صفحة 1 من 1

دور المرأة السياسي في عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم والخلفاء

مرسل: الأربعاء ديسمبر 29, 2010 5:01 pm
بواسطة بثينه الباتلي
بسم الله الرحمن الرحيم



كتاب دور المرأة السياسي في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين هو رسالة علمية تقدمت بها الباحثة "أسماء محمد أحمد زيادة" إلى كلية "دار العلوم" للحصول على الماجستير من قسم التاريخ والحضارة الإسلامية، وقررت اللجنة المناقشة بالإجماع منحها درجة الماجستير في العلوم الإسلامية بتقدير ممتاز، مع التوصية بطبعها.
ويعد الكتاب محاولةً منهجية لتوضيح أبعاد الارتباط بين العقيدة الإسلامية وبين الواقع التاريخي للمسلمين في صدر الإسلام فيما يتعلق بالحقوق السياسية للمرأة وممارستها للدور السياسي، وتلمس الارتباط الوثيق بين مبادئ الإسلام والحدث التاريخي، وتجليه حقيقة وضع المرأة في تلك الحقبة التاريخية الهادمة التي تعد الأساس المتين للإسلام، والفترة المعيارية في التاريخ الإسلامي.
ويتكون الكتاب من مقدمة، ومبحث تمهيدي في الضوابط الأساسية؛ للتعامل مع الروايات التاريخية استغرقت ما يقرب من ستين صفحة تناولت فيه تصنيف المصادر التي أخذت منها الدراسة، ومسألة عدالة الصحابة والصحابيات، ثم ثلاثة أبواب يندرج تحتها عدد من الفصول.

الباب الأول: ممارسات سياسية عامة للمرأة في العهد النبوي والراشدين:
واستغرق هذا الباب (116) صفحة وتكون من أربعة فصول هي كالآتي:
الفصل الأول: اعتبار المرأة للدين على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وتناولت فيه الكتابة فهم المسلمين الأوائل للعمل السياسي باعتباره جزءًا من الدين، إذ كانت السياسة عندهم هي حراسة للإيمان، وذكرت أن المرأة اعتنقت الإسلام منذ نزول الوحي إذ كانت السيدة خديجة- رضي الله عنها- هي أول الناس إسلامًا، وتكشف دراسة شخصيتها على درجة عالية من الوعي السياسي، وعددت الكاتبة أدوار الصحابيات الجليلات في المرحلة السرية والجهرية من الدعوة الإسلامية، وتحملها للابتلاء والامتحان في سبيل هذا الدين.
الفصل الثاني: دور المرأة في الهجرة:
وتناولت في هذا الفصل تعريف الهجرة، وحكمها، وهجرة المرأة المسلمة إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة، وطبقات المهاجرات، وكفاحهن في الغربة وما تعرضن له من شدة ومعاناة، وصبرهن على الغربة وترك الأوطان والحياة القاسية.
ثم تناولت هجرة المسلمات إلى المدينة المنورة، ودورهن في تأسيس هذا الوطن الجديد للمسلمين وعرضت لنماذج مضيئة من هؤلاء المهاجرات مثل "زينب بنت النبي"- صلى الله عليه وسلم- و"أم سلمة"، "وأم أيمن"، و"أسماء بنت أبي بكر"، رضي الله عنهن، وتعليق الإمام الزهري على هجرة المسلمات إذ قال: "وما نعلم أحدًا من المهاجرات ارتدت بعد إيمانها"، ومن ثم كانت الهجرة واجبة على الرجال والنساء على حد سواء.
الفصل الثالث: بيعة النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
وتناولت فيه مفهوم البيعة في الإسلام، وكيفية ممارسة المرأة المسلمة لهذا الحق السياسي على اعتبار أن البيعة هي ميثاق الولاء للنظام السياسي الإسلامي، والالتزام بجماعة المسلمين والطاعة لإمامهم.
وتتبعت الكتابة مشاركة الصحابيات في البيعات التي بدأت مكة، وكانت على الإيمان والإسلام ثم مشاركة الصحابيات في بيعة العقبة الثانية، ومبايعة نساء الأنصار للنبي- صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وبيعة الرضوان التي كانت بيعة على الموت ثم بيعة النساء بعد فتح مكة والتي ذكر القرآن الكريم بنودها في سورة الممتحنة، وكانت بيعة العقيدة وحماية المجتمع المسلم وشاركت في هذه البيعة حوالي (300) امرأة، وعرضت لإشكالية بيعة النساء في الدراسات الحديثة التي تقصر دروس هذه البيعة على عدم مصافحة النساء، وتتجاهل الحقيقة السياسية لهذه المبايعة.
الفصل الرابع: بيعة النساء للخلفاء الراشدين:
وتناولت في هذا الفصل تعريف الخلافة ومسألة اختفاء دور المرأة في بيعة الخلفاء من خلال تناولها لكيفية اختيار الخلفاء الراشدين، وخلصت إلى القول بأن المصادر التاريخية لم تعرض إلى كيفية بيعة النساء للخلفاء الراشدين، والروايات تشير إلى عدم حضور المرأة في مبايعات الخلفاء الراشدين، وتذهب الكاتبة الى أن الظروف السياسية في تلك الفترة هي التي تسببت في عدم اكتمال الصورة الدستورية للبيعة.
*********************
الباب الثاني: المرأة والجهاد على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين:
واستغرق هذا الباب حوالي (109) صفحة تناولت فيه الكاتبة دور المرأة في الجهاد على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومشاركة الصحابيات في الغزوات مثل (أحد) و(الخندق)، ثم تناولت دور المرأة المسلمة في حروب الردة وعرضت لأدوار بعض المسلمات مثل "نسيبة بنت كعب" و"آذاد" زوجة "شهر بن باذام"، ودورها في قتل الأسود العنسي مدعي النبوة في اليمن، وأكدت الباحثة أن الثقافة التي كانت سائدة وطبيعة الحياة في تلك الفترة لم تكن معنية بتسجيل الموقف النسائي، منفصلاً عن الحدث الاجتماعي، ثم تناولت مشاركة المسلمات في الفتوح الإسلامية، وما تناوله البلاذري في كتباه (فتوح البلدان) من أن جميع الجيوش الإسلامية كانت تخرج ومعها النساء والذراري، إلا أن هذا الدور تعرض لإهمال تاريخي.
*********************
الباب الثالث: الدور السياسي للمرأة في أحداث الفتنة:
واستغرق هذا الباب حوالي (169) صفحة تناولت فيه الباحثة الدور السياسي للمرأة في أحداث الفتنة في عهدي "عثمان بن عفان، و"علي بن أبي طالب"- رضي الله عنهما- وأكدت الكاتبة أن الدور السياسي للمرأة في هذه الفتنة لا يمكن فهمه بعيدًا عن فهم الفتنة نفسها وحداثها ورجالها، إذ لا يمكن التعامل مع المرأة كفئة اجتماعية مستقلة بذاتها، وإنما من الضروري التعامل معها كأحد مكونات المجتمع.
موقف أمهات المؤمنين والصحابيات من أحداث الفتنة حتى مقتل "عثمان بن عفان"، وأكدت فيه أن موقف أمهات المؤمنين كان حصيفًا، إذ رفضْن المشاركة فيها ورفضن التهم التي وجهتها الغوغاء الثائرة إلى "عثمان بن عفان"- رضي الله عنه.
الدور السياسي للسيدة عائشة- رضي الله عنها- في أحداث الفتنة في عهد عثمان.
وأكدت أن موقف السيدة عائشة رضي الله عنها جاءنا عبر المصادر التاريخية مشوهًا، حيث نقل إلينا غلاة الشيعة كثيرًا من هذه الأخبار، ونقدت الكاتبة كثيرًا من روايات الطبري في تاريخه التي ذكرت أن عائشة هي التي ألبت الثائرين على "عثمان"، واستندت إلى مقولة الإمام النووي في أن "عثمان" قتل مظلومًا ولم يشارك أحد من الصحابة في قتله.
خروج السيدة عائشة إلى البصرة سعيًا للإصلاح:
وتناولت خروج السيدة عائشة إلى البصرة بعد مقتل "عثمان"، وما صاحب ذلك من أحداث، وحللت موقفها السياسي تحليلاً مستفيضًا، وأكدت أن خروجها لم يكن غوغائيًا بل كان خروجًا واعيًا شارك فيه الكثير من الصحابة، وتناولت في هذا الفصل عددًا من القضايا الشائكة مثل العلاقة بين السيدة "عائشة" و"علي بن أبي طالب" رضي الله عنهم، وموقعة الجمل، وحقيقة الروايات التاريخية القائلة برفض الصحابة لخروج عائشة، واستندت إلى قول الإمام النووي في أن خروجها كان واجبًا في حقها وحق من خرج معها من الصحابة.