منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

#31656
أول امرأة ترأس كوستاريكا، لورا تشينتشيليا ميراندا المولودة في 28 مارس 1959 في كارمن الوسطى، منطقة سان خوسيه. كان والدها المراقب المالي السابق لكوستاريكا. درست البكالوريوس في جامعة كوستاريكا و حصلت على الماجستير من جامعة جورج تاون. و قد عملت قبل دخولها المجال السياسي مستشارة للمنظمات غير الحكومية في أميركا اللاتينية و أفريقيا و تخصصت في الإصلاح القضائي و قضايا الأمن العام. و بين عامي 1994 و 96 عملت في حكومة الرئيس السابق (خوسيه ماريا فيچيريس أولسن) كنائبة لوزير الأمن العام و من ثم وزيرة للأمن العام بين 1996 و 98. و في عام 2002، عملت في الجمعية الوطنية نائبة عن منطقة سان خوسيه إلى 2006.

في الولاية الثانية للرئيس أوسكار آرياس التي امتدت من 2006 إلى 2010، كانت لورا تشغل أحد منصبي نائب الرئيس إلى أن استقالت في 2008 لتستعد لترشيح نفسها و تخوض الإنتخابات الرئاسية في 2010. و أثناء حملتها في 2009، انبرى عدد من رؤوساء الكنائس من مختلف الطوائف تحت لواء حملة لورا التي أسمتها "مسيرة من أجل الحياة و العائلة" لأن الحملة كانت تعد بضمان منع الإجهاض و عدم الإعتراف بالزواج المدني للمثليين. و تخوف بعض ناشطي حقوق الإنسان الكوستاريكيين من أن تغذي هذه الحملة الهوموفوبيا (مرض الذعر من المثليين) و الأصولية. و فازت لورا على منافسيها في حزبها (حزب التحرير الوطني) بفارق 15% من الأصوات عن أقرب منافس لها و فازت برئاسة البلاد.

و قد حيّت وزيرة الكومنولث و الخارجية البريطانية البارونة چلينيس كينوك انتخاب لورا كأول امرأة ترأس كوستاريكا و أشادت بتصريحاتها عن دعم محاربة التغير المناخي و قالت أن المملكة المتحدة قد ترغب في استمرار العمل مع كوستاريكا بهذا الخصوص في العام الجاري.

يذكر أن حزب التحرير الوطني الذي تنتمي إليه لورا عضو في منظمة الإشتراكية الدولية. هذه المنظمة شعارها (تعزيز السياسة التقدمية من أجل عالم أفضل). و تنطلق سياسات لورا العامة بالتشديد على إيجاد تشريعات تكافح الجريمة و ذلك استجابة للمخاوف المتنامية في كوستاريكا؛ و يُتوقع أن تستمر السياسات المؤيدة لحرية التجارة في البلاد. و بما أنها تعتبر محافظة اجتماعياً، فإن لورا تعارض زواج المثليين و لكنها أعلنت وجود حاجة لوضع إطار قانوني يوفر الحقوق الأساسية للأزواج المثليين. كما أنها تؤيد منع الإجهاض، و تدعم المعارضة ضد استخدام حبوب منع الحمل - الممنوعة في كوستاريكا – لأن معظم مناهضي الإجهاض في أميركا اللاتينية يعتقدون بأن هذه الحبوب مسببة للإجهاض. و هذا يتنافى مع ما تقره منظمة الصحة العالمية بأن وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ لا تعتبر إجهاضاً، لأن هذه الوسائل لا تعمل أصلاً في حال الحمل. و لكن هذا الإقرار يأتي في نفس الوقت الذي لا تستطيع فيه منظمة الصحة العالمية تحديد الوقت الذي يُعرف فيه ما إذا كان هناك جنين أم لا.

و بخصوص علاقة الدين بالدولة، فلورا تعارض أيضاً فصل سلطات الكنيسة عن الدولة، فالدستور يقر بأن كوستاريكا بلد يدين بمذهب الروم الكاثوليك. و موقفها هذا يتعارض مع موقف الرئيس الأسبق أوسكار آرياس الذي كان يؤيد الدولة العلمانية.