- الجمعة يناير 07, 2011 12:34 pm
#31835
رغم المحاولات الإيرانية المتكررة لتبديد المخاوف الخليجية إزاء الملف النووي الإيراني، منذ طفا إلى السطح في العام 2003، من خلال تصريحات الرئيس السابق، محمد خاتمي، وحالياً، عبر الرسائل والوفود الرسمية للدول الخليجية، فإن هذه المخاوف تظل قائمة.
ولاشك في أن المخاوف البيئية، بما فيها تلوث المياه والثروات الطبيعية، الأكثر بروزاً في تصريحات المسؤولين الخليجيين وذلك لأكثر من سبب، لعل أهمها وقوع إيران فوق طبقة زلزالية، وثانيها احتمال حدوث تسرب إشعاعي، كما حدث في مفاعل تشيرنوبل بأوكرانيا عام 1986، أو احتمال توجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية الإيرانية، سواء من جانب الولايات المتحدة أو من قبل إسرائيل، كما فعلت الأخيرة مع المفاعل النووي العراقي "أوزيراك"، عندما دمرته بواسطة الطيران الحربي عام 1981.
إذ تذكّر الصحف الخليجية، بين الفترة والأخرى، بكارثة تشيرنوبل عام 1986، في أوكرانيا التي كانت إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق، والتي امتد تأثيرها السلبي ليشمل كثيراً من دول أوروبا، وتجاوزها إلى تركيا وسوريا جنوباً.
وتعد الكويت أكثر الدول المعرضة لخطر حدوث تسرب إشعاعي، وذلك لقربها من محطة بوشهر الإيرانية، إذ لا تبعد أكثر من 272 كيلومتراً، وبالتالي فإن تأثيرات حدوث التسرب يمكن أن تصل إلى أجواء الكويت في أقل من 15 ساعة، إذا كانت سرعة الرياح 5 أمتار في الثانية، وفقاً لتصريحات مدير إدارة رصد تلوث الهواء في الهيئة العامة الكويتية للبيئة، سعود الرشيد، لصحيفة "الوطن" الكويتية [29/5/2006].
وأوضح الرشيد أنه في حالة حدوث مخاطر تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر، فإن إيران ستكون الأقل تعرضاً من سكان الخليج، إذ لن يتأثر بها سوى 10 في المائة فقط من سكان إيران، بينما قد تتراوح نسبة الذين يتعرضون للمخاطر الإشعاعية من سكان الخليج، بحسب بعض التقارير الدولية، من 40 إلى 100 في المائة.
وبيّن أن دول الخليج جميعها ستدفع ثمناً أكبر من الذي ستدفعه إيران في حال وقوع كارثة للمفاعل، سواء طبيعية أو من خلال قيام إسرائيل أو الولايات المتحدة بتنفيذ تهديداتهما بقصف المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية في هذه الحالة، وإذا ما فشلت الجهود السياسية في تسوية الملف النووي الإيراني.
ومن هذا المنطلق طالبت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبر أمينها العام عبد الرحمن بن حمد العطية أو رئيس الدورة الحالية للمجلس، وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بضرورة أن يتفهم القادة الإيرانيون مخاوف دول مجلس التعاون.
فقد قال الشيخ عبد الله في ختام أعمال الدورة الـ 99 للمجلس الوزاري الخليجي التي استضافتها الرياض في يونيو 2006، "إن دول المنطقة تتابع البرنامج النووي الإيراني، ولنكن صادقين هناك مخاوف بيئية عند دول المجلس نتمنى على الإخوة في إيران أن يتفهموا ذلك"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية [وام].
وأوضح آل نهيان أن هناك الكثير من الاتصالات الدولية مع إيران حول هذا البرنامج، غير أن نظرة دول مجلس التعاون نحوه تتركز في أن يراعي المسافة الجغرافية بين دول المجلس وإيران، موضحاً أن الخليج بحر شبه مغلق ودول مجلس التعاون تحلي المياه من هذا البحر وتبرد محطات الطاقة الكهربائية من مياهه، وتستخدم هذا البحر لإيصال الطاقة لمختلف دول العالم، وبالتالي فان هذا البحر يعد رافداً أساسياً للمياه والاقتصاد والكهرباء، وينبغي للإخوة في إيران عند سماع مخاوف دول المجلس أن يتفهموا تخوفاتها.
يذكر أن الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، وفي رده على تخوفات الدول الخليجية من أن يتسبب البرنامج النووي الإيراني في حدوث تلوث إشعاعي بالمنطقة، قال بأن هذه المخاوف لا أساس لها، مشيراً إلى أن إيران أنفقت ملايين الدولارات لتحقيق التأمين الشامل لكل منشآتها النووية.
وقال خاتمي "إذا كانت هذه المخاوف حقيقية، فمن باب أولى أن نخشى نحن أيضاً على الإيرانيين الذين يقيمون في كثير من القرى والمدن القريبة من تلك المواقع."
وعن تصريحات الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أثناء زيارته للكويت، والتي ذكر فيها أن مفاعل "بوشهر" لم يدخل مرحلة التشغيل حتى الآن، قال الشيخ عبد الله "أعتقد أن من المهم أن يكون هذا القلق قبل حدوث المشكلة، لكن القلق بعد حدوث المشكلة سيكون من غير معنى."
وأضاف قائلاً "إننا نتفهم بأن محطة بوشهر ليست في الخدمة الآن، ولكن هناك تخوف، ومن يقول عكس ذلك فإنه غير صادق."
إلى جانب المخاوف المتعلقة باحتمال حدوث تسرب إشعاعي، هناك احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية أو أمريكية للمفاعل النووي الإيراني في بوشهر، غير أن هذا الاحتمال يستبعده عدد من الخبراء في مجال الطاقة النووية، ذلك أن أي ضربة قد تتسبب بوقوع كارثة بيئية، وبخاصة بعد أن باتت المفاعلات النووية، وإن لم يكن كلها، تحتوي على الوقود النووي.
بالإضافة إلى ذلك فإن توجيه ضربة عسكرية لإيران قد ينجم عنه رد فعل إيراني، عبر عنه قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله على خامنئي، الذي حذر الولايات المتحدة من التفكير من مغبة ذلك، مؤكداً أن أي هجوم على إيران سوف يؤدي إلى تعرض صادرات النفط عبر الخليج لأخطار غير متوقعة.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في خطاب له بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل آية الله الخميني "كي تهددون طهران تقولون إنكم تضمنون انتقال النفط خلال هذه المنطقة. يجب أن تعلموا أن أقل سوء تصرف من جانبكم سوف يعرض للخطر أمن الطاقة في المنطقة."
وقد أدى مثل هذا التهديد إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 72 دولاراً للبرميل، ما يعني أن توجيه ضربة فعلية لإيران ورد إيران عليها بقطع الإمدادات النفطية إلى دول العالم، عبر توجيه ضربة إيرانية لحقول النفط الخليجية أو إغلاق مضيق هرمز، سيرفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، وبالتالي تعريض العالم إلى أزمة اقتصادية خانقة.
ومن هذا المنطلق فإن المخاوف الخليجية لا تقتصر على المخاوف البيئية فحسب، بل تتعداها إلى المخاوف الاقتصادية، ذلك أن النفط يشكل مصدر الدخل الرئيسي لهذه الدول، ما يعني خنقها أو تدميرها اقتصادياً إذا توقف تصديره لأي سبب من الأسباب.
ولاشك في أن المخاوف البيئية، بما فيها تلوث المياه والثروات الطبيعية، الأكثر بروزاً في تصريحات المسؤولين الخليجيين وذلك لأكثر من سبب، لعل أهمها وقوع إيران فوق طبقة زلزالية، وثانيها احتمال حدوث تسرب إشعاعي، كما حدث في مفاعل تشيرنوبل بأوكرانيا عام 1986، أو احتمال توجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية الإيرانية، سواء من جانب الولايات المتحدة أو من قبل إسرائيل، كما فعلت الأخيرة مع المفاعل النووي العراقي "أوزيراك"، عندما دمرته بواسطة الطيران الحربي عام 1981.
إذ تذكّر الصحف الخليجية، بين الفترة والأخرى، بكارثة تشيرنوبل عام 1986، في أوكرانيا التي كانت إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق، والتي امتد تأثيرها السلبي ليشمل كثيراً من دول أوروبا، وتجاوزها إلى تركيا وسوريا جنوباً.
وتعد الكويت أكثر الدول المعرضة لخطر حدوث تسرب إشعاعي، وذلك لقربها من محطة بوشهر الإيرانية، إذ لا تبعد أكثر من 272 كيلومتراً، وبالتالي فإن تأثيرات حدوث التسرب يمكن أن تصل إلى أجواء الكويت في أقل من 15 ساعة، إذا كانت سرعة الرياح 5 أمتار في الثانية، وفقاً لتصريحات مدير إدارة رصد تلوث الهواء في الهيئة العامة الكويتية للبيئة، سعود الرشيد، لصحيفة "الوطن" الكويتية [29/5/2006].
وأوضح الرشيد أنه في حالة حدوث مخاطر تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر، فإن إيران ستكون الأقل تعرضاً من سكان الخليج، إذ لن يتأثر بها سوى 10 في المائة فقط من سكان إيران، بينما قد تتراوح نسبة الذين يتعرضون للمخاطر الإشعاعية من سكان الخليج، بحسب بعض التقارير الدولية، من 40 إلى 100 في المائة.
وبيّن أن دول الخليج جميعها ستدفع ثمناً أكبر من الذي ستدفعه إيران في حال وقوع كارثة للمفاعل، سواء طبيعية أو من خلال قيام إسرائيل أو الولايات المتحدة بتنفيذ تهديداتهما بقصف المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية في هذه الحالة، وإذا ما فشلت الجهود السياسية في تسوية الملف النووي الإيراني.
ومن هذا المنطلق طالبت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبر أمينها العام عبد الرحمن بن حمد العطية أو رئيس الدورة الحالية للمجلس، وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بضرورة أن يتفهم القادة الإيرانيون مخاوف دول مجلس التعاون.
فقد قال الشيخ عبد الله في ختام أعمال الدورة الـ 99 للمجلس الوزاري الخليجي التي استضافتها الرياض في يونيو 2006، "إن دول المنطقة تتابع البرنامج النووي الإيراني، ولنكن صادقين هناك مخاوف بيئية عند دول المجلس نتمنى على الإخوة في إيران أن يتفهموا ذلك"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية [وام].
وأوضح آل نهيان أن هناك الكثير من الاتصالات الدولية مع إيران حول هذا البرنامج، غير أن نظرة دول مجلس التعاون نحوه تتركز في أن يراعي المسافة الجغرافية بين دول المجلس وإيران، موضحاً أن الخليج بحر شبه مغلق ودول مجلس التعاون تحلي المياه من هذا البحر وتبرد محطات الطاقة الكهربائية من مياهه، وتستخدم هذا البحر لإيصال الطاقة لمختلف دول العالم، وبالتالي فان هذا البحر يعد رافداً أساسياً للمياه والاقتصاد والكهرباء، وينبغي للإخوة في إيران عند سماع مخاوف دول المجلس أن يتفهموا تخوفاتها.
يذكر أن الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، وفي رده على تخوفات الدول الخليجية من أن يتسبب البرنامج النووي الإيراني في حدوث تلوث إشعاعي بالمنطقة، قال بأن هذه المخاوف لا أساس لها، مشيراً إلى أن إيران أنفقت ملايين الدولارات لتحقيق التأمين الشامل لكل منشآتها النووية.
وقال خاتمي "إذا كانت هذه المخاوف حقيقية، فمن باب أولى أن نخشى نحن أيضاً على الإيرانيين الذين يقيمون في كثير من القرى والمدن القريبة من تلك المواقع."
وعن تصريحات الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أثناء زيارته للكويت، والتي ذكر فيها أن مفاعل "بوشهر" لم يدخل مرحلة التشغيل حتى الآن، قال الشيخ عبد الله "أعتقد أن من المهم أن يكون هذا القلق قبل حدوث المشكلة، لكن القلق بعد حدوث المشكلة سيكون من غير معنى."
وأضاف قائلاً "إننا نتفهم بأن محطة بوشهر ليست في الخدمة الآن، ولكن هناك تخوف، ومن يقول عكس ذلك فإنه غير صادق."
إلى جانب المخاوف المتعلقة باحتمال حدوث تسرب إشعاعي، هناك احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية أو أمريكية للمفاعل النووي الإيراني في بوشهر، غير أن هذا الاحتمال يستبعده عدد من الخبراء في مجال الطاقة النووية، ذلك أن أي ضربة قد تتسبب بوقوع كارثة بيئية، وبخاصة بعد أن باتت المفاعلات النووية، وإن لم يكن كلها، تحتوي على الوقود النووي.
بالإضافة إلى ذلك فإن توجيه ضربة عسكرية لإيران قد ينجم عنه رد فعل إيراني، عبر عنه قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله على خامنئي، الذي حذر الولايات المتحدة من التفكير من مغبة ذلك، مؤكداً أن أي هجوم على إيران سوف يؤدي إلى تعرض صادرات النفط عبر الخليج لأخطار غير متوقعة.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في خطاب له بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل آية الله الخميني "كي تهددون طهران تقولون إنكم تضمنون انتقال النفط خلال هذه المنطقة. يجب أن تعلموا أن أقل سوء تصرف من جانبكم سوف يعرض للخطر أمن الطاقة في المنطقة."
وقد أدى مثل هذا التهديد إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 72 دولاراً للبرميل، ما يعني أن توجيه ضربة فعلية لإيران ورد إيران عليها بقطع الإمدادات النفطية إلى دول العالم، عبر توجيه ضربة إيرانية لحقول النفط الخليجية أو إغلاق مضيق هرمز، سيرفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، وبالتالي تعريض العالم إلى أزمة اقتصادية خانقة.
ومن هذا المنطلق فإن المخاوف الخليجية لا تقتصر على المخاوف البيئية فحسب، بل تتعداها إلى المخاوف الاقتصادية، ذلك أن النفط يشكل مصدر الدخل الرئيسي لهذه الدول، ما يعني خنقها أو تدميرها اقتصادياً إذا توقف تصديره لأي سبب من الأسباب.