منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By معاذ الكتبي
#31967

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

ذي المعالي فلْيَعْلُوَنْ مَن تعالى .. هكذا هكذا وإلّا فلا لا
شـرفٌ يَنْطِحُ النجـومَ برَوْقَـيْـهِ .. وعـزٌ يُـقَـلْـقِـل ُ الأجبــالا



( 1 )
من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال والسويد والنروج ،،
إلى خليفة المسلمين في الأندلس ، صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام .
بعد التعظيم والتوقير ،،
فقد سمعنا عن الرُقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة ، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل ، لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم ، ولنشر العلم في بلادنا التي يحيط فيها الجهل من أربعة أركانها .
وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات الأشراف الانجليز,, لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف , وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظم تكم, وفى حماية الحاشية الكريمة , والحدب من قبل اللواتى سوف يقمن على تعليمهن ، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل .
أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص ،،،
من خادمكم المطيع جورج الثاني
( نقلاً عن المؤرخ الإنكليزي : جون دوانبورت)

أيام كانت قصور المُلك عاليةً .. كـان الـفـرنـج الى الغابـات آويـنا
وحين كنا نجـرُّ الخـزَّ أرديــةً .. كانوا يسيرون في الأسواق عارينا
( 2 )
قصر الفقراء ؟
بنى نور الدين زنكي القائد المجاهد صاحب المناقب الجميلة والأخلاق النبيلة سنة 1174م قصراً جميلاً في متنزه غرب دمشق سماه ( قصر الفقراء ) وقفه عليهم من أجل أن يستجموا فيه و يستريحوا و يتنزهوا حينما يريدون , لئلا ينكسر خاطرهم عندما يرون الأغنياء في نزهاتهم و هم غير قادرين على فعل مثلهم , و لئلا تشتعل الأحقاد في القلوب بين طبقات المجتمع !
قوميَ استولوا على الدهر فتىً .. ومشوا فوقَ رؤوسِ الحِقَبِ
عـمَّـمــوا بـالـشـمسِ هــامــاتهمُ .. وبـنـوا أبـيـاتـهـم بـالـشُـهُـبِ
( 3 )
كتب الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك ، من قصر الخلافة في دمشق إلى جميع البلدان في الشرق والغرب بإصلاح الطرق ، وعمل الآبار ، ومنع المجذومبن من مخالطة الناس ، وأجرى لهم الأرزاق ، وهو أول من أحدث المستشفيات في الحضارة الإسلامية ، وجعل لكل أعمى قائداً يتقاضى نفقاته من خزينة الدولة ، ولكل مقعد خادماً كذلك ، ورتّب للقرّاء وهم أئمة المساجد ونحوهم أموالاً وأرزاقاً ، وأقام بيوتاً ومنازل يأوي إليها الغرباء ...
ويُشْرِقُ وَجْهي حينَ يُذْكَرُ والِدي .. وتَلْقَى عليهِ للسِّيادةِ مِيسَمَا
وإنْ ذَكَروا آباءَهُـم فَوُجوهُهُم .. تُشَبِّهُهَا قِطـعاً مِنَ الليلِ مُظلِما
( 4 )
رسالة من فتاة أوربية الى أبيها وهي تصف حالها في مستشفى عربي في بلاد المسلمين ، قالت :
سجلوا اسمي بعد المعاينة وعرضوني على رئيس الأطباء ، ثم حُملت إلى الحمَّام الساخن وأُلبست ثياباً نظيفة من المستشفى ، الذي فيه مكتبة ضخمة وأناشيد تترنم بها أصوات جميلة ولمَّا قال لي كبير الأطباء بعد شفائي أنني سأخرج قريباً كرهت ذلك فكل شيء هنا جميل للغاية ونظيف جداً ، الأسرَّة وثيرة ، وأغطيتها من الدمقس الأبيض والمُلأ بغاية النعومة والبياض كالحرير وفي كل غرفة من غرف المستشفى تجد الماء جارياً فيها على أشهى مايكون وفي الليالي القارسة تُدفأ كلُ الغرف وأمَّا الطعام ، فحدث عنه ولاحرج فهناك الدجاج أو لحم الماشية يقدم يومياً لكل من يسعه هضمه وحينما أخرج من ا لمستشفى سأحصل على لباس جديد وخمس قطع ذهبية حتى لا أضطر إلى العمل حال خروجي مباشرة .
فلستَ بحاجة إذن ، أن تبيع ماشيتك ولكن عليك بالإسراع في المجيء إذا أردت أن تلقاني هنا !
( نقلاً عن المستشرقة الألمانية زيغرد هونكه )
أولئكَ آبائي فجئني بمثلهِم .. إذا جَمَعَتنا يا جرير المجامِــعُ
( 5 )
فكّرَ نور الدين زنكي بالحيوانات المُسنَّنة والمريضة التي لم تعد تصلح للخدمة ، وقد كان أكثر هذه الحيوانات قد اشتركت مع جيوش المسلمين في الدفاع والذود عن ديار المسلمين في وجه الصليبيين ، فلم يجد شيئاً يجازيها به ويشكر صنيعها الماضي إلّا أنْ قام بتخصيص أرض تقع غرب دمشق تكثر فيها الحشائش ، ويمر بها نهر بردى ، تُوقَفُ هذه الأرض لحاجة تلك الحيوانات ، وأقام عليها بياطرة يعتنون بها !
فكانت تقضي بقية عمرها بهدوء ، فلا يزعجها أحد ولا تتشرد في الفلوات وفاءً منه لما مضى لها من فِعال ....