صفحة 1 من 1

عصر الأنوار

مرسل: الأحد يناير 02, 2011 8:47 pm
بواسطة منصور المنصور(246)
عصر الانوار :

كان الأوروبيون جماعات بدائية "ساكنة" ليس بها معنى للحياة الطبيعية التي يريدها الفرد بذلك الوقت ، وكانت مدة سكون الحياة في أوروبا قرابة ألف عام ، و كان من يسيطر على النهج الثقافي بذلك الوقت هي " الكنيسة " وفي القرن الـ 15 الميلادي توجه الأوربيون للبلاد العربية التي كانت مزدهرة ومليئة بالثروات بتلك الفترة ، فالعرب كانوا في عصرهم أكثر تقدما من الأوروبيين ، و من أحد أسباب تقدم الأوربيون في حضارتهم وثرواتهم هم العرب ، وفي القرن الـ 17 الميلادي بداية ظهور الرأسمالية الزراعية وعملية الانتاج التي تهدف الى أقصى ربح فقط . و لكن كان أكثر ما ركز عليه الرأسماليون هو الربح الذي يقوم على التخطيط العقلاني للربح ، وفي القرن الـ 17 الميلادي عرفت تلك الفترة بما يعرف بــ ( نظام الإقطاع ) وهي عبارة عن مكان أو أرض زراعية أو مجموعة من الأراضي الزراعية يملكها شخص واحد وكان يطلق عليه بإسم ( النبيل ) ولديه مجموعة من المزارعين الفلاحين الذين يعملون لدى النبلاء من أجل قوتهم اليومي فقط ولم يكن هناك بتلك الفترة ما يعرف بنظام المرتبات أو الأجور للعاملين فكل ما كان يكدح من أجله المزارع هو ما يلقاه من مشرب ومأكل ومسكن ، فتكون مساكن هؤلاء الفلاحين قريبة من الأراضي التي يعملون بها ، والإقطاع ليست مقتصرة على مكان أو أنها مجرد أرض زراعية فقط لقد كانت لها أدوار إجتماعية واقتصادية وعسكرية و كانت من وظائفهم الإقتصادية سد حاجة الموجودين من جهة وهم الفلاحون ، وتجميع الضرائب التي تدفع للملك من جهة اخرى، ولم تكن لهم من الوظائف السياسية سوى التقرب وتقديم الولاء للملك وضمان طاعة التابعين لهم لسلطة الملك .
وقد عرف النظام الاقتصادي بعهد الاقطاع بما يعرف بـ "إقتصاد الكفاف" الذي يعني بأنه لا يوجد فائض ، أي تستهلك ما تنتجه وأنها لا تنتج الا الذي يُستهلك فقط . ومن هنا أيضاً بدأ تأثير الرأسماليون الزراعيون وظهرت ايضاً فكرة " التاجر المغامر " في أوروبا فقد كانت مسألة التنقل لدى التجار مسألة مكلفة حيث انه لا يوجد إقليم موحد فبالتالي يضطر ذلك التاجر لأن يدفع الضرائب من أجل التنقل من بين المدن ويمارس تجارته بها ، فأول مفتاح لفكرة وحدة الاقليم كانت من قبل التجار حيث انهم أرادو عدم التكلفة للتنقل بين المدن لممارسة تجارتهم ، وكان المثقفون او ما يقال عنهم بالفلاسفة ومعظمهم كانو ينتمون لفرنسا ينظرون بأنه لابد من وحدة الإقليم ، وأن ذلك لا يحصل إلا بيد الملك فهو الوحيد القادر على السيطرة و وضع مقاليد السلطة بيده ، فرأى المثقفون بانه لابد من دعم سلطة الحاكم ، حيث أن النبلاء بنفوذهم الواسع كانو يؤثرون بشكل كبير على سلطة الملك وإبعاد أيضا أيدي الكنيسة التي كانت تسيطر على النهج الثقافي في الإقطاع وكانت المؤسسة الدينية هي المؤثر الثاني على سلطة الحاكم ، وزعمها أن الحاكم أو الملك مصدر حكمه إلهي و إن عليه أن يحكم بما يوحى إليه من الله ، ومع ظهور القومية بدأ الملك بمواجهة النبلاء لأنهم لا يدعمونه عسكريا فبدأ بتأسيس الجيش النظامي والإدارة المدنية وهم سند النظام الملكي المطلق الذي أتى بفكرة الدولة ووحدة الاقليم هو نظام "الملكي المطلق" فمن قام بمساندة الملك ووقف بوجه النبلاء هم الرأسماليون الزراعيون ومن يطلق عليهم بالتاجر المغامر طبقة التجار سكان المدن ومن وقف بوجه الكنيسة هم المثقفون وسكان المدن هؤلاء كان يطلق عليهم الفرنسيون بـ ( البرجوار) أو البرجوازية وهم الطبقة الرأسمالية الجديدة التي ظهرت بتلك الفترة .
وهؤلاء البرجوازيون كانو من ساكني المدينة الأثرياء وبعضهم من الحرفيون وبعضهم من أهتم بالصناعة والبعض منهم أتى من طبقة النبلاء – لكن لم يعلم المجتمع الاوروبي أنذاك إلى من ستُصنف هذه الطبقة حديثة العهد ؟ هل إلى طبقة النبلاء أو إلى طبقة الكنيسة ؟ - عُرفوا " بالطبقة الثالثة " أو بالطبقة الرأسمالية . وأما الملك فإنه يقطن في إحدى المدن يترقب من بعيد عن ما يحصل في أواسط هذه المدن ، فما هي فترة من الزمن مرت حتى دخل على المجتمع الاوروبي نوعا جديداً من الخدمات العامة مما يحتاجه الملوك وساكني المدينة الاثرياء بتلك الفترة وهم المحاسبون والمحامون و الاداريون المحليون وغيرهم.
أما اليهود فقد كان غير مسموح لهم بتملك الأراضي وكان عملهم مقتصر على أنهم وسيط بين الفلاحين والنبلاء . وأيضا كانوا يأخذون ما تنتجه أراضي النبلاء ويبيعونها على تجار المدن ويأخذون نصيبهم من الأموال والباقي يعطونه للنبلاء ومن هنا أتت فكرة المصارف والأعمال البنكية المصرفية على أيدي اليهود .
مفكري عصر الانوار كانوا يرون بأنه مادام الإنسان يستطيع السيطرة على الطبيعة فإنه يستطيع أن يستخدم القوانين الطبيعية التي تخدم الطبيعة وكانو يدرسون الفلسفلة الطبيعية من أجل السيطرة والتحكم بالتوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع . ويرون أيضا ان كل ما يخالف العقل البشري مرفوض وكل ما يتوافق معه العقل مقبول وأنهم يؤمنون بالعقل البشري القادر على معرفة القوانين و استخداماتها سواء في : الظروف السياسية و الاجتماعية والاقتصادية لأوروبا .
والتأثيرات التي ظهرت في العلوم الطبيعية لدى المفكرون في عصر الأنوار لم يفكرو فقط بفلسفة القانون الطبيعي بل أعطو شيئاً جديدا عقلانيا ومتطوراً فقد كان المفكرون يعتقدون أن العلوم الطبيعية وإكتشافاتها أثرت بشكل كبير على أوروبا . وأيضا اعتقدوا بأن توجيه نور العقل من أجل إمكانية تحقيق السعادة والرفاهية والتقدم لم يعد بالشيء البعيد .





الكاتب : منصور عبدالله المنصور .



المراجع :
• محفوظ ، مهدي .اتجاهات الفكر السياسي في العصر الحديث ( بيروت : المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، 2007 م ) .
• تودوروف ، تزفتان . ذهنية عصر الأنوار (مقالة ) ،2007م .
• الحميد ، عبدالله . محاضرات : خصائص عصر الانوار ، منهجية عصر الانوار . الفلاسفة ( فولتير ، مونتسكيو ، هيلفتيوس) ، 1430هـ-1431هـ .