صفحة 1 من 1

الإبداع في المنظمات

مرسل: السبت ديسمبر 25, 2010 1:37 pm
بواسطة وعد السالمي

الإبداع في المنظمات

تواجه المنظمات العديد من التحديات سواءً في البيئة الخارجية أو الداخلية ، و لمواجهة هذه التحديات تتجه إلى العاملين بها لإيجاد الطرق المثلى للتأقلم والتكيف مع تلك التحديات وخاصة من يمتلكون طاقات إبداعية ، لكن كيف تستطيع معرفة من يتميزون بسمة الإبداع أو التفكير الإبداعي الخلاق الذي سيرتقي بها إلى القمة ؟ ، وبالتأكيد أن ذلك ليس بالأمر السهل فلابد من توافر مهارات قيادية عالية لدى المدير كي يتسنى له تمييز المبدع من الأقل إبداعاً .
سعت هذه المقالة إلى تناول الإبداع في المنظمات؛ انطلاقاً من أهميته وسعياً للوصول إليه ، مبتدئةً بمفهوم الإبداع وخصائصه ، ثم الإبداع الإداري مفهومه وأهميته ومراحل العملية الإبداعية ، العوامل المؤثرة عليه ومن ثم معوقاته ، ونظراً لأهمية توفير عوامل استثارته وأن تكون ثقافة الإبداع المستمر هي الاتجاه الغالب في المنظمة فقد استعرضنا أهم خصائص المنظمة المبدعة .
مفهوم الإبداع:
إن مصطلح "الإبداع" يعد من بين أكثر المصطلحات شيوعاً في الوقت الراهن في أدبيات الإدارة وقد اجتهد الكتاب في تقديم تعريف شامل له فمنهم من استند إلى السمات الشخصية للمبدع ومنهم من استند إلى مراحل العملية الإبداعية والناتج الإبداعي لها كأساس لمفهوم "الإبداع" إلا أننا سنتبنى التعريف التالي للإبداع: بأنه عبارة عن مجموعة العمليات التي يستخدمها الإنسان بما هو متوفر لديه من قدرات عقلية وفكرية وما يحيط به من مؤثرات بيئية في أن يتوصل إلى فكرة أو أسلوب أو نظرية... بحيث يحقق النفع للمجتمع أو المنظمة التي يعمل فيها
وعادة ما يختلط مفهوم الإبداع مع مفاهيم أخرى كالابتكار، إلا أن الإبداع يتمثل في التوصل إلى حل خلاق لمشكلة ما أو إلى فكرة جديدة، في حين أن الابتكار هو التطبيق الخلاق أو الملائم لها.
أي أن الابتكار ما هو إلا تحويل الفكرة الإبداعية إلى عمل إبداعي. فالعمل محكوم بإمكانية تطبيق الأفكار المبدعة، فليس من المهارة دائماً أن يحمل الإنسان أفكار مثالية مجردة عن الواقع وأكبر من قدرة البشر، بل المهارة في أن يحمل أفكاراً مبدعة خلاقه قابلة للتطبيق.
خصائص الإبداع:
إن الأعمال المبدعة هي التي تعد بمثابة البصمة التي تميز عملاً دون آخر، وفي هذا السياق سنحاول توضيح الخصائص التي تميز الإبداع عن غيره من المفاهيم الأخرى وأهم ما يمكن الإشارة إليه ما يلي:
ظاهرة فردية وجماعية:
فالإبداع ليس حكراً على الأفراد، وليس عملية فردية بالضرورة، حيث قد تتم ممارسته عن طريق الجماعات والمنظمات. بمعنى أن الإبداع قد يظهر على مستوى الفرد أو الجماعة أو المنظمة، فالإبداع على مستوى الفرد: هو الذي يتم التوصل إليه من قبل أحد الأفراد "المبدعين" والذي يتميز بقدرات إبداعية من أهمها:
1- الخصائص العقلية: متمثلة في: الحساسية في تلمس المشكلات، الطلاقة (سهولة التعبير عن الأفكار بعد إنتاجها وصياغتها في قالب مفهوم)، المرونة (قادر على توجيه أفكاره ، وإعادة توجيهها لتوليد أفكار جديدة)، الأصالة (القدرة على إنتاج أفكار جديدة ومفيدة)).
2- الخصائص النفسية: متمثلة في: الثقة بالنفس، القدرة العالية على تحمل المسؤولية، القدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها.
أما الإبداع على مستوى الجماعة: فهو الذي يتم تقديمه أو التوصل إليه من قبل الجماعة، وإبداع الجماعة أكبر من المجموع الفردي لإبداع أفرادها.. أما الإبداع على مستوى المنظمة: فهو الذي يتم التوصل إليه عن طريق الجهد التعاوني لجميع أعضاء المنظمة.
فالفكرة الإبداعية تبدأ في ذهن الفرد، إلا أن نجاح هذه الفكرة يتطلب مشاركة كل فرد في المنظمة من أصغر موظف إلى الإدارة العليا بعمل الإبداعات اللازمة لتطبيق هذه الفكرة.

هناك خمسة مستويات للقدرات الإبداعية توصَّل إليها الباحث (كالفن تايلور) الذي قادَ مؤتمرات جامعة يوتا لدراسة الإبداع، كما يقول الأستاذ المبدع زهير منصور المزيدي في كتابه "مقدمة في منهج الإبداع" و قد صنفها كما يلي:
• الإبداع التعبيري.
• الإبداع الإنتاجي.
• الإبداع الاختراعي.
• الإبداع التجديدي
• الإبداع الانبثاقي.

1- الإبداع التعبيري:ويبدو أن ما يميز النابغين في هذا المستوى من الإبداع هو صفة التلقائية و صفة الحرية أو المستوى المستقل، و غالباً ما يكون هذا المستوى أو النوع في مجال الأدب و الفن و الثقافة.

2- الإبداع الإنتاجي: و هو ناتج لنمو المستوى التعبيري و المهارات. فيؤدي إلى إنتاج أعمالٍ كاملة بأساليب متطورة غير مكررة، و لا ينبغي أن يكون الإنتاج مستوحى من عمل الآخرين، و غالباً ما يكون هذا المستوى أو النوع من الإبداع في مجال تقديم منتجاتٍ كاملة على مختلف أنواعها و أشكالها.

3- الإبداع الاختراعي: و هذا المستوى من الإبداع يتطلب مرونةً في إدراك علاقات جديدة غير مألوفة بينَ أجزاء منفصلة موجودة من قبل، و محاولة ربط أكثر من مجال للعلم مع بعض أو دمج معلومات قد تبدو غير مرتبطة حتى يمكن الحصول على شيءٍ جديد عن طريق هذا الدمج، و هذه العملية الذهنية تسمى " التركيب Synthesis " كما هو الحال في اختراع آلة أو أساليب تشغيلية جديدة، أو كمحاولة المدير ربط فكره الإداري مع الفكر الرياضي من اجل تقديم نموذج رياضي معيَّن يمكن أن يستخدم لرقابة الإنتاج أو تحسينه في أحد الأقسام.

الإبداع التجديدي: و يتطلب هذا المستوى من الإبداع قدرةً قوية على التصوُّر التجريدي للأشياء مما ييسر للمبدع تحسينها و تعديلهاو يقوم المبدع عند هذا المستوى بتقديم اختراعٍ جديد يتمثل في منتجٍ جديد أو نظرية جديدة... و يلاحظ أن معظم الاختراعات الجديدة الكبيرة تمثل اختلافاً جذرياً عن الأفكار و النظريات السائدة عند تقديم مثل هذه الاختراعات