ماهو دور الأدب وما تأثيره في تقدم الأمة العربية
مرسل: السبت يناير 01, 2011 7:43 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو دور الأدب وما تأثيره في تقدم الأمة العربية
الأدب وقوة الوجدان:
قد لا يكون تغيير الأدب محسوسا عند أكثر الناس لأنه من حديث النفس والروح. وستار النفس سميك عند أكثرنا اليوم، وقد زاده ضغط الحياة وصخبها قتامة وسمكا، وتفرق وجدان الأفراد والجماعات وذاب في حمأة الماديات وجبروت الآلة. فمن يجد الوقت لحديث النفس؟ ومن ينحسر له ستار النفس هذا ليجول في عالمها السحري العجيب؟ ومن ينقاد له لسان عذب يستخرج به مكنونات وخلجات الروح؟
أعتذر عن هذه الديباجة وأعود إلى صلب الموضوع، يمكن أن أضرب لك بعض الأمثلة التي تحضرني الآن عن تأثير الأدب في الحياة، لإضاءة بعض الجوانب من سؤالك:
ـ فمن ذلك التأثير ما يكون فوريا كما في مسرح ( الوقعة ) الذي ظهر في انجلترا عقب الحرب العالمية الثانية بزعامة أرطو؛ إذ كانت عروض هذا النوع من المسرح تنتهي بمظاهرة يتحمس لها الجمهور، فتنطلق شرارتها من الصالة وتنتهي إلى الشارع ، تأييدا للمضطهدين والمستعمرين (بالفتح) في بقاع العالم.
ـ ومنه ما يكون مساهمة في صناعة نوع من الحياة الآنية، ولكن الأديب يجعل لها من سحر البيان وهجا يبقى بعد أن يموت و تطوى صفحة تلك الحياة، وهذا عندما تلتقي رغبة الحاكم والأديب، وعندما يتغلغل وجدانه في وجدان الجماعة والأمة.
ويمكن أن نذكر، هنا ـ على سبيل المثال ـ علاقة المتنبي بسيف الدولة الحمداني الذي حكم دولة صغيرة الحجم، قصيرة الأمد في حلب التي آثرها المتنبي على ما سواها من الحواضر العباسية المترفة. وقد كانت علاقةً متميزة، وأكبر من أن تكون مجرد علاقة سطحية نفعية بين مادح وممدوح، فقد أكسب شعر المتنبي هذه العلاقة صفات وملامح خاصة تُجدد لها في كل يوم نوعا من الحياة في عقل ووجدان القارئ العربي حيثما كان.
كما يمكن أن نذكر إسهام الكتاب في عهد صلاح الدين الأيوبي في حركة الفتوح العظيمة، بعد أن تجمع وجدان العرب في وحدة لم نشهد لها مثيلا بعد الفتح الإسلامي، من بغداد إلى مراكش؛ ورسائل صلاح الدين بخط كاتبه المشهور بالتدبير والتأثير القاضي الفاضل (عبد الرحيم بن علي البيساني) إلى المنصور الموحدي إمعان في مد حالة الوجدان هاته إلى أبعد مدى، وليتساوى جناحا العالم العربي والإسلامي شرقا وغربا.
و لعل خير دليل على تأثير الأدب شهادة صلاح الدين في حق كاتبه المذكور آنفا: ( لولا قلم القاضي الفاضل لما فتحت القدس) ، كما يمكن أن نذكر أيضا احتفاء الموحدين في المغرب برسائل كتابهم التي كانت تحمل بشرى الفتح ، بقراءتها في المحافل العامة والخاصة وفي الأسواق، حتى أنهم كانوا يأمرون الطلبة الموحدين بحفظها ليبقى وهج ذلك الوجدان مستمرا في النفوس.
ولذلك لا نعجب، أن يكون انتصار الموحدين العظيم في ( الأرك) سنة 591هـ غير بعيد في الزمن وقوة التأثير عن انتصار الأيوبيين في معركة حطين سنة 583هـ.
هذا بعض ما ورد على الخاطر في هذه اللحظة، والحديث ذو شجون، ولعل في ما ذكرناه بعض ما يشير إلى مراد الإخوة قارئين .
ما هو دور الأدب وما تأثيره في تقدم الأمة العربية
الأدب وقوة الوجدان:
قد لا يكون تغيير الأدب محسوسا عند أكثر الناس لأنه من حديث النفس والروح. وستار النفس سميك عند أكثرنا اليوم، وقد زاده ضغط الحياة وصخبها قتامة وسمكا، وتفرق وجدان الأفراد والجماعات وذاب في حمأة الماديات وجبروت الآلة. فمن يجد الوقت لحديث النفس؟ ومن ينحسر له ستار النفس هذا ليجول في عالمها السحري العجيب؟ ومن ينقاد له لسان عذب يستخرج به مكنونات وخلجات الروح؟
أعتذر عن هذه الديباجة وأعود إلى صلب الموضوع، يمكن أن أضرب لك بعض الأمثلة التي تحضرني الآن عن تأثير الأدب في الحياة، لإضاءة بعض الجوانب من سؤالك:
ـ فمن ذلك التأثير ما يكون فوريا كما في مسرح ( الوقعة ) الذي ظهر في انجلترا عقب الحرب العالمية الثانية بزعامة أرطو؛ إذ كانت عروض هذا النوع من المسرح تنتهي بمظاهرة يتحمس لها الجمهور، فتنطلق شرارتها من الصالة وتنتهي إلى الشارع ، تأييدا للمضطهدين والمستعمرين (بالفتح) في بقاع العالم.
ـ ومنه ما يكون مساهمة في صناعة نوع من الحياة الآنية، ولكن الأديب يجعل لها من سحر البيان وهجا يبقى بعد أن يموت و تطوى صفحة تلك الحياة، وهذا عندما تلتقي رغبة الحاكم والأديب، وعندما يتغلغل وجدانه في وجدان الجماعة والأمة.
ويمكن أن نذكر، هنا ـ على سبيل المثال ـ علاقة المتنبي بسيف الدولة الحمداني الذي حكم دولة صغيرة الحجم، قصيرة الأمد في حلب التي آثرها المتنبي على ما سواها من الحواضر العباسية المترفة. وقد كانت علاقةً متميزة، وأكبر من أن تكون مجرد علاقة سطحية نفعية بين مادح وممدوح، فقد أكسب شعر المتنبي هذه العلاقة صفات وملامح خاصة تُجدد لها في كل يوم نوعا من الحياة في عقل ووجدان القارئ العربي حيثما كان.
كما يمكن أن نذكر إسهام الكتاب في عهد صلاح الدين الأيوبي في حركة الفتوح العظيمة، بعد أن تجمع وجدان العرب في وحدة لم نشهد لها مثيلا بعد الفتح الإسلامي، من بغداد إلى مراكش؛ ورسائل صلاح الدين بخط كاتبه المشهور بالتدبير والتأثير القاضي الفاضل (عبد الرحيم بن علي البيساني) إلى المنصور الموحدي إمعان في مد حالة الوجدان هاته إلى أبعد مدى، وليتساوى جناحا العالم العربي والإسلامي شرقا وغربا.
و لعل خير دليل على تأثير الأدب شهادة صلاح الدين في حق كاتبه المذكور آنفا: ( لولا قلم القاضي الفاضل لما فتحت القدس) ، كما يمكن أن نذكر أيضا احتفاء الموحدين في المغرب برسائل كتابهم التي كانت تحمل بشرى الفتح ، بقراءتها في المحافل العامة والخاصة وفي الأسواق، حتى أنهم كانوا يأمرون الطلبة الموحدين بحفظها ليبقى وهج ذلك الوجدان مستمرا في النفوس.
ولذلك لا نعجب، أن يكون انتصار الموحدين العظيم في ( الأرك) سنة 591هـ غير بعيد في الزمن وقوة التأثير عن انتصار الأيوبيين في معركة حطين سنة 583هـ.
هذا بعض ما ورد على الخاطر في هذه اللحظة، والحديث ذو شجون، ولعل في ما ذكرناه بعض ما يشير إلى مراد الإخوة قارئين .