- الجمعة ديسمبر 24, 2010 5:49 pm
#30791
مقال للكاتب:إيهاب عبده.
لم أكن أتوقع أن تثير وثائق ويكيليكس كل هذه الضجة والاهتمام العالمى.. ليس فقط فى الوسط الشعبى بل وحتى فى أعلى أوساط السياسة واتخاذ القرار!
هل نهتم بها رغبةمنا فى هتك ستر ما كان يوما من المستحيل أن نعلم عنه شيئا؟ أم هى درب من دروب التسلية اليومية عندما نستيقظ صباحا لنعلم أن رئيس تلك الدولة يعشق أن يجمع الألعاب التى تأتى مع وجبات الأطفال!
بغض النظر عن كل هذا الهوس الإعلامى والشعبى بتلك الوثائق فإن ما خطر ببالى كان شيئا مختلفا تماما.. ماذا لو اكتشفت أنت فجأة وفى صباح يوم مشرق أن هناك ويكيليكس لمدينتك أو شارعك أو عملك أو حتى بيتك وغرفة نومك؟!
وإن هذا الويكيليكس كان قابعًا مختفيًا لسنوات عديدة يجمع عنك الوثائق ويرتبها ويحللها ويستعد لنشرها على الملأ وربما فى الإعلام أيضا!
ولتتابع معى هذا المشهد: فى صباح اليوم أعلن –ويكيليكس بلدنا- إنه(أنت) كنت تكره أهلك وتمقت والدك جدا! وأنك تحدثت بشكل مسىء عنه أمام أصدقائك!
(هذا كله علنا وعلى جميع وسائل الإعلام).. وقد أعلن أيضا أن جارك فلان كان يرتبط بعلاقة مشبوهة مع زوجة جاره طوال الخمس سنوات الماضية!! وأن زوجتك قد كذبت عليك حين أخبرتك أنها أنفقت الأموال التى ادخرتها على تجهيز الشقة فى حين أنها أعطتها لأختها على سبيل السلف! (تخيل أنك تشاهد هذا علنا ومع جميع المعنيين)!
هذا وقد زودنا ويكيليكس بكشف يحتوى جميع أسماء الموظفين المرتشين فى المؤسسة وهم.. وأن المبالغ التى حصلوا عليها هى.. فى خلال العشر سنوات الماضية!!
وكشف ويكيليكس بلدنا أن فلان والذى ادعى طوال عمره أنه يحب صديقه فلان ومستعد أن يضحى بحياته من أجله.. كان يكيد له المؤامرات والمصائب يوم.. و.....!!
وقال ويكيليكس إن المراهقة.. والشابة.. كانوا قد قضوا وقتًا يتصف بالمجون طوال ليل.. سنة.. فى حين أخبروا والدتهم بأنهن فى محاضرة علمية!!
(كل هذا علنا ومباشرا وفى حضور كل الأطراف المعنية)
وحصل ويكيليكس بلدنا على مقاطع فيديو سيعرضها الآن ل.... .. وهو يسرق.. .. . وكذلك للمطربة.. .... وهى.. .. والمفاجأة المدوية المقطع الكامل للمسئول.. .. .وهو.. .. .
ويعلن ويكيليكس أنه لديه عشرة مليارات وثيقة سوف يقوم بنشرها تباعا لجميع الأشخاص وعلاقاتهم وتفاعلاتهم السرية وسوف يفضح كل خبايا هؤلاء والتى اجتهدوا فى إخفائها سنين عدة.
ثم يقول المذيع (هذا ما لدينا لوثائق اليوم على وعد بلقاء آخر وفضائح أخرى غدًا صباحا)!!
الآن.. تخيم على الجميع دقائق من الوجوم والدهشة! وينظر الجميع إلى الجميع.. تتوقف السيارات فى الشوارع.. يعم الكون صمت رهيب!! لا شىء غير النظرات! وكأن الدنيا قد حانت ساعتها ومات أهلها جميعا!
لا نشاط إنسانى يذكر بعد نهاية تلك النشرة!
وهنا تتزاحم فى رأسى الأفكار والمشاهد تكاد تقفز من مخيلتى من شدة الإثارة:
**هل تخفى فى داخلك ما تخشى أن يفضحه ويكيليكس بلدنا!
**هل تعى وتتخيل أو تتخيلين ما هى العواقب التى سوف تترتب على ما تخفيه من مشاعر وأفعال وسوف يفضح علنا فى نشرة اليوم؟
**ماذا لو عاد بك الزمان قبل أن تقدم على أى فعل مشين وعلمت أن هناك ويكيليكس.. هل سوف تقوم بنفس الأفعال!
**اسأل نفسك إذا كان يطغى عليك الفضول الآن لمعرفة تلك الخفايا عن جميع من تحب؟ أم أنك سوف تفضل أن لا تعلم شيئا؟
**نتناسى جميعا أن هناك ما هو أكبر من ويكيليكس وأكثر دقة فى إحصاء حتى أنفاسنا وسوف نواجهه فى حتمية مسلمة!
**بعد فضيحة ويكيليكس بلدنا ما هى نيتك فى التعامل مع من افتضح أمره من من حولك.. وقد لا يغيب عنك أنك واحد منهم!
وأخيرا هل سوف يصبح مؤسس ويكيليكس بلدنا وأعوانه هو هدفك الأول وهدف كل واحد منا؟ وإذا استطعنا أن نتخلص منه هل نضمن أن لا ينشأ مليون ويكيليكس جديد؟
ويكيليكس بلدنا هى أداة فعالة.. وهى وسيلة بناء وليس كما تعتقد أنها وسيلة هدم!!.. إذا استطعت استيعاب ويكيليكس جيدا لكان لها تأثير السحر فى حياتك وحياتى وحياة كل من نعرف!
لم أكن أتوقع أن تثير وثائق ويكيليكس كل هذه الضجة والاهتمام العالمى.. ليس فقط فى الوسط الشعبى بل وحتى فى أعلى أوساط السياسة واتخاذ القرار!
هل نهتم بها رغبةمنا فى هتك ستر ما كان يوما من المستحيل أن نعلم عنه شيئا؟ أم هى درب من دروب التسلية اليومية عندما نستيقظ صباحا لنعلم أن رئيس تلك الدولة يعشق أن يجمع الألعاب التى تأتى مع وجبات الأطفال!
بغض النظر عن كل هذا الهوس الإعلامى والشعبى بتلك الوثائق فإن ما خطر ببالى كان شيئا مختلفا تماما.. ماذا لو اكتشفت أنت فجأة وفى صباح يوم مشرق أن هناك ويكيليكس لمدينتك أو شارعك أو عملك أو حتى بيتك وغرفة نومك؟!
وإن هذا الويكيليكس كان قابعًا مختفيًا لسنوات عديدة يجمع عنك الوثائق ويرتبها ويحللها ويستعد لنشرها على الملأ وربما فى الإعلام أيضا!
ولتتابع معى هذا المشهد: فى صباح اليوم أعلن –ويكيليكس بلدنا- إنه(أنت) كنت تكره أهلك وتمقت والدك جدا! وأنك تحدثت بشكل مسىء عنه أمام أصدقائك!
(هذا كله علنا وعلى جميع وسائل الإعلام).. وقد أعلن أيضا أن جارك فلان كان يرتبط بعلاقة مشبوهة مع زوجة جاره طوال الخمس سنوات الماضية!! وأن زوجتك قد كذبت عليك حين أخبرتك أنها أنفقت الأموال التى ادخرتها على تجهيز الشقة فى حين أنها أعطتها لأختها على سبيل السلف! (تخيل أنك تشاهد هذا علنا ومع جميع المعنيين)!
هذا وقد زودنا ويكيليكس بكشف يحتوى جميع أسماء الموظفين المرتشين فى المؤسسة وهم.. وأن المبالغ التى حصلوا عليها هى.. فى خلال العشر سنوات الماضية!!
وكشف ويكيليكس بلدنا أن فلان والذى ادعى طوال عمره أنه يحب صديقه فلان ومستعد أن يضحى بحياته من أجله.. كان يكيد له المؤامرات والمصائب يوم.. و.....!!
وقال ويكيليكس إن المراهقة.. والشابة.. كانوا قد قضوا وقتًا يتصف بالمجون طوال ليل.. سنة.. فى حين أخبروا والدتهم بأنهن فى محاضرة علمية!!
(كل هذا علنا ومباشرا وفى حضور كل الأطراف المعنية)
وحصل ويكيليكس بلدنا على مقاطع فيديو سيعرضها الآن ل.... .. وهو يسرق.. .. . وكذلك للمطربة.. .... وهى.. .. والمفاجأة المدوية المقطع الكامل للمسئول.. .. .وهو.. .. .
ويعلن ويكيليكس أنه لديه عشرة مليارات وثيقة سوف يقوم بنشرها تباعا لجميع الأشخاص وعلاقاتهم وتفاعلاتهم السرية وسوف يفضح كل خبايا هؤلاء والتى اجتهدوا فى إخفائها سنين عدة.
ثم يقول المذيع (هذا ما لدينا لوثائق اليوم على وعد بلقاء آخر وفضائح أخرى غدًا صباحا)!!
الآن.. تخيم على الجميع دقائق من الوجوم والدهشة! وينظر الجميع إلى الجميع.. تتوقف السيارات فى الشوارع.. يعم الكون صمت رهيب!! لا شىء غير النظرات! وكأن الدنيا قد حانت ساعتها ومات أهلها جميعا!
لا نشاط إنسانى يذكر بعد نهاية تلك النشرة!
وهنا تتزاحم فى رأسى الأفكار والمشاهد تكاد تقفز من مخيلتى من شدة الإثارة:
**هل تخفى فى داخلك ما تخشى أن يفضحه ويكيليكس بلدنا!
**هل تعى وتتخيل أو تتخيلين ما هى العواقب التى سوف تترتب على ما تخفيه من مشاعر وأفعال وسوف يفضح علنا فى نشرة اليوم؟
**ماذا لو عاد بك الزمان قبل أن تقدم على أى فعل مشين وعلمت أن هناك ويكيليكس.. هل سوف تقوم بنفس الأفعال!
**اسأل نفسك إذا كان يطغى عليك الفضول الآن لمعرفة تلك الخفايا عن جميع من تحب؟ أم أنك سوف تفضل أن لا تعلم شيئا؟
**نتناسى جميعا أن هناك ما هو أكبر من ويكيليكس وأكثر دقة فى إحصاء حتى أنفاسنا وسوف نواجهه فى حتمية مسلمة!
**بعد فضيحة ويكيليكس بلدنا ما هى نيتك فى التعامل مع من افتضح أمره من من حولك.. وقد لا يغيب عنك أنك واحد منهم!
وأخيرا هل سوف يصبح مؤسس ويكيليكس بلدنا وأعوانه هو هدفك الأول وهدف كل واحد منا؟ وإذا استطعنا أن نتخلص منه هل نضمن أن لا ينشأ مليون ويكيليكس جديد؟
ويكيليكس بلدنا هى أداة فعالة.. وهى وسيلة بناء وليس كما تعتقد أنها وسيلة هدم!!.. إذا استطعت استيعاب ويكيليكس جيدا لكان لها تأثير السحر فى حياتك وحياتى وحياة كل من نعرف!
لو علمتم كيف يدبّر الله أموركم ، لذابت قلوبكم من محبته