إقصاء العقلية الثورية العربية
مرسل: الاثنين يناير 03, 2011 5:50 pm
للكاتب ماجد الحمدان
لماذا نعجز عن الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية، وما هي نتائج تلك الثورة ومن البديل؟
عبد الرحمن الكواكبي دون كتاب طبائع الاستبداد ليصل إلى نتيجة عملية تفيد أن المستبد السياسي هو سبب كل الشرور، وهي نتيجة واقعية، ولكن الحل لم يكن عمليا.
الإطاحة بدكتاتور لن تصنع إلا دكتاتورا آخر، وإن لم يكن ديكتاتورا فغالبا ستغلبه السلطة الفاسدة المستقرة منذ عقود، كما حدث للملك فاروق، وهو الزعيم الرحيم مقارنة بجهنم التي خلقها عبد الناصر وجلاوزته وقتلوا فيها سيد قطب، السادات جاء وأعطاهم بعض الحرية فقتلوه، المشكلة في المجتمع، لدينا مجتمع عربي بحاجة لليقظة والعلم والتفكير والحوار والأخلاق.
عندما هزم عبد الناصر راح المجتمع العربي يقول نفديك يا جمال، بدلا من محاكمته، أما صدام حسين فكان مستبدا أدخل الأمريكان ليعيثوا الفساد في شعبه، وراح من يمجده ويثني عليه، ويتهم الرؤساء العرب الخونة بتمكين الأمريكان من أراضيهم وأجوائهم وبحارهم، وهو أمر لا يلغي إنجازاتهم المجيدة، ولكن تلك الإنجازات لا تبرر لهم أخطائهم الكبرى.
هذه العقلية هي السبب في كل هذه الهزائم، يجب إقصاء العقلية الثورية العربية والعمل على التفكير بروية لحل هذه المشكلات، السعودية رغم انهيار بنيتها الثقافية غير أنها أرسلت الكثير للتعلم، وهؤلاء وبكل ما فهيم من خير أو ما فيهم من شرور سيعودون بها، غير أنهم متعلمين، والعلم يجر العلم، أما الجهل فيصنع الجاهلية.
الشيعة والسنة لا زالوا يتقاتلون على ماضي مات ودفن في القبور وأعني به فتنة الصحابة وصراع بعضهم على السلطة، العرب لا زال الواحد يسب جنسية أخيه العربي، تعامل الناس مع بعضهم البعض أصبح أساسه إساءة الظن، الرغبة بالعمل أصابها الشعور باليأس في ظل معوقات الإبداع، والمتآمرون الصهاينة يلعبون على وتر هذه الصراعات.
ومع ذلك هناك من ينادي بالأخوة بين السنة والشيعة وبالنظر إلى المستقبل، وهناك من يحب أخوه العربي، وهناك من يحسن الظن، وهناك من يشعر بالتفاؤل، وهناك من يبدع ويجيد العمل كأحمد زويل الذي اقترح مشروعا اقتصاديا نهضويا فطرده لصوص السلطة.
علينا تمكين هؤلاء في كل القيادات العربية، وأفضل طريقة للتمكين هو زيادة الوعي والانتشار في كل السلطات العربية عبر الدراسة والعلم، زيادة أعداد المعلمين والمبدعين أو قادة الحضارة، تجعل انتشارهم أكبر في المجتمع وبالتالي تسهل وصولهم إلى السلطة، المئات من أمثال أحمد زويل تجعلهم أغلبية.
وكل هذه المعطيات لا تحدث بين يوم وليلة، إنها خطة بدأت فعلا منذ هزيمة العرب العسكرية أمام العدو الصهيوني المجرم، فلازال العرب حتى اليوم معقودي اللسان وعاجزين عن الفعل أمام إجرام المجرمين، ومع ذلك فلا زالوا يفكرون ويعملون في كل مكان في العالم.
وهذا كله ليس دعوة للاستسلام كما يستوعبها البعض، إنها الدعوة إلى تغيير الذات الجماعية لعلاج المرض الأساسي، بدلا من علاج الأعراض.
هذه وجهة نظري، وهي قابلة للنقاش، بنيتها على دراسة دقيقة لتاريخ النهضة في كل المجتمعات، حتى الثورة الفرنسية بما حملته من عنف، لم تخرج إلا بعد قرون غربية من التفكير والتساؤل بدأت في عصر النهضة، ووصلت إلى ذروتها مع احتلال الأندلس، وظهرت في الثورة الفرنسية، حتى جاء أوجست كونت ليقدم الوضعية العلمية بهدف واحد هو إقصاء العقلية الثورية الفرنسية، لقد بشر كونت بعصر العلم، وكان العلم هو الطريق للقوة والغلبة، بعد أن قدمت الثورية الفرنسية دورها التاريخي، وهذا ما قد يدعونا لاعتبار العقلية الثورية العربية مرحلة من مراحل تاريخ الحضارة القادمة.
ومع ذلك فبالغ احترامي لك جورج جالاوي، فأمثالك في العالم العربي كثر، والخير باق فينا إلى قيام الساعة، ولكننا نخاف من الجحيم الأرضي خاصة عندما يكونه مصيره العبث، ومن لا يخاف منا من ذلك الجحيم فهو ممن يأس من التمرد، وأنا من الناس التي لا ترى في النهضة إلا فكرا وعلما وسلوكا جديدا.
لماذا نعجز عن الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية، وما هي نتائج تلك الثورة ومن البديل؟
عبد الرحمن الكواكبي دون كتاب طبائع الاستبداد ليصل إلى نتيجة عملية تفيد أن المستبد السياسي هو سبب كل الشرور، وهي نتيجة واقعية، ولكن الحل لم يكن عمليا.
الإطاحة بدكتاتور لن تصنع إلا دكتاتورا آخر، وإن لم يكن ديكتاتورا فغالبا ستغلبه السلطة الفاسدة المستقرة منذ عقود، كما حدث للملك فاروق، وهو الزعيم الرحيم مقارنة بجهنم التي خلقها عبد الناصر وجلاوزته وقتلوا فيها سيد قطب، السادات جاء وأعطاهم بعض الحرية فقتلوه، المشكلة في المجتمع، لدينا مجتمع عربي بحاجة لليقظة والعلم والتفكير والحوار والأخلاق.
عندما هزم عبد الناصر راح المجتمع العربي يقول نفديك يا جمال، بدلا من محاكمته، أما صدام حسين فكان مستبدا أدخل الأمريكان ليعيثوا الفساد في شعبه، وراح من يمجده ويثني عليه، ويتهم الرؤساء العرب الخونة بتمكين الأمريكان من أراضيهم وأجوائهم وبحارهم، وهو أمر لا يلغي إنجازاتهم المجيدة، ولكن تلك الإنجازات لا تبرر لهم أخطائهم الكبرى.
هذه العقلية هي السبب في كل هذه الهزائم، يجب إقصاء العقلية الثورية العربية والعمل على التفكير بروية لحل هذه المشكلات، السعودية رغم انهيار بنيتها الثقافية غير أنها أرسلت الكثير للتعلم، وهؤلاء وبكل ما فهيم من خير أو ما فيهم من شرور سيعودون بها، غير أنهم متعلمين، والعلم يجر العلم، أما الجهل فيصنع الجاهلية.
الشيعة والسنة لا زالوا يتقاتلون على ماضي مات ودفن في القبور وأعني به فتنة الصحابة وصراع بعضهم على السلطة، العرب لا زال الواحد يسب جنسية أخيه العربي، تعامل الناس مع بعضهم البعض أصبح أساسه إساءة الظن، الرغبة بالعمل أصابها الشعور باليأس في ظل معوقات الإبداع، والمتآمرون الصهاينة يلعبون على وتر هذه الصراعات.
ومع ذلك هناك من ينادي بالأخوة بين السنة والشيعة وبالنظر إلى المستقبل، وهناك من يحب أخوه العربي، وهناك من يحسن الظن، وهناك من يشعر بالتفاؤل، وهناك من يبدع ويجيد العمل كأحمد زويل الذي اقترح مشروعا اقتصاديا نهضويا فطرده لصوص السلطة.
علينا تمكين هؤلاء في كل القيادات العربية، وأفضل طريقة للتمكين هو زيادة الوعي والانتشار في كل السلطات العربية عبر الدراسة والعلم، زيادة أعداد المعلمين والمبدعين أو قادة الحضارة، تجعل انتشارهم أكبر في المجتمع وبالتالي تسهل وصولهم إلى السلطة، المئات من أمثال أحمد زويل تجعلهم أغلبية.
وكل هذه المعطيات لا تحدث بين يوم وليلة، إنها خطة بدأت فعلا منذ هزيمة العرب العسكرية أمام العدو الصهيوني المجرم، فلازال العرب حتى اليوم معقودي اللسان وعاجزين عن الفعل أمام إجرام المجرمين، ومع ذلك فلا زالوا يفكرون ويعملون في كل مكان في العالم.
وهذا كله ليس دعوة للاستسلام كما يستوعبها البعض، إنها الدعوة إلى تغيير الذات الجماعية لعلاج المرض الأساسي، بدلا من علاج الأعراض.
هذه وجهة نظري، وهي قابلة للنقاش، بنيتها على دراسة دقيقة لتاريخ النهضة في كل المجتمعات، حتى الثورة الفرنسية بما حملته من عنف، لم تخرج إلا بعد قرون غربية من التفكير والتساؤل بدأت في عصر النهضة، ووصلت إلى ذروتها مع احتلال الأندلس، وظهرت في الثورة الفرنسية، حتى جاء أوجست كونت ليقدم الوضعية العلمية بهدف واحد هو إقصاء العقلية الثورية الفرنسية، لقد بشر كونت بعصر العلم، وكان العلم هو الطريق للقوة والغلبة، بعد أن قدمت الثورية الفرنسية دورها التاريخي، وهذا ما قد يدعونا لاعتبار العقلية الثورية العربية مرحلة من مراحل تاريخ الحضارة القادمة.
ومع ذلك فبالغ احترامي لك جورج جالاوي، فأمثالك في العالم العربي كثر، والخير باق فينا إلى قيام الساعة، ولكننا نخاف من الجحيم الأرضي خاصة عندما يكونه مصيره العبث، ومن لا يخاف منا من ذلك الجحيم فهو ممن يأس من التمرد، وأنا من الناس التي لا ترى في النهضة إلا فكرا وعلما وسلوكا جديدا.