- الثلاثاء يناير 04, 2011 8:14 pm
#31654
الصواريخ الإيرانية: تهديد مفترض أم حقيقي؟
إيليا كرامنيك - المعلق العسكري لوكالة نوفوستي
تناقش وسائل الإعلام حول العالم التجارب الصاروخية الإيرانية الجديدة. من الواضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تواصل تطوير ترسانتها الصاروخية. فما هي قدرة الصواريخ الإيرانية؟
في السابع والعشرين والثامن والعشرين من سبتمبر أجرت قوات حرس الثورة الإسلامية تدريبات عسكرية تحمل اسم "مناورات النبي الأعظم - 4" التي تضمنت إجراء تجارب على مجموعة من نماذج الأسلحة الصاروخية، كما أعلن المسؤولون الإيرانيون.
وأشارت وسائل الإعلام المحلية إلى إطلاق الصواريخ البالستية القصيرة المدى "فاتح" و"توندار" وإجراء تجارب إطلاق النار دفعة واحدة في اليوم الأول وتجارب أقوى الصواريخ البالستية "شهاب-3" و"سجيل" في اليوم الثاني.
يزيد الصاروخ "سجيل" تساؤلات لدى العديد من الخبراء الذين يزعمون غياب مشروع "سجيل" المستقل، بل يتم إطلاق الصواريخ "شهاب-2" و"شهاب-3" تحت تسمية "سجيل" و"سجبل-2" بهدف التضليل.
يسمح مدى الصاروخ "شهاب-3" بضرب الأهداف في إسرائيل وآسيا الصغرى والبلقان وروسيا، مما يجعله بدون شك أقوى من باقي صواريخ الترسانة الإيرانية.
إلا أن الترسانة الصاروخية لجمهورية إيران الإسلامية لا تقتصر على "شهاب-3". إن إيران لديها ترسانة كبيرة من صواريخ قصيرة المدى (أقل من 300 كلم) تسمح بضرب مواقع العدو في ساحة القتال أو خارجها، ويجوز التحكم في بعضها عن بعد.
تقوم إيران بتصميم صواريخ يفوق مداها 300 كلم استنادا إلى تكنولوجيات الصاروخ السوفيتي القديم من طراز "ب-17" المعروف في الغرب بـ"سكاد". وقد قامت إيران باقتناء الأسلحة من هذه الفئة في ليبيا وكوريا الشمالية. شكل الصاروخ الكوري المتطور المماثل لـ"ب-17" أساسا لتطوير الصواريخ البالستية المتوسطة المدى.
حصلت قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية على الصواريخ البالستية الأولى في عام 1985، لتبادر بقصف المدن العراقية ردا على أعمال مماثلة قامت بها العراق إبان الحرب الإيرانية العراقية. شهدت فترة الأيام الـ 52 في عام 1988 - التي أطلق عليها فيما بعد "حرب المدن" - القصف الأكثر كثافة بالصواريخ "سكاد-ب"، حيث أطلقت إيران 77 صاروخا نحو بغداد والموصل وكركوك وتكريت.
ثم قامت إيران - استنادا إلى خبرة "سكاد" - بتصميم الصواريخ "شهاب-1" و"شهاب-2" البالغ مداها 350 و750 كلم على التوالي، وبدأت تصميم الصاروخ "شهاب-3" ليفوق مداه 2000 كلم.
ثم تم توظيف تكنولوجيا الصاروخ "شهاب-3" لتصميم الصاروخ الحامل "سفير" الذي أُطلق بواسطته القمر الصناعي الإيراني الأول "أميد" إلى المدار. ويذكر أن إيران تقوم حاليا بتصميم صاروخ بالستي عابر للقارات.
الجدير بالذكر أن إيران تعتمد في تصميمها للصواريخ على الدعم الفني الأجنبي، وخاصة الصيني والكوري الشمالي. وعلاوة على التكنولوجيات، تقوم الصين بتزويد إيران بالمنتجات الجاهزة وخاصة الصواريخ البالستية "CSS-8" التي يصل مداها إلى 180 كلم. ساهمت الصين في نجاح إيران في تطوير صواريخها الخاصة. تحوز قوات حرس الثورة الإسلامية صاروخا حربيا تكتيكيا "نازاعات-10" منذ عام 1996 حتى تم تطويره وإعادة تسميته بـ"فاتح-110-أ". وارتفع مداه من 163 إلى 300 كم.
يعد البرنامج الصاروخي الإيراني من أهم الأسباب المعلنة لنشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا. إن محور الجدل حول الدرع الصاروخية، هو مدى واقعية التهديد الإيراني باستخدام أسلحتها الصاروخية وماذا يجب توفره لصد الضربة المحتملة.
دعت روسيا عدة مرات إلى النظر في الحل البديل، وهو نشر الصواريخ الاعتراضية بالقرب من الحدود الإيرانية في تركيا أو الكويت أو ربما في العراق بدلا من أوروبا. قد يسهل ذلك بصورة ملحوظة اعتراض الصواريخ الموجهة من إيران دون التهديد لترسانة الصواريخ النووية الروسية وميزان القوى في العالم.
تجدر الإشارة إلى تغيير موقف الولايات المتحدة إزاء قضية الدرع الصاروخية في الآونة الأخيرة. وتقترح إدارة الرئيس أوباما حاليا نشر الصواريخ الاعتراضية بحرا وبرا في أوروبا، وهي قادرة على ضرب رؤوس الصواريخ المتوسطة المدى دون التهديد للصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات.
وفي الوقت نفسه، فإن روسيا قلقة أيضا بسبب التهديد المحتمل لبلادنا والصادر عن الصواريخ الإيرانية المتوسطة المدى نظرا للتغييرات التي قد تشهدها السياسة الإيرانية. ويعد تعزيز قوات الدفاع الجوي والتعاون في إطار بناء منظومة الأمن الأوروبي الموحدة - بما في ذلك الدرع الصاروخية - الحل العقلاني الوحيد بالنسبة لكل الأطراف.
إيليا كرامنيك - المعلق العسكري لوكالة نوفوستي
تناقش وسائل الإعلام حول العالم التجارب الصاروخية الإيرانية الجديدة. من الواضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تواصل تطوير ترسانتها الصاروخية. فما هي قدرة الصواريخ الإيرانية؟
في السابع والعشرين والثامن والعشرين من سبتمبر أجرت قوات حرس الثورة الإسلامية تدريبات عسكرية تحمل اسم "مناورات النبي الأعظم - 4" التي تضمنت إجراء تجارب على مجموعة من نماذج الأسلحة الصاروخية، كما أعلن المسؤولون الإيرانيون.
وأشارت وسائل الإعلام المحلية إلى إطلاق الصواريخ البالستية القصيرة المدى "فاتح" و"توندار" وإجراء تجارب إطلاق النار دفعة واحدة في اليوم الأول وتجارب أقوى الصواريخ البالستية "شهاب-3" و"سجيل" في اليوم الثاني.
يزيد الصاروخ "سجيل" تساؤلات لدى العديد من الخبراء الذين يزعمون غياب مشروع "سجيل" المستقل، بل يتم إطلاق الصواريخ "شهاب-2" و"شهاب-3" تحت تسمية "سجيل" و"سجبل-2" بهدف التضليل.
يسمح مدى الصاروخ "شهاب-3" بضرب الأهداف في إسرائيل وآسيا الصغرى والبلقان وروسيا، مما يجعله بدون شك أقوى من باقي صواريخ الترسانة الإيرانية.
إلا أن الترسانة الصاروخية لجمهورية إيران الإسلامية لا تقتصر على "شهاب-3". إن إيران لديها ترسانة كبيرة من صواريخ قصيرة المدى (أقل من 300 كلم) تسمح بضرب مواقع العدو في ساحة القتال أو خارجها، ويجوز التحكم في بعضها عن بعد.
تقوم إيران بتصميم صواريخ يفوق مداها 300 كلم استنادا إلى تكنولوجيات الصاروخ السوفيتي القديم من طراز "ب-17" المعروف في الغرب بـ"سكاد". وقد قامت إيران باقتناء الأسلحة من هذه الفئة في ليبيا وكوريا الشمالية. شكل الصاروخ الكوري المتطور المماثل لـ"ب-17" أساسا لتطوير الصواريخ البالستية المتوسطة المدى.
حصلت قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية على الصواريخ البالستية الأولى في عام 1985، لتبادر بقصف المدن العراقية ردا على أعمال مماثلة قامت بها العراق إبان الحرب الإيرانية العراقية. شهدت فترة الأيام الـ 52 في عام 1988 - التي أطلق عليها فيما بعد "حرب المدن" - القصف الأكثر كثافة بالصواريخ "سكاد-ب"، حيث أطلقت إيران 77 صاروخا نحو بغداد والموصل وكركوك وتكريت.
ثم قامت إيران - استنادا إلى خبرة "سكاد" - بتصميم الصواريخ "شهاب-1" و"شهاب-2" البالغ مداها 350 و750 كلم على التوالي، وبدأت تصميم الصاروخ "شهاب-3" ليفوق مداه 2000 كلم.
ثم تم توظيف تكنولوجيا الصاروخ "شهاب-3" لتصميم الصاروخ الحامل "سفير" الذي أُطلق بواسطته القمر الصناعي الإيراني الأول "أميد" إلى المدار. ويذكر أن إيران تقوم حاليا بتصميم صاروخ بالستي عابر للقارات.
الجدير بالذكر أن إيران تعتمد في تصميمها للصواريخ على الدعم الفني الأجنبي، وخاصة الصيني والكوري الشمالي. وعلاوة على التكنولوجيات، تقوم الصين بتزويد إيران بالمنتجات الجاهزة وخاصة الصواريخ البالستية "CSS-8" التي يصل مداها إلى 180 كلم. ساهمت الصين في نجاح إيران في تطوير صواريخها الخاصة. تحوز قوات حرس الثورة الإسلامية صاروخا حربيا تكتيكيا "نازاعات-10" منذ عام 1996 حتى تم تطويره وإعادة تسميته بـ"فاتح-110-أ". وارتفع مداه من 163 إلى 300 كم.
يعد البرنامج الصاروخي الإيراني من أهم الأسباب المعلنة لنشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا. إن محور الجدل حول الدرع الصاروخية، هو مدى واقعية التهديد الإيراني باستخدام أسلحتها الصاروخية وماذا يجب توفره لصد الضربة المحتملة.
دعت روسيا عدة مرات إلى النظر في الحل البديل، وهو نشر الصواريخ الاعتراضية بالقرب من الحدود الإيرانية في تركيا أو الكويت أو ربما في العراق بدلا من أوروبا. قد يسهل ذلك بصورة ملحوظة اعتراض الصواريخ الموجهة من إيران دون التهديد لترسانة الصواريخ النووية الروسية وميزان القوى في العالم.
تجدر الإشارة إلى تغيير موقف الولايات المتحدة إزاء قضية الدرع الصاروخية في الآونة الأخيرة. وتقترح إدارة الرئيس أوباما حاليا نشر الصواريخ الاعتراضية بحرا وبرا في أوروبا، وهي قادرة على ضرب رؤوس الصواريخ المتوسطة المدى دون التهديد للصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات.
وفي الوقت نفسه، فإن روسيا قلقة أيضا بسبب التهديد المحتمل لبلادنا والصادر عن الصواريخ الإيرانية المتوسطة المدى نظرا للتغييرات التي قد تشهدها السياسة الإيرانية. ويعد تعزيز قوات الدفاع الجوي والتعاون في إطار بناء منظومة الأمن الأوروبي الموحدة - بما في ذلك الدرع الصاروخية - الحل العقلاني الوحيد بالنسبة لكل الأطراف.