الجزر الأمارتية وإيران
مرسل: الجمعة يناير 07, 2011 8:44 pm
الجزر الثلاث بين الاحتلال الفارسي والصمت العربي
لعل التغيير السياسي الذي شهده العراق بعد احتلاله من قبل الولايات المتحدة كان له الاثر في موقفه تجاه القضايا العربية المصيرية، ولعل ابرز هذه القضايا هي احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث، واذا كان العراق يشهد احتلال واثر على مواقفه فما بال الدول العربية التي تلتزم الصمت بين التخاذل والرضوخ للواقع الذي تعيشه هذه الجزر، التي نبدئها بذكر شيء عن واقعها وطبيعتها واحقية من في امتلاكها.
نظرة تاريخية للجزر الثلاث
جزيرة طنب الكبرى: هي جزيرة واقعة على مدخل مضيق هرمز شمالي جزيرة أبو موسى، وهي على بعد 75 كيلومتر من إمارة رأس الخيمة و 29كم جنوب جنوب شرق جزيرة قشم الإيرانية،اما الحديث عن مساحاتها فيبلغ طول الجزيرة 12 كم ويزيد عرض الجزيرةعلى7 كم وتبلغ مساحة الجزيرة بنحو 80 كم مربعاً وتاخذ الشكل الدائري.
اما مواردها الطبيعية فتشتهر بغناها بمعادن الأكسيد الأحمر والنفط.
وفي الحديث عن قاطنيها، ذكر بانها رغم قلة المياه العذبة فيها إلا أنها كانت مأهولة بالسكان حيث كان يبلغ عدد سكانها 700 نسمة قبل الاحتلال الإيراني لها.
وكانت تحوي على مدرسة ابتدائية للبنين والبنات تسمى المدرسة القاسمية كما كان فيها عيادة صحية ومركز للشرطة.
جزيرة طنب الصغرى: وهي جزيرة غير مأهولة بالسكان لعدم توافر المياه العذبة فيها، واقعة على مدخل مضيق هرمز وتبعد 12 كم تقريبا الى الغرب من جزيرة طنب الكبرى.
اما عن مساحتها فيقدر المختصون مساحتها بانها تتجاوز 20 كم مربعا وتاخذ الشكل المثلث ، فيبلغ طولها1.5كم فيما يقدر عرض الجزيرة بثلاثة ارباع الكيلو متر.
جزيرة ابو موسى: وهي جزيرة واقعة في مدخل الخليج العربي على مضيق هرمز وتبعد 60 كم تقريبا عن امارة الشارقة فيما تبعد 75 كم من الساحل الإيرانية ، وهي أكبر من جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وتتمتع بأهمية خاصة كونها ذات مياه عميقة صالحة لرسوا السفن.
اما في الحديث عن مساحة جزيرة ابو موسى فبحسب المختصون تبلغ 20كم مربع فيقدر المختصون طولها 5كم فيما يقدر عرضها 4كم، و تأخذ الجزيرة شكل المثلث.
وفي الحديث عن الطبيعة في جزيرة ابو موسى فهي غنية بالنفط الخام وخامات الاكسيد الاحمر والجرانيت.
ولعل ابرز محطة في مشكلة الجزر الثلاث تتكرس في مرحلة ما بعد رحيل القوات البريطانية من الخليج العربي، حيث أعقبها الانتشار السريع للقوات الإيرانية في هذه الجزر، وكأنها رسالة تفيد بان إيران هي الوريث الشرعي للاحتلال البريطاني في الخليج.
ونريد أن نستعرض تاريخيا لمن كانت هذه الجزر الثلاث ومن هو المسيطر عليها وحكمها واستفاد من خيراتها فترتبط هذه الجزر الثلاث تاريخيا بقبائل القواسم العربية التي سادت وحكمت منطقة الخليج في الفترة مابين القرنين الثالث عشر والتاسع عشر حيث لم تظهر بعد إمارات الخليج العربي على الساحل العماني.
فقد كانت قبائل القواسم هي القوة الضاربة في المنطقة وكانت عاصمة دولة القواسم إمارة رأس الخيمة، ثم انتقلت فيما بعد عاصمة دولة القواسم إلى إمارة الشارقة حيث نقلها الشيخ السلطان بن صقر في أواسط القرن الثامن عشر.
و في بدايات القرن التاسع عشر وتحديدا في عام 1820، سيطر البريطانيون على منطقة الخليج بعد مواجهات ضارية مع دولة القواسم، الذين أُجبروا فيما بعد على الدخول في معاهدات الحماية والأمن المشترك مع البريطانيين، وطردوا من الساحل الإيراني بعد ان كانوا يسيطرون عليه ويحكمونه.
وبعد هذه الحادثة بقيت جزر طنب الكبرى والصغرى وجزيرة ابو موسى تحت سيطرة حاكم الشارقة، وبقي الحال على ما هو عليه حتى حدثت العديد من المشاكل بين التجار العرب والايرانيين واتخذتها ايران حجة للسيطرة على الجزر في عام 1904م ورفعوا العلم الايراني بدلا من علم الشارقة وشددت ايران على الجزر الحراسة الجمركية، فاثار هذا الحادث حفيظة حاكم الشارقة مما دفعه الى اللجوء بالقوات البريطانية للتدخل وانهاء التواجد البريطاني في هذه الجزر.
واثبتت الوثائق والمراسلات البريطانية على اقرار السيادة الاماراتية على الجزر الثلاث حتى عام 1971م حيث انسحبت من الخليج.
وفي اواسط القرن العشرين وبالتحديد عام 1953 حاولة ايران السيطرة على الجزر الثلاث في فترة ترويج الغرب لدور شاه ايران محمد رضا بهلوي كشرطي في الخليج العربي والمنطقة عموما، وفي عام 1964م فرضت ايران سيطرتها على جزيرة ابو موسى لكن هذه السيطرة لم تدم الا عشرون يوم فقط لما واجهها من رفض عربي واسع مما اضطر طهران الى تبرير ما فعلته بانه مناورة حربية طارئة بمشاركة الاسطول الاميركي.
لماذا الصمت العربي على احتلال الجزر؟
ورب سائل يسال لماذا الصمت العربي منذ اخر احتلال للجزر الثلاث منذ عام 1971 والى يومنا هذا سوى بعض التصريحات الخجولة والمطالبات الغير جريئة باسترداد عروبة هذه الجزر من قبل مجلس التعاون الخليجي الذي لازال يتملق لايران ويدعوها لحضور مؤتمراته وهي لاتطلق حتى في الاذاعات المحلية الايرانية صفة العروبة على الخليج حيث تسميه الخليج الفارسي والمثير للغرابة هو تصريح احد قادة الدول العربية الذي اشار: (الى هذه الجريمة في حينها غير مهمة هذه الجزر بالنسبة للامن العربي وانها صخور جرداء في وسط الخليج).
وكانت المحطة الأخيرة في النزاع على الجزر هي قمة دمشق الاخيرة، التي تضمَّنت مقرراتها التشديد على الهوية العربية للجزر الثلاث وكلفة لجنة برئاسة الرئيس الليبي لوضع حد للاحتلال الايراني لهذه الجزر.
وكذلك ماجاء في البيان الختامي لاجتماع البرلمانيين العرب في العراق الذي تحفظة على نصه قائمة الائتلاف الشيعية لما تحمله من ولاء مطلق لايران.
وفي الوقت الذي تخشى فيه دول الخليج من الهيمنة الايرانية وازدياد نفوذها على الخليج من خلال امتلاكها السلاح النووي الذي يشكل تهديد للخليج العربي بشكل خاص وللمنطقة بشكل عام، فان ايران تخشى الوجود الاميركي في الخليج وتسعى الى عقد اتفاقات امنية مع دول الخليج في سبيل تخلي الاخيرة عن حماية القوات الاميركية لها وهذا ما طرحه احمدي جاد في زيارته الاخير لمجلس التعاون الخليجي الذي بدى فيه وكأنه الحمل الوديع الذي ليس لديه أي إطماع في الخليج أو المنطقة واظهر ايران بأنها الراعي الأكبر والمتهم الأكثر بأمور دول الخليج وتمشية مصالحها باعتبار ايران الدولة الأكبر في الخليج الذي اطبق عليه الفارسي
فلهذا السبب وغيره تجددت مطالبة دولة مجلس التعاون وبعض الدول العربية باعادة استقلالية الجزر الثلاث وتقديم كل من ايران ودولة الامارات مستنداتها لمحكمة دولية للبت باحالة ملكية هذه الجزر لاهلها الشرعيين لكن ايران ما فتئت ان تماطل بتقديم ماتدعي انها تمتلكه من مستندات تثبت احقيتها في الجزر الثلاث.
و من خلال التوثيق التاريخي لمجريات الاحداث التي حصلت على هذه الجزر المتنازع عليها نقدم ابرز الوثائق التي تثبت لمن عائدية هذه الجزر:
ففي عام 1929 طلبت الحكومة الايرانية عبر الحكومة البريطانية، شراء جزيرتي طنب الكبرى والصغرى من حاكم رأس الخيمة الذي رفض العرض الايراني جملة وتفصيلا، فقامت الحكومة البريطانية بإبلاغ ايران بهذا الرفض ولو كانت هذه الجزر تابعة لايران كما ادعى متكي في قمة دمشق لما كانت ايران قدمت هذا العرض وتحاول شراء جزء من اراضيها حسب مايدعي متكي.
اما في عام 1930م فقد عاودت ايران مرة اخرى بحيلة جديدة وعرضت استئجار جزيرة طنب الكبرى لمدة 50 عام وما كان من حكام راس الخيمة غيرة ان يرفض هذا العرض.
ولعل اخر اثبات هو ما جرى قبيل احتلال ايران لهذه الجزر حيث عرضت مرة ثالثة شراء جزيرتي طنب الصغرى والكبرى أو استاجارها في عام 1971م .
وبعد عرض هذه الحقائق التاريخية والوثائق الرسمية من قبل بريطانية وايران نفسها رب قائل يقول وهل بعد هذه الحقائق لايران ان تقول بنها صاحبة الحق الشرعي بهذه الجزر، لكن ايران طالما استخدمت اسلوب (الديماغوجية) والديماغوجي هو الذي يحاول جمع الناس حوله وكسب تاييد الناس له عن طريق اطلاق الوعود الكاذبة والتملق وتشويه الحقائق ويحاول اثبات كلامه من خلال استخدام فنون الكلام ، وهو لايلجاء الى البرهان والدليل لانها تبعث على حث المتلقي للتفكير وهذا هو ديدن ايران في تصريف امورها
اسباب الاحتلال الايراني للجزر الثلاث
ولعل ابرز الاسباب التي تدفع ايران للسيطرة وبسط النفوذ على هذه الجزر الثلاث هو ما ذكره المختصون الاستراتيجيون لما تحمله هذه الجزر من اهمية.
حيث ذكر الباحث المستشرق بان لاغرابة في ما يجري من قبل ايران للسيطرة على هذه الجزر فهي تعد منطقة استراتيجية فريدة نظرا لاشرافها على سواحل ايران و العراق والسعودية وقال ان موقع هذه الجزر يفوق في أهميته موقع جزيرة هرمز التي تطل على ساحل المضيق .
موقعها الاستراتيجي
كما اكد بأن الجزر الثلاث لا تقل في أهميتها الاستراتيجية عن مدينة طنجة وجبل طارق في مدخل البحر الابيض المتوسط وعن عدن في مدخل البحر الاحمر . وأنها في هذه المكانة تقف مشرفة على حركة المرور في الخليج وتتحكم فيها أيضا .
مكانتها الاقتصادية والسياسية
وتذكر دراسة لخبراء الاقتصاد والسياسة في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في جامعة جورج تاون الأمريكية أن 86%من صادرات نفط الشرق الأوسط تمر من مضيق هرمز بشواطئ الجزر الثلاث، وأن هذه النسبة تشكل نصف الطاقة التي تعتمد عليها صناعة العالم واقتصاده وحياته اليومية، و من لا تسيل لاعبه على جزر تمر من خلالها ناقلة كل اثنتي عشرة دقيقة.
لعل التغيير السياسي الذي شهده العراق بعد احتلاله من قبل الولايات المتحدة كان له الاثر في موقفه تجاه القضايا العربية المصيرية، ولعل ابرز هذه القضايا هي احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث، واذا كان العراق يشهد احتلال واثر على مواقفه فما بال الدول العربية التي تلتزم الصمت بين التخاذل والرضوخ للواقع الذي تعيشه هذه الجزر، التي نبدئها بذكر شيء عن واقعها وطبيعتها واحقية من في امتلاكها.
نظرة تاريخية للجزر الثلاث
جزيرة طنب الكبرى: هي جزيرة واقعة على مدخل مضيق هرمز شمالي جزيرة أبو موسى، وهي على بعد 75 كيلومتر من إمارة رأس الخيمة و 29كم جنوب جنوب شرق جزيرة قشم الإيرانية،اما الحديث عن مساحاتها فيبلغ طول الجزيرة 12 كم ويزيد عرض الجزيرةعلى7 كم وتبلغ مساحة الجزيرة بنحو 80 كم مربعاً وتاخذ الشكل الدائري.
اما مواردها الطبيعية فتشتهر بغناها بمعادن الأكسيد الأحمر والنفط.
وفي الحديث عن قاطنيها، ذكر بانها رغم قلة المياه العذبة فيها إلا أنها كانت مأهولة بالسكان حيث كان يبلغ عدد سكانها 700 نسمة قبل الاحتلال الإيراني لها.
وكانت تحوي على مدرسة ابتدائية للبنين والبنات تسمى المدرسة القاسمية كما كان فيها عيادة صحية ومركز للشرطة.
جزيرة طنب الصغرى: وهي جزيرة غير مأهولة بالسكان لعدم توافر المياه العذبة فيها، واقعة على مدخل مضيق هرمز وتبعد 12 كم تقريبا الى الغرب من جزيرة طنب الكبرى.
اما عن مساحتها فيقدر المختصون مساحتها بانها تتجاوز 20 كم مربعا وتاخذ الشكل المثلث ، فيبلغ طولها1.5كم فيما يقدر عرض الجزيرة بثلاثة ارباع الكيلو متر.
جزيرة ابو موسى: وهي جزيرة واقعة في مدخل الخليج العربي على مضيق هرمز وتبعد 60 كم تقريبا عن امارة الشارقة فيما تبعد 75 كم من الساحل الإيرانية ، وهي أكبر من جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وتتمتع بأهمية خاصة كونها ذات مياه عميقة صالحة لرسوا السفن.
اما في الحديث عن مساحة جزيرة ابو موسى فبحسب المختصون تبلغ 20كم مربع فيقدر المختصون طولها 5كم فيما يقدر عرضها 4كم، و تأخذ الجزيرة شكل المثلث.
وفي الحديث عن الطبيعة في جزيرة ابو موسى فهي غنية بالنفط الخام وخامات الاكسيد الاحمر والجرانيت.
ولعل ابرز محطة في مشكلة الجزر الثلاث تتكرس في مرحلة ما بعد رحيل القوات البريطانية من الخليج العربي، حيث أعقبها الانتشار السريع للقوات الإيرانية في هذه الجزر، وكأنها رسالة تفيد بان إيران هي الوريث الشرعي للاحتلال البريطاني في الخليج.
ونريد أن نستعرض تاريخيا لمن كانت هذه الجزر الثلاث ومن هو المسيطر عليها وحكمها واستفاد من خيراتها فترتبط هذه الجزر الثلاث تاريخيا بقبائل القواسم العربية التي سادت وحكمت منطقة الخليج في الفترة مابين القرنين الثالث عشر والتاسع عشر حيث لم تظهر بعد إمارات الخليج العربي على الساحل العماني.
فقد كانت قبائل القواسم هي القوة الضاربة في المنطقة وكانت عاصمة دولة القواسم إمارة رأس الخيمة، ثم انتقلت فيما بعد عاصمة دولة القواسم إلى إمارة الشارقة حيث نقلها الشيخ السلطان بن صقر في أواسط القرن الثامن عشر.
و في بدايات القرن التاسع عشر وتحديدا في عام 1820، سيطر البريطانيون على منطقة الخليج بعد مواجهات ضارية مع دولة القواسم، الذين أُجبروا فيما بعد على الدخول في معاهدات الحماية والأمن المشترك مع البريطانيين، وطردوا من الساحل الإيراني بعد ان كانوا يسيطرون عليه ويحكمونه.
وبعد هذه الحادثة بقيت جزر طنب الكبرى والصغرى وجزيرة ابو موسى تحت سيطرة حاكم الشارقة، وبقي الحال على ما هو عليه حتى حدثت العديد من المشاكل بين التجار العرب والايرانيين واتخذتها ايران حجة للسيطرة على الجزر في عام 1904م ورفعوا العلم الايراني بدلا من علم الشارقة وشددت ايران على الجزر الحراسة الجمركية، فاثار هذا الحادث حفيظة حاكم الشارقة مما دفعه الى اللجوء بالقوات البريطانية للتدخل وانهاء التواجد البريطاني في هذه الجزر.
واثبتت الوثائق والمراسلات البريطانية على اقرار السيادة الاماراتية على الجزر الثلاث حتى عام 1971م حيث انسحبت من الخليج.
وفي اواسط القرن العشرين وبالتحديد عام 1953 حاولة ايران السيطرة على الجزر الثلاث في فترة ترويج الغرب لدور شاه ايران محمد رضا بهلوي كشرطي في الخليج العربي والمنطقة عموما، وفي عام 1964م فرضت ايران سيطرتها على جزيرة ابو موسى لكن هذه السيطرة لم تدم الا عشرون يوم فقط لما واجهها من رفض عربي واسع مما اضطر طهران الى تبرير ما فعلته بانه مناورة حربية طارئة بمشاركة الاسطول الاميركي.
لماذا الصمت العربي على احتلال الجزر؟
ورب سائل يسال لماذا الصمت العربي منذ اخر احتلال للجزر الثلاث منذ عام 1971 والى يومنا هذا سوى بعض التصريحات الخجولة والمطالبات الغير جريئة باسترداد عروبة هذه الجزر من قبل مجلس التعاون الخليجي الذي لازال يتملق لايران ويدعوها لحضور مؤتمراته وهي لاتطلق حتى في الاذاعات المحلية الايرانية صفة العروبة على الخليج حيث تسميه الخليج الفارسي والمثير للغرابة هو تصريح احد قادة الدول العربية الذي اشار: (الى هذه الجريمة في حينها غير مهمة هذه الجزر بالنسبة للامن العربي وانها صخور جرداء في وسط الخليج).
وكانت المحطة الأخيرة في النزاع على الجزر هي قمة دمشق الاخيرة، التي تضمَّنت مقرراتها التشديد على الهوية العربية للجزر الثلاث وكلفة لجنة برئاسة الرئيس الليبي لوضع حد للاحتلال الايراني لهذه الجزر.
وكذلك ماجاء في البيان الختامي لاجتماع البرلمانيين العرب في العراق الذي تحفظة على نصه قائمة الائتلاف الشيعية لما تحمله من ولاء مطلق لايران.
وفي الوقت الذي تخشى فيه دول الخليج من الهيمنة الايرانية وازدياد نفوذها على الخليج من خلال امتلاكها السلاح النووي الذي يشكل تهديد للخليج العربي بشكل خاص وللمنطقة بشكل عام، فان ايران تخشى الوجود الاميركي في الخليج وتسعى الى عقد اتفاقات امنية مع دول الخليج في سبيل تخلي الاخيرة عن حماية القوات الاميركية لها وهذا ما طرحه احمدي جاد في زيارته الاخير لمجلس التعاون الخليجي الذي بدى فيه وكأنه الحمل الوديع الذي ليس لديه أي إطماع في الخليج أو المنطقة واظهر ايران بأنها الراعي الأكبر والمتهم الأكثر بأمور دول الخليج وتمشية مصالحها باعتبار ايران الدولة الأكبر في الخليج الذي اطبق عليه الفارسي
فلهذا السبب وغيره تجددت مطالبة دولة مجلس التعاون وبعض الدول العربية باعادة استقلالية الجزر الثلاث وتقديم كل من ايران ودولة الامارات مستنداتها لمحكمة دولية للبت باحالة ملكية هذه الجزر لاهلها الشرعيين لكن ايران ما فتئت ان تماطل بتقديم ماتدعي انها تمتلكه من مستندات تثبت احقيتها في الجزر الثلاث.
و من خلال التوثيق التاريخي لمجريات الاحداث التي حصلت على هذه الجزر المتنازع عليها نقدم ابرز الوثائق التي تثبت لمن عائدية هذه الجزر:
ففي عام 1929 طلبت الحكومة الايرانية عبر الحكومة البريطانية، شراء جزيرتي طنب الكبرى والصغرى من حاكم رأس الخيمة الذي رفض العرض الايراني جملة وتفصيلا، فقامت الحكومة البريطانية بإبلاغ ايران بهذا الرفض ولو كانت هذه الجزر تابعة لايران كما ادعى متكي في قمة دمشق لما كانت ايران قدمت هذا العرض وتحاول شراء جزء من اراضيها حسب مايدعي متكي.
اما في عام 1930م فقد عاودت ايران مرة اخرى بحيلة جديدة وعرضت استئجار جزيرة طنب الكبرى لمدة 50 عام وما كان من حكام راس الخيمة غيرة ان يرفض هذا العرض.
ولعل اخر اثبات هو ما جرى قبيل احتلال ايران لهذه الجزر حيث عرضت مرة ثالثة شراء جزيرتي طنب الصغرى والكبرى أو استاجارها في عام 1971م .
وبعد عرض هذه الحقائق التاريخية والوثائق الرسمية من قبل بريطانية وايران نفسها رب قائل يقول وهل بعد هذه الحقائق لايران ان تقول بنها صاحبة الحق الشرعي بهذه الجزر، لكن ايران طالما استخدمت اسلوب (الديماغوجية) والديماغوجي هو الذي يحاول جمع الناس حوله وكسب تاييد الناس له عن طريق اطلاق الوعود الكاذبة والتملق وتشويه الحقائق ويحاول اثبات كلامه من خلال استخدام فنون الكلام ، وهو لايلجاء الى البرهان والدليل لانها تبعث على حث المتلقي للتفكير وهذا هو ديدن ايران في تصريف امورها
اسباب الاحتلال الايراني للجزر الثلاث
ولعل ابرز الاسباب التي تدفع ايران للسيطرة وبسط النفوذ على هذه الجزر الثلاث هو ما ذكره المختصون الاستراتيجيون لما تحمله هذه الجزر من اهمية.
حيث ذكر الباحث المستشرق بان لاغرابة في ما يجري من قبل ايران للسيطرة على هذه الجزر فهي تعد منطقة استراتيجية فريدة نظرا لاشرافها على سواحل ايران و العراق والسعودية وقال ان موقع هذه الجزر يفوق في أهميته موقع جزيرة هرمز التي تطل على ساحل المضيق .
موقعها الاستراتيجي
كما اكد بأن الجزر الثلاث لا تقل في أهميتها الاستراتيجية عن مدينة طنجة وجبل طارق في مدخل البحر الابيض المتوسط وعن عدن في مدخل البحر الاحمر . وأنها في هذه المكانة تقف مشرفة على حركة المرور في الخليج وتتحكم فيها أيضا .
مكانتها الاقتصادية والسياسية
وتذكر دراسة لخبراء الاقتصاد والسياسة في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في جامعة جورج تاون الأمريكية أن 86%من صادرات نفط الشرق الأوسط تمر من مضيق هرمز بشواطئ الجزر الثلاث، وأن هذه النسبة تشكل نصف الطاقة التي تعتمد عليها صناعة العالم واقتصاده وحياته اليومية، و من لا تسيل لاعبه على جزر تمر من خلالها ناقلة كل اثنتي عشرة دقيقة.