- الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 10:09 pm
#30704
تظل سطوة الإعلام قوة مهيمنة ، وتزداد منعة ونفوذاً يوماً بعد يوم ، في ظل تعاظم التطور الإعلامي ألمعلوماتي التكنولوجي الهائل في العصر الحديث .
وفي العالم المتقدم كما في العالم المتخلف ، لعب الإعلام ويلعب دوراً بالغ الأهمية والتأثير ، في تنفيذ السياسات وتطبيق التوجهات والترويج للأهداف الحكومية ، بصرف النظر عن مدى التبعية ودرجة الارتباط بين وسائل الإعلام والحكومات .
إن عالمنا هو عالم المعلومات والإعلام بحيث يتم نقل حوالي 35 مليون كلمة يومياً ويتم نقل عشرات الألوف من ساعات بث البرامج التلفزيونية من المحطات المختلفة في العالم كما تنشر آلاف العناوين من المجلات والصحف والكتب. إن المعلومات التي يحصل عليها الإنسان حالياً خلال عقد واحد تعادل المعلومات التي حصل عليها خلال مئات السنين من القرون الماضية، فإلى ما قبل خمسين عاماً كانت تمضي أربعين سنة حتى تتضاعف معلومات الإنسان العلمية، أما في الوقت الحاضر فانّ هذه الفترة قد تقلّصت إلى أربع سنوات. قد يكون هذا هو السبب في تسمية عالم اليوم بعالم المعلومات وما يهم اليوم كثيراً هو معرفة سبب الاتساع الذي لم يسبق له مثيل في حجم هذه المعلومات.
أن الإنسان مولع بالقوة ومنذ القديم كان هناك أناس ولا يزالون بصدد الحصول على القوة وكان السؤال دائماً هو ما هي أهم وسيلة لكسب القوة؟ فإلى ما قبل القرن السابع عشر الميلادي كانت الطريقة السائدة لكسب القوة هي «العنف» فكان الملوك الأبطال هم الأقوى حيث كانوا يتمتعون بالسلطة والقوة الجسمانية لكن مع تنامي الرأسمالية وتسلطها على أسس المجتمع، فان نوع القوة تغير وأصبح المال هو مصدر القوة، وقبل هذه المرحلة كان معارضو الحكام يقتلون بسرعة وتتم تصفيتهم، والتخلص منهم، وكان لهذا الأمر تأثيراً سلبياً على المجتمع، لكن في هذه المرحلة التي أصبح المال فيها هو المحور، فلم يعد هناك داعياً للقتل ـ وعلى الأقل في المرحلة الأولى ـ فقد كان يوكل إلى المال حل المشكلة وكان لهذه الطريقة في إخماد المعارضة نتائج جيدة، إذ لم يكن هناك قتلى يصبحون مناراً للآخرين وأسطورة للمقاومة وثانيا تمكّنوا بواسطة المال كسب المعارضة إلى جانب السلطة الحاكمة وتعزيز موقفها ولكن احتمال أن يعود المعارض وتحت وطأة وجدانه إلى الطريق الذي تركه وينخرط ثانية في صفوف المعارضة موجود أيضاً أما المرحلة الثالثة فجرت الاستفادة في سلفة المعلومات وهنا تلعب المعلومات دوراً رئيسياً لكي تجعل المعارض يكف عن معارضته، ففي هذه المرحلة لا يوجد قتلى ولا عذاب ضمير لذلك فان سلاح المعلومات هو أقوى وسيلة لكسب القوة إذ لا تترتب عليه أية تبعات وحين نمرّ على المراحل تلك التي مرّت بها القوة والحصول عليها فانه يمكننا إدراك سبب اهتمام العالم بالمعلومات إلى هذا الحد فالمعلومات هي القوة والأقوى هو الذي يمتلك شبكة معلوماتية متقدمة أكثر وواسعة أكثر.
إن صراع الإسلام والكفر هو صراع الحق والباطل وهذا الصراع مستمر على امتداد التاريخ، وقد كان في كلتا الجبهتين قادة يدعو كل منهم إلى غايته «أئمة يهدون بالحق» و«أئمة يدعون إلى الناس» وهذا التضاد كان موجوداً في كل الأدوار التاريخية لكن الذي اختلف هو الطريقة الإعلامية، ففي الأدوار السالفة كان يقف أحدهم في أحد ميادين المدينة ويخطب بالناس وكان عدد المستمعين إليه في أحسن الأحوال لا يزيد على بضعة آلاف، ولكن مع ظهور صناعة الطباعة والمطبوعات صار الدعاة «المبلّغين» يخاطبون الآخرين عن طريق الكتب، وبهذا تمكّنوا من إيصال كلامهم إلى عدد اكبر من الناس، أمّا اليوم يمكن مخاطبة عدة مليارات من الناس في أقل وقت ممكن، وأصبح هذا شيئاً عادياً.
والنتيجة انّه في عالمنا اليوم الذي يعتبر فيه حيازة مصدر للمعلومات حيازة مصدر للقوة، فان حماة الكفر يستفيدون من هذا السلاح بشكل كامل. ويستعملون احدث الطرق الدعاتية لمجابهة الحق غافلين من أن هناك قوّة لدى الإنسان لا تسمح باستغلاله وبوجودها يشعر الإنسان بالحرية، وهذه القوة ليست سوى إرادة الإنسان فالإنسان بإرادته يبقى حراً ومستقلاً آمنا من سلطة الآخرين، فلو استفاد من أرادته فلن يؤثر فيه أي سلاح ولن ينتصر عليه، لا العنف ولا المال ولا الدعاية.
هذا المقال يحاول دراسة الأبعاد المختلفة للنشاطات الدعائية التي يقوم بها أعداء الإسلام في العالم
تظل سطوة الإعلام قوة مهيمنة ، وتزداد منعة ونفوذاً يوماً بعد يوم ، في ظل تعاظم التطور الإعلامي ألمعلوماتي التكنولوجي الهائل في العصر الحديث .
وفي العالم المتقدم كما في العالم المتخلف ، لعب الإعلام ويلعب دوراً بالغ الأهمية والتأثير ، في تنفيذ السياسات وتطبيق التوجهات والترويج للأهداف الحكومية ، بصرف النظر عن مدى التبعية ودرجة الارتباط بين وسائل الإعلام والحكومات .
إن عالمنا هو عالم المعلومات والإعلام بحيث يتم نقل حوالي 35 مليون كلمة يومياً ويتم نقل عشرات الألوف من ساعات بث البرامج التلفزيونية من المحطات المختلفة في العالم كما تنشر آلاف العناوين من المجلات والصحف والكتب. إن المعلومات التي يحصل عليها الإنسان حالياً خلال عقد واحد تعادل المعلومات التي حصل عليها خلال مئات السنين من القرون الماضية، فإلى ما قبل خمسين عاماً كانت تمضي أربعين سنة حتى تتضاعف معلومات الإنسان العلمية، أما في الوقت الحاضر فانّ هذه الفترة قد تقلّصت إلى أربع سنوات. قد يكون هذا هو السبب في تسمية عالم اليوم بعالم المعلومات وما يهم اليوم كثيراً هو معرفة سبب الاتساع الذي لم يسبق له مثيل في حجم هذه المعلومات.
أن الإنسان مولع بالقوة ومنذ القديم كان هناك أناس ولا يزالون بصدد الحصول على القوة وكان السؤال دائماً هو ما هي أهم وسيلة لكسب القوة؟ فإلى ما قبل القرن السابع عشر الميلادي كانت الطريقة السائدة لكسب القوة هي «العنف» فكان الملوك الأبطال هم الأقوى حيث كانوا يتمتعون بالسلطة والقوة الجسمانية لكن مع تنامي الرأسمالية وتسلطها على أسس المجتمع، فان نوع القوة تغير وأصبح المال هو مصدر القوة، وقبل هذه المرحلة كان معارضو الحكام يقتلون بسرعة وتتم تصفيتهم، والتخلص منهم، وكان لهذا الأمر تأثيراً سلبياً على المجتمع، لكن في هذه المرحلة التي أصبح المال فيها هو المحور، فلم يعد هناك داعياً للقتل ـ وعلى الأقل في المرحلة الأولى ـ فقد كان يوكل إلى المال حل المشكلة وكان لهذه الطريقة في إخماد المعارضة نتائج جيدة، إذ لم يكن هناك قتلى يصبحون مناراً للآخرين وأسطورة للمقاومة وثانيا تمكّنوا بواسطة المال كسب المعارضة إلى جانب السلطة الحاكمة وتعزيز موقفها ولكن احتمال أن يعود المعارض وتحت وطأة وجدانه إلى الطريق الذي تركه وينخرط ثانية في صفوف المعارضة موجود أيضاً أما المرحلة الثالثة فجرت الاستفادة في سلفة المعلومات وهنا تلعب المعلومات دوراً رئيسياً لكي تجعل المعارض يكف عن معارضته، ففي هذه المرحلة لا يوجد قتلى ولا عذاب ضمير لذلك فان سلاح المعلومات هو أقوى وسيلة لكسب القوة إذ لا تترتب عليه أية تبعات وحين نمرّ على المراحل تلك التي مرّت بها القوة والحصول عليها فانه يمكننا إدراك سبب اهتمام العالم بالمعلومات إلى هذا الحد فالمعلومات هي القوة والأقوى هو الذي يمتلك شبكة معلوماتية متقدمة أكثر وواسعة أكثر.
إن صراع الإسلام والكفر هو صراع الحق والباطل وهذا الصراع مستمر على امتداد التاريخ، وقد كان في كلتا الجبهتين قادة يدعو كل منهم إلى غايته «أئمة يهدون بالحق» و«أئمة يدعون إلى الناس» وهذا التضاد كان موجوداً في كل الأدوار التاريخية لكن الذي اختلف هو الطريقة الإعلامية، ففي الأدوار السالفة كان يقف أحدهم في أحد ميادين المدينة ويخطب بالناس وكان عدد المستمعين إليه في أحسن الأحوال لا يزيد على بضعة آلاف، ولكن مع ظهور صناعة الطباعة والمطبوعات صار الدعاة «المبلّغين» يخاطبون الآخرين عن طريق الكتب، وبهذا تمكّنوا من إيصال كلامهم إلى عدد اكبر من الناس، أمّا اليوم يمكن مخاطبة عدة مليارات من الناس في أقل وقت ممكن، وأصبح هذا شيئاً عادياً.
والنتيجة انّه في عالمنا اليوم الذي يعتبر فيه حيازة مصدر للمعلومات حيازة مصدر للقوة، فان حماة الكفر يستفيدون من هذا السلاح بشكل كامل. ويستعملون احدث الطرق الدعاتية لمجابهة الحق غافلين من أن هناك قوّة لدى الإنسان لا تسمح باستغلاله وبوجودها يشعر الإنسان بالحرية، وهذه القوة ليست سوى إرادة الإنسان فالإنسان بإرادته يبقى حراً ومستقلاً آمنا من سلطة الآخرين، فلو استفاد من أرادته فلن يؤثر فيه أي سلاح ولن ينتصر عليه، لا العنف ولا المال ولا الدعاية.
هذا المقال يحاول دراسة الأبعاد المختلفة للنشاطات الدعائية التي يقوم بها أعداء الإسلام في العالم