الأطماع الاجنبيه في البلاد العربيه ..,
مرسل: الخميس ديسمبر 23, 2010 2:27 am
لمحة موجزة عن أوضاع البلاد العربية قبل بروز القضية الفلسطينية وقيام الكيان الإسرائيلي
كانت بريطانيا وفرنسا تتزاحمان على البلاد العربية لسلخها عن دولة الخلافة واستعمارها وذلك في أواخر القرن السابع عشر الميلادي ،، وقد برزت هذه المزاحمة في الأحداث التي كانت تجري في الجزيرة العربية ومصر والعراق .
أما في الجزيرة العربية فكانت الحركة الوهابية بقيادة آل سعود وبمدد من بريطانيا تعمل على فصل الجزيرة العربية والشام والعراق عن الدولة العثمانية ، وكانت فرنسا تراقب هذه الحركة وتعرف أن بريطانيا هي التي تمدها وتغذيها .. فلما احتلت الحجاز ووصلت في العراق إلى بغداد وعقدت مع واليها معاهدة عام 1977 ثم تقدمت إلى بلاد الشام وهددت دمشق وحلبة، ولم يكن لفرنسا عملاء في المنطقة .. فتهيأت للعمل بنفسها ، فسيرت جيشها بقيادة نابليون إلى مصر واستولى عليها وزحف إلى فلسطين حتى وصل إلى أسوار عكا ، فاضطرت بريطانيا للوقوف إلى جانب الدولة العثمانية لمجابهة فرنسا .. فأرسلت الدولة العثمانية حملة قوية استطاعت أن تهزم الفرنسيين وأن تطردهم من مصر وهزمت الوهابيين وطردتهم من الحجاز وقضت على دولتهم ، فكان محمد علي باشا وولده إبراهيم قد قضوا على أخطر محاولة أجنبية من كلا الدولتين الفرنسية والبريطانية ، وكان يرى أن القوة هي التي تحمي ديار المسلمين من دسائس الغرب ، فألف جيشاً نظامياً وعمل على إنشاء أسطول بحري ووجه همه إلى الناحية العلمية والصناعية ووجه حملة بقيادة ولده إلى السودان وقضى على الفوضى هناك ووجه أسطولاً إلى البحر الأحمر وقضى على القرصنة فيه، فكانت ولايته لمصر درة تاج الخلافة .
ولما قامت الثورة في اليونان أرسل محمد علي أسطولاً بقيادة ولده فاحتل جزيرة كريت ونزل في المورة واحتل شبه الجزيرة واشترك مع جيش الخلافة في معارك اليونان ووصلوا إلى أثينا واحتلوها .. فتدخلت روسيا وبريطانيا بأسطولهما وحطمتا الأسطول المصري .
طمع محمد علي في الاستيلاء على الشام والعراق والجزيرة العربية
لما رأى محمد علي الدولة العثمانية ضعفت تقدم واحتل بلاد الشام وكاد أن يحتل القسطنطينية ، فتدخلت بريطانيا وفرنسا فأوقف محمد علي تقدم جيشه وفاوض الخليفة فاعترف به حاكماً على فلسطين وباقي بلاد الشام ثم تولى بعد محمد علي ولده إبراهيم وقوى علاقته مع شريف مكة وصار الحجاز تحت حكمه فتم له ما أراد ، فنشبت ثورات داخلية في فلسطين أجبرت محمد وابنه على ترك بلاد الشام وإخلائها والتنازل عنها .
موقف الدول الغربية من الفكرة التي كان يراها محمد علي وولده
وهي فكرة حمل العرب لرسالة الإسلام في الحكم والإدارة ، وفكرة القومية العربية على أساس مبدئي يتجاوز حد الاستقلال والحكم إلى حمل الرسالة الإسلامية إلى العالم .
قامت فئتان في بلاد الشام من النصارى ومن أقنعوه من المسلمين فوضعوا خطة لمقاومة فكرة حركة محمد علي بناحيتين متضادتين :
إحداهما داخلية
والأخرى خارجية
بحيث إذا نجحتا قضتا على الفكرة الإسلامية ومكنتا من تثبيت الاستعمار ، فاستطاعوا أن يحولوا الفكرة العربية الإسلامية إلى فكرة قومية مجردة عن أي مبادئ اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية بحيث يقتصر لفظ القومية العربية التي لا معنى لها إلا النسب إلى العرب مجردة من كل فكرة مفيدة كما هي الحال اليوم .
هذا من الناحية الداخلية ،،،
وأما من الناحية الخارجية فهي الاستيلاء على الشرق العربي وسلخه عن الدولة العثمانية الضعيفة ، وكذلك رأوا ضرورة إقامة كيان أجنبي في الشرق العربي ليكون جسراً لهم فاستعانوا بالفكرة اليهودية الروحية التي كانت تجعل اليهود يحلمون بالعودة إلى القدس ، وبلوروا هذه الفكرة الروحية بفكرة سياسية مادية هي الصهيونية واخذوا يعملون لها ويحيونها ويشجعونها في الوقت الذي يعملون به للقومية العربية الغامضة وبذلك نشأت القومية العربية الغامضة والحركة الصهيونية في وقت واحد على يد الدولة البريطانية .
الأطماع البريطانية في فلسطين
منذ أن جلى جيش محمد علي عن فلسطين وبقية بلاد الشام عام 1840م وقعت هذه البلاد في فوضى هائلة لأن السلطة العثمانية عادت إليها بشكل ضعيف وخضعت خلال هذه الفترة للأحكام الإقطاعية ودام هذا الحال عشرين سنة حتى عام 1860م وخلال هذه المدة برزت في القسم الشمالي من بلاد الشام - سوريا ولبنان - النعرات الطائفية بين الدروز والنصارى في أول الأمر ثم بين المسلمين والنصارى حتى أدت إلى مذابح سنة 1860م من جراء الدسائس الاستعمارية التي كانت متمركزة في بيروت .. ومن خلال هذه الأحداث استطاعت فرنسا أن تضع قدمها في لبنان ، أما بريطانيا فعمدت إلى احتلال مصر. ثم بعد خضوع تركيا للضغط الأوروبي تنازلت الدولة العثمانية لروسيا عن المناطق الغنية في آسيا الصغرى ، ولفرنسا في تونس ، ولإيطاليا في ليبيا وللنمسا في البوسنة والهرسك ، ولبريطانيا في مصر وقبرص ، ولم تجرؤ بريطانيا على أخذ فلسطين خوفاً من إثارة الدول النصرانية ضدها من أجل القدس .
المشروع الأول لاستيلاء بريطانيا على فلسطين
كانت فكرة الاستيلاء على جنوب ساحل الشام من عكا إلى غزة إلى رفح وحينما تحين الفرصة يأخذون باقي بلاد الشام حتى البحر الأحمر فيطمئنوا إلى حماية الطريق إلى الهند .
إعلان الحرب بين ألمانيا والحلفاء
كانت العلاقة بين ألمانيا والدولة العثمانية حسنة فكانت بريطانيا تخشى دخول الأخيرة الحرب إلى جانب ألمانيا فاتصلت بشريف مكة فاختار السير معها ، ولما انتهت الحرب العالمية الأولى بانتصار الحلفاء نقضت بريطانيا عهودها لشريف مكة حسين بن علي لإعطائه الشرق العربي ليكون ملكاً عليه .
وتم تقسيم البلاد العربية بين فرنسا وبريطانيا في معاهدة سايكس-بيكو سنة 1916م ووضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، فصارت تعمل منذ ذلك التاريخ لتنفيذ وعد بلفور عام 1917م لصالح اليهود. ومنذ ذلك الحين والصراع قائم بين أهل فلسطين ويهود حتى عام 1945م ، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وبروز أمريكا كدولة أولى في العالم عرضت القضية الفلسطينية على هيئة الأمم فكان قرار التقسيم عام 1947م .
كانت بريطانيا وفرنسا تتزاحمان على البلاد العربية لسلخها عن دولة الخلافة واستعمارها وذلك في أواخر القرن السابع عشر الميلادي ،، وقد برزت هذه المزاحمة في الأحداث التي كانت تجري في الجزيرة العربية ومصر والعراق .
أما في الجزيرة العربية فكانت الحركة الوهابية بقيادة آل سعود وبمدد من بريطانيا تعمل على فصل الجزيرة العربية والشام والعراق عن الدولة العثمانية ، وكانت فرنسا تراقب هذه الحركة وتعرف أن بريطانيا هي التي تمدها وتغذيها .. فلما احتلت الحجاز ووصلت في العراق إلى بغداد وعقدت مع واليها معاهدة عام 1977 ثم تقدمت إلى بلاد الشام وهددت دمشق وحلبة، ولم يكن لفرنسا عملاء في المنطقة .. فتهيأت للعمل بنفسها ، فسيرت جيشها بقيادة نابليون إلى مصر واستولى عليها وزحف إلى فلسطين حتى وصل إلى أسوار عكا ، فاضطرت بريطانيا للوقوف إلى جانب الدولة العثمانية لمجابهة فرنسا .. فأرسلت الدولة العثمانية حملة قوية استطاعت أن تهزم الفرنسيين وأن تطردهم من مصر وهزمت الوهابيين وطردتهم من الحجاز وقضت على دولتهم ، فكان محمد علي باشا وولده إبراهيم قد قضوا على أخطر محاولة أجنبية من كلا الدولتين الفرنسية والبريطانية ، وكان يرى أن القوة هي التي تحمي ديار المسلمين من دسائس الغرب ، فألف جيشاً نظامياً وعمل على إنشاء أسطول بحري ووجه همه إلى الناحية العلمية والصناعية ووجه حملة بقيادة ولده إلى السودان وقضى على الفوضى هناك ووجه أسطولاً إلى البحر الأحمر وقضى على القرصنة فيه، فكانت ولايته لمصر درة تاج الخلافة .
ولما قامت الثورة في اليونان أرسل محمد علي أسطولاً بقيادة ولده فاحتل جزيرة كريت ونزل في المورة واحتل شبه الجزيرة واشترك مع جيش الخلافة في معارك اليونان ووصلوا إلى أثينا واحتلوها .. فتدخلت روسيا وبريطانيا بأسطولهما وحطمتا الأسطول المصري .
طمع محمد علي في الاستيلاء على الشام والعراق والجزيرة العربية
لما رأى محمد علي الدولة العثمانية ضعفت تقدم واحتل بلاد الشام وكاد أن يحتل القسطنطينية ، فتدخلت بريطانيا وفرنسا فأوقف محمد علي تقدم جيشه وفاوض الخليفة فاعترف به حاكماً على فلسطين وباقي بلاد الشام ثم تولى بعد محمد علي ولده إبراهيم وقوى علاقته مع شريف مكة وصار الحجاز تحت حكمه فتم له ما أراد ، فنشبت ثورات داخلية في فلسطين أجبرت محمد وابنه على ترك بلاد الشام وإخلائها والتنازل عنها .
موقف الدول الغربية من الفكرة التي كان يراها محمد علي وولده
وهي فكرة حمل العرب لرسالة الإسلام في الحكم والإدارة ، وفكرة القومية العربية على أساس مبدئي يتجاوز حد الاستقلال والحكم إلى حمل الرسالة الإسلامية إلى العالم .
قامت فئتان في بلاد الشام من النصارى ومن أقنعوه من المسلمين فوضعوا خطة لمقاومة فكرة حركة محمد علي بناحيتين متضادتين :
إحداهما داخلية
والأخرى خارجية
بحيث إذا نجحتا قضتا على الفكرة الإسلامية ومكنتا من تثبيت الاستعمار ، فاستطاعوا أن يحولوا الفكرة العربية الإسلامية إلى فكرة قومية مجردة عن أي مبادئ اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية بحيث يقتصر لفظ القومية العربية التي لا معنى لها إلا النسب إلى العرب مجردة من كل فكرة مفيدة كما هي الحال اليوم .
هذا من الناحية الداخلية ،،،
وأما من الناحية الخارجية فهي الاستيلاء على الشرق العربي وسلخه عن الدولة العثمانية الضعيفة ، وكذلك رأوا ضرورة إقامة كيان أجنبي في الشرق العربي ليكون جسراً لهم فاستعانوا بالفكرة اليهودية الروحية التي كانت تجعل اليهود يحلمون بالعودة إلى القدس ، وبلوروا هذه الفكرة الروحية بفكرة سياسية مادية هي الصهيونية واخذوا يعملون لها ويحيونها ويشجعونها في الوقت الذي يعملون به للقومية العربية الغامضة وبذلك نشأت القومية العربية الغامضة والحركة الصهيونية في وقت واحد على يد الدولة البريطانية .
الأطماع البريطانية في فلسطين
منذ أن جلى جيش محمد علي عن فلسطين وبقية بلاد الشام عام 1840م وقعت هذه البلاد في فوضى هائلة لأن السلطة العثمانية عادت إليها بشكل ضعيف وخضعت خلال هذه الفترة للأحكام الإقطاعية ودام هذا الحال عشرين سنة حتى عام 1860م وخلال هذه المدة برزت في القسم الشمالي من بلاد الشام - سوريا ولبنان - النعرات الطائفية بين الدروز والنصارى في أول الأمر ثم بين المسلمين والنصارى حتى أدت إلى مذابح سنة 1860م من جراء الدسائس الاستعمارية التي كانت متمركزة في بيروت .. ومن خلال هذه الأحداث استطاعت فرنسا أن تضع قدمها في لبنان ، أما بريطانيا فعمدت إلى احتلال مصر. ثم بعد خضوع تركيا للضغط الأوروبي تنازلت الدولة العثمانية لروسيا عن المناطق الغنية في آسيا الصغرى ، ولفرنسا في تونس ، ولإيطاليا في ليبيا وللنمسا في البوسنة والهرسك ، ولبريطانيا في مصر وقبرص ، ولم تجرؤ بريطانيا على أخذ فلسطين خوفاً من إثارة الدول النصرانية ضدها من أجل القدس .
المشروع الأول لاستيلاء بريطانيا على فلسطين
كانت فكرة الاستيلاء على جنوب ساحل الشام من عكا إلى غزة إلى رفح وحينما تحين الفرصة يأخذون باقي بلاد الشام حتى البحر الأحمر فيطمئنوا إلى حماية الطريق إلى الهند .
إعلان الحرب بين ألمانيا والحلفاء
كانت العلاقة بين ألمانيا والدولة العثمانية حسنة فكانت بريطانيا تخشى دخول الأخيرة الحرب إلى جانب ألمانيا فاتصلت بشريف مكة فاختار السير معها ، ولما انتهت الحرب العالمية الأولى بانتصار الحلفاء نقضت بريطانيا عهودها لشريف مكة حسين بن علي لإعطائه الشرق العربي ليكون ملكاً عليه .
وتم تقسيم البلاد العربية بين فرنسا وبريطانيا في معاهدة سايكس-بيكو سنة 1916م ووضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، فصارت تعمل منذ ذلك التاريخ لتنفيذ وعد بلفور عام 1917م لصالح اليهود. ومنذ ذلك الحين والصراع قائم بين أهل فلسطين ويهود حتى عام 1945م ، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وبروز أمريكا كدولة أولى في العالم عرضت القضية الفلسطينية على هيئة الأمم فكان قرار التقسيم عام 1947م .