّ يرد عليه ديدات .. فكان ذلك إستفزازاً للقس أن يهديه نسخة من الإنجيل فكانت البداية ..
قرأ أحمد الإنجيل كاملاً ثم قارنه بالقرآن فوجد فيه فرقاً بيناً .. ولمّ يكتف بذلك بل تتبع نُسخ الإنجيل واستنتج أن الكتاب مُحرف وليس به من الدين النصراني الحق من شيء ..
طلب مناظرة ذلك القس ومحاجته بالحق البين ، وحين تمت المحاورة أسقط في يد القس ولمّ يجد إجابة لـ آلاف التساؤلات التى القى بها ديدات في جعبته ..
ناظر العديد من القسيسين في جنوب إفريقيا وفي أنحاء العالم ، رأيت مناظرة له وهي مع القس السويدي استانلى شوبيرج بعنوان " هل المسيح هو الله ؟ "، يملك القوة في الأسلوب والعلم والثقة وقبل ذلك كله إيمانٌ عميق ..
بهرني حين قال :
" أروني السطر الذي قال فيه عيسى أنا الله اعبدوني ، وحين تجدون سأضع رقبتي تحت المقصلة فوراً "
صمت القس وصفق الحاضرون حتى المسيحيون ، نعم طلب برهاناً بكل بساطة على كل الأكاذيب والفخاخ .. طلب دليلاً صافياً دون تأويل يقبله الجاهل والعالم .. الطفل والعجوز، طلب دليلاً عقلياً منطقياً تؤمن به العقول وتقتنع دون تأويل أو تفسير .
كان يجاري عقولهم الماكرة بمكرٍ مبتسم ، يبتسم وهو يقول : " عذراً لمّ أفهم ماذا تقصد " ليدلل على كلامه الغامض الضائع ..
للإستزادة. قرأت كتابه " صلب المسيح " اتخذ طريقاً أُخرى ليحاجهم في عقيدتهم الملوثة في مسأله مُهمة ألا وهي صلب عيسى عليه السلام ..
ما هي الحكاية ؟
الحكاية أن القساوسة وعلماء الدين النصارى لديهم عقيدة بشأن صلب عيسى، وحكاية صلب عيسى عليه السلام معروفة ومذكورة في القرآن : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)} النساء 157 _ 159
في هذا الكتاب يبين التناقضات التي وقعت في أناجيلهم ( مرقس ، يوحنا ، لوقا ، متى ) بخصوص قصة صلب المسيح ، فهم يقولون أنّه كان روحاً أصلاً وقُتل على أيدي اليهود حتى ينقينا من خطايانا ومن ثم رُدت عليه الروح ثانية كيف ولماذا تلك قصة متناقضة وردت في الأناجيل .. يقول في ص 65 في الهامش : "فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطتان باقمطة ووجه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع دعوه يذهب " !
وفي ص79 : " إن سبب رعبهم وهلعهم هو أنهم كانوا يظنون أن ذلك الرجل الماثل أمامهم في وسطهم الذي رأوه لم يكون يسوع وإنما خياله اسأل أصدقائك الذين يريدون أن يشاركوك السماء .. ما السبب في أن التلاميذ ظنوا أن يسوع روح ؟ أسألهم هل يشبه الروح ؟ مع أنهم ضالون مثلما يكونون فستسمع الإجابة لا ، اذن لماذا ظن التلاميذ _ في الإنجيل _ بأن يسوع كان روحا مع أنه لا يشبه أحد ؟ لا إجابة إنهم صامتون _ يقصد أصحاب الأناجيل والقساوسة _ فضلاً ورجاءاً أن تساعدهم _ يقصد مُحاوريه _ .. حررهم من إفتتنانهم وجنونهم فإن لم تفعل فإنهم سيضجروننا ويضجروا الشعب حتى يأتي ملكوت الله .. إنهم يسرقون أولادنا على هيئة إطعام جوعى من الأطفال وفي أحيان بأموالنا .. هل سمعتم عن التخيل العالمي وما يشبه ذلك انها الحروب الصليبية مرة أخرى ولكن بأسلحة خفية ! " انتهى ..