الأسلام والتعاون الأقليمي والدولي
مرسل: الجمعة يناير 07, 2011 4:44 pm
من نافلة القول الحديث عن التعاون في الإسلام لوضوح دعوة الإسلام إليه، وتضافر النصوص المؤكدة عليه حتى يمكن عد التعاون من سمات المجتمع الإسلامي. ولكن نقل هذا المفهوم إلي الواقع الدولي والإقليمي أمرٌ جدير بالبحث والتأمل.
والتعاون لكي يتم تحقيقه بشكل مثمرٍ وبناء يحتاج لتوفر بعض الشروط الموضوعية، وتحريك شتى الدوافع الإنسانية، وبث القيم التي تنسجم معه، ورفع الموانع التي تقف في طريقه، وبالتالي معرفة المجالات التي يؤثر فيها والتخطيط الحكيم لذلك.
الشروط الضرورية:
أَمَّا الشروط الموضوعية فهي أمور:
الأول: امتلاك قدرة العطاء: فلا معنى لتصور تعاون المعدم الفقير مع الغني القادر في مجال تأسيس مشروع مالي معين. ولذا كان على الأمة التي تود المساهمة في المسار الحضاري العام أن تمتلك بنفسها ما يؤهلها للعطاء والإسهام.
الثانـي: افتراض جو الثقة المتبادلة، لأن التعاون ينطلق من منطلقات إنسانية وعلى أساس عاطفي لتحقيق هدف مشترك وهذه المنطلقات لا تتوفر في أجواء التشكيك والريبة والمكر والجشع.
الثالث: وجود مساحات وأهداف مشتركة: فلا يتصور التعاون دونها ونحن نعتقد أنَّ هذه الشروط الثلاثة ضرورية لكل مجال يراد التعاون فيه مهما كان.
القيم المنسجمة:
ونقصد بها: تلك المفاهيم التي يجب تعميمها اجتماعياً لكي يندفع المجتمع صغيراً كان أو كبيراً نحو حياة تعاونية مشتركة، ويمكن أن نعد منها ما يلي:
1ـ ضرورة الحوار مع الآخر والإحساس بنقل الفكرة إليه ومعرفة أفكاره. وقد زود الله تعالى
الإنسان بكل ما يدفع وييسر هذه العملية من قدرة ذاتية على التأمل والتفكير، وخلق الفكر الجديد، واكتشاف سبل التغيير والانطلاق من أسر الواقع الحسي الضيق، والتجريد ومحاولة التعميم، والافتراض وما إلى ذلك من طاقات العقل المبدع، عبر ما يملكه من قدرات بديهية وحكمة عالية. كما إنَّ الإنسان مزود بدوافع غريزية تحثه على استكناه المجهول ومعرفة الغوامض كما تحثه على التكامل في قدراته العقلية وفي قدراته للسيطرة على الطبيعة وفي قدراته الخلقية والمعنوية، وبالتالي فإن الله تعالى أودع فيه طاقة مد الجسور إلى عقول الآخرين وأفكارهم لمعرفة ما يفكرون به والتحاور معهم عبر نعمة اللغة الرمزية.
فالحوار حالة طبيعية إنسانية والتركيز عليها تركيز على خصيصة إنسانية. ولا ريب أن الحوار يؤدي لاكتشاف المساحات المشتركة، واكتشافها يؤدي للتعاون على تحقيقها.
2ـ مفهوم الشورى: وهو بطبيعة الحال مساوق للحوار إذ يعني ضم آراء الآخرين إلي الرأي الذاتي واكتشاف نقاط الضعف والقوة.
3ـ مفهوم الإحساس بالحاجة للآخرين فإن الفرد إذا عرف نفسه ونقائصها، ومحدودية ما تملك من طاقات ومن علوم، وحاجتها للآخرين اندفع نحوهم للاستزادة والتعاون للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
4ـ الإحساس بعلو الأهداف الإنسانية: وكلما سما التصور لهذه الأهداف وعبر مراحل الأهداف الحيوانية البهيمية (فالبهيمة همها علفها) وصعد إلى مراحل عالية تنسجم مع هدف الخلقة الإنسانية والمسيرة المتكاملة، ارتفعت وتيرة الإحساس بلزوم التعاون لتحقيق الأهداف السامية.
5ـ رقي الجانب العاطفي: فإن العواطف إذا سمت والنظرة للآخرين إذا ارتقت إلى مستوى الأخوة سواء كانت بمعنى الأخوة النَّسَبِية أو الاجتماعية أو الدينية أو الإقليمية أو البشرية العامة فإنها لا تدفع نحو التعاون فحسب بل تدفع في أحيان كثيرة نحو الإيثار والتضحية.
وهكذا نجد أن هذه القيم المؤدية للتعاون تنطلق جميعاً من منطلقات فطرية. فالعمل على جلاء الفطرة الإنسانية وتجليها في السلوك الإنساني هو أسلم السبل لتحقيق مسيرة تعاونية مستدامة.
والتعاون لكي يتم تحقيقه بشكل مثمرٍ وبناء يحتاج لتوفر بعض الشروط الموضوعية، وتحريك شتى الدوافع الإنسانية، وبث القيم التي تنسجم معه، ورفع الموانع التي تقف في طريقه، وبالتالي معرفة المجالات التي يؤثر فيها والتخطيط الحكيم لذلك.
الشروط الضرورية:
أَمَّا الشروط الموضوعية فهي أمور:
الأول: امتلاك قدرة العطاء: فلا معنى لتصور تعاون المعدم الفقير مع الغني القادر في مجال تأسيس مشروع مالي معين. ولذا كان على الأمة التي تود المساهمة في المسار الحضاري العام أن تمتلك بنفسها ما يؤهلها للعطاء والإسهام.
الثانـي: افتراض جو الثقة المتبادلة، لأن التعاون ينطلق من منطلقات إنسانية وعلى أساس عاطفي لتحقيق هدف مشترك وهذه المنطلقات لا تتوفر في أجواء التشكيك والريبة والمكر والجشع.
الثالث: وجود مساحات وأهداف مشتركة: فلا يتصور التعاون دونها ونحن نعتقد أنَّ هذه الشروط الثلاثة ضرورية لكل مجال يراد التعاون فيه مهما كان.
القيم المنسجمة:
ونقصد بها: تلك المفاهيم التي يجب تعميمها اجتماعياً لكي يندفع المجتمع صغيراً كان أو كبيراً نحو حياة تعاونية مشتركة، ويمكن أن نعد منها ما يلي:
1ـ ضرورة الحوار مع الآخر والإحساس بنقل الفكرة إليه ومعرفة أفكاره. وقد زود الله تعالى
الإنسان بكل ما يدفع وييسر هذه العملية من قدرة ذاتية على التأمل والتفكير، وخلق الفكر الجديد، واكتشاف سبل التغيير والانطلاق من أسر الواقع الحسي الضيق، والتجريد ومحاولة التعميم، والافتراض وما إلى ذلك من طاقات العقل المبدع، عبر ما يملكه من قدرات بديهية وحكمة عالية. كما إنَّ الإنسان مزود بدوافع غريزية تحثه على استكناه المجهول ومعرفة الغوامض كما تحثه على التكامل في قدراته العقلية وفي قدراته للسيطرة على الطبيعة وفي قدراته الخلقية والمعنوية، وبالتالي فإن الله تعالى أودع فيه طاقة مد الجسور إلى عقول الآخرين وأفكارهم لمعرفة ما يفكرون به والتحاور معهم عبر نعمة اللغة الرمزية.
فالحوار حالة طبيعية إنسانية والتركيز عليها تركيز على خصيصة إنسانية. ولا ريب أن الحوار يؤدي لاكتشاف المساحات المشتركة، واكتشافها يؤدي للتعاون على تحقيقها.
2ـ مفهوم الشورى: وهو بطبيعة الحال مساوق للحوار إذ يعني ضم آراء الآخرين إلي الرأي الذاتي واكتشاف نقاط الضعف والقوة.
3ـ مفهوم الإحساس بالحاجة للآخرين فإن الفرد إذا عرف نفسه ونقائصها، ومحدودية ما تملك من طاقات ومن علوم، وحاجتها للآخرين اندفع نحوهم للاستزادة والتعاون للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
4ـ الإحساس بعلو الأهداف الإنسانية: وكلما سما التصور لهذه الأهداف وعبر مراحل الأهداف الحيوانية البهيمية (فالبهيمة همها علفها) وصعد إلى مراحل عالية تنسجم مع هدف الخلقة الإنسانية والمسيرة المتكاملة، ارتفعت وتيرة الإحساس بلزوم التعاون لتحقيق الأهداف السامية.
5ـ رقي الجانب العاطفي: فإن العواطف إذا سمت والنظرة للآخرين إذا ارتقت إلى مستوى الأخوة سواء كانت بمعنى الأخوة النَّسَبِية أو الاجتماعية أو الدينية أو الإقليمية أو البشرية العامة فإنها لا تدفع نحو التعاون فحسب بل تدفع في أحيان كثيرة نحو الإيثار والتضحية.
وهكذا نجد أن هذه القيم المؤدية للتعاون تنطلق جميعاً من منطلقات فطرية. فالعمل على جلاء الفطرة الإنسانية وتجليها في السلوك الإنساني هو أسلم السبل لتحقيق مسيرة تعاونية مستدامة.