- السبت يناير 01, 2011 9:48 pm
#31325
الاستيطان الإسرائيلي :
يقصد بالاستيطان عملية استقرار مجموعة من السكان في منطقة معينة إما نتيجة وجود مناطق جذب في هذه المنطقة مثل توفر مقومات الحياة مع وجود مساحات غير مأهولة بالسكان أو نتيجة وجود عوامل طرد من خلال طرد السكان الأصليين وإحلالهم بسكان غرباء.
ظاهرة أو مفهوم الاستيطان ظاهرة قديمة ارتبطت بالاكتشافات الجغرافية وعمليات الاستعمار ، وظهر بعد ذلك مفهوم الاستيطان الاستعماري وهو عبارة عن زرع مجموعة من السكان الغرباء وسط محيط السكان الأصليين ومحاولة إزالة وطرد السكان الأصليين وهدفه هو الحصول على الأرض بأية وسيلة من أجل تأمين القاعدة المادية والبشرية من خلال الهجرة.
· مميزات الاستيطان الصهيوني في فلسطين /
1- أنه استعمار إحلالي ، فالاستيطان اليهودي لم يكتفي باستغلال الأرض وإنما كان يسعى لمصادرة الأرض بشكل كلي أو نهائي واستئصال المجتمع الأصلي وإحلال مجتمع يهودي جديد.
2- أنه يهدف لبناء دولة مستقلة بعكس الاستعمار الاستيطاني الذي كان يسعى لمد نفوذه في إقليم الأرض المحتلة.
3- أنه استيطان عميل ارتبط بالمخططات الاستعمارية الأوروبية وهدفه بناء دولة مستقلة في فلسطين.
4- أنه استيطان توسعي يسعى لتوسيع الحدود حسب الإمكانيات المتوفرة لديه ويعتمد على القوة العسكرية لفرض الأمر الواقع.
5- أنه يحاول أن يبرر شرعيته بالاستناد على أسس أيديولوجية وإدعاءات دينية.
· مراحل الاستيطان الصهيوني في فلسطين : يمكن أن نقسمها إلى ثلاثة مراحل /
1- مرحلة الاستيطان المنعزل ، وذلك قبل 1882.
2- مرحلة الاستيطان المهاجر ، وذلك بعد 1882 حتى ما قبل قيام دولة إسرائيل 1948.
3- مرحلة الاستيطان الرسمي ، وهذه المرحلة هي الممتدة من 1948 – 1967.
- أولا :مرحلة الاستيطان المنعزل /
يمكن أن نرجع الدعوات الأولى للاستيطان اليهودي إلى بدايات التفكير الاستعماري الأوروبي في المنطقة العربية ، وفكرة الاستيطان في هذه المرحلة ارتبطت بمجموعة من الزعماء الاستعماريين الذين رأوا في الاستيطان خدمة لأهدافهم التوسعية واتصفت هذه المرحلة بعدة خصائص /
1- العشوائية.
2- عدم التنظيم.
3- عدم وجود الدعم المالي والبشري.
- ثانيا : الاستيطان المهاجر /
هذه المرحلة بدأت بوصول أولى الهجرات اليهودية المنظمة لفلسطين بعد عام 1882. هذه المرحلة اتصفت بعدة خصائص :
1- عدم وجود تخطيط متكامل للهجرة.
2- أن هذه الهجرات اليهودية لفلسطين كانت تعبر عن حلول مؤقتة للمسألة اليهودية.
نجد أن الهجرة اليهودية تعد احد المتغيرات الأساسية التي لعبت دورًا أساسيًا في عمليات الاستيطان الصهيوني وساهم في ذلك توفير العنصر البشري الذي شكل أسس ومعالم المجتمع الإسرائيلي في الوقت الراهن، كذلك نجد أن هذه الهجرات ساعدت في تحديد الحدود الديموغرافية للكيان الإسرائيلي في الفترات التي تلت هذه المرحلة لكن هناك بعض الملاحظات على هذه المرحلة :-
1- أن عمليات الهجرة لفلسطين ارتبطت بعمليات الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في المجتمعات الأوروبية.
2- أن عملية الهجرة والاستيطان في فلسطين اتخذت الطابع السياسي مع بداية ظهور أو انعقاد مؤتمر الحركة الصهيونية والتفكير في إنشاء دولة يهودية.
3- أن نسبة اليهود المهاجرين لفلسطين مقارنة بمجموع الهجرة اليهودية العالمية هي نسبة ضئيلة وذلك لعدم رغبة اليهود بالهجرة أولا ، وعدم إيمانهم بأهداف الحركة الصهيونية ثانيا.
4- أن عمليات الاستيطان تأثرت بطبيعة المهاجرين وذلك نتيجة لشعورهم بالاغتراب في المجتمع الجديد.
5- أن عمليات الاستيطان تأثرت بظروف المجتمع العربي وبدأ الاستيطان سهلا نتيجة الحصول على الأراضي الواسعة.
6- أن الأراضي اللازمة للاستيطان تم شرائها عن طريق الفلاحين العرب وهؤلاء تنازلوا عن أراضيهم نتيجة إغلاق البنك الزراعي الفلسطيني.
- ثالثـا : مرحلة الاستيطان الرسمي /
في هذه المرحلة ظهرت مجموعة من المتغيرات السكانية ويمكن تلخيصها في (3) متغيرات:
1- استيلاء الكيان الإسرائيلي في 1948 على حوالي 77% من أراضي فلسطين بدلا من 56% حسب قرار التقسيم المقرر لهم والصادر في نوفمبر 1947.
2- تقلص عدد السكان العرب في المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1948، وهذا التناقص جعل العرب يصبحون أقلية في المناطق التي استولت عليها إسرائيل.
3- قدوم أعداد كبيرة من المهاجرين اليهود والذين جاؤوا من بعض الدول العربية أو الأوروبية.
· عمليات الاستيطان في الفترة ما بين 1948 – 1967 /
عمليات الاستيطان خلال هذه الفترة اتجهت نحو ترسيخ القاعدة البشرية والقاعدة الاقتصادية وتحقيق الدعم العسكري والسياسي واتجهت عمليات الاستيطان في اتجاهين رئيسية:-
1- إقامة مدن التنمية وتحقيق الاستيطان المدني حيث بدأت إسرائيل بعد عام 1948 للتخطيط لتحويل الكثير من المستوطنات القروية إلى مستوطنات مدنية لهذا لجأت إسرائيل لإنشاء هذا النوع من المستوطنات في المناطق الزراعية حيث تتوفر فيها المياه.
2- الاستيطان القروي : إسرائيل بعد 1948 قامت بإنشاء مجموعة من المستوطنات القروية بهدف سد الثغرات الأمنية على الحدود بين إسرائيل من جهة والدول العربية من جهة ثانية إضافة إلى أن هذه المستوطنات تكون نقاط دفاع ضد الهجمات العربية من جهة ومراكز للانطلاق للتوسع داخل الأراضي العربية من جهة أخرى.
· حرب 1967 مثلت مرحلة جديدة من مراحل الاستيطان الإسرائيلي حيث أسفرت عن احتلال إسرائيل لكافة الأراضي الفلسطينية إضافة لبعض الأجزاء من الدول العربية مثل سيناء و الجولان.
· الفكر الاستيطاني بعد 1967 / يظهر من خلال وجود اتجاهين :-
1- اتجاه يغلب الاعتبارات الأمنية.
2- اتجاه يغلب الاعتبارات الدينية والتاريخية.
- أولا : الاتجاه الأمني / نجد أن هذا الاتجاه برز بعد عام 1967 على يد قيادات حزب العمل. هذا الاتجاه يرتكز على الفرضيات التالية :-
1- أن بعض المناطق لا يمكن التنازل عنها للعرب وخاصة القدس وهضبة الجولان.
2- استخدام المستوطنات للمساومة من أجل الضغط على العرب بالقبول بالتفاوض مع إسرائيل.
3- ضرورة الاستيطان في المراكز الحدودية وتجنب الاستيطان في المناطق المأهولة بالسكان.
- ثانيا : الاتجاه الديني والتاريخي / هذا الاتجاه تبلور على يد حزب الليكود وينطلق في تحديد موقفه من الاستيطان على ما يلي :
أ- الإيمان بالشرعية الإلهية والأساس الديني لإسرائيل.
ب- تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية.
ت- النظر للعرب نظرة عداء وكراهية واعتبارهم عنصر زائد داخل الدولة اليهودية.
من خلال هذين الاتجاهين ظهر العديد من المشاريع الاستيطانية من أهمها :-
مشروع ألون : وكان وزيرًا للدفاع في الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، ويقوم مشروع ألون على مجموعة من العناصر :
1- عدم العودة إلى حدود ما قبل 1967.
2- تجنب التجمعات العربية في عمليات الاستيطان ومحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من الأراضي بأقل عدد من السكان وذلك لضمان نقاء العنصر اليهودي في إسرائيل.
3- ضم القدس لإسرائيل ومحاولة تطويقها بعدد من المستوطنات حتى تجعل عملية إرجاعها للسيادة العربية عملية مستحيلة.
لذلك نجد أن إسرائيل بعد 1967 طبقت عمليات الاستيطان في بعض المناطق /
1- قطاع غزة : واجهت عمليات الاستيطان مجموعة من الصعاب من أهمها
أ) ضيق المساحة الجغرافية لقطاع غزة.
ب) ندرة الموارد الاقتصادية في هذا القطاع.
لذلك عندما ننظر للمستوطنات في القطاع نجدها صناعية ، بعد توقيع اتفاقية أوسلو مع السلطة الفلسطينية أعادت الحكومة الإسرائيلية هذه المستوطنات للحكومة الفلسطينية.
2- في الجولان : بعد حرب 1967 واحتلال إسرائيل للجولان أخلت الجولان من السكان العرب وحلت محلهم سكان يهود ، لذلك بدأت عمليات الاستيطان في الجولان من خلال بناء مستوطنات عسكرية حيث أن الجولان متاخم لدولة عربية وهي سوريا وتعتبرها إسرائيل أحد دول المواجهة لذا امتاز بناء المستوطنات بالعسكرية.
3- سيناء : سارت سيرًا بطيئـًا لصعوبة الظروف المناخية وطبيعة الأراضي الصحراوية وبنت إسرائيل عدد من المستوطنات في سيناء ولكن بعد اتفاقية كامب ديفيد ومعاهد السلام الإسرائيلية – المصرية ، اضطرت إسرائيل لتدمير المستوطنات بعد انسحابها.
لذلك نلاحظ أن داخل الأراضي الفلسطينية بَنت إسرائيل مستوطنات تمتاز بالطابع المدني أو الصناعي ، أما المستوطنات في الأراضي العربية تمتاز بالطابع العسكري.
· إستراتيجية الاستيطان /
الخطوط العامة لسياسة الاستيطان تتمثل في :-
1- التأكيد على حرية الاستيطان واستمراريته من خلال الفصل بين الاستيطان من جهة وإمكانية الوصول لمستويات إقليمية من جهة ثانية.
2- التركيز على إقامة المستوطنات في المناطق الحيوية ذات المواقع الإستراتيجية أو من خلال الأراضي الزراعية.
3- العمل على توفير المقومات المادية للاستيطان من خلال محاولة توفير مصادر المياه وخاصة في بحيرة طبريا.
4- المحافظة على الطابع اليهودي من خلال تفريغ المناطق العربية من السكان العرب بشتى الطرق والعمل على زيادة عدد السكان اليهود في المستوطنات من خلال توفير فرص العمل لهم.
5- ربط الضفة الغربية بالاقتصاد الإسرائيلي.
6- تنفيذ المشاريع الاستيطانية والسياسات الحربية في مجال الاستيطان في نفس الوقت من خلال عملية التوازن بين بناء مستوطنات من جهة والقيام بالأعمال الحربية من جهة ثانية.
· الكيان الإسرائيلي /
يتميز المجتمع الإسرائيلي بأنه مجتمع من المهاجرين الذين جاؤوا من عدة دول أوروبية وأفريقية وعربية ، وكانت لديهم مستويات اجتماعية وثقافية واقتصادية مختلفة وأيضا ينتمون لأصول حضارية وعرقية متباينة. ويمكن أن نقسم المجتمع الإسرائيلي إلى أربعة فئات أساسية /
1- فئة الاشكانزم : أو ما يطلق عليه اليهود الغربيون وهذه الفئة هاجرت من دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وهم ينتمون لأصول غربية وكان الدافع السياسي والقومي وراء هجرة هذه الفئة.
2- فئة السفرديم : أو ما يطلق عليهم اليهود الشرقيون وهذه الفئة جاءت من دول أوروبا الشرقية وروسيا والدول العربية وكان الدافع الديني وراء هجرة هذه الفئة.
3- فئة الصابرة : وهم مواليد فلسطين إما من أصل اشكانزمي أو من أصل سفرديمي وهذه الفئة تمثل اليوم الغالبية بين سكان إسرائيل ومعظم هذه الفئة من الشباب الذين عاشوا وتربوا في المستوطنات الزراعية وخاصة مستوطنات الكيوبيتز والموشاف.
4- فئة الأقلية العربية : وهم السكان العرب الذين بقوا في إسرائيل بعد قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948.
إذن المجتمع الإسرائيلي يتكون من أربعة فئات.
· الترابط بين فئات المجتمع والقوى السياسية /
نلاحظ من خلال الفئات السابقة أن فئة الاشكانزم هي التي تسيطر على الحياة السياسية ويليها مباشرة فئة الصابرة وهي التي تسيطر على القيادة العليا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يليها فئة السفرديم وهذه الفئة تمثيلهم في المناصب العليا هو تمثيل ضئيل ولا يتناسب مع حجمهم العددي ولذلك اقتصر تمثيلهم في الوظائف المتوسطة بعد هذه الفئة تأتي الأقلية العربية ذات الدور المحدود في النظام السياسي ولذلك اقتصر تمثيلهم على المناصب الدنيا.
· الترابط بين فئات المجتمع والنظام الطبقي /
تشكل فئة الاشكانزم الطبقة العليا داخل المجتمع الإسرائيلي وهذه الفئة تعيش في المدن الرئيسية تليها فئة الصابرة التي تشكل الطبقة الوسطى وتعيش في المستوطنات الإسرائيلية يليها فئة السفرديم والتي تشكل الطبقة الدنيا وتعيش في الريف وهي مكونة من العمال وفي المرتبة الرابعة فئة الأقلية العربية وتمثل الطبقة الدنيا ومكونة من فئة المزارعين.
· الملامح المميزة للمجتمع الإسرائيلي / يتميز بـ(6) خصائص أساسية :-
1- أنه تجمع سكاني غير طبيعي سبق قيام الدولة فيه ونشوء المجتمع.
2- أنه مجتمع جديد قام على أساس الاستيطان في أرض لا يمت لها بأي صلة مما يجعله يفتقر إلى الاستمرارية.
3- أنه مجتمع أيديولوجي تسيطر عليه الأبعاد الأيديولوجية المتمثلة في الدين اليهودي والعقيدة الصهيونية.
4- أنه مجتمع عنصري وذلك بإدعائهم بأنهم شعب الله المختار والتعصب الديني الذي يرتكز على العرق والدين.
5- أنه مجتمع تكثر فيه التناقضات والصراعات نظرًا لتركيبة المجتمع الإسرائيلي كمجتمع مهاجر.
6- أنه مجتمع عسكري يعتمد على القوة العسكرية لفرض الأمر الواقع.
· النظام السياسي في إسرائيل /
هو نظام جمهوري برلماني يقوم على وجود رئيس جمهورية يتمتع بسلطات اسمية مع وجود رئيس وزراء والذي يمثل قمة السلطة التنفيذية بالإضافة لوجود برلمان يسمى (الكنيست) الإسرائيلي وهو الذي يمثل السلطة التشريعية بجانب سلطة قضائية مستقلة.
· الدستور الإسرائيلي /
بعد قيام دولة إسرائيل في 1948 ثار جدل حول إمكانية وضع دستور للدولة. جرت عدة محاولات لوضع هذا الدستور حيث تم تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين برئاسة (ليوكوهين) وعُرفت بلجنة كوهين التي وضعت مسودة للدستور. لكن هذه المسودة لم تحصل على موافقة الكنيست ، بعد ذلك لجأت إسرائيل لإصدار قانون انتقالي وكان ذلك في 1949 وهذا القانون الانتقالي سُمي بالدستور الصغير ليكون أهم الوثائق الدستورية التي يستند عليها النظام السياسي الإسرائيلي والذي يوضح السلطات الثلاث.
في الواقع إسرائيل من الدول القلائل في العالم الذي لا يوجد فيها دستور مكتوب وهناك أسباب أدت لمعارضة وجود دستور مكتوب وهي:-
1- أن إسرائيل كدولة يهودية لم تكتمل أراضيها ولا شعبها وبالتالي ترغب في مشاركة الأجيال القادمة في كتابة الدستور.
2- معارضة رجال الدين اليهود على أساس أن إسرائيل دولة يهودية تتبع التعاليم السماوية والتقاليد اليهودية ، ووجود دستور من وجهة نظر رجال الدين قد يجهل الدولة علمانية لا دينية.
3- أن وجود دستور مكتوب قد يؤدي لنشوب خلافات سلبية بين قوتين هما القوة الدينية والقوة العلمانية.
4- أن عدم وجود دستور مكتوب يعطي الحكومة والكنيست حرية أكبر للتصرف في مواجهة الأحداث على الساحة السياسية سواء داخليًا أو خارجيًا.
· النظام الانتخابي في إسرائيل /
يمكن أن نرجعه لمرحلة ما قبل قيام دولة إسرائيل. وفي الوقت الراهن يقوم النظام الانتخابي في إسرائيل على مجموعة من الأسس:-
1- أن الانتخابات في إسرائيل تتم على أساس القوائم الحزبية التي تعدها الأحزاب السياسية حيث يقدم كل حزب قائمة مكونة من (120) عضو.
2- يكون التصويت للقائمة الحزبية ككل وليس للأفراد الموجودين داخل القائمة ، ولذلك نجد أن النظام الانتخابي لا يعترف بالمرشحين المستقلين.
3- تعتبر إسرائيل كلها دائرة انتخابية واحدة حيث توزع القوائم الحزبية على جميع المراكز الانتخابية في إسرائيل.
4- يتم تمثيل الأحزاب في الكنيست وفقــًا لنسبة الأصوات التي حصلت عليها قوائمها الانتخابية وهذا ما يُسمى بنظام التمثيل النسبي.
· السلطات الرئيسية لإسرائيل/ تتكون من ثلاثة سلطات:
1- السلطة التشريعية المتمثلة في البرلمان أو الكنيست ويتكون من 120 عضوًا يتم انتخابهم بطريقة الانتخاب المباشر ومدتهم 4 سنوات وينتخب من بين الأعضاء الرئيس ، ويتولى رئيس الدولة الكنيست إذا تغيّب رئيس الكنيست ، ويضم مجموعة من اللجان مثل الدفاع والأمن.
- اختصاصات البرلمان أو الكنيست :
1) الاختصاص التشريعي المتمثل في إصدار القوانين والتشريعات.
2) الاختصاص المالي المتمثل في إقرار الميزانية والرقابة على الشؤون المالية وفرض الضرائب.
3) الاختصاص السياسي المتمثل في الرقابة على السلطة التنفيذية له.
2- السلطة التنفيذية وتتكون من رئيس الدولة من جهة ومجلس الوزراء من جهة أخرى. رئيس الدولة ينتخب من قبل البرلمان لمدة خمس سنوات وتنحصر وظيفته في الوظائف الشكلية. مجلس الوزراء يتكون من رئيس الوزراء إضافة إلى الوزراء. ورئيس الوزراء هو زعيم الحزب السياسي الفائز في الانتخابات التشريعية وهو الذي يقوم بتعيين الوزراء بعد التشاور مع الأحزاب المتآلفة معه ، والقرارات تصدر بالأغلبية.
- صلاحيات السلطة التنفيذية :
1) صنع السياسات العامة للدولة داخليًا وخارجيًا.
2) تمتلك حق المبادرة التشريعية.
3) تمتلك الصلاحيات التنظيمية.
3- السلطة القضائية وتتمثل في محكمة العدل العليا وهذه المحكمة تتمتع بالاستقلال التام ، وتضم تسعة قضاة ، ومقرها القدس ويتم تعيين القضاة من قِبل الكنيست أو البرلمان مدى الحياة.
- المحكمة تقوم بالتالي :
1) مراقبة القوانين.
2) الإشراف على الأمور القانونية.
3) حماية الحريات والحقوق العامة.
· الأسباب التي أدت إلى إعاقة عمل المحكمة /
1- أن محكمة العدل العليا غير مخولة بمراقبة دساتير القوانين.
2- عدم وجود دستور مكتوب يحدد الصلاحيات والمسئوليات بين السلطات الثلاث.
3- عدم السماح لمحكمة العدل العليا في التدخل في الأمور العسكرية.
4- عدم وجود ميثاق حقوق الحريات والذي يعطي المحكمة مرجعًا قانونيًا لمراقبة قوانينها.
o الأحزاب السياسية / هناك في إسرائيل أكثر من 12 حزب ويمكن أن تصنف هذه الأحزاب في أربعة مجموعات :
1- الأحزاب الاشتراكية العمالية : تعتبر هذه الأحزاب ممثلة للطبقة العاملة في إسرائيل وهي التي تسيطر على لاقتصاد ومن أبرزها حزب العمل.
2- الأحزاب اليمينية : وتشمل مجموعة من الأحزاب وهي أحزاب قومية متطرفة تطالب بتطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي مواقفها تتسم بالشدة للحلول السلمية للقضية الفلسطينية مثل حزب الليكود.
3- الأحزاب الدينية : وهذه الأحزاب تمثل القوى الدينية في إسرائيل وهي التي تحاول توحيد المجتمع الإسرائيلي من خلال سيطرة الدين على الدولة وتعارض عمليات السلام مع العرب ومن أهمها حزب شاس.
4- الأحزاب اليسارية : وهذه تنادي بتطبيق الماركسية وأيضا تنادي بإعطاء الشعب الفلسطيني بعضا من حقوقه وترفض المناطق المحتلة في عام 1967. من أهم هذه الأحزاب حزب راكاح والحزب الشيوعي ماكاي وحزب اليسار الإسرائيلي.
· مميزات الأحزاب السياسية في إسرائيل / تتمثل في ستة خصائص هي :
1- أن هذه الأحزاب نشأت قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948 حيث أنها نشأت خارج فلسطين ومن ثم انتقلت إلى فلسطين بكياناتها وأيديولوجياتها وهي التي أوجدت إسرائيل.
2- أن هذه الأحزاب هي أحزاب صهيونية وهذا يفسر عمليات الائتلاف والتعاون بين الأحزاب.
3- أن هذه الأحزاب مؤسسات استيطانية تمارس النشاط الاقتصادي – الاجتماعي والثقافي.
4- النظام الحزبي يمتاز بكثرة الأحزاب وتنوع الأيديولوجيات مما يجعله قادر على استيعاب جميع الاتجاهات في إسرائيل.
5- أن هذه الأحزاب شهدت مجموعة من الانشقاقات والصراعات والاندماج ما جعل التنافس بينها محتدم.
6- وجود ظاهرة المركزية الشديدة والانضباط في هذه الأحزاب.
o الاتحاد العام للعمال / تأسس خلال فترة الانتداب البريطاني وكان في عام 1920 نتيجة اتحاد مجموعة من الحركات العمالية اليهودية في عام 1960. سُمح الانضمام للعمال العرب في عضوية هذا الاتحاد وأهداف هذا الاتحاد مرتبطة بالصهيونية حيث أن هدفه هو تنظيم العمال اليهود.
· للاتحاد العام للعمال أربعة أدوار رئيسية :-
1- الدور الاستيطاني والمتمثل في المساهمة في انجاز المشروع الصهيوني في فلسطين من خلال المساعدة على الهجرة اليهودية وبناء المستوطنات.
2- الدور الاجتماعي المتمثل في ضمان التماسك الاجتماعي ودعم الوحدة الوطنية.
3- الدور الاقتصادي المتمثل في إدارة بعض القطاعات الاقتصادية العامة في إسرائيل.
4- الدور السياسي المتمثل في تأمين التأييد للسياسات.
· ما هي أسباب قوة الاتحاد العام للعمال؟ يمكن أن نرجع أسباب قوته إلى 3 أسباب /
1- الترابط بين قيادة الدولة وقيادة الاتحاد العام للعمال منذ قيام إسرائيل عام 1948.
2- دور الاتحاد في بناء المجتمع الإسرائيلي في فلسطين قبل قيام إسرائيل من خلال تسهيل الهجرة اليهودية وبناء المستوطنات.
3- أنه أداة أساسية تعبر من خلاله التفاعلات السياسية للمجتمع عن قراراتها.
· ظهرت مؤشرات تؤكد على تراجع دور الاتحاد العام للعمال كقوة سياسية. من هذه المؤشرات/
1) اتجاه إسرائيل نحو التصنيع بينما يرتكز مجال العمال على الزراعة.
2) توجه إسرائيل نحو تطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي.
· المؤسسة العسكرية / تشتمل على هيئة الأركان العامة ، أجهزة الاستخبارات ، معاهد الدراسات الإستراتيجية والعسكرية.
· نشأتها : نشأ مفهومان مختلفان حول طبيعة المؤسسة العسكرية والجيش الإسرائيلي هما:
1) مفهوم النموذج المهني :- يقوم على فكرة إقامة جيش وطني غير منحاز لأي أيديولوجية أو حزب سياسي وهذا المفهوم يدعو لتكوين جيش نظامي محترف.
2) مفهوم الرواد :- يقوم على فكرة الجندي الرائد والذي يعتمد عليه في حراسة المستعمرات والمستوطنات العسكرية.
بالنسبة للمفهوم الأول [النموذج المهني] أيده بنغوريون ، أما المفهوم الثاني [الرواد] أيده ألون.
· تمثيل الفئات الاجتماعية في المؤسسة العسكرية :
القيادة العليا في إسرائيل تمتاز بأنها من أصول غربية سواء كانت من فئة الاشكانزم أو فئة الصابرة الذين ولدوا في إسرائيل من نفس هذه الفئة. ويلاحظ أنه كلما ارتفعنا في سلم المناصب العسكرية نجد أن هذين الفئتين هي التي تتولى هذه المناصب وكلما انخفضنا في المناصب العسكرية نجد أن فئة السفرديم أو الصابرة من أصل سفرديمي هي التي تتولاه لذلك توجد ثغرة بين المناصب العليا والدنيا في إسرائيل.
· العلاقة بين الحياة المدنية والعسكرية /
منذ قيام إسرائيل عام 1948 أرسى بنغوريون أسس هذه العلاقة على أساس خضوع العسكريين للسلطة المدنية ولكن بعد ذلك ظهرت حاجة ملحة للفصل بين الحياة العسكرية والحياة والمدنية وتحديد مسئولية كل طرف. واستمرت هذه العلاقة حتى وقتنا الحاضر وهي الفصل بين السلطتين العسكرية والمدنية.
· العوامل المؤثرة على دور العسكريين في إسرائيل/ هناك نوعين :-
1) العوامل التي تسجع تدخل العسكريين في الحياة المدنية.
2) العوامل التي تحد من تدخل العسكريين في الحياة المدنية.
- أولا : العوامل التي تشجع تدخلهم في الحياة المدنية وتتمثل في :
1) العامل الأيديولوجي الصهيوني الذي يعتمد على القوة العسكرية لتحقيق أهدافه.
2) انقسام المجتمع الإسرائيلي وتعدد الفئات المكونة لهذا المجتمع بالإضافة إلى التعددية الحزبية في إسرائيل وهو ما أعطى دورًا متزايدًا للمؤسسة العسكرية.
3) التداخل بين العسكريين والمجتمع الإسرائيلي مما أدى إلى انتقال قيم وأفكار العسكريين إلى الحياة المدنية والمجتمع الإسرائيلي من جهة ثانية.
- ثانيا : العوامل التي تحد من تدخلهم في الحياة المدنية وتشمل أربعة عوامل :
1) نظام الاحتراف في الجيش الإسرائيلي حيث أن القادة العسكريين يعتبرون أنفسهم مجرد ضباط محترفين يمارسون العمل العسكري.
2) استقرار المؤسسات السياسية والمدنية في إسرائيل باعتبارها مؤسسات شرعية.
3) الاندماج للقادة العسكريين بعد تقاعدهم واندماجهم في المجتمع مما أدى في الواقع إلى نشوء طبقة عسكرية منغلقة في هذا المجتمع لها تطلعات سياسية.
4) توزع القادة العسكريين بعد تقاعدهم بين الأحزاب السياسية حيث نجد أن كبار القادة ينتمون لهذه الأحزاب. لذلك نجد أن معظم زعماء الأحزاب السياسية في إسرائيل هم من القادة العسكريين ما عدا حزب كاديميا حاليًا.
· دور العسكريين في الحياة السياسية /
لهم دور كبير فقد استطاعت المؤسسة العسكرية أن تشكل قوة ضغط على الحياة السياسية وبالتالي تمثل المؤسسة العسكرية دور مهم في هذه الحياة على الرغم من وجود صراع بين القيادة العامة لرئاسة الأركان المتمثلة بالعسكريين ووزارة الدفاع المتمثلة بالمجتمع المدني.
منذ حرب 67 تزايد تأثير القادة في الحياة السياسية وظهرت ثلاثة نتائج :-
1) اعتماد القيادات المدنية على القادة العسكريين من حيث الاستشارة حيث لديهم خبرات طويلة سواء عسكريًا أو مدنيًا.
2) رغبة القادة العسكريين في الدخول للحياة المدنية بعد إحالتهم للتقاعد.
3) اهتمام الأحزاب السياسية في ضم القادة العسكريين لجانبهم أو في عضوية هذه الأحزاب.
· دور العسكريين في مجال السياسة الخارجية /
مسألة الأمن تمثل مشكلة حيوية تواجهها إسرائيل منذ قيامها ولذلك تشير الدلائل إلى وجود نفوذ قوي داخل المؤسسة العسكرية تجاه مسألة الصراع العربي الإسرائيلي وكيفية حل هذا الصراع.
o جماعات الضغط في إسرائيل /
يمكن تعريفها بأنها جماعات ترتبط فيما بينها بمصالح مشتركة وتحاول الضغط على السلطة والتأثير على الرأي العام لتحقيق مصالحها دون أن تهدف للوصول إلى السلطة.
أهم ما يميزها في إسرائيل أنها نشأت بعد قيام دولة إسرائيل وهذه الجماعات يختلف دورها من جماعة إلى أخرى ومن قضية إلى أخرى ومن فترة لأخرى وهناك أسباب لقوة جماعات الضغط في إسرائيل يمكن إجمالها في :-
1- عدم وضوح التسلسل السلطوي داخل الكيان الإسرائيلي من خلال عدم وجود دستور مكتوب يحدد الصلاحيات والمسئوليات للأجهزة الرئيسية في إسرائيل.
2- تعددية مراكز اتخاذ القرار في إسرائيل حيث أن عملية صنع القرار تمر بعدة مستويات ومراحل.
3- طبيعة المجتمع الإسرائيلي كمجتمع مهاجر يتكون من فئات عرقية ودينية مختلفة.
· أنواع جماعات الضغط / هناك 6 أنواع في إسرائيل :
1- الجماعات الرأسمالية.
2- الجماعات اليهودية.
3- الجماعات الأكاديمية والثقافية.
4- الجماعات السياسية.
5- جماعات الضغط الخارجية.
6- الجماعات الاجتماعية.
لو أخذنا أمثلة على بعضها نستطيع القول أن الجماعات الدينية تتمتع بدور فعال في التأثير على الحكومة الإسرائيلية وعلى سياسة الحكومة بسبب أهمية الدين اليهودي كأساس للوجود اليهودي في فلسطين من جهة ومن جهة ثانية في بعث القومية اليهودية.
مثال الجماعات السياسية:- أهدافها السياسية محددة وتتناول قضايا السياسة الخارجية وخاصة مسألة السلام بين إسرائيل والعرب، من أهم هذه الجماعات حركة السلام الآن والمجلس السفاري.
جماعات الضغط الخارجية:- نجدها تمارس دورًا من خلال الضغط على الحكومة والتهديد بتقليص المساعدات الإسرائيلية ومن أهمها اللوبي الصهيوني في أمريكا.
الجماعات الاجتماعية:- تملك قوة مستقلة لها تصورات معينة وتستطيع أن تفرضها على صانعي القرار في حكومة إسرائيل ومن أهم هذه الجماعات الاجتماعية الكيوبيتز والموشاف.
· خصائص النظام السياسي الإسرائيلي /
يمتاز بـ(6) خصائص أساسية:-
1- سيطرة الأيديولوجية الصهيونية على النظام السياسي بقياداته وأحزابه وبرامجه.
2- أن النظام السياسي الإسرائيلي يعطي نوعًا من القوة غير المتوازنة بين السلطة التنفيذية المتمثلة في مجلس الوزراء والسلطة التشريعية المتمثلة في الكنيست.
3- أن النظام السياسي الإسرائيلي يوصف بالوحدة والتماسك وخاصة في المواقف الحرجة أو الحاسمة وهذا هو الالتفاف حول القيادات الحزبية.
4- أن النظام السياسي الإسرائيلي يوصف بالاستقرار والثبات على الرغم من تعددية الأحزاب.
5- أن النظام السياسي الإسرائيلي يمتاز بأنه ذو تركيبة مدنية ومحتوى سياسي ولكن السيطرة الفعلية هي للمؤسسية العسكرية.
6- أن النظام السياسي الإسرائيلي يجمع بين مفهومين مفهوم الدولة الجديدة أو الحديثة التي استقلت بعد الحرب العالمية الثانية وبين مفهوم الدولة القديمة وهي دولة يهوذا أو تُسمى بالدولة العبرية.
الكيان الفلسطيني :
فلسطين كانت جزء من العالم العربي وكانت خاضعة للحكم العثماني حتى منتصف الحرب العالمية الأولى، عندما تم تقسيم العالم العربي لشطرين ، الشطر الأول وهو ما يسمى بالانتداب الفرنسي على كل من سوريا ولبنان. والانتداب البريطاني في فلسطين والعراق.
· المراحل / هي 3 مراحل أساسية :-
1- نشوء الهيئة التنفيذية العليا لفلسطين برئاسة الحاج محمد أمين الحسيني.
2- حكومة عموم فلسطين برئاسة موسى العلمي.
3- منظمة التحرير الفلسطينية وقد تولى منصب الرئاسة للمنظمة 4 أشخاص هم:
أ) السيد أحمد الشقيري.
ب) السيد أحمد حلمي.
ت) السيد ياسر عرفات.
ث) السيد محمود عباس.
· الهيئة العربية العليا والجامعة العربية :-
شارك السيد موسى العلمي بصفة رسمية في اللجنة التحضيرية للجامعة العربية وصدر عن هذه اللجنة قرار يعتبر فلسطين ركن من أركان الدول العربية ولكن بعد إعلان ميثاق الجامعة حالت الظروف دون قبول فلسطين كعضو في الجامعة العربية باعتبار أن الميثاق يقتصر على الدول المستقلة وفلسطين كانت خاضعة تحت الانتداب البريطاني.
· حكومة عموم فلسطين :-
بعد صدور قرار التقسيم رقم (181) والصادر في نوفمبر 1947 والذي اعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 43% من إجمالي المساحة لفلسطين. الشعب الفلسطيني بقيادة الهيئة العربية العليا في فلسطين رفض هذا القرار وأيضا بعض الدول العربية رفضت القرار حيث كانت رغبة الدول العربية في رفض إبراز الكيان الفلسطيني وكانت لا ترغب بتحمل مسئولية حماية الشعب الفلسطيني.
دعت الهيئة التنفيذية العليا إلى اجتماع أو مؤتمر وطني عُقد في فلسطين وتم تشكيل مجلس وطني يضم ممثلين للشعب الفلسطيني وصدر عنه /
قيام حكومة عموم فلسطين برئاسة موسى العلمي والتي أعلنت استقلال فلسطين وإقامة دولة ديمقراطية.
منذ عام 1948 وهو التاريخ الذي تم بموجبه قيام دولة إسرائيل تولت الجامعة العربية مسئولية الدفاع عن فلسطين باعتبارها قضية عربية تخص الأمة العربية وليس الشعب الفلسطيني، وأصبحت الناطقة باسم فلسطين وشاركت في جميع الأنشطة الخاصة بالقضية الفلسطينية على الصعيد الإقليمي والدولي.
أيضا الدول العربية كانت لديها محاولات في التدخل في قيام الكيان الفلسطيني فالعراق كان له تأثير من خلال قناعاتها باستقلالية العمل الفلسطيني.
مصر كانت غير راضية على أداء الهيئة العربية العليا في فلسطين كممثلة للشعب الفلسطيني وبدأت مصر تتطلع لإقامة كيان فلسطيني جديد قادر على الاستجابة لمتطلبات الصراع مع إسرائيل على أن يكون هذا الكيان ضمن التوجهات القومية للقيادة المصرية وليس منفصل عنها.
سوريا كانت تطالب بالوحدة العربية لتحرير فلسطين دون أن يكون لها برنامج لهذا التحرير.
الأردن عمل على تهيئة الأجواء لتوحيد بعض الأجزاء المتبقية من فلسطين وخاصة في الضفة الغربية وأيضا رفض محاولات الجامعة العربية لإقامة حكومة عموم فلسطين.
· الشعب الفلسطيني:-
وجد نفسه مشتت بين عدة دول وتأثر بأوضاعها وأصيب بالذهول نتيجة هزيمة الدول العربية في حرب 1948.
لكن هذا الشعب استطاع الثبات والمقاومة والسبب يعود إلى :
1- أن معظم المهاجرين انحدروا من خلفيات اجتماعية وثقافية واحدة.
2- نشاط وذكاء وتكيف هؤلاء اللاجئين في الدول العربية.
3- التقدم الاقتصادي السريع في بعض الدول العربية.
4- انتماء هؤلاء اللاجئين لأرضهم ووطنهم على الرغم من أنهم غرباء في الدول العربية.
- في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات ظهر تيار مستقل يطالب بإنشاء مقاومة شعبية لها دور في الصراع العربي – الإسرائيلي.
· من أهم العوامل التي دفعت لبروز هذا التيار هي :
1- الهزيمة المصرية في حرب السويس 1956.
2- فشل الوحدة العربية المصرية – السورية 1962.
3- ظهور الثورة الفيتنامية كنموذج للمقاومة الشعبية.
4- عدم فاعلية الأنظمة العربية في تحقيق أي تقدم على صعيد الساحة الفلسطينية.
· ما الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل والتي حالت دون تنامي الشعور القومي للأقلية العربية في فلسطين ومن ظهور الشخصية الوطنية؟
كما نعلم أن الأقلية العربية خضعوا لعملية قهر سياسي ، ونظرة إسرائيل لهم نظرة كمواطنين من الدرجة الثانية لذلك إسرائيل عملت على اتخاذ بعض الإجراءات التي حالت دون ظهور الشخصية الوطنية :
1- إخضاع الأقلية العربية للحكم العسكري ووضع قيود على تحركاتهم السياسية.
2- استيعاب الأقلية العربية داخل الكيان الإسرائيلي ضمن أيديولوجية للقضاء على الشخصية العربية المستقلة.
3- العمل على تفتيت الأقلية العربية وخلق حزازات طائفية.
4- خلق نخب سياسية محلية متعاونة مع الكيان الإسرائيلي لتكون حلقة وصل بين القيادة الإسرائيلية والأقلية العربية.
· منظمة التحرير الفلسطينية :-
تم طرح موضوع الكيان الفلسطيني في مؤتمر القمة العربية الأول في القاهرة يناير 1964 ووافقت الدول العربية على هذا الطرح.
في مؤتمر القمة العربية الثاني سبتمبر 1964 ، تم الموافقة على إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وتم تعيين السيد أحمد الشقيري كأول رئيس للمنظمة.
وافقت الدول العربية على قيام هذه المنظمة مع معارضة دولتين هما (الأردن ، السعودية) والسبب في معارضة السعودية ليس في قيام المنظمة وإنما في الشخص الذي يتولى الرئاسة فالشقيري كان المندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة وهو فلسطيني يحمل جواز سفر دبلوماسي سعودي تم تعيينه من قِبل الخارجية السعودية ليكون مندوب دائم في الأمم المتحدة وذلك في الفترة من 1960 حتى نهاية 1962.
كما نعلم عندما تم انقلاب البشير عبد الله السلال 1962 على الإمام البدر في اليمن كان وراء هذا الانقلاب جمال عبد الناصر بالإضافة إلى أن مصر وقوتها العسكرية في اليمن قامت بشن هجمات جوية على بعض المناطق المتاخمة بين السعودية واليمن وهي جازان ، وقامت السعودية بتقديم مذكرة احتجاج للأمم المتحدة وأرسلت للشقيري الذي لم يهتم بتقديم هذه المذكرات لذلك قامت السعودية بطرد الشقيري من منصبه وسحب جوازه الدبلوماسي لم يكن منه إلا أن يلجأ إلى مصر. فعندما تم طرح الكيان الفلسطيني أصر عبد الناصر على الشقيري وكانت السعودية تعارض رئاسته.
· ما هي ردود الفعل حول قيام منظمة التحرير الفلسطينية؟:-
أيد الشعب الفلسطيني قيام منظمة التحرير الفلسطينية أما القوى والمنظمات الفلسطينية انقسمت إلى ثلاثة أقسام :
1) قسم مؤيد لقيام المنظمة.
2) قسم معارض لقيام المنظمة.
3) قسم متحفظ يطالب بإحداث بعض التغييرات في كيان المنظمة.
· مواقف المنظمات الفلسطينية :-
1- الهيئة العربية العليا في فلسطين : تؤيد فكرة إنشاء الكيان الفلسطيني وتطالب بإجراء انتخابات حرة.
2- فتح [ حركة التحرير الوطني الفلسطيني ] : ترغب في تحول منظمة التحرير الفلسطينية إلى منظمة ذات طابع عسكري وثوري.
3- حركة القوميين العرب وجبهة التحرير الفلسطينية : كانتا تؤيدان إنشاء المنظمة ولكن أبدت بعض التحفظ على عدم إقرار أهمية الدور العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية.
· ردود أفعال الدول العربية : يمكن تقسيمها إلى قسمين /
1) الدول المؤيدة لقيامها (العراق ، سوريا ، مصر).
2) الدول المعارضة لقيامها (السعودية ، الأردن).
- بالنسبة للدول المؤيدة :
العراق وسوريا طالبتا بقيام دولة فلسطينية على الأراضي غير المحتلة في فلسطين وخاصة الضفة الغربية وقطاع غزة في محاولة لانتزاع السيادة الأردنية والمصرية من هذه المناطق.
بالنسبة لمصر عملت على فتح وسائلها الإعلامية للسيد أحمد الشقيري وسمحت له بالتحدث في هذه الوسائل إضافة إلى أن مصر فوضت أحمد الشقيري بإعداد قانون للتدريب العسكري لأبناء قطاع غزة وفتحت له معسكرات لتدريب جيش التحرير الفلسطيني.
- بالنسبة للدول المعارضة :
الأردن عارض قيام أي تنظيم شعبي أو رسمي وذلك خوفـًا من انتزاع السيادة على الضفة الغربية من جهة وشق وحدة الشعب الأردني من جهة ثانية.
السعودية ترى قيام حكومة فلسطينية في المنفى وتكون ممثلة للشعب الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية.
· الهيكل التنظيمي لمنظمة التحرير الفلسطينية :-
تشمل المنظمة أربعة أجهزة هي كالتالي/
1- المجلس الوطني.
2- اللجنة التنفيذية.
3- اللجنة المركزية أو المجلس المركزي.
4- الصندوق القومي الفلسطيني.
I. المجلس الوطني أو البرلمان الفلسطيني الآن / يمثل السلطة التشريعية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأيضًا للسلطة الفلسطينية حاليًا. وهو الهيئة التمثيلية للشعب الفلسطيني ويتكون من أعضاء ينتخبون عن طريق الانتخاب المباشر من قبل الشعب وفترة العضوية 3 سنوات ويعقد دوره واحدة في كل سنة.
- اختصاصاته :
1) القيام بوضع البرامج والسياسات.
2) يقوم بانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية.
3) يقوم بإقرار ميزانية المنظمة.
4) يقوم بالنظر في تقرير الصندوق القومي الفلسطيني.
II. اللجنة التنفيذية / تمثل السلطة التنفيذية وتعد أعلى سلطة في منظمة التحرير الفلسطينية وتتكون من 14 عضو ينتخب فيما بينهم رئيس اللجنة التنفيذية.
- اختصاصاتها :
1) تمثيل الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو الخارج.
2) الإشراف على تشكيلات المنظمة والمؤسسات التابعة لها.
3) إصدار اللوائح والتعليمات واتخاذ القرارات الخاصة بتنظيم أعمال المنظمة.
4) إعداد ميزانية المنظمة والإشراف على الشؤون المالية.
III. اللجنة المركزية أو المجلس المركزي / يتكون من 60 عضو وهو مسئول مسئولية تامة أمام المجلس الوطني أو البرلمان الوطني ، وفي حالة عدم انعقاد المجلس الوطني يكون في الواقع نائبًا عنه في اتخاذ القرارات ، وقراراته عبارة عن توصيات قد يؤخذ بها أو لا يؤخذ بها.
- اختصاصاته :
1) اتخاذ القرارات في القضايا المطروحة من اللجنة التنفيذية.
2) إقرار الخطط التنفيذية المقدمة من اللجنة التنفيذية.
3) متابعة ومراقبة تنفيذ قرارات المجلس الوطني.
IV. الصندوق القومي الفلسطيني / عبارة عن صندوق مالي يقوم بتمويل المنظمة والأجهزة التابعة لها من الناحية المالية.
- اختصاصاته :
1) مراقبة مصروفات أجهزة المنظمة المختلفة.
2) الإشراف على أعمال الجباية وتنمية موارد هذه الجباية ماليًا.
لو نظرنا للهيكل التنظيمي لمنظمة التحرير الفلسطينية وقارناه بالسلطة الفلسطينية نجد أن في المنظمة الأربعة الهياكل المذكورة.
فلو أخذنا السلطة الفلسطينية نجد أن المجلس الوطني موجود وهو يمثل البرلمان، واللجنة التنفيذية يقابلها الحكومة الفلسطينية الممثلة برئيس الوزراء والوزراء. واللجنة المركزية موجودة داخل إطار السلطة ولكن تحت إدارة رئيس الدولة محمود عباس، أما الصندوق القومي فيقابله وزارة المالية في السلطة الفلسطينية.
· إستراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية /
هدف منظمة التحرير الإستراتيجي يتمثل في تحرير الأرض الفلسطينية وممارسة سيادة الشعب الفلسطيني على هذه الأرض وحقه في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية بعيدة كل البعد عن أشكال التمييز العنصري والديني ، وأن الوسيلة لتحقيق هذا الهدف هو الكفاح المسلح وهذا كان مع بداية نشوء منظمة التحرير الفلسطينية ولكن بعد تطور الأوضاع السياسية على الساحتين العربية والدولية وخاصة بعد حرب أكتوبر 1973 ظهر اتجاه جديد في موقف المنظمة وهذا الاتجاه يميل إلى الاستجابة للحلول السياسية. ويعود هذا التجول في هدف المنظمة لعدة عوامل :-
1- الأزمات التي تعرضت لها المنظمة في علاقاتها مع بعض الدول العربية.
2- ظهور اتجاه واضح نحو الحلول السلمية لدى الدول العربية وإسرائيل بعد عام 1973.
3- تزايد الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني على المستوى الإقليمي والدولي.
4- تنامي الوعي الوطني داخل الأراضي العربية المحتلة وزيادة التفاف الشعب الفلسطيني في الداخل حول المنظمة وبذلك بدأت المنظمة تقبل بفكرة اللجوء للوسائل السلمية لتحقيق أهدافها والمتمثلة في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية.
· الفكر السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية /
يقصد به التصورات التي وضعتها المنظمة لمواجهة كافة المسائل التي تعترض سبيلها إضافة لذلك يقصد بالفكر السياسي تحديد إستراتيجية المنظمة وبيان الخطوط العامة والعريضة التي تحكم علاقاتها على كافة الأصعدة الفلسطينية والعربية والدولية.
· الاتجاهات السياسية داخل المنظمة / يمكن في الواقع أن نقسمها إلى 3 اتجاهات أساسية:
(1- الاتجاه الوطني ، 2- الاتجاه القومي ، 3- الاتجاه الماركسي).
I. الاتجاه الوطني / تمثله منظمة فتح ، هذا الاتجاه يرتكز على خصائص معينة هي :-
1) إبراز الشخصية الفلسطينية.
2) استقلالية العمل الفلسطيني.
3) أهمية الكفاح المسلح.
4) رفض كافة أشكال السيطرة والوصاية على الشعب الفلسطيني.
5) تحقيق الترابط الفعلي بين الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
II. الاتجاه القومي / تمثله جبهة التحرير العربية ومنظمة الصاعقة ، وهذا الاتجاه ينادي بأن معركة تحرير فلسطين هي معركة الجماهير العربية وعلى الجيوش العربية أن تكون مدافعة للثورة الفلسطينية وأن ضرورة التحرير تهدف لتحرير الأرض أولا ، وتحرير الإنسان ثانيًا ، وذلك لإقامة مجتمع اشتراكي موحد.
III. الاتجاه الماركسي/ تمثله الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهذا الاتجاه يرى أن الصراع في فلسطين مرتبط بقوة الثورة الفلسطينية والطبقات الكادحة ضد الصهيونية والقوى الاستعمارية ، وطالب بوجود تحالف بين الثورة الفلسطينية والقوى الثورية الأخرى المتواجدة على خارطة العالم.
· شرعية المقاومة القانونية للشعب الفلسطيني /
هناك مبدأ في القانون الدولي العام ينادي بحق سكان الأراضي أن يقاوموا سلطات الاحتلال ، وهذا الحق أيضا تقرر من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ذكر بأن هناك مبادئ تقرر مشروعية المقاومة للشعوب الخاضعة تحت الاستعمار.
بالنسبة للشعب الفلسطيني هناك مبادئ تقرر مشروعية المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي:
1- حق المقاومة استنادًا لعدم الولاء والطاعة للاحتلال الإسرائيلي.
2- حق الدفاع المشروع عن النفس وهو حق دائم ومكتسب إلى أن يتم تحرير فلسطين وتنتهي عملية العدوان.
3- حق المقاومة استنادًا لقرارات الأمم المتحدة والتي أعلنت تأييدها للشعب الفلسطيني واعترفت بشرعية نضاله وخاصة القرارات الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
4- حق المقاومة استنادًا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية والتي نصت على حماية رجال المقاومة وإصباغ الصفة الشرعية على أعمالهم القتالية.
5- حق المقاومة استنادًا إلى حق تقرير المصير وهذا الحق يشمل 3 نقاط فرعية هي:
- الحق في عودة الشعب الذين طردوا من فلسطين في 1948 أو 1967.
- الحق في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في 1967 وخاصة مدينة القدس وقطاع غزة والضفة الغربية.
- الحق في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تمارس السيادة الكاملة على الأراضي الفلسطينية كما جاء في القرار رقم (181) والصادر من قبل الجمعية العامة في نوفمبر 1947.
مشاريع التسوية السلمية.
قبل أن نتحدث عنها فإن جوهر الصراع يعود إلى نشأة الكيان الإسرائيلي في فلسطين وطبيعة المشكلة تعتمد في المقام الأول على الوجود الإسرائيلي.
· تميز الصراع العربي الإسرائيلي بالتالي :-
1- صراع تاريخي منذ قيام الدولة الإسلامية في يثرب إلى الآن.
2- صراع حضاري ذو طبيعة شمولية.
3- صراع مصيري يرتبط بإقامة دولة لا تمتد بأي صلة في المنطقة العربية.
4- صراع متعدد الأطراف فهو صراع بين اليهود والعرب ، والعرب والقوى الاستعمارية.
· يجب التفريق بين مفهومين /
1- السلام / ونقصد به إنهاء حالة الحرب والنزاع وسيادة العلاقات الودية بين الدول وهذا المفهوم يعتمد على توازن المصالح.
2- التسوية السلمية / وهو التوفيق بين أطراف النزاع أو الصراع طبقـًا لميزان القوى ، وهذا يعتمد على توازن القوى.
· هناك أربعة فوارق جوهرية بين المفهومين :
1- السلام هو حالة فكرية ونفسية تأتي من خلال القناعة بالاستقرار ومراعاة العدالة بينما التسوية السلمية هي حالة مادية مفروضة تستند على منطق القوة.
2- السلام هو حالة دائمة بينما التسوية السلمية حالة مؤقتة.
3- السلام يعتمد على توازن المصالح بينما التسوية السلمية تعتمد على توازن القوى.
4- السلام لا يرتكز على جيل معين بينما التسوية السلمية تركز على جيل معين.
· المشاريع المطروحة لحل القضية الفلسطينية :
منذ قيام إسرائيل كان الموقف العربي يقوم على رفض الوجود الإسرائيلي وذلك من خلال مجموعة من القرارات الصادرة من القمم العربية /
- مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة عام 1962.
- مؤتمر القمة العربي الثاني في الإسكندرية عام 1964.
- مؤتمر القمة العربي الثالث في الرباط عام 1965.
· قراراتها تحرير فلسطين من خلال ما يلي :-
1- توحيد الجهد العربي لمنع التوسع الإسرائيلي.
2- الإعداد العسكري العربي.
3- إعطاء دور لنضال الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه.
4- رفض تسوية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
5- وضع خطة عربية.
- مؤتمر القمة العربي الرابع في الخرطوم عام 1966.
اهتم بإزالة العدوان الإسرائيلي وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وهذا المؤتمر أعطى أولوية للعمل الدبلوماسي.
بعد مؤتمر الخرطوم ظهرت عدة مبادرات سياسية لحل القضية حيث ظهر اتجاهين في مؤتمرات القمم العربية /
1- الاتجاه الأول يقوم على المساواة بين قضيتين هما :
- الانسحاب الإسرائيلي.
- استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
2- الاتجاه الثاني يقوم على تولي أو إعطاء منظمة التحرير مسئولية التفاوض لحل القضية.
مصر والأردن طرحتا مبادرات فردية أدت لحدوث شرخ في العلاقات العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية عام 1979.
ولقد عقد الكثير من المؤتمرات العربية وعجزت عن اتخاذ موقف محدد ، وتجنبت الخوض في تحديد الخطط في التعامل مع إسرائيل.
· المشاريع /
§المشاريع العربية /
1- أولا : اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل 1978 وتلتها اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية 1979.
يلاحظ عليهما (اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية) :-
1) أنها تمثل خروج عن الإجماع العربي.
2) أنها تمثل حل منفرد بين مصر من جهة وإسرائيل من جهة.
3) أهملت دور منظمة التحرير الفلسطينية في أية مفاوضات مستقبلية.
4) أدت إلى عزلة مصر عن العالم العربي مما جعل العرب يفتقدون الخيار العسكري.
2- ثانيا : مشروع السلام العربي : أدرك العرب على وجود خطة عربية للسلام في ظل غياب الخيار العسكري ففي مؤتمر القمة العربي في فاس 1981 ، تقدمت الحكومة السعودية بمبادرة سميت بمبادرة الأمير فهد ولكن لم يتفقوا على هذه المبادرة ، وفي العام التالي تم عقد مؤتمر في فاس وأقروا مبادرة الأمير فهد بعد أن تم تعديلها إلى مشروع السلام العربي وتم إقرار هذا المشروع في ظل مجموعة من المستجدات منها الغزو الإسرائيلي على لبنان. ولكن هذا المشروع فقد جديته من جهة وفقد فعاليته في تطبيقه والأسباب هي :-
1) خروج مصر من ساحة الصراع العربي – الإسرائيلي.
2) تشتت القوات العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد خروجها من لبنان.
يلاحظ أن الدول العربية تبنت هذا المشروع وهو إعلان لمبادئ عامة تمثل الحد الأعلى لمطالب الشعب الفلسطيني ، وهذا المشروع ينص على الأرض مقابل السلام.
3- ثالثا : المشروع الفلسطيني : في البدء تبنت منظمة التحرير الفلسطينية تحرير فلسطين كهدف وطالبت على محافظة وحدة التراب الفلسطيني وحددت المنظمة بأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد للوصل لهذا الهدف على الرغم من أن هذه المنظمة لم تتقدم بمشروع تسوية محدد إلا أنها قدمت مجموعة من المبادئ العامة لحل القضية الفلسطينية تعرف بمشروع الدولة الديمقراطية في فلسطين وهو ينص على ما يلي :-
1) أن تنشأ في فلسطين دولة ديمقراطية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
2) أن تكون هذه الدولة جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
3) أن تكون دولة علمانية.
ولذلك فإن الصراع الدائم الآن بين حماس والحكومة يدور على النقطة الثالثة.
مشروع الدولة الفلسطينية مر بمراحل من النقاش ولكنه أصبح من أسس منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي نجد أن هذه المنظمة قبلت مسألة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ومن هذا المنطلق وافقت هذه المنظمة على كافة المبادرات العربية بدءً من مبادرة الأمير فهد والسلام العربي والمبادرة العربية من قبل الأمير عبد الله وهذه المسألة أو الدولة تمثل الحد الأدنى للمطالب الفلسطينية من خلال إقامة دولة وهذه الدولة ديمقراطية تكون في منطقتين وتكون علمانية.
§المشاريع الإسرائيلية /
- العناصر المكونة للموقف الإسرائيلي : وهذه العناصر تتمثل فيما يلي /
1- التركيز على حق إسرائيل في العيش بسلام ضمن حدود آمنة وفقا لاعتبارات ميزان القوى.
2- رفض التعامل مع القضية الفلسطينية.
3- ضرورة الحصول على الشرعية الإقليمية من خلال التطبيع الكامل والاعتراف القانوني مع الدول العربية.
4- التوسع الجغرافي من خلال السيطرة على الأراضي العربية وربط مشاريع التسوية السلمية بنظرية الأمن القومي الإسرائيلي.
هذه العناصر عبّر عنها من خلال مجموعة من المشاريع أو المقترحات من أهمها (مشروع ألون) وهو المشروع الذي قدم من قبل حزب العمل. مشروع ألون يتلخص فيما يلي:-
1- عدم العودة إلى حدود ما قبل عام 1967.
2- ضم القدس الشرقية وجعل مدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
3- إمكانية الدخول في مفاوضات مع الأردن لإيجاد نوعا من الإدارة الذاتية في الضفة الغربية.
4- محاولة بناء المستوطنات في المناطق المأهولة بالسكان الفلسطينية.
5- إمكانية الانسحاب من سيناء مقابل معاهدة سلام مع مصر.
6- رفض التفاوض حول هضبة الجولان لأهميتها الأمنية والإستراتيجية.
7- الدخول في مفاوضات مباشرة مع الدول العربية وذلك من أجل الحصول على الشرعية الإقليمية أولا ، التطبيع ثانيا ، الاعتراف القانوني ثالثا.
يلاحظ على مشروع ألون عدة ملاحظات :
1- محاولة إسرائيل الإبقاء على الوضع الراهن من خلال الاستيطان وطرد السكان العرب للتقليل من الخطر الديموغرافي أو السكاني.
2- عدم رغبة إسرائيل في إلزام نفسها بموقف محدد تجاه حل القضية أو الصراع وذلك للاستفادة من رجحان كفتها في ميزان القوى.
3- أن مشروع ألون يعكس رغبة إسرائيل بالتوسع من جهة والاحتفاظ بالأراضي العربية من جهة ثانية.
4- محاولة تحقيق تسويات جزئية مع الدول العربية والعمل على تحويل هذه التسويات إلى حلول سلمية نهائية تكرس الواقع الإسرائيلي.
§ المشاريع الأمريكية /
العناصر المكونة للموقف الأمريكي تتلخص فيما يلي :-
1) المحافظة على استمرارية النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري من خلال إقامة علاقات مع الدول العربية من جهة وإسرائيل من جهة ثانية.
2) المحافظة على سلامة وأمن إسرائيل باعتبارها حامية للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
3) ضرورة أن يكون الحل من خلال مفاوضات مباشرة بين الدول العربية وإسرائيل.
4) محاولة احتواء النفوذ السوفيتي في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في منطقة الخليج العربي.
الولايات المتحدة الأمريكية قدمت مشاريع من أهمها (مشروع ريغان) عام 1983 وهذا المشروع يقوم على أساس إقامة حكم ذاتي في المناطق المحتلة وخاصة في الضفة الغربية ويكون هذا الحكم مرتبط بالإدارة الأردنية.
- يلاحظ على مشروع ريغان عدة ملاحظات :
1) أنه أهمل الحقوق الفلسطينية المشروعة.
2) أنه اعتبر الشعب الفلسطيني في الخارج مجرد لاجئين لا يحق لهم العودة لفلسطين.
3) أنه ضمن أو حافظ على الأمن الإسرائيلي والتفوق العسكري الإسرائيلي.
§المشاريع السوفيتية / العناصر المكونة للموقف السوفيتي تتلخص فيما يلي :-
1) ضرورة تحقيق الحد الأدنى للمطالب العربية.
2) ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
3) ضرورة إشراك السوفيت في عمليات التفاوض والتسوية.
قدم الاتحاد السوفيتي في عام 1982 مبادرة أو مشروع سُمي بـ(مشروع بريجينيف) ، ويلاحظ على المشروع ما يلي :
1- تأييد المشروع لقيام دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
2- ضرورة إشراك منظمة التحرير الفلسطينية في أية مفاوضات مستقبلية لحل القضية.
لو لاحظنا المشروع الأمريكي والسوفيتي لوجدنا أن الأخير أكثر ميلا للعرب من أمريكا ، وأمريكا أكثر ميلا لإسرائيل من الدول العربية لأن أمريكا كانت ترغب في شيئين/
1- ضمان أو المحافظة على نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري في المنطقة.
2- ترغب في المحافظة على أمن إسرائيل لأنها القادرة على حماية مصالحها.
بينما السوفيت كانوا ضد إسرائيل على حساب الدول العربية فكانوا يرون وما زالوا ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لأن معظم الفصائل الفلسطينية هي شيوعية أو اشتراكية يسارية.
والنقطة الثانية هي أن السوفيت يرون بأن أي عملية مفاوضات مستقبلية لابد من دخول منظمة التحرير الفلسطينية لأنها هي المعنية بالشعب الفلسطيني وليس الدول العربية.
§المشاريع الأوروبية / الموقف الأوروبي يمتاز بعدم توفر الإجماع.
فرنسا وإيطاليا كانتا تميلان لقيام أوروبا أو الاتحاد الأوروبي بدور مستقل بينما بريطانيا وألمانيا تميلان للعب دور مكمل للدور الأمريكي وهذه الأدوار نراها حتى يومنا هذا. فبريطانيا هي ذنب لأمريكا مع ألمانيا ، بينما فرنسا ترى لا بد من قيام الاتحاد الأوروبي بدور مستقل عن الدور الأمريكي.
الموقف الأوروبي يدور حول متغيرين :-
1- حق جميع دول المنطقة أن تعيش بسلام وضمن حدود آمنة معترف بها.
2- ضرورة حل القضية الفلسطينية حلا عادلا من خلال ممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير.
هذا الموقف الأوربي عُبّر عنه في بيان البندقية عام 1980 ، ويلاحظ على البيان التالي:-
1) أنه اقتصر على ذكر المبادئ العامة دون الدخول أو التدخل في تحديد أساليب التطبيق لحل القضية.
2) أنه لم يحدد الدور الأوروبي في التسوية السياسية.
3) أنه تفسير أوروبي لقرار مجلس الأمن رقم (242) الصادر في نوفمبر 1947.
§المشاريع الدولية / قرار مجلس الأمن رقم 242 في نوفمبر عام 1967.
هذا القرار صدر من مجلس الأمن بعد هزيمة العرب أو الجيوش العربية في حرب 67 وقبل بهذا القرار كل من الأردن ومصر ورفضه كل من سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
هذا القرار لو تمعنا في محتواه لوجدنا أنه يتضمن عناصر ايجابية وفي نفس الوقت يتضمن عناصر سلبية.
· العناصر الايجابية /
1) أن القرار ركز على الحاجة إلى تحقيق سلام عادل ودائم حيث أن النص على العدالة يعني إعادة الحقوق لأصحابها ألا وهم الشعب الفلسطيني.
2) أن القرار لم يسمح بالاستحواذ على الأراضي عن طريق الحرب كما فعلت إسرائيل.
3) أن القرار حاول إيجاد تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين ولكنه لم يحدد من هم اللاجئون.
4) أن القرار طالب بسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967.
5) أن القرار طالب بأن يكون الحل عن طريق الأمم المتحدة ولكن إسرائيل رفضت هذا الطلب حيث أنها ترغب في إجراء مفاوضات مباشرة مع الدول العربية.
· العناصر السلبية /
1) وجود اختلاف حول تفسير كلمة الأراضي. (فكما نعلم عملية الترجمة من الإنجليزية للعربية ففي العربية يوجد (أل) التعريف والانجليزية لا يوجد هذا بها).
2) أن القرار اقتصر بالمطالبة على سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في 1967 وهذا يعطي الشرعية لإسرائيل في الأراضي التي احتلتها في حرب 1948.
3) أن القرار طالب باحترام السيادة ووحدة الأراضي في دول المنطقة وهذا يعطي الشرعية لإسرائيل كدولة في المنطقة العربية.
4) أن القرار طالب بإنهاء حالة الحرب بين العرب وإسرائيل وهذا يقيد حق الدول العربية بما فيهم الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أنفسهم في المستقبل.
5) أن القرار طالب بضمان حرية الملاحة البحرية في الممرات المائية وهذا يتناقض مع السيادة العربية على هذه الممرات خاصة باب المندب وقناة السويس.
- هذا القرار يمكن في الواقع أن نوجد ملاحظات عامة عليه من أهمها ما يلي :-
1- أن القرار حاول أن يوازن بين المطالب العربية من جهة والمطالب الإسرائيلية من جهة ثانية مما أدى إلى وجود ازدواجية في هذا القرار.
2- أنه حاول أن يركز على مسألة الاستقرار السياسي وأهمل جانب الحق والعدالة وخاصة للشعب الفلسطيني من حيث استرداد أرضه واستعادة حقوقه وإقامة دولة فلسطينية.
3- أن القرار أعطى أهمية لمسألة إزالة آثار العدوان الإسرائيلي في عام 1967 وبالتالي فإنه تناسى أو تغاضى عن جوهر القضية الفلسطينية من جهة وأيضا أهمل الحقوق الفلسطينية حيث نظر للقضية الفلسطينية على أنها قضية لاجئين.
4- أنه نص على سحب القوات الإسرائيلية وإسرائيل فسرت هذا النص على أنه لا يشمل المستوطنات الإسرائيلية لأنها مستوطنات مدنية.
5- أن هناك اختلاف حول كلمة ( الأراضي) هل هي جميع الأراضي المحتلة عام 1967 أو جزء من هذه الأراضي كما تقول إسرائيل.
يقصد بالاستيطان عملية استقرار مجموعة من السكان في منطقة معينة إما نتيجة وجود مناطق جذب في هذه المنطقة مثل توفر مقومات الحياة مع وجود مساحات غير مأهولة بالسكان أو نتيجة وجود عوامل طرد من خلال طرد السكان الأصليين وإحلالهم بسكان غرباء.
ظاهرة أو مفهوم الاستيطان ظاهرة قديمة ارتبطت بالاكتشافات الجغرافية وعمليات الاستعمار ، وظهر بعد ذلك مفهوم الاستيطان الاستعماري وهو عبارة عن زرع مجموعة من السكان الغرباء وسط محيط السكان الأصليين ومحاولة إزالة وطرد السكان الأصليين وهدفه هو الحصول على الأرض بأية وسيلة من أجل تأمين القاعدة المادية والبشرية من خلال الهجرة.
· مميزات الاستيطان الصهيوني في فلسطين /
1- أنه استعمار إحلالي ، فالاستيطان اليهودي لم يكتفي باستغلال الأرض وإنما كان يسعى لمصادرة الأرض بشكل كلي أو نهائي واستئصال المجتمع الأصلي وإحلال مجتمع يهودي جديد.
2- أنه يهدف لبناء دولة مستقلة بعكس الاستعمار الاستيطاني الذي كان يسعى لمد نفوذه في إقليم الأرض المحتلة.
3- أنه استيطان عميل ارتبط بالمخططات الاستعمارية الأوروبية وهدفه بناء دولة مستقلة في فلسطين.
4- أنه استيطان توسعي يسعى لتوسيع الحدود حسب الإمكانيات المتوفرة لديه ويعتمد على القوة العسكرية لفرض الأمر الواقع.
5- أنه يحاول أن يبرر شرعيته بالاستناد على أسس أيديولوجية وإدعاءات دينية.
· مراحل الاستيطان الصهيوني في فلسطين : يمكن أن نقسمها إلى ثلاثة مراحل /
1- مرحلة الاستيطان المنعزل ، وذلك قبل 1882.
2- مرحلة الاستيطان المهاجر ، وذلك بعد 1882 حتى ما قبل قيام دولة إسرائيل 1948.
3- مرحلة الاستيطان الرسمي ، وهذه المرحلة هي الممتدة من 1948 – 1967.
- أولا :مرحلة الاستيطان المنعزل /
يمكن أن نرجع الدعوات الأولى للاستيطان اليهودي إلى بدايات التفكير الاستعماري الأوروبي في المنطقة العربية ، وفكرة الاستيطان في هذه المرحلة ارتبطت بمجموعة من الزعماء الاستعماريين الذين رأوا في الاستيطان خدمة لأهدافهم التوسعية واتصفت هذه المرحلة بعدة خصائص /
1- العشوائية.
2- عدم التنظيم.
3- عدم وجود الدعم المالي والبشري.
- ثانيا : الاستيطان المهاجر /
هذه المرحلة بدأت بوصول أولى الهجرات اليهودية المنظمة لفلسطين بعد عام 1882. هذه المرحلة اتصفت بعدة خصائص :
1- عدم وجود تخطيط متكامل للهجرة.
2- أن هذه الهجرات اليهودية لفلسطين كانت تعبر عن حلول مؤقتة للمسألة اليهودية.
نجد أن الهجرة اليهودية تعد احد المتغيرات الأساسية التي لعبت دورًا أساسيًا في عمليات الاستيطان الصهيوني وساهم في ذلك توفير العنصر البشري الذي شكل أسس ومعالم المجتمع الإسرائيلي في الوقت الراهن، كذلك نجد أن هذه الهجرات ساعدت في تحديد الحدود الديموغرافية للكيان الإسرائيلي في الفترات التي تلت هذه المرحلة لكن هناك بعض الملاحظات على هذه المرحلة :-
1- أن عمليات الهجرة لفلسطين ارتبطت بعمليات الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في المجتمعات الأوروبية.
2- أن عملية الهجرة والاستيطان في فلسطين اتخذت الطابع السياسي مع بداية ظهور أو انعقاد مؤتمر الحركة الصهيونية والتفكير في إنشاء دولة يهودية.
3- أن نسبة اليهود المهاجرين لفلسطين مقارنة بمجموع الهجرة اليهودية العالمية هي نسبة ضئيلة وذلك لعدم رغبة اليهود بالهجرة أولا ، وعدم إيمانهم بأهداف الحركة الصهيونية ثانيا.
4- أن عمليات الاستيطان تأثرت بطبيعة المهاجرين وذلك نتيجة لشعورهم بالاغتراب في المجتمع الجديد.
5- أن عمليات الاستيطان تأثرت بظروف المجتمع العربي وبدأ الاستيطان سهلا نتيجة الحصول على الأراضي الواسعة.
6- أن الأراضي اللازمة للاستيطان تم شرائها عن طريق الفلاحين العرب وهؤلاء تنازلوا عن أراضيهم نتيجة إغلاق البنك الزراعي الفلسطيني.
- ثالثـا : مرحلة الاستيطان الرسمي /
في هذه المرحلة ظهرت مجموعة من المتغيرات السكانية ويمكن تلخيصها في (3) متغيرات:
1- استيلاء الكيان الإسرائيلي في 1948 على حوالي 77% من أراضي فلسطين بدلا من 56% حسب قرار التقسيم المقرر لهم والصادر في نوفمبر 1947.
2- تقلص عدد السكان العرب في المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1948، وهذا التناقص جعل العرب يصبحون أقلية في المناطق التي استولت عليها إسرائيل.
3- قدوم أعداد كبيرة من المهاجرين اليهود والذين جاؤوا من بعض الدول العربية أو الأوروبية.
· عمليات الاستيطان في الفترة ما بين 1948 – 1967 /
عمليات الاستيطان خلال هذه الفترة اتجهت نحو ترسيخ القاعدة البشرية والقاعدة الاقتصادية وتحقيق الدعم العسكري والسياسي واتجهت عمليات الاستيطان في اتجاهين رئيسية:-
1- إقامة مدن التنمية وتحقيق الاستيطان المدني حيث بدأت إسرائيل بعد عام 1948 للتخطيط لتحويل الكثير من المستوطنات القروية إلى مستوطنات مدنية لهذا لجأت إسرائيل لإنشاء هذا النوع من المستوطنات في المناطق الزراعية حيث تتوفر فيها المياه.
2- الاستيطان القروي : إسرائيل بعد 1948 قامت بإنشاء مجموعة من المستوطنات القروية بهدف سد الثغرات الأمنية على الحدود بين إسرائيل من جهة والدول العربية من جهة ثانية إضافة إلى أن هذه المستوطنات تكون نقاط دفاع ضد الهجمات العربية من جهة ومراكز للانطلاق للتوسع داخل الأراضي العربية من جهة أخرى.
· حرب 1967 مثلت مرحلة جديدة من مراحل الاستيطان الإسرائيلي حيث أسفرت عن احتلال إسرائيل لكافة الأراضي الفلسطينية إضافة لبعض الأجزاء من الدول العربية مثل سيناء و الجولان.
· الفكر الاستيطاني بعد 1967 / يظهر من خلال وجود اتجاهين :-
1- اتجاه يغلب الاعتبارات الأمنية.
2- اتجاه يغلب الاعتبارات الدينية والتاريخية.
- أولا : الاتجاه الأمني / نجد أن هذا الاتجاه برز بعد عام 1967 على يد قيادات حزب العمل. هذا الاتجاه يرتكز على الفرضيات التالية :-
1- أن بعض المناطق لا يمكن التنازل عنها للعرب وخاصة القدس وهضبة الجولان.
2- استخدام المستوطنات للمساومة من أجل الضغط على العرب بالقبول بالتفاوض مع إسرائيل.
3- ضرورة الاستيطان في المراكز الحدودية وتجنب الاستيطان في المناطق المأهولة بالسكان.
- ثانيا : الاتجاه الديني والتاريخي / هذا الاتجاه تبلور على يد حزب الليكود وينطلق في تحديد موقفه من الاستيطان على ما يلي :
أ- الإيمان بالشرعية الإلهية والأساس الديني لإسرائيل.
ب- تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية.
ت- النظر للعرب نظرة عداء وكراهية واعتبارهم عنصر زائد داخل الدولة اليهودية.
من خلال هذين الاتجاهين ظهر العديد من المشاريع الاستيطانية من أهمها :-
مشروع ألون : وكان وزيرًا للدفاع في الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، ويقوم مشروع ألون على مجموعة من العناصر :
1- عدم العودة إلى حدود ما قبل 1967.
2- تجنب التجمعات العربية في عمليات الاستيطان ومحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من الأراضي بأقل عدد من السكان وذلك لضمان نقاء العنصر اليهودي في إسرائيل.
3- ضم القدس لإسرائيل ومحاولة تطويقها بعدد من المستوطنات حتى تجعل عملية إرجاعها للسيادة العربية عملية مستحيلة.
لذلك نجد أن إسرائيل بعد 1967 طبقت عمليات الاستيطان في بعض المناطق /
1- قطاع غزة : واجهت عمليات الاستيطان مجموعة من الصعاب من أهمها
أ) ضيق المساحة الجغرافية لقطاع غزة.
ب) ندرة الموارد الاقتصادية في هذا القطاع.
لذلك عندما ننظر للمستوطنات في القطاع نجدها صناعية ، بعد توقيع اتفاقية أوسلو مع السلطة الفلسطينية أعادت الحكومة الإسرائيلية هذه المستوطنات للحكومة الفلسطينية.
2- في الجولان : بعد حرب 1967 واحتلال إسرائيل للجولان أخلت الجولان من السكان العرب وحلت محلهم سكان يهود ، لذلك بدأت عمليات الاستيطان في الجولان من خلال بناء مستوطنات عسكرية حيث أن الجولان متاخم لدولة عربية وهي سوريا وتعتبرها إسرائيل أحد دول المواجهة لذا امتاز بناء المستوطنات بالعسكرية.
3- سيناء : سارت سيرًا بطيئـًا لصعوبة الظروف المناخية وطبيعة الأراضي الصحراوية وبنت إسرائيل عدد من المستوطنات في سيناء ولكن بعد اتفاقية كامب ديفيد ومعاهد السلام الإسرائيلية – المصرية ، اضطرت إسرائيل لتدمير المستوطنات بعد انسحابها.
لذلك نلاحظ أن داخل الأراضي الفلسطينية بَنت إسرائيل مستوطنات تمتاز بالطابع المدني أو الصناعي ، أما المستوطنات في الأراضي العربية تمتاز بالطابع العسكري.
· إستراتيجية الاستيطان /
الخطوط العامة لسياسة الاستيطان تتمثل في :-
1- التأكيد على حرية الاستيطان واستمراريته من خلال الفصل بين الاستيطان من جهة وإمكانية الوصول لمستويات إقليمية من جهة ثانية.
2- التركيز على إقامة المستوطنات في المناطق الحيوية ذات المواقع الإستراتيجية أو من خلال الأراضي الزراعية.
3- العمل على توفير المقومات المادية للاستيطان من خلال محاولة توفير مصادر المياه وخاصة في بحيرة طبريا.
4- المحافظة على الطابع اليهودي من خلال تفريغ المناطق العربية من السكان العرب بشتى الطرق والعمل على زيادة عدد السكان اليهود في المستوطنات من خلال توفير فرص العمل لهم.
5- ربط الضفة الغربية بالاقتصاد الإسرائيلي.
6- تنفيذ المشاريع الاستيطانية والسياسات الحربية في مجال الاستيطان في نفس الوقت من خلال عملية التوازن بين بناء مستوطنات من جهة والقيام بالأعمال الحربية من جهة ثانية.
· الكيان الإسرائيلي /
يتميز المجتمع الإسرائيلي بأنه مجتمع من المهاجرين الذين جاؤوا من عدة دول أوروبية وأفريقية وعربية ، وكانت لديهم مستويات اجتماعية وثقافية واقتصادية مختلفة وأيضا ينتمون لأصول حضارية وعرقية متباينة. ويمكن أن نقسم المجتمع الإسرائيلي إلى أربعة فئات أساسية /
1- فئة الاشكانزم : أو ما يطلق عليه اليهود الغربيون وهذه الفئة هاجرت من دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وهم ينتمون لأصول غربية وكان الدافع السياسي والقومي وراء هجرة هذه الفئة.
2- فئة السفرديم : أو ما يطلق عليهم اليهود الشرقيون وهذه الفئة جاءت من دول أوروبا الشرقية وروسيا والدول العربية وكان الدافع الديني وراء هجرة هذه الفئة.
3- فئة الصابرة : وهم مواليد فلسطين إما من أصل اشكانزمي أو من أصل سفرديمي وهذه الفئة تمثل اليوم الغالبية بين سكان إسرائيل ومعظم هذه الفئة من الشباب الذين عاشوا وتربوا في المستوطنات الزراعية وخاصة مستوطنات الكيوبيتز والموشاف.
4- فئة الأقلية العربية : وهم السكان العرب الذين بقوا في إسرائيل بعد قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948.
إذن المجتمع الإسرائيلي يتكون من أربعة فئات.
· الترابط بين فئات المجتمع والقوى السياسية /
نلاحظ من خلال الفئات السابقة أن فئة الاشكانزم هي التي تسيطر على الحياة السياسية ويليها مباشرة فئة الصابرة وهي التي تسيطر على القيادة العليا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يليها فئة السفرديم وهذه الفئة تمثيلهم في المناصب العليا هو تمثيل ضئيل ولا يتناسب مع حجمهم العددي ولذلك اقتصر تمثيلهم في الوظائف المتوسطة بعد هذه الفئة تأتي الأقلية العربية ذات الدور المحدود في النظام السياسي ولذلك اقتصر تمثيلهم على المناصب الدنيا.
· الترابط بين فئات المجتمع والنظام الطبقي /
تشكل فئة الاشكانزم الطبقة العليا داخل المجتمع الإسرائيلي وهذه الفئة تعيش في المدن الرئيسية تليها فئة الصابرة التي تشكل الطبقة الوسطى وتعيش في المستوطنات الإسرائيلية يليها فئة السفرديم والتي تشكل الطبقة الدنيا وتعيش في الريف وهي مكونة من العمال وفي المرتبة الرابعة فئة الأقلية العربية وتمثل الطبقة الدنيا ومكونة من فئة المزارعين.
· الملامح المميزة للمجتمع الإسرائيلي / يتميز بـ(6) خصائص أساسية :-
1- أنه تجمع سكاني غير طبيعي سبق قيام الدولة فيه ونشوء المجتمع.
2- أنه مجتمع جديد قام على أساس الاستيطان في أرض لا يمت لها بأي صلة مما يجعله يفتقر إلى الاستمرارية.
3- أنه مجتمع أيديولوجي تسيطر عليه الأبعاد الأيديولوجية المتمثلة في الدين اليهودي والعقيدة الصهيونية.
4- أنه مجتمع عنصري وذلك بإدعائهم بأنهم شعب الله المختار والتعصب الديني الذي يرتكز على العرق والدين.
5- أنه مجتمع تكثر فيه التناقضات والصراعات نظرًا لتركيبة المجتمع الإسرائيلي كمجتمع مهاجر.
6- أنه مجتمع عسكري يعتمد على القوة العسكرية لفرض الأمر الواقع.
· النظام السياسي في إسرائيل /
هو نظام جمهوري برلماني يقوم على وجود رئيس جمهورية يتمتع بسلطات اسمية مع وجود رئيس وزراء والذي يمثل قمة السلطة التنفيذية بالإضافة لوجود برلمان يسمى (الكنيست) الإسرائيلي وهو الذي يمثل السلطة التشريعية بجانب سلطة قضائية مستقلة.
· الدستور الإسرائيلي /
بعد قيام دولة إسرائيل في 1948 ثار جدل حول إمكانية وضع دستور للدولة. جرت عدة محاولات لوضع هذا الدستور حيث تم تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين برئاسة (ليوكوهين) وعُرفت بلجنة كوهين التي وضعت مسودة للدستور. لكن هذه المسودة لم تحصل على موافقة الكنيست ، بعد ذلك لجأت إسرائيل لإصدار قانون انتقالي وكان ذلك في 1949 وهذا القانون الانتقالي سُمي بالدستور الصغير ليكون أهم الوثائق الدستورية التي يستند عليها النظام السياسي الإسرائيلي والذي يوضح السلطات الثلاث.
في الواقع إسرائيل من الدول القلائل في العالم الذي لا يوجد فيها دستور مكتوب وهناك أسباب أدت لمعارضة وجود دستور مكتوب وهي:-
1- أن إسرائيل كدولة يهودية لم تكتمل أراضيها ولا شعبها وبالتالي ترغب في مشاركة الأجيال القادمة في كتابة الدستور.
2- معارضة رجال الدين اليهود على أساس أن إسرائيل دولة يهودية تتبع التعاليم السماوية والتقاليد اليهودية ، ووجود دستور من وجهة نظر رجال الدين قد يجهل الدولة علمانية لا دينية.
3- أن وجود دستور مكتوب قد يؤدي لنشوب خلافات سلبية بين قوتين هما القوة الدينية والقوة العلمانية.
4- أن عدم وجود دستور مكتوب يعطي الحكومة والكنيست حرية أكبر للتصرف في مواجهة الأحداث على الساحة السياسية سواء داخليًا أو خارجيًا.
· النظام الانتخابي في إسرائيل /
يمكن أن نرجعه لمرحلة ما قبل قيام دولة إسرائيل. وفي الوقت الراهن يقوم النظام الانتخابي في إسرائيل على مجموعة من الأسس:-
1- أن الانتخابات في إسرائيل تتم على أساس القوائم الحزبية التي تعدها الأحزاب السياسية حيث يقدم كل حزب قائمة مكونة من (120) عضو.
2- يكون التصويت للقائمة الحزبية ككل وليس للأفراد الموجودين داخل القائمة ، ولذلك نجد أن النظام الانتخابي لا يعترف بالمرشحين المستقلين.
3- تعتبر إسرائيل كلها دائرة انتخابية واحدة حيث توزع القوائم الحزبية على جميع المراكز الانتخابية في إسرائيل.
4- يتم تمثيل الأحزاب في الكنيست وفقــًا لنسبة الأصوات التي حصلت عليها قوائمها الانتخابية وهذا ما يُسمى بنظام التمثيل النسبي.
· السلطات الرئيسية لإسرائيل/ تتكون من ثلاثة سلطات:
1- السلطة التشريعية المتمثلة في البرلمان أو الكنيست ويتكون من 120 عضوًا يتم انتخابهم بطريقة الانتخاب المباشر ومدتهم 4 سنوات وينتخب من بين الأعضاء الرئيس ، ويتولى رئيس الدولة الكنيست إذا تغيّب رئيس الكنيست ، ويضم مجموعة من اللجان مثل الدفاع والأمن.
- اختصاصات البرلمان أو الكنيست :
1) الاختصاص التشريعي المتمثل في إصدار القوانين والتشريعات.
2) الاختصاص المالي المتمثل في إقرار الميزانية والرقابة على الشؤون المالية وفرض الضرائب.
3) الاختصاص السياسي المتمثل في الرقابة على السلطة التنفيذية له.
2- السلطة التنفيذية وتتكون من رئيس الدولة من جهة ومجلس الوزراء من جهة أخرى. رئيس الدولة ينتخب من قبل البرلمان لمدة خمس سنوات وتنحصر وظيفته في الوظائف الشكلية. مجلس الوزراء يتكون من رئيس الوزراء إضافة إلى الوزراء. ورئيس الوزراء هو زعيم الحزب السياسي الفائز في الانتخابات التشريعية وهو الذي يقوم بتعيين الوزراء بعد التشاور مع الأحزاب المتآلفة معه ، والقرارات تصدر بالأغلبية.
- صلاحيات السلطة التنفيذية :
1) صنع السياسات العامة للدولة داخليًا وخارجيًا.
2) تمتلك حق المبادرة التشريعية.
3) تمتلك الصلاحيات التنظيمية.
3- السلطة القضائية وتتمثل في محكمة العدل العليا وهذه المحكمة تتمتع بالاستقلال التام ، وتضم تسعة قضاة ، ومقرها القدس ويتم تعيين القضاة من قِبل الكنيست أو البرلمان مدى الحياة.
- المحكمة تقوم بالتالي :
1) مراقبة القوانين.
2) الإشراف على الأمور القانونية.
3) حماية الحريات والحقوق العامة.
· الأسباب التي أدت إلى إعاقة عمل المحكمة /
1- أن محكمة العدل العليا غير مخولة بمراقبة دساتير القوانين.
2- عدم وجود دستور مكتوب يحدد الصلاحيات والمسئوليات بين السلطات الثلاث.
3- عدم السماح لمحكمة العدل العليا في التدخل في الأمور العسكرية.
4- عدم وجود ميثاق حقوق الحريات والذي يعطي المحكمة مرجعًا قانونيًا لمراقبة قوانينها.
o الأحزاب السياسية / هناك في إسرائيل أكثر من 12 حزب ويمكن أن تصنف هذه الأحزاب في أربعة مجموعات :
1- الأحزاب الاشتراكية العمالية : تعتبر هذه الأحزاب ممثلة للطبقة العاملة في إسرائيل وهي التي تسيطر على لاقتصاد ومن أبرزها حزب العمل.
2- الأحزاب اليمينية : وتشمل مجموعة من الأحزاب وهي أحزاب قومية متطرفة تطالب بتطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي مواقفها تتسم بالشدة للحلول السلمية للقضية الفلسطينية مثل حزب الليكود.
3- الأحزاب الدينية : وهذه الأحزاب تمثل القوى الدينية في إسرائيل وهي التي تحاول توحيد المجتمع الإسرائيلي من خلال سيطرة الدين على الدولة وتعارض عمليات السلام مع العرب ومن أهمها حزب شاس.
4- الأحزاب اليسارية : وهذه تنادي بتطبيق الماركسية وأيضا تنادي بإعطاء الشعب الفلسطيني بعضا من حقوقه وترفض المناطق المحتلة في عام 1967. من أهم هذه الأحزاب حزب راكاح والحزب الشيوعي ماكاي وحزب اليسار الإسرائيلي.
· مميزات الأحزاب السياسية في إسرائيل / تتمثل في ستة خصائص هي :
1- أن هذه الأحزاب نشأت قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948 حيث أنها نشأت خارج فلسطين ومن ثم انتقلت إلى فلسطين بكياناتها وأيديولوجياتها وهي التي أوجدت إسرائيل.
2- أن هذه الأحزاب هي أحزاب صهيونية وهذا يفسر عمليات الائتلاف والتعاون بين الأحزاب.
3- أن هذه الأحزاب مؤسسات استيطانية تمارس النشاط الاقتصادي – الاجتماعي والثقافي.
4- النظام الحزبي يمتاز بكثرة الأحزاب وتنوع الأيديولوجيات مما يجعله قادر على استيعاب جميع الاتجاهات في إسرائيل.
5- أن هذه الأحزاب شهدت مجموعة من الانشقاقات والصراعات والاندماج ما جعل التنافس بينها محتدم.
6- وجود ظاهرة المركزية الشديدة والانضباط في هذه الأحزاب.
o الاتحاد العام للعمال / تأسس خلال فترة الانتداب البريطاني وكان في عام 1920 نتيجة اتحاد مجموعة من الحركات العمالية اليهودية في عام 1960. سُمح الانضمام للعمال العرب في عضوية هذا الاتحاد وأهداف هذا الاتحاد مرتبطة بالصهيونية حيث أن هدفه هو تنظيم العمال اليهود.
· للاتحاد العام للعمال أربعة أدوار رئيسية :-
1- الدور الاستيطاني والمتمثل في المساهمة في انجاز المشروع الصهيوني في فلسطين من خلال المساعدة على الهجرة اليهودية وبناء المستوطنات.
2- الدور الاجتماعي المتمثل في ضمان التماسك الاجتماعي ودعم الوحدة الوطنية.
3- الدور الاقتصادي المتمثل في إدارة بعض القطاعات الاقتصادية العامة في إسرائيل.
4- الدور السياسي المتمثل في تأمين التأييد للسياسات.
· ما هي أسباب قوة الاتحاد العام للعمال؟ يمكن أن نرجع أسباب قوته إلى 3 أسباب /
1- الترابط بين قيادة الدولة وقيادة الاتحاد العام للعمال منذ قيام إسرائيل عام 1948.
2- دور الاتحاد في بناء المجتمع الإسرائيلي في فلسطين قبل قيام إسرائيل من خلال تسهيل الهجرة اليهودية وبناء المستوطنات.
3- أنه أداة أساسية تعبر من خلاله التفاعلات السياسية للمجتمع عن قراراتها.
· ظهرت مؤشرات تؤكد على تراجع دور الاتحاد العام للعمال كقوة سياسية. من هذه المؤشرات/
1) اتجاه إسرائيل نحو التصنيع بينما يرتكز مجال العمال على الزراعة.
2) توجه إسرائيل نحو تطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي.
· المؤسسة العسكرية / تشتمل على هيئة الأركان العامة ، أجهزة الاستخبارات ، معاهد الدراسات الإستراتيجية والعسكرية.
· نشأتها : نشأ مفهومان مختلفان حول طبيعة المؤسسة العسكرية والجيش الإسرائيلي هما:
1) مفهوم النموذج المهني :- يقوم على فكرة إقامة جيش وطني غير منحاز لأي أيديولوجية أو حزب سياسي وهذا المفهوم يدعو لتكوين جيش نظامي محترف.
2) مفهوم الرواد :- يقوم على فكرة الجندي الرائد والذي يعتمد عليه في حراسة المستعمرات والمستوطنات العسكرية.
بالنسبة للمفهوم الأول [النموذج المهني] أيده بنغوريون ، أما المفهوم الثاني [الرواد] أيده ألون.
· تمثيل الفئات الاجتماعية في المؤسسة العسكرية :
القيادة العليا في إسرائيل تمتاز بأنها من أصول غربية سواء كانت من فئة الاشكانزم أو فئة الصابرة الذين ولدوا في إسرائيل من نفس هذه الفئة. ويلاحظ أنه كلما ارتفعنا في سلم المناصب العسكرية نجد أن هذين الفئتين هي التي تتولى هذه المناصب وكلما انخفضنا في المناصب العسكرية نجد أن فئة السفرديم أو الصابرة من أصل سفرديمي هي التي تتولاه لذلك توجد ثغرة بين المناصب العليا والدنيا في إسرائيل.
· العلاقة بين الحياة المدنية والعسكرية /
منذ قيام إسرائيل عام 1948 أرسى بنغوريون أسس هذه العلاقة على أساس خضوع العسكريين للسلطة المدنية ولكن بعد ذلك ظهرت حاجة ملحة للفصل بين الحياة العسكرية والحياة والمدنية وتحديد مسئولية كل طرف. واستمرت هذه العلاقة حتى وقتنا الحاضر وهي الفصل بين السلطتين العسكرية والمدنية.
· العوامل المؤثرة على دور العسكريين في إسرائيل/ هناك نوعين :-
1) العوامل التي تسجع تدخل العسكريين في الحياة المدنية.
2) العوامل التي تحد من تدخل العسكريين في الحياة المدنية.
- أولا : العوامل التي تشجع تدخلهم في الحياة المدنية وتتمثل في :
1) العامل الأيديولوجي الصهيوني الذي يعتمد على القوة العسكرية لتحقيق أهدافه.
2) انقسام المجتمع الإسرائيلي وتعدد الفئات المكونة لهذا المجتمع بالإضافة إلى التعددية الحزبية في إسرائيل وهو ما أعطى دورًا متزايدًا للمؤسسة العسكرية.
3) التداخل بين العسكريين والمجتمع الإسرائيلي مما أدى إلى انتقال قيم وأفكار العسكريين إلى الحياة المدنية والمجتمع الإسرائيلي من جهة ثانية.
- ثانيا : العوامل التي تحد من تدخلهم في الحياة المدنية وتشمل أربعة عوامل :
1) نظام الاحتراف في الجيش الإسرائيلي حيث أن القادة العسكريين يعتبرون أنفسهم مجرد ضباط محترفين يمارسون العمل العسكري.
2) استقرار المؤسسات السياسية والمدنية في إسرائيل باعتبارها مؤسسات شرعية.
3) الاندماج للقادة العسكريين بعد تقاعدهم واندماجهم في المجتمع مما أدى في الواقع إلى نشوء طبقة عسكرية منغلقة في هذا المجتمع لها تطلعات سياسية.
4) توزع القادة العسكريين بعد تقاعدهم بين الأحزاب السياسية حيث نجد أن كبار القادة ينتمون لهذه الأحزاب. لذلك نجد أن معظم زعماء الأحزاب السياسية في إسرائيل هم من القادة العسكريين ما عدا حزب كاديميا حاليًا.
· دور العسكريين في الحياة السياسية /
لهم دور كبير فقد استطاعت المؤسسة العسكرية أن تشكل قوة ضغط على الحياة السياسية وبالتالي تمثل المؤسسة العسكرية دور مهم في هذه الحياة على الرغم من وجود صراع بين القيادة العامة لرئاسة الأركان المتمثلة بالعسكريين ووزارة الدفاع المتمثلة بالمجتمع المدني.
منذ حرب 67 تزايد تأثير القادة في الحياة السياسية وظهرت ثلاثة نتائج :-
1) اعتماد القيادات المدنية على القادة العسكريين من حيث الاستشارة حيث لديهم خبرات طويلة سواء عسكريًا أو مدنيًا.
2) رغبة القادة العسكريين في الدخول للحياة المدنية بعد إحالتهم للتقاعد.
3) اهتمام الأحزاب السياسية في ضم القادة العسكريين لجانبهم أو في عضوية هذه الأحزاب.
· دور العسكريين في مجال السياسة الخارجية /
مسألة الأمن تمثل مشكلة حيوية تواجهها إسرائيل منذ قيامها ولذلك تشير الدلائل إلى وجود نفوذ قوي داخل المؤسسة العسكرية تجاه مسألة الصراع العربي الإسرائيلي وكيفية حل هذا الصراع.
o جماعات الضغط في إسرائيل /
يمكن تعريفها بأنها جماعات ترتبط فيما بينها بمصالح مشتركة وتحاول الضغط على السلطة والتأثير على الرأي العام لتحقيق مصالحها دون أن تهدف للوصول إلى السلطة.
أهم ما يميزها في إسرائيل أنها نشأت بعد قيام دولة إسرائيل وهذه الجماعات يختلف دورها من جماعة إلى أخرى ومن قضية إلى أخرى ومن فترة لأخرى وهناك أسباب لقوة جماعات الضغط في إسرائيل يمكن إجمالها في :-
1- عدم وضوح التسلسل السلطوي داخل الكيان الإسرائيلي من خلال عدم وجود دستور مكتوب يحدد الصلاحيات والمسئوليات للأجهزة الرئيسية في إسرائيل.
2- تعددية مراكز اتخاذ القرار في إسرائيل حيث أن عملية صنع القرار تمر بعدة مستويات ومراحل.
3- طبيعة المجتمع الإسرائيلي كمجتمع مهاجر يتكون من فئات عرقية ودينية مختلفة.
· أنواع جماعات الضغط / هناك 6 أنواع في إسرائيل :
1- الجماعات الرأسمالية.
2- الجماعات اليهودية.
3- الجماعات الأكاديمية والثقافية.
4- الجماعات السياسية.
5- جماعات الضغط الخارجية.
6- الجماعات الاجتماعية.
لو أخذنا أمثلة على بعضها نستطيع القول أن الجماعات الدينية تتمتع بدور فعال في التأثير على الحكومة الإسرائيلية وعلى سياسة الحكومة بسبب أهمية الدين اليهودي كأساس للوجود اليهودي في فلسطين من جهة ومن جهة ثانية في بعث القومية اليهودية.
مثال الجماعات السياسية:- أهدافها السياسية محددة وتتناول قضايا السياسة الخارجية وخاصة مسألة السلام بين إسرائيل والعرب، من أهم هذه الجماعات حركة السلام الآن والمجلس السفاري.
جماعات الضغط الخارجية:- نجدها تمارس دورًا من خلال الضغط على الحكومة والتهديد بتقليص المساعدات الإسرائيلية ومن أهمها اللوبي الصهيوني في أمريكا.
الجماعات الاجتماعية:- تملك قوة مستقلة لها تصورات معينة وتستطيع أن تفرضها على صانعي القرار في حكومة إسرائيل ومن أهم هذه الجماعات الاجتماعية الكيوبيتز والموشاف.
· خصائص النظام السياسي الإسرائيلي /
يمتاز بـ(6) خصائص أساسية:-
1- سيطرة الأيديولوجية الصهيونية على النظام السياسي بقياداته وأحزابه وبرامجه.
2- أن النظام السياسي الإسرائيلي يعطي نوعًا من القوة غير المتوازنة بين السلطة التنفيذية المتمثلة في مجلس الوزراء والسلطة التشريعية المتمثلة في الكنيست.
3- أن النظام السياسي الإسرائيلي يوصف بالوحدة والتماسك وخاصة في المواقف الحرجة أو الحاسمة وهذا هو الالتفاف حول القيادات الحزبية.
4- أن النظام السياسي الإسرائيلي يوصف بالاستقرار والثبات على الرغم من تعددية الأحزاب.
5- أن النظام السياسي الإسرائيلي يمتاز بأنه ذو تركيبة مدنية ومحتوى سياسي ولكن السيطرة الفعلية هي للمؤسسية العسكرية.
6- أن النظام السياسي الإسرائيلي يجمع بين مفهومين مفهوم الدولة الجديدة أو الحديثة التي استقلت بعد الحرب العالمية الثانية وبين مفهوم الدولة القديمة وهي دولة يهوذا أو تُسمى بالدولة العبرية.
الكيان الفلسطيني :
فلسطين كانت جزء من العالم العربي وكانت خاضعة للحكم العثماني حتى منتصف الحرب العالمية الأولى، عندما تم تقسيم العالم العربي لشطرين ، الشطر الأول وهو ما يسمى بالانتداب الفرنسي على كل من سوريا ولبنان. والانتداب البريطاني في فلسطين والعراق.
· المراحل / هي 3 مراحل أساسية :-
1- نشوء الهيئة التنفيذية العليا لفلسطين برئاسة الحاج محمد أمين الحسيني.
2- حكومة عموم فلسطين برئاسة موسى العلمي.
3- منظمة التحرير الفلسطينية وقد تولى منصب الرئاسة للمنظمة 4 أشخاص هم:
أ) السيد أحمد الشقيري.
ب) السيد أحمد حلمي.
ت) السيد ياسر عرفات.
ث) السيد محمود عباس.
· الهيئة العربية العليا والجامعة العربية :-
شارك السيد موسى العلمي بصفة رسمية في اللجنة التحضيرية للجامعة العربية وصدر عن هذه اللجنة قرار يعتبر فلسطين ركن من أركان الدول العربية ولكن بعد إعلان ميثاق الجامعة حالت الظروف دون قبول فلسطين كعضو في الجامعة العربية باعتبار أن الميثاق يقتصر على الدول المستقلة وفلسطين كانت خاضعة تحت الانتداب البريطاني.
· حكومة عموم فلسطين :-
بعد صدور قرار التقسيم رقم (181) والصادر في نوفمبر 1947 والذي اعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 43% من إجمالي المساحة لفلسطين. الشعب الفلسطيني بقيادة الهيئة العربية العليا في فلسطين رفض هذا القرار وأيضا بعض الدول العربية رفضت القرار حيث كانت رغبة الدول العربية في رفض إبراز الكيان الفلسطيني وكانت لا ترغب بتحمل مسئولية حماية الشعب الفلسطيني.
دعت الهيئة التنفيذية العليا إلى اجتماع أو مؤتمر وطني عُقد في فلسطين وتم تشكيل مجلس وطني يضم ممثلين للشعب الفلسطيني وصدر عنه /
قيام حكومة عموم فلسطين برئاسة موسى العلمي والتي أعلنت استقلال فلسطين وإقامة دولة ديمقراطية.
منذ عام 1948 وهو التاريخ الذي تم بموجبه قيام دولة إسرائيل تولت الجامعة العربية مسئولية الدفاع عن فلسطين باعتبارها قضية عربية تخص الأمة العربية وليس الشعب الفلسطيني، وأصبحت الناطقة باسم فلسطين وشاركت في جميع الأنشطة الخاصة بالقضية الفلسطينية على الصعيد الإقليمي والدولي.
أيضا الدول العربية كانت لديها محاولات في التدخل في قيام الكيان الفلسطيني فالعراق كان له تأثير من خلال قناعاتها باستقلالية العمل الفلسطيني.
مصر كانت غير راضية على أداء الهيئة العربية العليا في فلسطين كممثلة للشعب الفلسطيني وبدأت مصر تتطلع لإقامة كيان فلسطيني جديد قادر على الاستجابة لمتطلبات الصراع مع إسرائيل على أن يكون هذا الكيان ضمن التوجهات القومية للقيادة المصرية وليس منفصل عنها.
سوريا كانت تطالب بالوحدة العربية لتحرير فلسطين دون أن يكون لها برنامج لهذا التحرير.
الأردن عمل على تهيئة الأجواء لتوحيد بعض الأجزاء المتبقية من فلسطين وخاصة في الضفة الغربية وأيضا رفض محاولات الجامعة العربية لإقامة حكومة عموم فلسطين.
· الشعب الفلسطيني:-
وجد نفسه مشتت بين عدة دول وتأثر بأوضاعها وأصيب بالذهول نتيجة هزيمة الدول العربية في حرب 1948.
لكن هذا الشعب استطاع الثبات والمقاومة والسبب يعود إلى :
1- أن معظم المهاجرين انحدروا من خلفيات اجتماعية وثقافية واحدة.
2- نشاط وذكاء وتكيف هؤلاء اللاجئين في الدول العربية.
3- التقدم الاقتصادي السريع في بعض الدول العربية.
4- انتماء هؤلاء اللاجئين لأرضهم ووطنهم على الرغم من أنهم غرباء في الدول العربية.
- في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات ظهر تيار مستقل يطالب بإنشاء مقاومة شعبية لها دور في الصراع العربي – الإسرائيلي.
· من أهم العوامل التي دفعت لبروز هذا التيار هي :
1- الهزيمة المصرية في حرب السويس 1956.
2- فشل الوحدة العربية المصرية – السورية 1962.
3- ظهور الثورة الفيتنامية كنموذج للمقاومة الشعبية.
4- عدم فاعلية الأنظمة العربية في تحقيق أي تقدم على صعيد الساحة الفلسطينية.
· ما الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل والتي حالت دون تنامي الشعور القومي للأقلية العربية في فلسطين ومن ظهور الشخصية الوطنية؟
كما نعلم أن الأقلية العربية خضعوا لعملية قهر سياسي ، ونظرة إسرائيل لهم نظرة كمواطنين من الدرجة الثانية لذلك إسرائيل عملت على اتخاذ بعض الإجراءات التي حالت دون ظهور الشخصية الوطنية :
1- إخضاع الأقلية العربية للحكم العسكري ووضع قيود على تحركاتهم السياسية.
2- استيعاب الأقلية العربية داخل الكيان الإسرائيلي ضمن أيديولوجية للقضاء على الشخصية العربية المستقلة.
3- العمل على تفتيت الأقلية العربية وخلق حزازات طائفية.
4- خلق نخب سياسية محلية متعاونة مع الكيان الإسرائيلي لتكون حلقة وصل بين القيادة الإسرائيلية والأقلية العربية.
· منظمة التحرير الفلسطينية :-
تم طرح موضوع الكيان الفلسطيني في مؤتمر القمة العربية الأول في القاهرة يناير 1964 ووافقت الدول العربية على هذا الطرح.
في مؤتمر القمة العربية الثاني سبتمبر 1964 ، تم الموافقة على إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وتم تعيين السيد أحمد الشقيري كأول رئيس للمنظمة.
وافقت الدول العربية على قيام هذه المنظمة مع معارضة دولتين هما (الأردن ، السعودية) والسبب في معارضة السعودية ليس في قيام المنظمة وإنما في الشخص الذي يتولى الرئاسة فالشقيري كان المندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة وهو فلسطيني يحمل جواز سفر دبلوماسي سعودي تم تعيينه من قِبل الخارجية السعودية ليكون مندوب دائم في الأمم المتحدة وذلك في الفترة من 1960 حتى نهاية 1962.
كما نعلم عندما تم انقلاب البشير عبد الله السلال 1962 على الإمام البدر في اليمن كان وراء هذا الانقلاب جمال عبد الناصر بالإضافة إلى أن مصر وقوتها العسكرية في اليمن قامت بشن هجمات جوية على بعض المناطق المتاخمة بين السعودية واليمن وهي جازان ، وقامت السعودية بتقديم مذكرة احتجاج للأمم المتحدة وأرسلت للشقيري الذي لم يهتم بتقديم هذه المذكرات لذلك قامت السعودية بطرد الشقيري من منصبه وسحب جوازه الدبلوماسي لم يكن منه إلا أن يلجأ إلى مصر. فعندما تم طرح الكيان الفلسطيني أصر عبد الناصر على الشقيري وكانت السعودية تعارض رئاسته.
· ما هي ردود الفعل حول قيام منظمة التحرير الفلسطينية؟:-
أيد الشعب الفلسطيني قيام منظمة التحرير الفلسطينية أما القوى والمنظمات الفلسطينية انقسمت إلى ثلاثة أقسام :
1) قسم مؤيد لقيام المنظمة.
2) قسم معارض لقيام المنظمة.
3) قسم متحفظ يطالب بإحداث بعض التغييرات في كيان المنظمة.
· مواقف المنظمات الفلسطينية :-
1- الهيئة العربية العليا في فلسطين : تؤيد فكرة إنشاء الكيان الفلسطيني وتطالب بإجراء انتخابات حرة.
2- فتح [ حركة التحرير الوطني الفلسطيني ] : ترغب في تحول منظمة التحرير الفلسطينية إلى منظمة ذات طابع عسكري وثوري.
3- حركة القوميين العرب وجبهة التحرير الفلسطينية : كانتا تؤيدان إنشاء المنظمة ولكن أبدت بعض التحفظ على عدم إقرار أهمية الدور العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية.
· ردود أفعال الدول العربية : يمكن تقسيمها إلى قسمين /
1) الدول المؤيدة لقيامها (العراق ، سوريا ، مصر).
2) الدول المعارضة لقيامها (السعودية ، الأردن).
- بالنسبة للدول المؤيدة :
العراق وسوريا طالبتا بقيام دولة فلسطينية على الأراضي غير المحتلة في فلسطين وخاصة الضفة الغربية وقطاع غزة في محاولة لانتزاع السيادة الأردنية والمصرية من هذه المناطق.
بالنسبة لمصر عملت على فتح وسائلها الإعلامية للسيد أحمد الشقيري وسمحت له بالتحدث في هذه الوسائل إضافة إلى أن مصر فوضت أحمد الشقيري بإعداد قانون للتدريب العسكري لأبناء قطاع غزة وفتحت له معسكرات لتدريب جيش التحرير الفلسطيني.
- بالنسبة للدول المعارضة :
الأردن عارض قيام أي تنظيم شعبي أو رسمي وذلك خوفـًا من انتزاع السيادة على الضفة الغربية من جهة وشق وحدة الشعب الأردني من جهة ثانية.
السعودية ترى قيام حكومة فلسطينية في المنفى وتكون ممثلة للشعب الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية.
· الهيكل التنظيمي لمنظمة التحرير الفلسطينية :-
تشمل المنظمة أربعة أجهزة هي كالتالي/
1- المجلس الوطني.
2- اللجنة التنفيذية.
3- اللجنة المركزية أو المجلس المركزي.
4- الصندوق القومي الفلسطيني.
I. المجلس الوطني أو البرلمان الفلسطيني الآن / يمثل السلطة التشريعية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأيضًا للسلطة الفلسطينية حاليًا. وهو الهيئة التمثيلية للشعب الفلسطيني ويتكون من أعضاء ينتخبون عن طريق الانتخاب المباشر من قبل الشعب وفترة العضوية 3 سنوات ويعقد دوره واحدة في كل سنة.
- اختصاصاته :
1) القيام بوضع البرامج والسياسات.
2) يقوم بانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية.
3) يقوم بإقرار ميزانية المنظمة.
4) يقوم بالنظر في تقرير الصندوق القومي الفلسطيني.
II. اللجنة التنفيذية / تمثل السلطة التنفيذية وتعد أعلى سلطة في منظمة التحرير الفلسطينية وتتكون من 14 عضو ينتخب فيما بينهم رئيس اللجنة التنفيذية.
- اختصاصاتها :
1) تمثيل الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو الخارج.
2) الإشراف على تشكيلات المنظمة والمؤسسات التابعة لها.
3) إصدار اللوائح والتعليمات واتخاذ القرارات الخاصة بتنظيم أعمال المنظمة.
4) إعداد ميزانية المنظمة والإشراف على الشؤون المالية.
III. اللجنة المركزية أو المجلس المركزي / يتكون من 60 عضو وهو مسئول مسئولية تامة أمام المجلس الوطني أو البرلمان الوطني ، وفي حالة عدم انعقاد المجلس الوطني يكون في الواقع نائبًا عنه في اتخاذ القرارات ، وقراراته عبارة عن توصيات قد يؤخذ بها أو لا يؤخذ بها.
- اختصاصاته :
1) اتخاذ القرارات في القضايا المطروحة من اللجنة التنفيذية.
2) إقرار الخطط التنفيذية المقدمة من اللجنة التنفيذية.
3) متابعة ومراقبة تنفيذ قرارات المجلس الوطني.
IV. الصندوق القومي الفلسطيني / عبارة عن صندوق مالي يقوم بتمويل المنظمة والأجهزة التابعة لها من الناحية المالية.
- اختصاصاته :
1) مراقبة مصروفات أجهزة المنظمة المختلفة.
2) الإشراف على أعمال الجباية وتنمية موارد هذه الجباية ماليًا.
لو نظرنا للهيكل التنظيمي لمنظمة التحرير الفلسطينية وقارناه بالسلطة الفلسطينية نجد أن في المنظمة الأربعة الهياكل المذكورة.
فلو أخذنا السلطة الفلسطينية نجد أن المجلس الوطني موجود وهو يمثل البرلمان، واللجنة التنفيذية يقابلها الحكومة الفلسطينية الممثلة برئيس الوزراء والوزراء. واللجنة المركزية موجودة داخل إطار السلطة ولكن تحت إدارة رئيس الدولة محمود عباس، أما الصندوق القومي فيقابله وزارة المالية في السلطة الفلسطينية.
· إستراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية /
هدف منظمة التحرير الإستراتيجي يتمثل في تحرير الأرض الفلسطينية وممارسة سيادة الشعب الفلسطيني على هذه الأرض وحقه في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية بعيدة كل البعد عن أشكال التمييز العنصري والديني ، وأن الوسيلة لتحقيق هذا الهدف هو الكفاح المسلح وهذا كان مع بداية نشوء منظمة التحرير الفلسطينية ولكن بعد تطور الأوضاع السياسية على الساحتين العربية والدولية وخاصة بعد حرب أكتوبر 1973 ظهر اتجاه جديد في موقف المنظمة وهذا الاتجاه يميل إلى الاستجابة للحلول السياسية. ويعود هذا التجول في هدف المنظمة لعدة عوامل :-
1- الأزمات التي تعرضت لها المنظمة في علاقاتها مع بعض الدول العربية.
2- ظهور اتجاه واضح نحو الحلول السلمية لدى الدول العربية وإسرائيل بعد عام 1973.
3- تزايد الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني على المستوى الإقليمي والدولي.
4- تنامي الوعي الوطني داخل الأراضي العربية المحتلة وزيادة التفاف الشعب الفلسطيني في الداخل حول المنظمة وبذلك بدأت المنظمة تقبل بفكرة اللجوء للوسائل السلمية لتحقيق أهدافها والمتمثلة في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية.
· الفكر السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية /
يقصد به التصورات التي وضعتها المنظمة لمواجهة كافة المسائل التي تعترض سبيلها إضافة لذلك يقصد بالفكر السياسي تحديد إستراتيجية المنظمة وبيان الخطوط العامة والعريضة التي تحكم علاقاتها على كافة الأصعدة الفلسطينية والعربية والدولية.
· الاتجاهات السياسية داخل المنظمة / يمكن في الواقع أن نقسمها إلى 3 اتجاهات أساسية:
(1- الاتجاه الوطني ، 2- الاتجاه القومي ، 3- الاتجاه الماركسي).
I. الاتجاه الوطني / تمثله منظمة فتح ، هذا الاتجاه يرتكز على خصائص معينة هي :-
1) إبراز الشخصية الفلسطينية.
2) استقلالية العمل الفلسطيني.
3) أهمية الكفاح المسلح.
4) رفض كافة أشكال السيطرة والوصاية على الشعب الفلسطيني.
5) تحقيق الترابط الفعلي بين الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
II. الاتجاه القومي / تمثله جبهة التحرير العربية ومنظمة الصاعقة ، وهذا الاتجاه ينادي بأن معركة تحرير فلسطين هي معركة الجماهير العربية وعلى الجيوش العربية أن تكون مدافعة للثورة الفلسطينية وأن ضرورة التحرير تهدف لتحرير الأرض أولا ، وتحرير الإنسان ثانيًا ، وذلك لإقامة مجتمع اشتراكي موحد.
III. الاتجاه الماركسي/ تمثله الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهذا الاتجاه يرى أن الصراع في فلسطين مرتبط بقوة الثورة الفلسطينية والطبقات الكادحة ضد الصهيونية والقوى الاستعمارية ، وطالب بوجود تحالف بين الثورة الفلسطينية والقوى الثورية الأخرى المتواجدة على خارطة العالم.
· شرعية المقاومة القانونية للشعب الفلسطيني /
هناك مبدأ في القانون الدولي العام ينادي بحق سكان الأراضي أن يقاوموا سلطات الاحتلال ، وهذا الحق أيضا تقرر من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ذكر بأن هناك مبادئ تقرر مشروعية المقاومة للشعوب الخاضعة تحت الاستعمار.
بالنسبة للشعب الفلسطيني هناك مبادئ تقرر مشروعية المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي:
1- حق المقاومة استنادًا لعدم الولاء والطاعة للاحتلال الإسرائيلي.
2- حق الدفاع المشروع عن النفس وهو حق دائم ومكتسب إلى أن يتم تحرير فلسطين وتنتهي عملية العدوان.
3- حق المقاومة استنادًا لقرارات الأمم المتحدة والتي أعلنت تأييدها للشعب الفلسطيني واعترفت بشرعية نضاله وخاصة القرارات الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
4- حق المقاومة استنادًا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية والتي نصت على حماية رجال المقاومة وإصباغ الصفة الشرعية على أعمالهم القتالية.
5- حق المقاومة استنادًا إلى حق تقرير المصير وهذا الحق يشمل 3 نقاط فرعية هي:
- الحق في عودة الشعب الذين طردوا من فلسطين في 1948 أو 1967.
- الحق في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في 1967 وخاصة مدينة القدس وقطاع غزة والضفة الغربية.
- الحق في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تمارس السيادة الكاملة على الأراضي الفلسطينية كما جاء في القرار رقم (181) والصادر من قبل الجمعية العامة في نوفمبر 1947.
مشاريع التسوية السلمية.
قبل أن نتحدث عنها فإن جوهر الصراع يعود إلى نشأة الكيان الإسرائيلي في فلسطين وطبيعة المشكلة تعتمد في المقام الأول على الوجود الإسرائيلي.
· تميز الصراع العربي الإسرائيلي بالتالي :-
1- صراع تاريخي منذ قيام الدولة الإسلامية في يثرب إلى الآن.
2- صراع حضاري ذو طبيعة شمولية.
3- صراع مصيري يرتبط بإقامة دولة لا تمتد بأي صلة في المنطقة العربية.
4- صراع متعدد الأطراف فهو صراع بين اليهود والعرب ، والعرب والقوى الاستعمارية.
· يجب التفريق بين مفهومين /
1- السلام / ونقصد به إنهاء حالة الحرب والنزاع وسيادة العلاقات الودية بين الدول وهذا المفهوم يعتمد على توازن المصالح.
2- التسوية السلمية / وهو التوفيق بين أطراف النزاع أو الصراع طبقـًا لميزان القوى ، وهذا يعتمد على توازن القوى.
· هناك أربعة فوارق جوهرية بين المفهومين :
1- السلام هو حالة فكرية ونفسية تأتي من خلال القناعة بالاستقرار ومراعاة العدالة بينما التسوية السلمية هي حالة مادية مفروضة تستند على منطق القوة.
2- السلام هو حالة دائمة بينما التسوية السلمية حالة مؤقتة.
3- السلام يعتمد على توازن المصالح بينما التسوية السلمية تعتمد على توازن القوى.
4- السلام لا يرتكز على جيل معين بينما التسوية السلمية تركز على جيل معين.
· المشاريع المطروحة لحل القضية الفلسطينية :
منذ قيام إسرائيل كان الموقف العربي يقوم على رفض الوجود الإسرائيلي وذلك من خلال مجموعة من القرارات الصادرة من القمم العربية /
- مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة عام 1962.
- مؤتمر القمة العربي الثاني في الإسكندرية عام 1964.
- مؤتمر القمة العربي الثالث في الرباط عام 1965.
· قراراتها تحرير فلسطين من خلال ما يلي :-
1- توحيد الجهد العربي لمنع التوسع الإسرائيلي.
2- الإعداد العسكري العربي.
3- إعطاء دور لنضال الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه.
4- رفض تسوية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
5- وضع خطة عربية.
- مؤتمر القمة العربي الرابع في الخرطوم عام 1966.
اهتم بإزالة العدوان الإسرائيلي وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وهذا المؤتمر أعطى أولوية للعمل الدبلوماسي.
بعد مؤتمر الخرطوم ظهرت عدة مبادرات سياسية لحل القضية حيث ظهر اتجاهين في مؤتمرات القمم العربية /
1- الاتجاه الأول يقوم على المساواة بين قضيتين هما :
- الانسحاب الإسرائيلي.
- استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
2- الاتجاه الثاني يقوم على تولي أو إعطاء منظمة التحرير مسئولية التفاوض لحل القضية.
مصر والأردن طرحتا مبادرات فردية أدت لحدوث شرخ في العلاقات العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية عام 1979.
ولقد عقد الكثير من المؤتمرات العربية وعجزت عن اتخاذ موقف محدد ، وتجنبت الخوض في تحديد الخطط في التعامل مع إسرائيل.
· المشاريع /
§المشاريع العربية /
1- أولا : اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل 1978 وتلتها اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية 1979.
يلاحظ عليهما (اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية) :-
1) أنها تمثل خروج عن الإجماع العربي.
2) أنها تمثل حل منفرد بين مصر من جهة وإسرائيل من جهة.
3) أهملت دور منظمة التحرير الفلسطينية في أية مفاوضات مستقبلية.
4) أدت إلى عزلة مصر عن العالم العربي مما جعل العرب يفتقدون الخيار العسكري.
2- ثانيا : مشروع السلام العربي : أدرك العرب على وجود خطة عربية للسلام في ظل غياب الخيار العسكري ففي مؤتمر القمة العربي في فاس 1981 ، تقدمت الحكومة السعودية بمبادرة سميت بمبادرة الأمير فهد ولكن لم يتفقوا على هذه المبادرة ، وفي العام التالي تم عقد مؤتمر في فاس وأقروا مبادرة الأمير فهد بعد أن تم تعديلها إلى مشروع السلام العربي وتم إقرار هذا المشروع في ظل مجموعة من المستجدات منها الغزو الإسرائيلي على لبنان. ولكن هذا المشروع فقد جديته من جهة وفقد فعاليته في تطبيقه والأسباب هي :-
1) خروج مصر من ساحة الصراع العربي – الإسرائيلي.
2) تشتت القوات العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد خروجها من لبنان.
يلاحظ أن الدول العربية تبنت هذا المشروع وهو إعلان لمبادئ عامة تمثل الحد الأعلى لمطالب الشعب الفلسطيني ، وهذا المشروع ينص على الأرض مقابل السلام.
3- ثالثا : المشروع الفلسطيني : في البدء تبنت منظمة التحرير الفلسطينية تحرير فلسطين كهدف وطالبت على محافظة وحدة التراب الفلسطيني وحددت المنظمة بأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد للوصل لهذا الهدف على الرغم من أن هذه المنظمة لم تتقدم بمشروع تسوية محدد إلا أنها قدمت مجموعة من المبادئ العامة لحل القضية الفلسطينية تعرف بمشروع الدولة الديمقراطية في فلسطين وهو ينص على ما يلي :-
1) أن تنشأ في فلسطين دولة ديمقراطية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
2) أن تكون هذه الدولة جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
3) أن تكون دولة علمانية.
ولذلك فإن الصراع الدائم الآن بين حماس والحكومة يدور على النقطة الثالثة.
مشروع الدولة الفلسطينية مر بمراحل من النقاش ولكنه أصبح من أسس منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي نجد أن هذه المنظمة قبلت مسألة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ومن هذا المنطلق وافقت هذه المنظمة على كافة المبادرات العربية بدءً من مبادرة الأمير فهد والسلام العربي والمبادرة العربية من قبل الأمير عبد الله وهذه المسألة أو الدولة تمثل الحد الأدنى للمطالب الفلسطينية من خلال إقامة دولة وهذه الدولة ديمقراطية تكون في منطقتين وتكون علمانية.
§المشاريع الإسرائيلية /
- العناصر المكونة للموقف الإسرائيلي : وهذه العناصر تتمثل فيما يلي /
1- التركيز على حق إسرائيل في العيش بسلام ضمن حدود آمنة وفقا لاعتبارات ميزان القوى.
2- رفض التعامل مع القضية الفلسطينية.
3- ضرورة الحصول على الشرعية الإقليمية من خلال التطبيع الكامل والاعتراف القانوني مع الدول العربية.
4- التوسع الجغرافي من خلال السيطرة على الأراضي العربية وربط مشاريع التسوية السلمية بنظرية الأمن القومي الإسرائيلي.
هذه العناصر عبّر عنها من خلال مجموعة من المشاريع أو المقترحات من أهمها (مشروع ألون) وهو المشروع الذي قدم من قبل حزب العمل. مشروع ألون يتلخص فيما يلي:-
1- عدم العودة إلى حدود ما قبل عام 1967.
2- ضم القدس الشرقية وجعل مدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
3- إمكانية الدخول في مفاوضات مع الأردن لإيجاد نوعا من الإدارة الذاتية في الضفة الغربية.
4- محاولة بناء المستوطنات في المناطق المأهولة بالسكان الفلسطينية.
5- إمكانية الانسحاب من سيناء مقابل معاهدة سلام مع مصر.
6- رفض التفاوض حول هضبة الجولان لأهميتها الأمنية والإستراتيجية.
7- الدخول في مفاوضات مباشرة مع الدول العربية وذلك من أجل الحصول على الشرعية الإقليمية أولا ، التطبيع ثانيا ، الاعتراف القانوني ثالثا.
يلاحظ على مشروع ألون عدة ملاحظات :
1- محاولة إسرائيل الإبقاء على الوضع الراهن من خلال الاستيطان وطرد السكان العرب للتقليل من الخطر الديموغرافي أو السكاني.
2- عدم رغبة إسرائيل في إلزام نفسها بموقف محدد تجاه حل القضية أو الصراع وذلك للاستفادة من رجحان كفتها في ميزان القوى.
3- أن مشروع ألون يعكس رغبة إسرائيل بالتوسع من جهة والاحتفاظ بالأراضي العربية من جهة ثانية.
4- محاولة تحقيق تسويات جزئية مع الدول العربية والعمل على تحويل هذه التسويات إلى حلول سلمية نهائية تكرس الواقع الإسرائيلي.
§ المشاريع الأمريكية /
العناصر المكونة للموقف الأمريكي تتلخص فيما يلي :-
1) المحافظة على استمرارية النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري من خلال إقامة علاقات مع الدول العربية من جهة وإسرائيل من جهة ثانية.
2) المحافظة على سلامة وأمن إسرائيل باعتبارها حامية للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
3) ضرورة أن يكون الحل من خلال مفاوضات مباشرة بين الدول العربية وإسرائيل.
4) محاولة احتواء النفوذ السوفيتي في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في منطقة الخليج العربي.
الولايات المتحدة الأمريكية قدمت مشاريع من أهمها (مشروع ريغان) عام 1983 وهذا المشروع يقوم على أساس إقامة حكم ذاتي في المناطق المحتلة وخاصة في الضفة الغربية ويكون هذا الحكم مرتبط بالإدارة الأردنية.
- يلاحظ على مشروع ريغان عدة ملاحظات :
1) أنه أهمل الحقوق الفلسطينية المشروعة.
2) أنه اعتبر الشعب الفلسطيني في الخارج مجرد لاجئين لا يحق لهم العودة لفلسطين.
3) أنه ضمن أو حافظ على الأمن الإسرائيلي والتفوق العسكري الإسرائيلي.
§المشاريع السوفيتية / العناصر المكونة للموقف السوفيتي تتلخص فيما يلي :-
1) ضرورة تحقيق الحد الأدنى للمطالب العربية.
2) ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
3) ضرورة إشراك السوفيت في عمليات التفاوض والتسوية.
قدم الاتحاد السوفيتي في عام 1982 مبادرة أو مشروع سُمي بـ(مشروع بريجينيف) ، ويلاحظ على المشروع ما يلي :
1- تأييد المشروع لقيام دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
2- ضرورة إشراك منظمة التحرير الفلسطينية في أية مفاوضات مستقبلية لحل القضية.
لو لاحظنا المشروع الأمريكي والسوفيتي لوجدنا أن الأخير أكثر ميلا للعرب من أمريكا ، وأمريكا أكثر ميلا لإسرائيل من الدول العربية لأن أمريكا كانت ترغب في شيئين/
1- ضمان أو المحافظة على نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري في المنطقة.
2- ترغب في المحافظة على أمن إسرائيل لأنها القادرة على حماية مصالحها.
بينما السوفيت كانوا ضد إسرائيل على حساب الدول العربية فكانوا يرون وما زالوا ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لأن معظم الفصائل الفلسطينية هي شيوعية أو اشتراكية يسارية.
والنقطة الثانية هي أن السوفيت يرون بأن أي عملية مفاوضات مستقبلية لابد من دخول منظمة التحرير الفلسطينية لأنها هي المعنية بالشعب الفلسطيني وليس الدول العربية.
§المشاريع الأوروبية / الموقف الأوروبي يمتاز بعدم توفر الإجماع.
فرنسا وإيطاليا كانتا تميلان لقيام أوروبا أو الاتحاد الأوروبي بدور مستقل بينما بريطانيا وألمانيا تميلان للعب دور مكمل للدور الأمريكي وهذه الأدوار نراها حتى يومنا هذا. فبريطانيا هي ذنب لأمريكا مع ألمانيا ، بينما فرنسا ترى لا بد من قيام الاتحاد الأوروبي بدور مستقل عن الدور الأمريكي.
الموقف الأوروبي يدور حول متغيرين :-
1- حق جميع دول المنطقة أن تعيش بسلام وضمن حدود آمنة معترف بها.
2- ضرورة حل القضية الفلسطينية حلا عادلا من خلال ممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير.
هذا الموقف الأوربي عُبّر عنه في بيان البندقية عام 1980 ، ويلاحظ على البيان التالي:-
1) أنه اقتصر على ذكر المبادئ العامة دون الدخول أو التدخل في تحديد أساليب التطبيق لحل القضية.
2) أنه لم يحدد الدور الأوروبي في التسوية السياسية.
3) أنه تفسير أوروبي لقرار مجلس الأمن رقم (242) الصادر في نوفمبر 1947.
§المشاريع الدولية / قرار مجلس الأمن رقم 242 في نوفمبر عام 1967.
هذا القرار صدر من مجلس الأمن بعد هزيمة العرب أو الجيوش العربية في حرب 67 وقبل بهذا القرار كل من الأردن ومصر ورفضه كل من سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
هذا القرار لو تمعنا في محتواه لوجدنا أنه يتضمن عناصر ايجابية وفي نفس الوقت يتضمن عناصر سلبية.
· العناصر الايجابية /
1) أن القرار ركز على الحاجة إلى تحقيق سلام عادل ودائم حيث أن النص على العدالة يعني إعادة الحقوق لأصحابها ألا وهم الشعب الفلسطيني.
2) أن القرار لم يسمح بالاستحواذ على الأراضي عن طريق الحرب كما فعلت إسرائيل.
3) أن القرار حاول إيجاد تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين ولكنه لم يحدد من هم اللاجئون.
4) أن القرار طالب بسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967.
5) أن القرار طالب بأن يكون الحل عن طريق الأمم المتحدة ولكن إسرائيل رفضت هذا الطلب حيث أنها ترغب في إجراء مفاوضات مباشرة مع الدول العربية.
· العناصر السلبية /
1) وجود اختلاف حول تفسير كلمة الأراضي. (فكما نعلم عملية الترجمة من الإنجليزية للعربية ففي العربية يوجد (أل) التعريف والانجليزية لا يوجد هذا بها).
2) أن القرار اقتصر بالمطالبة على سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في 1967 وهذا يعطي الشرعية لإسرائيل في الأراضي التي احتلتها في حرب 1948.
3) أن القرار طالب باحترام السيادة ووحدة الأراضي في دول المنطقة وهذا يعطي الشرعية لإسرائيل كدولة في المنطقة العربية.
4) أن القرار طالب بإنهاء حالة الحرب بين العرب وإسرائيل وهذا يقيد حق الدول العربية بما فيهم الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أنفسهم في المستقبل.
5) أن القرار طالب بضمان حرية الملاحة البحرية في الممرات المائية وهذا يتناقض مع السيادة العربية على هذه الممرات خاصة باب المندب وقناة السويس.
- هذا القرار يمكن في الواقع أن نوجد ملاحظات عامة عليه من أهمها ما يلي :-
1- أن القرار حاول أن يوازن بين المطالب العربية من جهة والمطالب الإسرائيلية من جهة ثانية مما أدى إلى وجود ازدواجية في هذا القرار.
2- أنه حاول أن يركز على مسألة الاستقرار السياسي وأهمل جانب الحق والعدالة وخاصة للشعب الفلسطيني من حيث استرداد أرضه واستعادة حقوقه وإقامة دولة فلسطينية.
3- أن القرار أعطى أهمية لمسألة إزالة آثار العدوان الإسرائيلي في عام 1967 وبالتالي فإنه تناسى أو تغاضى عن جوهر القضية الفلسطينية من جهة وأيضا أهمل الحقوق الفلسطينية حيث نظر للقضية الفلسطينية على أنها قضية لاجئين.
4- أنه نص على سحب القوات الإسرائيلية وإسرائيل فسرت هذا النص على أنه لا يشمل المستوطنات الإسرائيلية لأنها مستوطنات مدنية.
5- أن هناك اختلاف حول كلمة ( الأراضي) هل هي جميع الأراضي المحتلة عام 1967 أو جزء من هذه الأراضي كما تقول إسرائيل.