منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#31515
تجسد الجروف المنحدرة والجبال الشاهقة في منطقة الحدود اليمنية السعودية التحدي الشاق الذي تواجهه المملكة لوقف تسلل متشددي القاعدة اليها من جارها الفقير.

وتمتد الجبال والتلال الوعرة والكهوف والاودية لاميال وأميال على جانبي الحدود كما تحيط منحدر بعمق مئة متر بأحد جانبي الطريق الحدودي الضيق الذي يصل نقطتي الحدود في علب.

ولطالما كانت الحدود بين البلدين والتي تمتد لاكثر من 1500 كيلومتر بيئة خصبة للمهربين الذين ينقلون الغذاء والكحوليات والحجاج الى السعودية من البلد الفقير الى المنتج النفطي الكبير بجانب نقل الاسلحة الى متشددي القاعدة.

وقال فرد في حرس الحدود لم يذكر اسمه "يعرف المهربون المنطقة ... يحاولون استغلال أوقات مثل الليل والامطار والضباب حيث تنخفض الرؤية."

وتخشى السعودية من أن تتخذ القاعدة اليمن كقاعدة للعمليات وتنوي الرياض بناء سور بتقنية عالية وبتكلفة تصل الى مليارات الدولارات ويكون مزودا بكاميرات ليلية ومجسات حرارة ومراقبة جوية وبحرية لاغلاق حدود المملكة.

وحاول انتحاري قال انه تائب قتل مسؤول الامن في ميناء جدة السعودي المطل على البحر الاحمر في أغسطس/اب بعدما جاء من اليمن وفقا لاتفاق مسبق.

وقتلت قوات أمن سعودية الاسبوع الماضي اثنين من متشددي القاعدة في تبادل لاطلاق النار بالقرب من معبر اخر بمنطقة جازان الجنوبية.

ويقول محللون ان وضع نظام الحدود لن يستغرق سنوات فقط ويتطلب مشاركة مئات المتعاقدين ووجود تكنولوجيا متقدمة لتغطية الكهوف والممرات النائية لكن الظروف أيضا ستضع المعدات موضع الاختبار الى أقصى مدى.

وقال فرانك جريجوري وهو أستاذ الامن الاوروبي في جامعة ساوثامبتون ان دولا أخرى مثل الولايات المتحدة بنت أسوارا في أجزاء من حدودها مع المكسيك وانها تواجه مشاكل مثل تعطل الكاميرات بسبب الحرارة.

وأضاف "وجدوا عددا من المشاكل حول عمل المعدات في ظل ظروف جوية قاسية ... والسؤال الاخر هو عن الدعم التقني وكم سيستغرق استبدالك الكاميرا أو المجس؟"

ولم ترد تفاصيل حول حجم الخطة الحدودية الامنية السعودية لكن الكثير منها سيعتمد على سرعة وصول القوات بعد انطلاق الانذار وهو ما يمثل تحديا في ظل الجبال والصحراء وعدم وجود طرق جيدة أو قواعد قريبة لطائرات الهليكوبتر.

وتلامس أجزاء من حدود السعودية مع اليمن وعمان والامارات العربية المتحدة صحراء الربع الخالي الشاسعة التي لا يوجد بها بلدات أو طرق رئيسية.

وتقع في الصحراء أيضا الحدود الشمالية للمملكة مع العراق والتي تأمل الرياض في بناء جزء أولي من الاسوار الحدودية فيها لمنع تسلل المقاتلين منها بحلول نهاية العام الحالي.

ويقول محللون ان الاسوار ذات التقنية العالية لن تنهي بسهولة تاريخا طويلا من التهريب والعبور غير القانوني للقبائل التي لا تعترف بالحدود الدولية.

وذكر دبلوماسي غربي أن المهربين يحاولون الزواج من عائلات تعيش في المنطقة الحدودية ويرى بعض المحللين ان القاعدة التي ضمت جناحيها في اليمن والسعودية العام الحالي تتبع النهج نفسه لبناء روابط مع القبائل اليمنية.

وقالت مطبوعة سنتينل التي يصدرها مركز مكافحة الارهاب ومقره الولايات المتحدة "هذا التطور جديد ومقلق لانه يتضمن امكانية تحول أي عملية لمكافحة الارهاب الى حرب أوسع نطاقا تشارك فيها القبائل اليمنية."

وقد لا تجدي الكاميرات نفعا أيضا في رصد المقاتلين الذين قيل انهم يعبرون الحدود في أزياء نساء مستغلين ضرورة تغطية المرأة لكامل وجهها وجسدها في السعودية وحقيقة أن النساء نادرا ما يتم تفتيشهن عند نقاط التفتيش.

وقال مسؤول خليجي "لن يجرؤ ضابط على أن يأمر امرأة بخلع نقابها للتأكد من جواز السفر فعادة ما يكفي أن يقول رجل ان هذه زوجته. ليست هذه مشكلة سعودية فحسب".

وقد يعيق التعاون أيضا تفاوت الموارد بين القوات السعودية واليمنية التي تقوم بدوريات على جانبي الحدود.

فالجانب السعودي من معبر علب منظم جيدا ويحتوي على عدة حارات ونقاط لتفتيش السيارات ولا يمكن توقع الامر نفسه على الجانب اليمني الذي يعاني من سوء حالة الاتصالات.

[/size