منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
By محمد المنجي8/6
#30709

أسندت الثقافة الغربية للبطاقة التعميمية التي كتب عليها "الإسلام" وظيفة هامة. فلما كان المجتمع الغربي يتكون من مزيج ‏من الطوائف والفئات المختلفة المحتاجة للتوحد تحت مصلحة أو هوية واحدة، أضحى تعبير "الإسلام" بالنسبة لهذه الفئات ‏كبش الفداء، الذي يمكن أن ينسب إليه كل ما يفرقهم عن غيرهم، ويروا في نقيضه ما يجمع بينهم. فاليمين يرى في الإسلام ‏همجية تهدد الحضارة، واليسار يرى فيه حكم الإقطاع، والليبراليون يرون فيه مصادرة الحريات ونقيض مذهب دعه ‏يعمل .. دعه يمر، وأتباع الحركة النسوية يرون فيه كبت المرأة لصالح الرجل، والفوضويون يرون فيه كبت الفرد لصالح ‏الجماعة. وبهذا تصبح مواجهة الغرب للإسلام قوة توحيد دافعة، وهوية تجمعهم وتميزهم عن غيرهم.‏

وإن كان في الإسلام شيء واحد لا يزعج الغرب، فهو نفوره من الشيوعية. وهو المصدر الوحيد لبعض التعاطف الغربي ‏مع الإسلام. لذلك أضحت النظرة الغربية للإسلام أشد تطرفاً بسقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة. فلم يعد في ‏الإسلام جاذبية بالنسبة للغرب، كالتي كتب عنها المستشرق الفرنسي مكسيم رودنسون في كتابه "جاذبية الإسلام".‏

ويضرب إدوارد سعيد مثلاً على التحيز الغربي بأنه عندما يتبرع فرد أو مؤسسة من السعودية لجامعة أميركية، تتعالى ‏أصوات الليبراليين الغربيين لتندد بالتدخل الإسلامي في التعليم الغربي، لكن عندما تتبرع ألمانيا أو اليابان لنفس الشأن، ‏يكون رد الفعل هو الشكر والامتنان.